BlAcK_Witch
New member
وهذي قصيده لرائعه سعاد الصباح (امبراطوره الرومانسيه وكونتيسه الشعر)
قصيدة حب7
أكتبُ هذه الرسالةَ ليديْكْ..
نعم ،ليديْكْ..
فيداك هما أكثرُ مِنْكَ حناناً،
وأكثرُ فهْماً لطبيعةِ النَّساءْ
وأسرارهنَّ..
وعوالمهُنَّ الداخليَّةْ...
إن علاقتي بيدَدَيْكْ
قديمةٌ...قديمَةْ...
وإعجابي بهما،قديمٌ..قديمْ..
بدءاً من اليوم الذي رأيتهما فيه
في أحدِ مقاهي السان جرمان في باريسْ
تجلسانِ وحدهُما..
وتتكلَّمان مرّةً مع سيجارة((القولوازْ))..
ومرَّةً مع اللاشيءْ..
وترسُمان في الفضاء خطوطاً وأشكالًا
لاتسطيعُ أن تفهمَها
سوى امرأةٍ عربيّةْ
تتسكَّعُ على أرصفة الحزنِ.. مثلي
يداكَ..
هما الساحل الرَّمليُّ الذي أتمدَّدُعليهْ
عندما تضربني العاصفةْ
وهما النَّخْلتان اللتان أهزُّهُما
عندم يأتيني المخاضْ
فتتساقطانِ عليَّ ربطاً جَنِيّا...
أكتبُ هذه الرسالةَ ليدَيْكْ..
لأنني مللت من الكتابةِ إليكْ..
فهما تحتفلانِ ببريدي
وأنت ترمي بريدي في سلَّةِ المهملاتْ..
هما تتصرَّفان بحضارَةْ..
وأنت تتصرَّف ببدائيَّةْ..
هما تفحتانِ ألف بابٍ للحوارْ
وأنت تغلقُ في وجهي كلَّ الأبواب...
أحتمي ببديْكَ القويَّتيْنْ
عندما لاأجدُ مَنْ يحميني..
وأتغطَّى بوبرهما الكثيفْ
عندما لاأجدُ مِنْ يغطّيني..
وألتجيءُ إليهما..
عندما لاأجدُ مَنْ يطعِمني..ويَسْقيني..
يداك كانتا دائمتً معي
في السِّراءِ والضرّا ءْ
وكانتا دائماً من حزْبي
يوم كنت تُرْعِدُ..وتُبْرقْ..
وتتصرَّفُ كأيّ حاكم ٍ عربيّ
لايُوْمنُ بالراي الآ خَرْ
ولابالفكر الآ خَرْ
ولابالجنس ِ الآخَرْ
أو كأيّ شيخ قبيلَةْ
يتحدَّث عن الشورى..والتعدُّدية..والحوار ِ المفتوحْ..
ولكنَّهُ لايحاورُ أحداً..
ولايستشيرُ أحداً...
يداكَ..هما الكتابانِ الرائعان
اللذان أقرأُ فيهماقبل أن أنامْ...
وهما الغابتانِ الكثيفتا الشَّجَرْ
التان التجيءُ إليهما في حالات اكتئابي..
وهما الخشبتانِ اللتان أتعلَّقُ بهما
عندما أشرفُ على الغَرَقْ..
وهما المدفأتان اللتان أتكومّ أمامَهُما
عندما تنتابني القشعريرةْ...
يداكَ كانتا دائماً
حمامتيّ سَلامْ
فإذا تشاجَرْنا..أصلحتا ما بينَنا
وإذا أبكيْتَني...
كفكفتا دُمُوعي...
إننيأزورُ يَدَيْكْ
عندما تكون خارجَ البيتْ
وأشربُ معهما قهوةَ الصّباحْ
وأبوحُ لهما بكل شؤوني وشجُوني
وأسلِّمُهما مِلَفا ً كاملًا
لكلِّ الداعاوي العاطفيَّةِ التي رفعتُها عليكْ..
وخسِرْتُها جميعاً...
يداكَ صديقتايَ..
قبل أن أكون صديقتَيكْ
وعلاقتي بهما،
أرقي مِنْ علاقتي مَعَكْ
وأنْبَلُ من علاقتي مَعَكْ
وأعمقُ جُذوراً..
فإذا قرَّرْتَ..
أن تسافِرَ إلى أيّ مكان ٍ في العالمْ
فخذ جميعَ حقائِبِكْ..
واتْرُكْ لي يدَيََكْْ...
إنني لاأخطُطُ أبدا ً
بينك وبين يَدَيْكْ
فهُما مسالمتانِ..وأنتَ عُدوانيّ
وهما مسامحتانِ..وإنتَ متعصِّبْ..
وهما مثقّفتانِ..وأنت متوسط الثقافةْ..
وهما مائيّتان..وأنت متخشب
إنني لاأخطط ُ أبداً
بين حداثَتِهما..وبين سلفيَِّتكْ...
شكراً لأ بُوَّة يديكَ..ياسيَّدي
شكراً لهما
إصبعاً..إصبعاً..
ظِفْراً..ظِفْراً..
شِرْياناً..شِرْياناً..
فقد مانتا بيتي في زَمَنِ التّشرُّدْ
وسَقْفي في زمن العاصفَةْ..
ووطني..
بعدما سحبُوا سجّادةَ الوطنِ مِنْ تحتي...
أيّها الرجل الذي أعتزُّ بصداقةِ يدَيْه..
إذا قابلت يديك بالمصادفْةْ
في أي مطار..أو أيّ مرفأْ
أو في أيّ مقهىً من مقاهي الرصيفْ
فسلِّمْ لي عليِهما...