آسيااا
New member
- إنضم
- 22 أبريل 2007
- المشاركات
- 1,690
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
( الجـــــــــزء السادس عشر )
دلالـــــ
صحيت على صوت المنبـــــــه ... قمت من النــــــوم وأنـــــــا أحس بنشـــــاط يعتريني .. بعــــد ما أخذت لي شاور ولبست ملابسي ..
طلعت من البيت رايحـــــــه لجمعيــــه فتاة الخليج ...
صـــــار لي تقريبــــا أسبوع من بدأت الشغـــــل في الجمعيـــــة .. إحســـــاس جميل لما يصير للإنســــان كيان خاص فيـــــه .. مبلغ مالي يستلمه نهاية كل شهر حتى لو هـــــذا المبلغ بسيط .. ولا جلســــــة البيت إلا كانت راح تقتلني ... يمكن الكل يستغرب كيــــف أن أبوي وافق أني أشتغــــل .. أنا أظن أنه وافق بعد ضغط مني ومن أختي ضحى إلا ساعدتني .. وخصوصا أني حسيت أنه مل من الجـــــدال المستمر بيني وبين زوجتـــــه .. أبوي كبر بالسن ومـــــا أظن صار يتحمل الخناق والمناقر كــــل يوم .. الواحد كل ما كبر بالسن يميل للهدوء والراحــــة.. والله أعــــلم يمكن زوجه أبوي خافت أن أبوي يروح يدور على زوجه ثــــــانية تريحه ..
زواجي من خـــــالد علمني درس بالحيــــــاة .. أني مـــــــا استسلم بكل سهوله لليأس إلا ممكن يحطمني .. صحيح أني بالبداية تأثرت بطلاقي .. لكن مع الوقت إكتشفت أن كل دمعه كـــــــــــانت تطيح من عيني بسبب خالد .. كـــــــــان هو بعد يطيح من عيني .. ليـــــــــــن مـــــــــا صار ما يعني لي شي ..
تعبت وانــــــا اشوف النــــاس تمشي قدامي .. وأنـــــا واقفه مكاني أنتظر من يصافحني .. تعلمت أكون قـــــاسية مع الناس إلا تستاهل القسوة
لا تلوم هذا الزمن مــــــــــا للزمن عشرة .. حتى ولو صافحك كم يـــوم بكفوفه
مـــــا كل شهر يمـــــر يوافقك بدره .. البــــــــدر وقت الكسوف شلون بتشوفه
شف من تحبه وعطه النور والشهره .. وقم من مكــــانك قبل لا يطول وقـــــوفه
لا يغرك البـــــحر مـــا فـ البحر ذا قطرة .. ترويك من ها العطش لو كان من جوفه
:
:
:
نزلت من السيــــــارة ودخلت الجمعيـــــة .. كل البنات الموجودات هنـــــا حبوبات .. يتعاملون معي وكأني أختهم .. حسيت أن البنات الموجودات هنــــا كلهم على قلب واحد .. حسيتهم جد وكأنهم عـــــائلة وحده .. يمكن هذي الألفه والمحبه أنــــــا مفتقدتهـــــا .. والله لولا وجود أختي ضحى معي بالبيت والله من زمـــــــــــــــــان أنـــــــــــا طفشت .. بعــــد ما نزعت عباتي وطبقتهــــــا .. رحت ابتدي شغلي .. بروح جـــــادة للعمل
*
*
*
*
أسيـــــــــل
يـــــا ربي صار لي ســــاعة أعلم في ها الغبي كيف يكتب surgical note ولا هو راضي يستوعب معي .. أنــــــــــــا ما أدري كيف ها الجامعات تخرج دكاترة مثله .. الله يذكر جامعتنـــــا بالخير .. كيف أن امتحاناتنـــــا صعبه .. تطلع النجـــــاح من عيونــــا .. حتى أنهـــــا تجيب لنا بإمتحان الجراحة .. نكتب surgical note
وكأن حنــــــــا راح نتخصص جراحــــة
: ركـــــز معي يـــــا دكتور مرعي .. تعمدت أشدد بإسمه
مرعي : طيب جيبي لي مثـــــال
اللهم طولك يـــــــــا روح : يعني مثلا عندك appendectomy ( عملية استئصال الدودة الزايدة )
You start cut from skin until you reach the peritoneum
وأنــــــــا أكتب له اسمــــاء layers ( الطبقات) على الورقة
وطبعا تشرح إيش شفت داخل بطن المريض .. وبالنهاية تبدأ طبعا تسكر كل طبقة بروحهــــــــا وتعددها from peritoneum to the skin بالعكس
وأنــــــــا أناظر في وجهه : فهمت علي
مرعي : ايه فهمت اللحين ..
لاحظت أنه في باله سؤال : عندك سؤال تبي تسأله
مرعي : لا بس ... امممممممممممم .. يـــا أسيل شكل يدك وأظافرك مرررررررررررره حلو
ناظرته منصعقة من كلامة .. والله لو ما أنا محترمة المكان إلا جالسة فيـــــه .. كان اللحين كف على وجهه يسنع وجهه : على مــــــــــا أظن يا دكتور أنـــــــا مش جالسة معك على شان تتغزل فيني .. أنا جالسة أعلمك .. واصلا هذا الشي مش من واجبي .. يعني يــــــــــا تحترم نفسك والله تقوم تعطيني مقفاك أحسن
مرعي جات له خيبه أمل : أسف .. والله ما كان قصدي
علي هذي الحركات ما كان قصدك .. والله لو ما الدكتور طلب مني أعلمك .. والله انت مو بكفو الواحد يعلمك ... رديت عليه من غير نفس .. على شان اخلص منه وافتك : طـــــــــيب خلنا نرجع نكمل
:
:
:
:
صــــــــار لي ســــاعة أدق على أسيــــل على الجوال يطلع لي مغلق .. أمي تنتظرني بقسم العيادات الخارجية .. أبيهـــــا تكلم الدكتور المختص على شان يقدم الموعد .. أو حتى يمكن تتوسط عند الدكتور يستقبلهـــــــــا من غير موعد ..
أضطريت اركب لقســـــم الجراحة .. راح اسأل عنهــــــــا هناك بالأجنحة .. أول مــــــــا فتح اللفت شفت لافتــــــه لــ قسم جراحة الحريم .. خطر على بالي أنهــــــــا ممكن تكون موجودة هنــــــــــــا ..
رحت نــــاحية الجنـــــاح .. كان القسم هادئ .. وصلت لقسم النيرسات .. كان المكان مرتب باللون الأخــــضر الفاتح يبعث في النفس الراحة ..
لكن لفت نظري منظـــــــر دكتور جالس جنب دكـــــتورة .. الدكتورة كانت معطيتني ظهرهـــــــــــا .. شكلها مش غريب علي .. لبست نظارتي الطبية إلا معلقة بجيبي .. على شان أركـــــــــز بالشكل ...
" أسيـــــــــــــــــــــــــــــــل "
أللتفتت لي وهي منصدمــــه ... أكيــــــــد منصدمة ما توقعتني أجي بها الوقت المستشفى واشوفهــــــــــــا جالسة مع ها الدكتور .. وإلا قاهرني أنهم جالسين بروحهم هنـــــــــــــا بها المكان الهادئ .. ولا في أحد حولهم من النيرسات .. لأاني أظن هذا وقت بريك الغذاء .. يعني ليــــــــــــــــه ما جلست بالكفتريـــــــــــــا !!!
أسيــــل ، لمـــــا وصلت لعندي : خير كحيلان .. إيش إلا جايبك بها الوقت المستشفى .. عمتي .. عمي فيهم شي
مسكت يدهــــــــا بقوة .. وسحبتها .. وطلعنا من القسم ..
أسيــــــــل : آآآآآآآآي آلالمت يدي .. أيش فيك انت !!
رديت عليهــــــــا .. وأنـــــــا أحاول أمسك أعصابي بقدر ما أقدر : ميــــــــــــــن هذا إلا كنتي جالسة معه ؟؟
نــــــــا ظرتني نظرات ما فهمت إيش معنـــــــا ها : يعني اللحين جاي على شان تسألني هذا السؤال
رديت عليها : لا تجاوبيني سؤال بـــ سؤال ... منو هذا إلا معك
أسيل بغيض وهي تضغط على اسنانهــــــا : دكتور زميل .. طلب مني الدكتور الإستشاري أعلمه شغله ... فيهـــــــا شي هذي
ضغط على يدي بقوة : وليــــــــــه جالسين هنـــــــــا بروحكم ... وهذا الدكتور ما لقا غيرك تعلميــــــــــــــة
أسيـــــــــل : كحيلان ... مـــــــاله داعي ترفع صوتك .. لا المكان ولا الوقت منــــاسب على شان نتكلم .. بالبيت نتفــــــــــــــاهم
رديت عليهـــــــا : طيــــــب يــــــــــــــا اسيـــــــــــــل ... طيب
ومشيت عنهـــــــــــا قبل لا أنفجر بوجههــــــــــــــــــــا .. اصلا نسيت السالفة إلا كنت جاي لهــــــــــــــا .. ونسيت أن أمي تنتظرني ..
*
*
*
*
*
مــــــريم
أضطريت أكذب على جـــــاسم وقلت له أني راح اروح مع أختي السوق .. لكن أنـــــــا رحت البنك وأخذت كل الذهب والمجوهرات إلا عندي بصندوق الأمانات إلا بالبنك .. ورحت لمحــــــــــل ..... لذهب والمجوهرات .. ها المحل أمين واثق فيـــــــه .. ودائمـــــــــا أتعــــامل معــــــه
الحمد لله أن سعـــــر الذهب مرتفع .. يعني جــــــــــابت لي مبلغ محترم .. اكثر من قيمه الذهب لمـــــا شريته .. ومع الفلوس إلا عندي بالحســــــــــاب .. راح يقدر جـــــاسم يوقف على رجوله مره ثــــــــــانية ..
صحيح يعـــــز على المرة تبيع ذهبهـــــــــــــا .. لكن مــــا يهون علي أشوف جـــــاسم متضايق ومهموم
لكن !!!
هـــــل راح يقبل هذي الفلوس من أختــــــــه أم عبد الله ..
أنــــــــــــا مستحيل راح يقبل يأخذهــــــا مني لكن يمكن يأخذهــــــــــا من ام عبد الله
:
:
:
وصلت بيت أم عبد الله ... نزلت من السيــــــارة وطلبت من السايق ينتظرني لأني مراح أطول ..
أستقبلتني أم عبد الله : هـــــــلا مريم ... حياك
رديت عليهــــــا : اعذريني يا أم عبد الله ... البنـــــات راح يطلعوا من المدرسة بعد شوي لازم أروح أمر عليهم .. بـــــــــــــس أنا جاية بقيتك بكلمة رأس
أم عبد الله : طيب أنتي تفضلي .. أشربي لك عصيــــــــــــر
أنحرجت ، وما عرفت اردهـــــــــــا .. دخلت معهــــــــــا لصــــــاله .. وجابت لي عصير .. أنــــــــــا منحرجة ماني عارفة كيف أفاتحهــــــــــا بالموضوع .. مدري إلا راح اسوية غلط أو صح
: يــــــــــــا أم عبد الله أنـــــــا جاية لك اليوم بقيتك بحاجة
أم عبد الله وهي تحط العصير إلا بيدهـــــــــا على الطاولة : آآآآآآآمري يا مريم ... لا يردك إلا لسانكـ
: اممممممممممممممم ... بصراحة أنا جاية لك اليوم بعطيك هذا ... مديت لهــــــا الظرف .. أبيك تعطية أخوك جـــــاسم .. ومــــا أبيه يعرف أنه مني
لاحظت أنه نـــــاظرتني بإستغراب : أيـــــــــــش فيه هذا الظرف
رديت عليهــــــا .. بحيث ما ابين لها أني بعت ذهبي : هذا فيــــــــــــه فلوس .. بصراحة جــــــــاسم يمر بأزمه مــــــالية .. وصار له كم يوم مهموم ومضــــايق .. حاولت أعرض عليه يــــأخذ من فلوسي ويبتدئ من جديد .. لكن انتي تعرفيـــــن أخوك أكثر مني .. رفض يأخذ مني قرش واحــــــــد ..
أم عبد الله : توه جــــــــاسم زايرني أمس مـــــــــا بين لي شي !!!
رديت عليهــــــــا : انتي تعرفين أخوك مـــــــا يحب أحد يدّخل بشغله وبمشاريعه .. فــــــــأنا قلت لو انتي تفاتحينه بالموضوع وتعرضين عليه المساعدة على أن هذي الفلوس فلوسك .. ومـــــــا أتوقع أنه راح يردك .. أنتي أخته الكبيرة
أم عبد الله : واللـــــــــــــه مدري أيش أقولك يـــــــــــا مريم .. لكن بحاول .. أنتي عارفه جاسم من يوم يومه عنيـــــــــد .. وما يقبل مســــــــــاعدة من أحد
مسكت شنطتي وأنـــــــــا قايمة : الله يعــــــافيك يــــــــا أم عبد الله حاولي .. على شان خاطري
أم عبد الله جات ومسكت يدي : والله أنك أصيـــــــــله يا مريم .. وانتي لا تشيلي هم .. إنشـــــــــــــــــاء الله مــــــــا يصير خاطرك إلا طيب
:
:
طلعت من عندهــــــــــــا وأنـــــــــا أحس براحة .. عندي إحســـــاس ان جاسم راح يقبل الفلوس من أختـــــــــــه .. أهم شي مــــا يعرف أن هذي الفلوس جـــــاية من طرفي .. على شان لا يزعل علي
:
:
:
بعد كذا أم عبد الله دقت على أخوهـــــــــا ... طلبت منه يجي يتغذا عندهـــــا ..
جاسم رغم انشغاله لكنه مـــــا قدر يرفض طلب أختـــــه ..
كلهـــــا كم ســــاعة إلاهو واصل بيت أختـــــــه .. دخل من البوابة الرئيسية ... ووقف سيـــــارته في المواقف إلا على جانب البيت .. وهو نـــــــازل من السيارة دق على مريم
جاسم : هـــــــلا مريم أنــــــا راح أتغذا عند أختي أم عبد الله .. تــــــــامرين على شي وأنــــا جاي البيت
مريم : لا سلامتك .. وبالعافيــــــة عليك
بعد ما سكر من عندهـــــا دخل البيت .. رحبت أم عبد الله فيــــــه .. جلسوا في الصالة يسولفوا بمواضيع مختلفه ... مـــــــا حبت أم عبد الله تفاتحه بالموضوع إلا بعـــــد الغذاء
إلا بدخله ريــــــــــــوم جاية من الجامعة : هـــــــــلا هلا خالي .. أشوف البيت اليوم منور
ضحك خالها على كلامهــــا : آآآآآآخ منك يا ريوم ومن عيارتك ... البيت منووووووور بأهله
ريــــــوم : إلا وين مريووووووووم والبنات
جاسم : منو هذي مريوم
ريوم : زوجتـــــــــــك !!
جاسم وهي يقرص خدودها : مريوم بعينك ... رابية معك في الحارة .. هذي خالتك مريم
ريوم تمثل الزعل ومـــــاده بوزهــــا : انشـــــــــاء الله
أم عبد الله : ريوم روحي بدلي .. ونادي أختك نرجس وحور .. وبلا هذرة مالها فايدة
ريوم ركبت الدرج وهي تتحنطب : أمي دوم مفشلتني .. ولا هي عاطتني قيمــــة
جاسم ضحك على سوالف ريوم : والله هــــــا البنت سكر البيت ... الله يخلي البنات لك .. وعقبال مـــــــا تفرحين فيهم
أم عبد الله : أنشاء الله بحياتك
:
:
:
بعد الغذاء .. جلسوا كلهم قريب من حوض السمك ..
ريـــــوم : كيف يا خالي البزنز معك
لاحظت أم عبد الله أن ملامح جـــــاسم تكدرت : بخير ..
ريــــــوم : والله في النهــــــــاية شكلي بترك تخصصي .. وبدرس بزنز .. بجمع لي فلووووس وبصير مليــــــــار درية
جـــــاسم : أنتي على بـــــالك البزنز .. سهـــــــل .. كله وجع راس وهدك
تلاحقي هذا .. وتطالبي هذا بالفلوس .. وإلا يتأخر بالدفع .. شغل يشيب الراس
أم عبد الله حست أنه الفرصة منـــــاسبة تفاتح أخوهــــــا بالموضوع
أم عبد الله : ريـــــــــــوم أشوفك جــــــالسة !! ... مــــــــا وراك دراسة
ريــــــــوم بحماس: لا يمـــــــــه أنا بكرة أوف ..
أم عبد الله : طيب روحي راجعي دروسك
ريــــــــــوم بدلع : يــــا ماما أنتي أيش فيك .. الواحد مــــــا يصدق على الله يصير عنده أوف ... لفت على أختهــــــــا نرجس وبدفـــــــاشة .. انتي يــــــــا الله يـــــــا الله على غرفتك ذاكري ... بنات آخر زمن
مسكينه نـــــرجس قامت بكل هدوء ومن غير ما تجادل أختهــــــــا
أم عبد الله : طيب ماما روحي جيبي حق خالك شاهي
ريوم وهي تنادي بصوت عــــــــــالي : يــــــــــــــــــــــــــــــــــــا مدري شسمك ... جيبي شاهي
أم عبد الله ، وبزمرة : ريـــــــــــــــــــــوم قومي أنتي .. دام النفس عليك طيبه
ريوم تأففت داخل نفسهـــــا : انشاء الله يمة ... كل شي ولا الوالدة تزعل علينـــــــــا
ريوم وهي واقفه ، وبإبتســـــــــــامة عريضة : تبون أجيب مع الشاهي كيك .. ولا بقلاوة
أم عبد الله : جيب إلا تجيبين بــــــــــــس فارقي
ريوم فهمتهـــــــــــا ومشت ببرود للمطبخ .. على وعسى تسمع شي من الســـــــالفة .. لكن للأسف أم عبد الله أنتظرهـــــــــا لين تدخل المطبخ ..
لفت على أخوهــــــــا : إلا مـــــــا قلت لي يــــــا جاسم أخبـــــار الأسهم .. اشوف السوق نــــــازل ها اليومين
جــــاسم تنهدت ، وها التنهيدة ما فاتت أم عبد الله : خليهــــــــــا مستورة يـــــا أم عبد الله .. الأسهم تعبتت نـــــــاس كثير .. وأنا منهم
أم عبد الله : أنت لا تشيل هم .. أنــــــا عندي أمل ترتفع الأسهم
جـــــاسم : مـــــا ضنتي يا أم عبد الله .. السوق طايح طيحة شديدة .. خسرتني إلا وراي وقدامي
أم عبد الله بخوف : لا يكون أنت راهن بيتك
جـــــاسم : لا ما جنيت لحد اللحين على شان اسوي هذي الحركة
أم عبد الله : الحمد الله ... والله أهم شي الواحد جالس ببيته والله ساتر عليـــــة .. أنا اسمع قصص عن الناس إلا راهنين بيوتهم وتبهذلو في الشقق والإجار
جاسم : الله يفرج عنـــــــا وعن جميع المؤمنين
قــــامت أم عبد الله .. لدولاب قريب من الطراز المصري العتيق .. فتحت الدولاب وطلعت منه ظرف ..
راحت لعند الجلسة الخيزران إلا جالس عليهــــــــــا جاسم : تفضل يــــــــا أخوي .. واتمنى مــــــــا تردني
جاسم استغرب: شنو هذا يــــــــا أم عبد الله
أم عبد الله : هذا مبلغ بسيط تفك فيـــــــــه ضيقتك
جاسم وقف : لا تزعليني منك يـــــــا أم عبد الله
أم عبد الله : أنت يا أخوي لا تزعلني منك .. وهي تناظر يدهــــــا الممدودة .. تردني يـــــــا أخوي وأنـــــــا أختك الكبيرة
جاسم : يا ام عبد الله ما أقدر أقفبلها منك
أم عبد الله : والله تــــــــــأخذها مني .. والله
تراني حلفت .. إذا ما اخذتهـــــــا مني مالك مطب في بيتي
جاسم : أنتي كـــــــذا تحرجيني
أم عبد الله قربت منه وحطت الظرف في جيب ثوبه : اعتـــــــــبره دين .. وقت ما يصير عندك رجعه لي
*
*
*
*
*
توني طــــــــــالعة من الحمـــــــــام لابسة الروب ولافه شعري بالفوطة .. فتحت دولاب الملابس أفكـــــــــــر إيش أللبس .. ارسلي كحيلان مسج أنه راح يجي البيت الســـــاعة 6 ..
بمـــــــــا أن اليوم مناسبة ذكرى ميلادي .. راح أللبس لبس مختلف .. غير عن إللي ألبســــــه دايم قدامة ... والله أحيـــــــــــان أضحك على شكلي أحس حالي من BOY STREET
تــــذكرت أني توني شــــارية لي فستـــــان سكري نــــــــــاعم حيل .. يصلح لهذي المناسبات ..
:
:
نـــــــاظرت بنفسي للمرة الأخيرة بالمريــــــــــــا بغرور .. راضيـــــــه عن شكلي .. فستان سكري قصير بربطة سودا تحت الصدر .. وشعري من قدام سويته بف وباقي الشعر ربطة على شكل ذيل حصـــــان بشريطة سودا.. أعطاني شكل طـــــــــفولي
:
:
اليـــــــــــوم قررت أني أغير معاملتي مع كحيلان .. راح أتخذ أسلوب الدلع والغنج .. راح اكـــــــون مثل اللبوه إللي تمشي بخطواتهــــــــــا واثقه وتعرف زين متى تنقض على فريستهـــــــــــــا ... واثق الخــــطوة يمشي ملكا يــــــــا أسيل
دخلت المجلس وأنــــــا أدفع العربــــــــة الخشبية إلا فيهـــــــــا الحلى والعصير ..
لاحظت أنه عيونه اتسعت وفتح فمـــــــــه أولــ ما دخلت عليه .. هذا إلا كنت أبيـــــــــــ أوصولة .. ينبهر بشكلي ..
هو مـــــا تعود يشوووووفي لابسة هذا اللبس ..
تعمدت أقدم له عصير التفــــــــاح بكل نعومه .. مع اني أكرة هذي الحركات الدلع .. لكن على شـــــــان تكمل خطتي .. موتك على إيدي يـــــــــــا كحيلان
لمست أطراف أصـــابعه يدي .. حاولت أكون قوية ومـــــــــا أبين تأثير لمسته ..
بعد كذا جلست على كنبه منفردة .. وحطيت رجل على رجــــــل .. لاحظت أنـــــه يدور شي
قلت له :خيــــــــــر كحيلان في شي ... تدور على شي
رد علي وهو مرتبك : هـــــــــــــــاه لا لا في شغله نسيتهـــــا بالسيارة بروح اجيبهــــــــــــا
هو طلع من هنــــــــــــا .. أنــــــــــا انفجرت من الضحك من هنـــــــا .. يا ربي شكله تحّــــــــــفه .. ومصدق عمــــــــــــره جايني كاشخ بالسكبة السعودية .. صحيح كــــــل بنات خالتي وبنات عمي يحسدوني عليـــــــــه .. وعلى وسامته .. لكن أنا كل هذا ما يهمني ..
رحت بسرعة جهت المرايا أعدل كحلي إلا خرب من الضحك .. رجعت وأنـــــــــا أمشي بكل دلع وصوت كعبي ينسمع مع كل مشية أمشيهـــــــــــــا ... لأني سمعت صوت دخلــــته للمجلس .. مدري أيش إلا خلاه ينسى اشيـــــــــاءة .. تلاقينه أكيد نــــــاسي مفتاح سيارته بالسيارة
مـــــــــا أمداني أجلس على نفس الكنبة ... إلا شفتــــــه يمد يده بعلبـــــه مغلفه بتغليف أحمـــــــــر وشريطة ذهبيه
سمعتــــه يقول لي .. في وقت ذهولي بها الهدية !! وأيش مناسبتهــــــا : هذي هدية بسيطة بمنــــــــــاسبة عيد ميلادك
ابتسمت له من غير شعور .. مــــــــا توقعت ها اللفته اللطيفة منه
كحيلان : افتحيهــــــــــــا .. وقولي لي رايك ؟؟
وكاني ما صدقت قال لي أفتحيهــــــا .. فتحتهـــــا وكان عندي إحساس إنهــــا ممكن تكون غرشة عطر
لكني أنصعقــــــــت !!!
لما إكتشفت أنها علبه لخــــــــاتم .. وهذا الخاتم عبارة عن خاتم سوليتير
أصلا من كثـــــر ذهولي مــــا حسيت أنه سحب الخاتم من العلبة .. وأخذ يدي من حجري .. ولبسني خاتم السوليتير بنفس الإصبع إلا لابسة في الدبله
بصراحة أنـــــــــا مش منبهره بلمعه Diamond
الألمــــــــــــــــاسه الكبيرة ..
أنـــــــــا إلا شال لساني .. أني ما توقعت هذي الحركة أبد من كحيلان .. أنه يكون ذوق بهذي الطريقــــــة .. يمكن هو يبي يطبق نظريه إذا تبي تمتلك قلب المرأة أمتلكها بالماس
والحـــــــــركة إلا شلت كل الحواس فيني .. أني شفته يبوس أصبعي ويقـــــــــول لي : كــــــــــــــــل عـــــــــام وانتي حبيبتي
كــــل علامات التعجب انرسمت بوجهي ..
أولـــ مرة أحس بحياتي بشعور إلا تقول عنه البندري .. أن الجو حواليك حــــــــــــــار .. وأن انتحرت كل الكلمات في هذا الموقف أحس بسخوووووونه بكل جسمي .. أولـــ مرة بحياتي أحس أني خجلانه من شخص قدامي .. ومن هذا الشخص .. كحيــــلان !!
*
*
*
مـــــــا أجمل عينيك حين يغفو فيهمـــا المساء
تصبحين في لحظة أميرة النســـــــــــــاء
أقف أمامك وقفه الأطفــــــــال الاشقيـــــــاء
كل شيء فيك يصرحُ أنك حـــــــــــــواء
في عينيك لؤم الثعالب طهر الأنبيـــــــــاء
أيـــــــا امرأة تنطق على لسانهــا ملائكة السمـــــاء
أيــــــا امرأة لأضاءت في الروح عواطف ظلمــــا ء
كوتني بنــــــــارها وقالت من الكي ياتي الشفـــــاء
مدري كم مضى من الوقت وعيني معـــــانقة عينهـــــا .. أحسست نفسي وكأني طفل شقي ينـــــاظر حواء إللي واقفه قدامه وتصرخ أنوثة لكن بعينيهــــــــــا لؤم وطهر .. مـــــــا هذا التناقض ..
أسيــــــــــل ملكي .. طفلتي .. ومراح أسمح لأي أحد يقرب منهــــــا .. أنــــا من البداية مش عاجبني اختلاطها بالرجال .. لكني تحملت وصبرت .. وأظن على الموقف إلا صـــــار اليوم .. جــــــــــاء الوقت المناسب
هدأت ثـــــــــورة العيون ... فــ في عينيهــــــــا بدايتي .. لكن على شنو راح تكون نهــــايتي
ها المرة جلست جنبهـــــا ، وقررت أفاتحها بالموضوع : أسيـــــــــل ودي أتكلم معك بشي يخص مستقبلنــــــــــا
ناظرتني بنظرات فارغة ، ما فهمت هل هي تحثني على الكلام او لا ... لكنها ردت بهدوء : خيـــــــــــر
: بصـــــــــــراحة يــــــــا أسيل ودي لمــــــــــا نتزوج تتركين شغلك وتتفرقين لبيتك ولعيالك في المستقبل ... بصراحة أنــــــــــا مش عاجبتني فكرة أنك تختلطي بالرجال ..
أسيــــــل ، تحركت من مكانها ووقفت وكأن لسعتهــــــا أفعى : لحـــــــــظة .. لحــــــــــــــظة ممكن تعيد كلامك .. يمكن أنــــــا عندي خلل في السمع
قربت لي أذنهــــــا .. تبيني شنــــــــــــــــــــــو ... اترك شغلي بالمستشفى ..
ويــــــــــن على الله تبيني أشتغل أنشـــــاء الله
رديت عليها ، وانا احس بديت اتنرفز من لهجتها : أي مكان ما تخطلتي فيه بالرجال .. مثلا المراكز الصحية .. تتخصصين تخصص يكون بعيد كل البعد عن الرجال ..
وايش فيهـــــــــا لو جلستي بالبيت واهتميتي بزوجك وعيالك
رفعت صبعهــــــا السبابة وهي تأشر علي : اللحين أنت .. يــــــــا لي متخرج من احسن جامعات بريطانيا هذا تفكيرك
مسكت أعصابي ، حركتها وهي تاشر علي وكاني حشرة نرفزتني أكثر .. لكن تعوذت من ابليس ماله داعي تخرب هذي الليله بالخناق .. التفاهم يمدحونه : يــــــــا أسيل تعوذي من ابليس وتعالي أجلسي ... خلينا نتفاهم بهدوء
أسيل ، مــــــــا عادت قادرة تمسك أعصابها خلاص ، كلامه ، القشة إلا كسرت ظهر البعير ، وصرخت بأعلى صوتهــــــــا : نتـــــــــــــــــفاهم على شنووووووووووووووو .. كلامك واضح مثل وضوووووح الشمس .. جاي لي اليوم تبي تغريني بها الخاتم .. على شـــــــــــــان تطلب مني اترك دراستي إلا تغربت على شـــــــانها ... تهجد صوتهــــــا ..
إلا ظليت أكثر من 6 سنوات متغربه على شان احقق حلمي .. بكــــــل سهوله... بكل بســــــــــاطة جاي تطلب مني اتركة .. انت شنو مــــــــــا تحس .. مــــــــا همك إلا نفسك ... ما قدرت أسيل تمسك الدمعتين إلا بعينهـــــــــا أكثر ... مشـــــــــــاعري وأحـــــاسيسي ما إلهم أي قيمــــــــــة عندك .. مو مهم أنــــــا شنو أحب .. مو مهم أنــــــــــا شنو أبي .. كلكم تبون تحركوني مثل الدميـــــــــــه عندكم
بحـــــــــه صوتهـــــــــا وبكائهــــــــا ... قتلني حطمني .. أولـــ مرة بحياتي أشوف أسيــــــل بهذا المنظر ... ضعيـــــفة .. محطمـــــــــــة .. معقولة أنـــــــــا إلا حطمتها بكلماتي .. معقولة أنـــــــــا أناني مثل ما تقول .. معقولة أنـــــــــا ما افكر إلا بنفسي .. معقولة أنــــــــا كنت أبي أذبح رغبتهـــــــــا في مهدهـــــــا .. ما كنت أعرف أن دراستها تعني لهـــــا الكثير .. كنت أظن أن ........
مشيت لهـــــا .. وهي جالسة على الكنب تغطي وجههـــــا وتبكي ..
ركعت على رجلي وجلست قدامهــــــا .. آآآآآسف يا زهرتي إذ مزقتك من غير شعوووووور
مسكت يدهــــا : حبيبتي أنـــــــــا آسف .. ما كان قصدي أزعلك ولا أضايقك
صرخت بوجهي : لاااااااااااااا تقول حبيبتي .. إلا يحب عمـــــــــــره مـــــــا يأذي حبيبته
: يــــــــا اسيـــــــــل أنـــــــــــــــ ...
قاطعتني : خلااااااااااااااااااص .. ما أظن في كلام ينقال بينـــــــــــا ..
راح أقولك كلمه وحدة مـــــــــا منها ثنتين .. شغلي ودراستي مراح أتركهـــــــــا .. أنت تزوجتني وانت عارف أني أدرس طب .. عاجبك أهلا وسهلا مو عاجبك طلقنييييييييييييييييييييي
آخر شي كنت أفكر فيـــــــــه الطلاق .. وليـــــــــــه ؟؟ ... وعلى شــــــــــــان شنو أطلق أسيــــــــــــــــــــل ..
أنــــــــــــا مستعد أتراجع عن كلامي ولا أشوف دمعـــــة وحدة تنزل من زهرتي
إلتفت لمكانهـــــــــــا .. انتبهت ان مكانهــــــــا خالي .. وينهـــــــــــا ليه راحت وتركتني .. معقوله أسيل تبي الإنفصال .. كلمة الطلاق سهله بالنسبة لهــــــــــــــا
*
*
*
*
*
*
وانقضت الشهـــــــــــور بطيئة .. لكنهـــــــا انطوت في نفس كحيلان وأسيـــــــل وكأنهــــا حلقات صراع مريرة .. ..
والبنـــــدري مــــازالت في عزلتهـــــــــــا ... تجهـــد نفسهــــــا بالدوام الصباحي والمناوبات الليـــلية علهــــــــــا تلاقي العزاء بين مرضاهـــــــــــا ..
هـــــــــــل شهر رمضـــــــــان الكريم بهــــلاله .. على أبطالنــــــا
وهو من أشهـــــر الله الكرام .. فيــــــه تفتح أبواب الجنــــــه وتغلق أبواب النــــــار .. دعوة من الله صريحــــة لكل العبـــــــــاد لتوبة ..
لكن للأسف مرت أيـــــــام الخير والعبــــــــادة بسرعة كلمح البصــــــــر ..
ولم يتبقى منهـــــــــــا إلا العشر الأواخر.. ليالي القدر .. ليــــــالي نزول الملائكة
:
:
:
:
:
ريـــــــــــــــــــــــــوم
" يـــــله يا ريوم بســـــــــرعة كذا راح نتأخر "
يـــا الله على أمي ، في كل شي مستعجله .. مـــــا تخلي الواحد يأخذ راحته .. سحبت عباتي وشنطتي بســــرعة .. خلني ألحق على أمي قبل لا تمشي عني ..
قبل لا أنزل مريت غرفـــــه البندري .. دقيت البـــــاب
البندري: منو
: البـــــــندري حنــــــــــــا بنروح نزور سراج في بيت خالتي تروحين معنـــــــا
ردت علي من ورا الباب : لا أنــــــــا اليوم عندي منــــاوبة
ما رديت عليهــــــــا ومشيت .. بصراحة عذر غير مقنع .. يعني مـــــا عندهــــا وقت تزور بيت خالتها ربع ساعه ... مــــا كفاية حنـــــا ما نشوفها طول اليوم من ترجع من الدوام تنــــــــــام ما تجلس إلا وقت الفطور .. وبعد صلاة العشــــــاء عندها دورة مبدعات نحو القمة في مركز الأمير سلطان .. تروح لها في الوقت إللي ما عندهـــــــا مناوبة .. ودي أجلس معهـــــــا مثل قبل نسولف نضحك .. لكن على ما أظن عمر إللي يروح مـــــــــــا يرجع ...
:
:
ركبت مع أمي السيــــــارة رايحين نزور بيت خالتي أم بنـــــدر .. صار لهم أكثر من شهر تقريبــــــا لمـــــا نقلوا .. والله يعز علي أنهم تركوا بيتهم القديم .. كل مــــا أذكر لعبنا أنا وجنى بالحديقة ومذاكرتنا جنب حوض السمك .. والله ينعصر قلبي أنهم تركوا وخصوصا أن بيتهم قريب منـــــا وبنفس تصميم بيتنـــــا
والله لو أنــــــا مستحيل أترك ذكرياتي .. والبيت إلا عشت فيه طفولتي .. لكن حـــــال خالتي غيــــــــــــــر .. عسى الله يخفف عنهــــــــــا من النار إللي بجوفهـــــــا ..
ويعينهـــــــــــا على سراج .. والله حـــــــال ها الولد أنقلب من بعد وفاة أخوة .. توه طالع من المستشفى فجــــــأة جات له تشنجات عنيفة .. ومهم عـارفين السبب ..
تقول أمي لمـــــا راحت زارته بالمستشفى ... أنه كذا من غير شعور يطيح على ألارض وماصار قادر يركز مثل قبل في مشيــــــة
والله حـــــــــال ها الولد يوجع القلب ... أنــــــــا والبندري مقصرين بحقة واجد ..
:
:
وصلنـــــــا بيت خالتي ودخلنــــــا ...
استقبلتنــــــــا خالتي أم بندر .. والله حالها يصعب على الكـــــافر .. شكلها تغير وكأنها كبرت عشرين سنه .. مع أنها مش كبيرة مرة .. لكـــــن الحزن وكثر التفكـــــير ينهش في عمر الواحد
الله يكون بعونك يــــا خالتي ..
ضلت تشتكي لنــــــــــا عن حال سراج .. وكيف أنقلب حال ها الولد .. وعن الأدويـــــة إلا أعطاها أياه الدكتور .. وكيف أنه تخليه مخدر طول اليوم .. وبنفس الوقت ما تقدر توقف الأدوية لأنهــــــا تخاف ترجع له التشنجات..
وبيـــــن الكلام .. جـــــا عمي وهو يدفع الكرسي المتحرك إلا جالس عليــــــة سراج ..
والله أولــــ ما شفته مـــــا قدرت غير أني أرسم أبتسامة عريضة على شفاتي .. والله أني أشتقت لهـــــــــا الولد الطيب ..
أولـــ ما وصل عمي لعندي ... حملت سراج بين أيدي بجسمة الضعيف .. وبسته
: وحشـــــــــتني سراااااااااااااج
سراج بصوته الطفولي : من أنتي
والله حز بنفسي ... حتى نظرة ما صار يركز فيـــــه ... ومش قادر يميزني من صوتي : أنـــــــــــا ريوم بيت عمك ... مــــــــــــا تذكرني
سراج : أيـــــــــــه أذكرك ويــــــــــن البندري .. جات معك ؟
رغــــــم براءة هـــــا الطفل .. لا تقولون معوق وما يفهم ولا يعرف إلا يدور حواليـــــــــــــه لا ..
على قلبي يسأل عن البنـــــدري وهي ولا بحواله .. الله يسامحك يــــــا البندري .. معقولة تنسين سراج بغيمة أحزانك .. آآآآآآآآآآآآآه والله خلني أشوفك بس يا البندري لك عتـــــــــاب شديد .. حرام والله إلا تسوينه في نفسك وباللي حواليك
حــــاولت ألهي سراج بالكلام عن سؤاله عن البنــــــدري .. والله للحين أحس بغصة .. وكل مــــــا اناظر فيـــــــه أحس بغصة في قلبي .. معقولة الطفل يسأل عنــــــها .. وهي ولا بحولهـــــــا
خالتي : ريوم تبين أصب لك بالأول شاهي والله قهوة
رديت عيلهــــا : لا خالتي ماله داعي تتعبين نفسك ... أنــــــــا إذا بقيت صبيت لنفسي
سراج : أنــــــــا أبي شـــــاي
إلتفت له وهو جالس جنبي على نفس الكنب : لا حبيبي .. الأطفــــــــال ما يشربون شاي
سراج وهو ماد بوزه : انتي إيش عرفك ... أنــــــــا أبي شاي
خالتي : مدري منو معلمة هذي العادة ... مذكر اني كنت أعطية شاي .. أخاف على صحته
رديت على خالتي ، ما ودي أكسر بخاطر سراج : مــــــــا عليه خالتي على شان خاطري ... نص بياله شاهي مراح تأثـــــــر
كنت أحس بسعـــــــادة وانا أشربه واعطية من المكسرات ... لأن سراج يعشق شي أسمة مكسرات .. على الأقـــــــل المكسرات مفيدة
:
:
:
:
بعـــــد مــــــا رجعت البيت تسحرت بدري ... أنـــــــــا من النوع إلا أحب أتسحر بدري .. على شــــــان لا أنام وأنا تخمانه وقبل وقت الإمساك آكل لي تمر وماي ..
اليوم أنـــــــا حالفه حلف مراح أنــــــــــام إلا لما ترجع البندري .. ايش وراي .. دوام وخلص وابتدت إجازة العيـــــــــد .. ان شاء الله أظل صاحية لين يطلع النور ...
لازم أكلمهـــــــــا .. إليــــــن متى راح تستمر على هـــــذا الوضع
:
:
:
حــــــــاولت أشغل نفسي بقراءة القرآن وبعض الأدعيـــــــــة .. سمعت صوت حركة في البيت .. هـــــذي أكيد البندري رجعت .. لأن عبد الله نــــــام من بدري .. بعد عمري ما عنده إجــــــازة إلا 3 أيام العيد
طلعت من غرفتي وشعري منكوش وبثوب النوم القصير .. نزلت تحت ... لقيتهــــــــــا جالسة بالطاولة الطعام إلا بالمطبخ ومـــــــاسكة كوب حليب ساخن .. وتشربـــــه وهي سرحــــــــــانه
جلست على الكرسي المقابل لها : مســــــاء الخير
ابتسمت لي ، ابتسامة باهته : قصدك صبــــــــــاح الخير
رديت عليهـــــــا : مــــــــا تفرق يا شيخة .. تبين أجيب لك شي تأكلينــــــه
البندري : لا والله مو مشتهيـــــة ... كوب حليب يكفيني
تنهدت بصوت مسموع : يـــــــا البندري إلا تسوينه بنفسك لا يرضي الله ولا رسولة
شفت في نظرتهــــــــا انكسار .. ودها تصرخ لكن بالنظر
البندري : شنو إلا مش عاجبكم في حالي .. كاني عايشة .. اتنفس وأكل وأتكلم .. وأشتغل
رديت عيلهــــا : بالله عليك هذا رد وحدة يـــــــائسة من الحيــــاة .. حرام يا البندري تذبل الضحكة بين الشفايف .. تذبل الفرحــــة وتضيع بها الكون الوسع
البــــندري : إلا كان يرسم الضحكة على شافي راح .. راح وترك شافهي جافة
أحاول أدور كلام يصحيهـــــا حتى لو كان يجرحها : أنتي يــــــــــــا البندري ما تحبين بندر
لاحظت أن الدهشة ارتسمت على وجههــــــا : لو انتي تحبين بندر ، كــــــــان على الأقل تسألين عن النــــــاس إلا كان يحبهم ... قولي لي متى آخر مرة زرتي خالتي ... سراج ... تذكرين سراج ؟؟.. بندر دوم كان يوصيك عليه .. تدرين أنه كــــــــان طايح بالمستشفى جات له تشنجات عنيفة .. فكرتي تزورينه .. فكرتي تسأليـــــــــن عنه
البندري ، بصدمـــــه : مــــــــا كنت أعرف أن سراج بعد عمري مريض
رديت عليها وانا ابي اطلع كل إلا بلقبي : ليـــــــــــه انتي من متى جلستي معنـــــــا على شان تعرفين أخبار أهلك .. أنتي وعبد الله تغيرتو كثيييييييييييير من بعد وفاة المرحوم .. ما عدنا نقدر نشوفكم مثـــــل النـــــاس .. ما صرتي تجلسين معنا ..
ويــــــــن البندري أختي إلا ألاقيها جنبي إذا احتجت لهـــــــــا .. ويـــــــــن أختي البندري إلا إذا بقيت حاجة رحت أستشيرهــــــــــــا
تهجد صوتي وما قدرت أحبس دموعي : أنـــــــــا ما فقدت أخو وولد عم بس ... أنـــــــا حتى أختي فقدتهـــــــــــا .. وأخوي الحنون فقدته
رفعت راسي لهــــا شفتهــــا تبكي بصمت ... ما قدرت أتحمل الموقف رحت وضميتهـــــــا : يا أختي أنا ما قلت لك هذا الكلام على شان تبكين .. حنــــــــا كلنا محتاجين لك .. محتاجين البندري ترجع لنــــــــا .. محتاجين أختنا الكبيرة الحنونه العطوفة ..
:
:
والله مــــــــا كان ودي أضايق أختي ولا حتى أزعلهـــــــا ... لكن كان المفروض أقول لهـــــا هذا الكلام من زمان ..
والله مليت من جو الحــــــزن .. أختي رغم الشهور إلا مرت إلا أنهـــــــا ما زالت تلبس اللون الأســــود .. حتى أنهـــــــا ما فكرت تروح السوق تشتري لها ملابس للعيـــــد .. لكن والله لأنشب لها بكرة أنـــــــا وسلمى إلا تلبس الفستــــــان إلا شريناه لهــــــا ..
*
*
*
*
ســــــــــــلمى
بعــــــد مع خلصنــــــا الفطور .. جلسنــــــا كلنا بالصالة نشاهد مسلسل كوميدي .. ماجد وبثينه جالسين معنــــــــــــا .. أنـــــا كنت جالسة قريب من أمي ..
بثينـــــه أختي اليوم هي إلا مستلمة الحلى ...
جابت لنــــــــا صينية الحلى مع القهوة ..
مـــــاجد : شكلكم أنتوا نــــــــــا وين علينا بالمتن
بثينه : ههههههههههههه ، إلا يسمعك عرضك عرض الباب ، صدقني لو تذوق الحلى إلا أنا مسوته راح تحلف عليه
سلمى : لا أنــــــــــــا اشهد لو تلف محلات العالم كلها ما تلاقي طبخ ألذ من طبخ بثينــــــــه ... وغمزت لها .. والله أيش إلا محبب زوجها فيهــــــــا غير طبخهـــــا
ماجد : ايه والله ... والله هي على بعضهـــــــــا ما فيها شي ينحب
بثينه وهي ترمي المخدة على سلمى لكن ماجد صدها : عمى بعينك انت ويــــــــــــاه .. هذا جزاتي إلا متعبه عمري
ماجد : لا لا كل شي ولا بثينه تزعل علينـــــــــــا
:
:
" يمـــــه اليوم بمر على البندري وريوم وبروح معهم نصلي بالمسجد "
مـــــاجد : تبين أخذك معي بطريقك
رديت عليه : يــــــا ليت
أمي : إلا أخبــــــار عبد الله .. من زمــــــان ما سمعنا اخباره ولا جا زارنــــــــا
أنا ارتبكت : هــــــــــــــــــــــاه .. بخير يمه .. يسلم عليك
مدري ليــــــــــــه كذبت على أمي
أمي : الله يكووووون بعونه .. والله أن ها الولد دخــــــــل قلبي
على طارية حسيت بضيقة .. فاستأذنت بحجــــه أني بتجهز على شان لا أتأخر على مـــــاجد ..
أول مــــا وصلت غرفتي رميت بحـــــالي على السرير بضيق .. أراقب السقف بعيون ضـــــــايعه ..
معـــــــقولة مر أكثر من 3 أشهـــــــر .. مـــــــا سمعت فيه حتى صوتــــه .. ولا حتى ســــــأل عني ..
إذا مـــــــا يبيني يقول مـــــــا يبيني .. ليــــــــه يخليني طول ها المدة حـــــايرة وضـــــايعة ..
معقولة أمنيتي الوليـــــدة ماتت .. ليـــــه الزمن مصر يحفر أصابع الحزن فيني ويحرق أعصــــابي .. كنت أظن أن الامطـــــار المحمله بالعذابات انتهت .. لكنهـــــا رجعت وهي تدق باب داري من جديد .. لتكتب لي الضيـــــاع فوق الدخــــان وعلى اشلاء الحديقــــة .. تلك الحديقة التي تتمزق الأزهــــــار فيها .. وتموت فيهــــــا ألوان الحيـــــاة .. شوق العمــــــــــر الضائع .. فهل عادت لي أحزاني ..
تعبي وصمتي .. يقف على أهدابي الحزن الأبدي ..
غمضت عيوني بألم .. ســــــــا محيني يا البندري لكني لازم أخطي هذي الخطوة إذا أخوك ما سأل عني ولا حتى يبيني ..
قمت أغيـــــر ملابسي وأنــــــا متملله .. المفروض هذي الأيــــــــام يكون الواحد نشيط ومنشرح صدرة .. لكن مدري ليـــــــــه أحس بإكتئاب وحزن يعتريني ..
البندري ونعرف سبب حزنــــهــــا .. لكن أنــــــــا !! وحتى أسيل .. صــــــار لها أكثر من شهر وهي مش على بعضهــــــــا .. سألتهــــــا كذا مرة إذا مضايقك شي .. كحيلان مزعلك .. تقول لي لااااا وتسكت بعدها وتسرح .. حتى ها البنت أنقلب حـــــالها
:
:
:
راحوا البنـــــــــات كلهم وحتى أم عبد الله راحت معهم يصلون ليلة القــــــدر بالمسجد القريب من بيتهم ..
كــــل وحدة منهم عندهــــــــا رجاء لله سبحانه وتعالى .. تتمنى ما يخيبهـــــا فيه
البندري ضلت تدعي ربهـــــــا ودموعها على خدهـــــا أن الله يشافي سراج .. لأنه طفل برئ من أنولد وهو يعاني ..
ريـــــوم .. تدعي لأختهــــــا إلا ضايق صدرها على شانها .. تتمنى ترجع لهم البندري المرحة الحبوبة ... ويحنن قلب أخوهـــــا على سلمى .. هي عارفة إلا يدور حواليها لكنها ساكتة .. ما تدري شتقول .. تســــــــأل ويـــــــــــن عبد لله ؟؟
سلمى .. بدموع ملتهبه .. تدعي أن الله يشافي أمهــــــــا ويطول بعمرهــــــــــا .. لأنهــــأ ما تقدر تعيش من غيرهـــــــا
وعن أمنية خجلت أن تصرح بهــــــــا .. لكن الله يعلم مــــــــا في القلوب
:
:
سلمى رجعت معهم البيت لأن ام عبد الله اصرت إلا تتسحـــــــــر معهم .. أولــ مـــا دخلت البيت مسكت أيد ريوم .. انتظروا الكل يدخــــل البيت .. ريوم حست من عيون سلمى أنهــــــــا تبيها بموضوع ..
راحوا جلسوا عنـــــد النافورة .. ضلت سلمى فترة ساكتة .. ريوم تنتظرهـــــا تتكلم وتراقبهـــــا كيف هي تدخل يدهـــــا بالماي عند النافورة وتلعب فيه ..
سلمى بتردد : ريـــــــوم .. أخبار عبدالله .. من زمان ما شفته
ريوم حست بالفشلة .. مـــــا تدري أيش تقول لها .. جلست تتحسب على عبد الله إلا حطها بالموقف المحرج هذا : والله يـــــــا سلمى مدري شنو أقول لك .. لكن عبد الله من بعد وفــــاة المرحوم ما عدنا نشوفه كثير .. أغلب وقته برا البيت .. مـــــــا يجي البيت إلا لما كلنا ننام .. آآآآآآآآآآآه المشتكى لله .. والله اني حـــــاسة فيك ..
سلمى وهي منزله راسهـــــا : أحس أحيان أن أخوك ما عاد يبيني .. يمكن أنا فال السوء بالنسبة له
ريوم ناظرتهـــــا : أوعي تفكرين بهذي الطريقة .. أنـــــــــا أعرف أخوي عبد الله زين .. هو بس متأثر من وفاة بندر .. بندر بالنسبة له تؤم روحـــــــــه .. مو هين انك تفقدين جزء من روحك .. أصبري يا سلمى وربك راح يفرجهــــا .. واوعدك أني راح أكلمة
سلمى شكرت ريوم بنظراتهــــــــــا
ريوم : يــــله خلينــــا نروح نشوف الثانية البندري ... إلا معية تأخذ الفسـتــــــان
:
:
:
طلعوا للبندري في غرفتهــــــــــــا .. شافواها جالسة تناظر في الشبــــــاك وهي سرحـــــــانه ..
راحت لهــــــا ريوم وحطت يدهـــــــا على كتف أختهــــــا وقالت لها بحنــــان : إلين متى يــــا البندري وانتي لابسة هــــــــا السواد .. إلين متى ها الحزن
ناظرتهـــــــا البندري بعيون مغرقة : تسألين يـــــــــا ريوم إليـــــــــــن متى ..
تلوميني على حزني على بنــــــــــــدر .. وانتي أكثر وحدة تعرفين أيش يعني لي ..
وهي تلتفت يمين ويسار وكأنها تدور على شي ضايع منهــــا
أنتوا مـــــــا تدرون أن دمعي مــــا جف .. أنتوا مــــــــــا تدرون أن اسمي مرتبط بإسمـــــــه .. حروفي ممزوجه بحروفه بـــــــــــدمه ..
سلمى وهي تضمهــــــا : الله يرحمه يــــــا البندري .. بس أنتي تعذبين نفسك بهـــا الطريقة .. أختك أمك محتـــــــاجة لك .. إذا صج كنتي تحبين بندر لازم ترجعين لنـــــــا البندري إلا نعرفهـــــا
البندري: عمر إلا يروح مـــــــــا يرجع
سلمى : على الأقل حاولي .. طيب ليـــــــــه انتي مش راضية تلبسين الفستان الجديد .. هذا عيـــــــــــد يا البندري .. عيد الله .. عيد المسلمين
أشرت سلمى لريوم تروح تجيب الفستــــــــان ... راحت ريوم ركض تجيبه ..
فتحت دولابهــــا على عجل وطلعت الكيس ..
ريوم : أيـــــــــش رايك يا البندري وهي تطلع الفستان من الكيس .. الفستان أبيض وفية ورود سودا وشريطة سودا عند الخطر تنربط
سلمى : مـــــــا عندك اعتراض .. وفيه اللون الأسود إلا تحبيه
أبتسمت البندري .. سلمى من أعز صديقاتهـــــــا .. وفي وقت شدتهــــــــا ما تركتها .. وريوم ما ملت منهــــــــا أبد
ريوم وهي تكلم سلمى : شوفي سلمى ابتسمت يعني موافقة
هزت راسة بالموافقة ... راحت ريوم ضمت أختهـــــــــــا يا بعد عمري أختي مستحيل تردني ..
البندري: خلاص ذبحتيني
ريـــــــــوم : خليني .. مشتاقة لك
:
:
:
:
لبست سلمى عبـــــايتهــــا لأن ماجد دق عليهـــــا أنه موجود برا ..
طلعت من البيت على عجـــــل .. وهي طالعه من باب البيت .. حست بأحد يحط يدة على كتفهـــــا .. إلتفت وشافته .. لا هذا يمكن طيفـــــه إلا كساه الليل باللون الحــــزين
مــــد يده .. كــــــانت الرجفه لقـــــــا
ودعت فيهــــا الشقـــا وتركت بين الأصابع عطرهـــــا
ما حكت له اسكتت ..
الحكي كان يدور بينهم بالعيـــــون
:
:
عبد الله : سلمى ممكن أوصلك
حاولت أثبت صوتي لكن مع كذا حسيت فيه رجفه من لقاه : مـــــاجد ينتظرني
عبد الله : أنـــــا شفته وأنـــــــا داخل .. وقلت له يمشي .. لأني راح أوصلك
سكت ما قدرت أعترض .. اصلا كيف اعترض وأنـــــــا من زمان اتمنى ها الفرصة ..
ما لقيته إلا ماسك يدي .. حسيت برعشة يده ونبــــضة الســـــاخن وكأنه في جوف الشوق ســـــاكن .. أخذني لوين مـــــــا سيارته واقفه .. فتح لي الباب ..
ركبت السيـــــارة بهدوء .. ركب هو السيارة وتحرك بهدوء .. ظل يسوق السيارة مدة .. ومازال الصمت هو إلا مسيطر علينــــــا .. مع كذا أنــــا كنت راضية .. كفاية أنه قربي .. أتمتع بسماع شذى أنفاسه
يكفيني أنه نتحـــــــاور بالعيون لا باللســـــــان
لاحظت أنـــــه يأخذ طريق البحر غيــــر عن طريق بيتنـــــــا .. ما اعترضت ولا تكلمت .. يمكن هو وده يتكلم معي .. في مكان بعيد عن النــــــاس ..
معقولة يــــــا سلمى يكون هذا اللقاء الأخير .. لالا .. نظرات عبد الله كلهـــــا شوق وحنين .. لا تخلين ابليس يلعب بعقلك .. لو مــــا يبيني كان قالهـــا لي من البداية وما جابني لهذا المكان ..
على هذي الأفكــــــار .. تغير مزاجي .. فكرة أن عبد الله ما عاد يبيني تؤرق حياتي ..
مــــــا حسيت انه حنـــــــــا وصلنـــــــا البحر .. وأنه نزل من السيــــــارة وجلس قريب من الشاطئ على الرمـــــل ..
لمــــا صحيت من افكاري نزلت .. حسيت أنه الوقت المناسب أني أقوله كل إلا بقلبي .. جلست جنبه ومن غير مــــــــا أناظر فيــــــــة .. كل نظري مشدود مع أمواج البحر .. وأستنشق رائحة البحـــــــــر
قررت أقطع الصمت إلا بينــــــــا : عبد الله أنت تحــــب البحر
عبدالله ، ومازال نظرة مركز على نقطة من الفراغ : تدرين أعشــــــــق هذا المكان .. أعيش مع شواطئ ذكرياتي .. محد يزعجني ..
كنت أنـــــا وبندر نعشق البحــــــر .. صحيح سافرنـــــا كثير .. لكن ما لقيت أحلى من بحــــــر الشرقية
قطعت كلامة : الله يرحمه
كمل عبد الله حكي : أدري مـــــــالي عذر عندك .. يما حصل مني غيـــــاب ومهما حكيت الحكي يطوووول أمره .... سكت لحظة ثم كمل .. أنـــــا ما فقدت صديقي يـــا سلمى .. ولا ولد عمي !!..
من بعده أنـــــا فقدت الحياة .. ما ني قادر استوعب أني فقدته .. ولا أتخيل انه مراح يدق علي ويقول لي خلنـــــا نطلع ..
حسيت أنه مش قـــــادر يكمل حكي وسكت .. ناظرت فيـــــــــــه .. شفت معاناته تجري على خدوده .. مــــــــا قدرت أتحمل هذا الموقف ..
ضميتـــــــــــه لصدري .. وأنـــــا أبكي معه
يــــا خطوة دمع فوق الخد .. يــــــا جرح .. يا عمري ماله حد .. يــــا حب كبير .. يــــا حزن كثير .. يــــا ليل البعد والتفكير ..
:
:
حبيبتي ضميــــني .. فإني أحتــــــاج إليك كما إلى الأمومة تحتاج الأيتـــــــام
بعد مــــا هدأت أنفاسة حــــاولت امسح دموعة بكفوفي .. لكنه خطف كفي وقبلها
عبد الله : ســــــــــــا محيني يــــا سلمى
:
:
كـــــــــــــانت أطراف أصابع سلمى تلامس وجهه كمـــا يلامس النور انكسار المــــــاس .. فتضيع مرة أخرى كمـــا يضيع الحزن في صخب الأعــــراس
يــــغفو عبد الله بين ذراعيهـــــا كـــا العصفور .. تعبث بشعرة فتذوب ويشتعل الشعــــــــور
• * * * * * * * * * *
راح تبتدأ ســــــــــافة عشق جديدة .. بلغـــة حب ترسمها شفتان ذاقتا لوعة العشق ونزف الأجفـــــــــــان
وهل معقولـــــــه تنتهي سالفة عشق لم تبتدأ أصلا
كحيلان وأسيـــــل
عشـــــاق كا البركان
دلالـــــ
صحيت على صوت المنبـــــــه ... قمت من النــــــوم وأنـــــــا أحس بنشـــــاط يعتريني .. بعــــد ما أخذت لي شاور ولبست ملابسي ..
طلعت من البيت رايحـــــــه لجمعيــــه فتاة الخليج ...
صـــــار لي تقريبــــا أسبوع من بدأت الشغـــــل في الجمعيـــــة .. إحســـــاس جميل لما يصير للإنســــان كيان خاص فيـــــه .. مبلغ مالي يستلمه نهاية كل شهر حتى لو هـــــذا المبلغ بسيط .. ولا جلســــــة البيت إلا كانت راح تقتلني ... يمكن الكل يستغرب كيــــف أن أبوي وافق أني أشتغــــل .. أنا أظن أنه وافق بعد ضغط مني ومن أختي ضحى إلا ساعدتني .. وخصوصا أني حسيت أنه مل من الجـــــدال المستمر بيني وبين زوجتـــــه .. أبوي كبر بالسن ومـــــا أظن صار يتحمل الخناق والمناقر كــــل يوم .. الواحد كل ما كبر بالسن يميل للهدوء والراحــــة.. والله أعــــلم يمكن زوجه أبوي خافت أن أبوي يروح يدور على زوجه ثــــــانية تريحه ..
زواجي من خـــــالد علمني درس بالحيــــــاة .. أني مـــــــا استسلم بكل سهوله لليأس إلا ممكن يحطمني .. صحيح أني بالبداية تأثرت بطلاقي .. لكن مع الوقت إكتشفت أن كل دمعه كـــــــــــانت تطيح من عيني بسبب خالد .. كـــــــــان هو بعد يطيح من عيني .. ليـــــــــــن مـــــــــا صار ما يعني لي شي ..
تعبت وانــــــا اشوف النــــاس تمشي قدامي .. وأنـــــا واقفه مكاني أنتظر من يصافحني .. تعلمت أكون قـــــاسية مع الناس إلا تستاهل القسوة
لا تلوم هذا الزمن مــــــــــا للزمن عشرة .. حتى ولو صافحك كم يـــوم بكفوفه
مـــــا كل شهر يمـــــر يوافقك بدره .. البــــــــدر وقت الكسوف شلون بتشوفه
شف من تحبه وعطه النور والشهره .. وقم من مكــــانك قبل لا يطول وقـــــوفه
لا يغرك البـــــحر مـــا فـ البحر ذا قطرة .. ترويك من ها العطش لو كان من جوفه
:
:
:
نزلت من السيــــــارة ودخلت الجمعيـــــة .. كل البنات الموجودات هنـــــا حبوبات .. يتعاملون معي وكأني أختهم .. حسيت أن البنات الموجودات هنــــا كلهم على قلب واحد .. حسيتهم جد وكأنهم عـــــائلة وحده .. يمكن هذي الألفه والمحبه أنــــــا مفتقدتهـــــا .. والله لولا وجود أختي ضحى معي بالبيت والله من زمـــــــــــــــــان أنـــــــــــا طفشت .. بعــــد ما نزعت عباتي وطبقتهــــــا .. رحت ابتدي شغلي .. بروح جـــــادة للعمل
*
*
*
*
أسيـــــــــل
يـــــا ربي صار لي ســــاعة أعلم في ها الغبي كيف يكتب surgical note ولا هو راضي يستوعب معي .. أنــــــــــــا ما أدري كيف ها الجامعات تخرج دكاترة مثله .. الله يذكر جامعتنـــــا بالخير .. كيف أن امتحاناتنـــــا صعبه .. تطلع النجـــــاح من عيونــــا .. حتى أنهـــــا تجيب لنا بإمتحان الجراحة .. نكتب surgical note
وكأن حنــــــــا راح نتخصص جراحــــة
: ركـــــز معي يـــــا دكتور مرعي .. تعمدت أشدد بإسمه
مرعي : طيب جيبي لي مثـــــال
اللهم طولك يـــــــــا روح : يعني مثلا عندك appendectomy ( عملية استئصال الدودة الزايدة )
You start cut from skin until you reach the peritoneum
وأنــــــــا أكتب له اسمــــاء layers ( الطبقات) على الورقة
وطبعا تشرح إيش شفت داخل بطن المريض .. وبالنهاية تبدأ طبعا تسكر كل طبقة بروحهــــــــا وتعددها from peritoneum to the skin بالعكس
وأنــــــــا أناظر في وجهه : فهمت علي
مرعي : ايه فهمت اللحين ..
لاحظت أنه في باله سؤال : عندك سؤال تبي تسأله
مرعي : لا بس ... امممممممممممم .. يـــا أسيل شكل يدك وأظافرك مرررررررررررره حلو
ناظرته منصعقة من كلامة .. والله لو ما أنا محترمة المكان إلا جالسة فيـــــه .. كان اللحين كف على وجهه يسنع وجهه : على مــــــــــا أظن يا دكتور أنـــــــا مش جالسة معك على شان تتغزل فيني .. أنا جالسة أعلمك .. واصلا هذا الشي مش من واجبي .. يعني يــــــــــا تحترم نفسك والله تقوم تعطيني مقفاك أحسن
مرعي جات له خيبه أمل : أسف .. والله ما كان قصدي
علي هذي الحركات ما كان قصدك .. والله لو ما الدكتور طلب مني أعلمك .. والله انت مو بكفو الواحد يعلمك ... رديت عليه من غير نفس .. على شان اخلص منه وافتك : طـــــــــيب خلنا نرجع نكمل
:
:
:
:
صــــــــار لي ســــاعة أدق على أسيــــل على الجوال يطلع لي مغلق .. أمي تنتظرني بقسم العيادات الخارجية .. أبيهـــــا تكلم الدكتور المختص على شان يقدم الموعد .. أو حتى يمكن تتوسط عند الدكتور يستقبلهـــــــــا من غير موعد ..
أضطريت اركب لقســـــم الجراحة .. راح اسأل عنهــــــــا هناك بالأجنحة .. أول مــــــــا فتح اللفت شفت لافتــــــه لــ قسم جراحة الحريم .. خطر على بالي أنهــــــــا ممكن تكون موجودة هنــــــــــــا ..
رحت نــــاحية الجنـــــاح .. كان القسم هادئ .. وصلت لقسم النيرسات .. كان المكان مرتب باللون الأخــــضر الفاتح يبعث في النفس الراحة ..
لكن لفت نظري منظـــــــر دكتور جالس جنب دكـــــتورة .. الدكتورة كانت معطيتني ظهرهـــــــــــا .. شكلها مش غريب علي .. لبست نظارتي الطبية إلا معلقة بجيبي .. على شان أركـــــــــز بالشكل ...
" أسيـــــــــــــــــــــــــــــــل "
أللتفتت لي وهي منصدمــــه ... أكيــــــــد منصدمة ما توقعتني أجي بها الوقت المستشفى واشوفهــــــــــــا جالسة مع ها الدكتور .. وإلا قاهرني أنهم جالسين بروحهم هنـــــــــــــا بها المكان الهادئ .. ولا في أحد حولهم من النيرسات .. لأاني أظن هذا وقت بريك الغذاء .. يعني ليــــــــــــــــه ما جلست بالكفتريـــــــــــــا !!!
أسيــــل ، لمـــــا وصلت لعندي : خير كحيلان .. إيش إلا جايبك بها الوقت المستشفى .. عمتي .. عمي فيهم شي
مسكت يدهــــــــا بقوة .. وسحبتها .. وطلعنا من القسم ..
أسيــــــــل : آآآآآآآآي آلالمت يدي .. أيش فيك انت !!
رديت عليهــــــــا .. وأنـــــــا أحاول أمسك أعصابي بقدر ما أقدر : ميــــــــــــــن هذا إلا كنتي جالسة معه ؟؟
نــــــــا ظرتني نظرات ما فهمت إيش معنـــــــا ها : يعني اللحين جاي على شان تسألني هذا السؤال
رديت عليها : لا تجاوبيني سؤال بـــ سؤال ... منو هذا إلا معك
أسيل بغيض وهي تضغط على اسنانهــــــا : دكتور زميل .. طلب مني الدكتور الإستشاري أعلمه شغله ... فيهـــــــا شي هذي
ضغط على يدي بقوة : وليــــــــــه جالسين هنـــــــــا بروحكم ... وهذا الدكتور ما لقا غيرك تعلميــــــــــــــة
أسيـــــــــل : كحيلان ... مـــــــاله داعي ترفع صوتك .. لا المكان ولا الوقت منــــاسب على شان نتكلم .. بالبيت نتفــــــــــــــاهم
رديت عليهـــــــا : طيــــــب يــــــــــــــا اسيـــــــــــــل ... طيب
ومشيت عنهـــــــــــا قبل لا أنفجر بوجههــــــــــــــــــــا .. اصلا نسيت السالفة إلا كنت جاي لهــــــــــــــا .. ونسيت أن أمي تنتظرني ..
*
*
*
*
*
مــــــريم
أضطريت أكذب على جـــــاسم وقلت له أني راح اروح مع أختي السوق .. لكن أنـــــــا رحت البنك وأخذت كل الذهب والمجوهرات إلا عندي بصندوق الأمانات إلا بالبنك .. ورحت لمحــــــــــل ..... لذهب والمجوهرات .. ها المحل أمين واثق فيـــــــه .. ودائمـــــــــا أتعــــامل معــــــه
الحمد لله أن سعـــــر الذهب مرتفع .. يعني جــــــــــابت لي مبلغ محترم .. اكثر من قيمه الذهب لمـــــا شريته .. ومع الفلوس إلا عندي بالحســــــــــاب .. راح يقدر جـــــاسم يوقف على رجوله مره ثــــــــــانية ..
صحيح يعـــــز على المرة تبيع ذهبهـــــــــــــا .. لكن مــــا يهون علي أشوف جـــــاسم متضايق ومهموم
لكن !!!
هـــــل راح يقبل هذي الفلوس من أختــــــــه أم عبد الله ..
أنــــــــــــا مستحيل راح يقبل يأخذهــــــا مني لكن يمكن يأخذهــــــــــا من ام عبد الله
:
:
:
وصلت بيت أم عبد الله ... نزلت من السيــــــارة وطلبت من السايق ينتظرني لأني مراح أطول ..
أستقبلتني أم عبد الله : هـــــــلا مريم ... حياك
رديت عليهــــــا : اعذريني يا أم عبد الله ... البنـــــات راح يطلعوا من المدرسة بعد شوي لازم أروح أمر عليهم .. بـــــــــــــس أنا جاية بقيتك بكلمة رأس
أم عبد الله : طيب أنتي تفضلي .. أشربي لك عصيــــــــــــر
أنحرجت ، وما عرفت اردهـــــــــــا .. دخلت معهــــــــــا لصــــــاله .. وجابت لي عصير .. أنــــــــــا منحرجة ماني عارفة كيف أفاتحهــــــــــا بالموضوع .. مدري إلا راح اسوية غلط أو صح
: يــــــــــــا أم عبد الله أنـــــــا جاية لك اليوم بقيتك بحاجة
أم عبد الله وهي تحط العصير إلا بيدهـــــــــا على الطاولة : آآآآآآآمري يا مريم ... لا يردك إلا لسانكـ
: اممممممممممممممم ... بصراحة أنا جاية لك اليوم بعطيك هذا ... مديت لهــــــا الظرف .. أبيك تعطية أخوك جـــــاسم .. ومــــا أبيه يعرف أنه مني
لاحظت أنه نـــــاظرتني بإستغراب : أيـــــــــــش فيه هذا الظرف
رديت عليهــــــا .. بحيث ما ابين لها أني بعت ذهبي : هذا فيــــــــــــه فلوس .. بصراحة جــــــــاسم يمر بأزمه مــــــالية .. وصار له كم يوم مهموم ومضــــايق .. حاولت أعرض عليه يــــأخذ من فلوسي ويبتدئ من جديد .. لكن انتي تعرفيـــــن أخوك أكثر مني .. رفض يأخذ مني قرش واحــــــــد ..
أم عبد الله : توه جــــــــاسم زايرني أمس مـــــــــا بين لي شي !!!
رديت عليهــــــــا : انتي تعرفين أخوك مـــــــا يحب أحد يدّخل بشغله وبمشاريعه .. فــــــــأنا قلت لو انتي تفاتحينه بالموضوع وتعرضين عليه المساعدة على أن هذي الفلوس فلوسك .. ومـــــــا أتوقع أنه راح يردك .. أنتي أخته الكبيرة
أم عبد الله : واللـــــــــــــه مدري أيش أقولك يـــــــــــا مريم .. لكن بحاول .. أنتي عارفه جاسم من يوم يومه عنيـــــــــد .. وما يقبل مســــــــــاعدة من أحد
مسكت شنطتي وأنـــــــــا قايمة : الله يعــــــافيك يــــــــا أم عبد الله حاولي .. على شان خاطري
أم عبد الله جات ومسكت يدي : والله أنك أصيـــــــــله يا مريم .. وانتي لا تشيلي هم .. إنشـــــــــــــــــاء الله مــــــــا يصير خاطرك إلا طيب
:
:
طلعت من عندهــــــــــــا وأنـــــــــا أحس براحة .. عندي إحســـــاس ان جاسم راح يقبل الفلوس من أختـــــــــــه .. أهم شي مــــا يعرف أن هذي الفلوس جـــــاية من طرفي .. على شان لا يزعل علي
:
:
:
بعد كذا أم عبد الله دقت على أخوهـــــــــا ... طلبت منه يجي يتغذا عندهـــــا ..
جاسم رغم انشغاله لكنه مـــــا قدر يرفض طلب أختـــــه ..
كلهـــــا كم ســــاعة إلاهو واصل بيت أختـــــــه .. دخل من البوابة الرئيسية ... ووقف سيـــــارته في المواقف إلا على جانب البيت .. وهو نـــــــازل من السيارة دق على مريم
جاسم : هـــــــلا مريم أنــــــا راح أتغذا عند أختي أم عبد الله .. تــــــــامرين على شي وأنــــا جاي البيت
مريم : لا سلامتك .. وبالعافيــــــة عليك
بعد ما سكر من عندهـــــا دخل البيت .. رحبت أم عبد الله فيــــــه .. جلسوا في الصالة يسولفوا بمواضيع مختلفه ... مـــــــا حبت أم عبد الله تفاتحه بالموضوع إلا بعـــــد الغذاء
إلا بدخله ريــــــــــــوم جاية من الجامعة : هـــــــــلا هلا خالي .. أشوف البيت اليوم منور
ضحك خالها على كلامهــــا : آآآآآآخ منك يا ريوم ومن عيارتك ... البيت منووووووور بأهله
ريــــــوم : إلا وين مريووووووووم والبنات
جاسم : منو هذي مريوم
ريوم : زوجتـــــــــــك !!
جاسم وهي يقرص خدودها : مريوم بعينك ... رابية معك في الحارة .. هذي خالتك مريم
ريوم تمثل الزعل ومـــــاده بوزهــــا : انشـــــــــاء الله
أم عبد الله : ريوم روحي بدلي .. ونادي أختك نرجس وحور .. وبلا هذرة مالها فايدة
ريوم ركبت الدرج وهي تتحنطب : أمي دوم مفشلتني .. ولا هي عاطتني قيمــــة
جاسم ضحك على سوالف ريوم : والله هــــــا البنت سكر البيت ... الله يخلي البنات لك .. وعقبال مـــــــا تفرحين فيهم
أم عبد الله : أنشاء الله بحياتك
:
:
:
بعد الغذاء .. جلسوا كلهم قريب من حوض السمك ..
ريـــــوم : كيف يا خالي البزنز معك
لاحظت أم عبد الله أن ملامح جـــــاسم تكدرت : بخير ..
ريــــــوم : والله في النهــــــــاية شكلي بترك تخصصي .. وبدرس بزنز .. بجمع لي فلووووس وبصير مليــــــــار درية
جـــــاسم : أنتي على بـــــالك البزنز .. سهـــــــل .. كله وجع راس وهدك
تلاحقي هذا .. وتطالبي هذا بالفلوس .. وإلا يتأخر بالدفع .. شغل يشيب الراس
أم عبد الله حست أنه الفرصة منـــــاسبة تفاتح أخوهــــــا بالموضوع
أم عبد الله : ريـــــــــــوم أشوفك جــــــالسة !! ... مــــــــا وراك دراسة
ريــــــــوم بحماس: لا يمـــــــــه أنا بكرة أوف ..
أم عبد الله : طيب روحي راجعي دروسك
ريــــــــــوم بدلع : يــــا ماما أنتي أيش فيك .. الواحد مــــــا يصدق على الله يصير عنده أوف ... لفت على أختهــــــــا نرجس وبدفـــــــاشة .. انتي يــــــــا الله يـــــــا الله على غرفتك ذاكري ... بنات آخر زمن
مسكينه نـــــرجس قامت بكل هدوء ومن غير ما تجادل أختهــــــــا
أم عبد الله : طيب ماما روحي جيبي حق خالك شاهي
ريوم وهي تنادي بصوت عــــــــــالي : يــــــــــــــــــــــــــــــــــــا مدري شسمك ... جيبي شاهي
أم عبد الله ، وبزمرة : ريـــــــــــــــــــــوم قومي أنتي .. دام النفس عليك طيبه
ريوم تأففت داخل نفسهـــــا : انشاء الله يمة ... كل شي ولا الوالدة تزعل علينـــــــــا
ريوم وهي واقفه ، وبإبتســـــــــــامة عريضة : تبون أجيب مع الشاهي كيك .. ولا بقلاوة
أم عبد الله : جيب إلا تجيبين بــــــــــــس فارقي
ريوم فهمتهـــــــــــا ومشت ببرود للمطبخ .. على وعسى تسمع شي من الســـــــالفة .. لكن للأسف أم عبد الله أنتظرهـــــــــا لين تدخل المطبخ ..
لفت على أخوهــــــــا : إلا مـــــــا قلت لي يــــــا جاسم أخبـــــار الأسهم .. اشوف السوق نــــــازل ها اليومين
جــــاسم تنهدت ، وها التنهيدة ما فاتت أم عبد الله : خليهــــــــــا مستورة يـــــا أم عبد الله .. الأسهم تعبتت نـــــــاس كثير .. وأنا منهم
أم عبد الله : أنت لا تشيل هم .. أنــــــا عندي أمل ترتفع الأسهم
جـــــاسم : مـــــا ضنتي يا أم عبد الله .. السوق طايح طيحة شديدة .. خسرتني إلا وراي وقدامي
أم عبد الله بخوف : لا يكون أنت راهن بيتك
جـــــاسم : لا ما جنيت لحد اللحين على شان اسوي هذي الحركة
أم عبد الله : الحمد الله ... والله أهم شي الواحد جالس ببيته والله ساتر عليـــــة .. أنا اسمع قصص عن الناس إلا راهنين بيوتهم وتبهذلو في الشقق والإجار
جاسم : الله يفرج عنـــــــا وعن جميع المؤمنين
قــــامت أم عبد الله .. لدولاب قريب من الطراز المصري العتيق .. فتحت الدولاب وطلعت منه ظرف ..
راحت لعند الجلسة الخيزران إلا جالس عليهــــــــــا جاسم : تفضل يــــــــا أخوي .. واتمنى مــــــــا تردني
جاسم استغرب: شنو هذا يــــــــا أم عبد الله
أم عبد الله : هذا مبلغ بسيط تفك فيـــــــــه ضيقتك
جاسم وقف : لا تزعليني منك يـــــــا أم عبد الله
أم عبد الله : أنت يا أخوي لا تزعلني منك .. وهي تناظر يدهــــــا الممدودة .. تردني يـــــــا أخوي وأنـــــــا أختك الكبيرة
جاسم : يا ام عبد الله ما أقدر أقفبلها منك
أم عبد الله : والله تــــــــــأخذها مني .. والله
تراني حلفت .. إذا ما اخذتهـــــــا مني مالك مطب في بيتي
جاسم : أنتي كـــــــذا تحرجيني
أم عبد الله قربت منه وحطت الظرف في جيب ثوبه : اعتـــــــــبره دين .. وقت ما يصير عندك رجعه لي
*
*
*
*
*
توني طــــــــــالعة من الحمـــــــــام لابسة الروب ولافه شعري بالفوطة .. فتحت دولاب الملابس أفكـــــــــــر إيش أللبس .. ارسلي كحيلان مسج أنه راح يجي البيت الســـــاعة 6 ..
بمـــــــــا أن اليوم مناسبة ذكرى ميلادي .. راح أللبس لبس مختلف .. غير عن إللي ألبســــــه دايم قدامة ... والله أحيـــــــــــان أضحك على شكلي أحس حالي من BOY STREET
تــــذكرت أني توني شــــارية لي فستـــــان سكري نــــــــــاعم حيل .. يصلح لهذي المناسبات ..
:
:
نـــــــاظرت بنفسي للمرة الأخيرة بالمريــــــــــــا بغرور .. راضيـــــــه عن شكلي .. فستان سكري قصير بربطة سودا تحت الصدر .. وشعري من قدام سويته بف وباقي الشعر ربطة على شكل ذيل حصـــــان بشريطة سودا.. أعطاني شكل طـــــــــفولي
:
:
اليـــــــــــوم قررت أني أغير معاملتي مع كحيلان .. راح أتخذ أسلوب الدلع والغنج .. راح اكـــــــون مثل اللبوه إللي تمشي بخطواتهــــــــــا واثقه وتعرف زين متى تنقض على فريستهـــــــــــــا ... واثق الخــــطوة يمشي ملكا يــــــــا أسيل
دخلت المجلس وأنــــــا أدفع العربــــــــة الخشبية إلا فيهـــــــــا الحلى والعصير ..
لاحظت أنه عيونه اتسعت وفتح فمـــــــــه أولــ ما دخلت عليه .. هذا إلا كنت أبيـــــــــــ أوصولة .. ينبهر بشكلي ..
هو مـــــا تعود يشوووووفي لابسة هذا اللبس ..
تعمدت أقدم له عصير التفــــــــاح بكل نعومه .. مع اني أكرة هذي الحركات الدلع .. لكن على شـــــــان تكمل خطتي .. موتك على إيدي يـــــــــــا كحيلان
لمست أطراف أصـــابعه يدي .. حاولت أكون قوية ومـــــــــا أبين تأثير لمسته ..
بعد كذا جلست على كنبه منفردة .. وحطيت رجل على رجــــــل .. لاحظت أنـــــه يدور شي
قلت له :خيــــــــــر كحيلان في شي ... تدور على شي
رد علي وهو مرتبك : هـــــــــــــــاه لا لا في شغله نسيتهـــــا بالسيارة بروح اجيبهــــــــــــا
هو طلع من هنــــــــــــا .. أنــــــــــا انفجرت من الضحك من هنـــــــا .. يا ربي شكله تحّــــــــــفه .. ومصدق عمــــــــــــره جايني كاشخ بالسكبة السعودية .. صحيح كــــــل بنات خالتي وبنات عمي يحسدوني عليـــــــــه .. وعلى وسامته .. لكن أنا كل هذا ما يهمني ..
رحت بسرعة جهت المرايا أعدل كحلي إلا خرب من الضحك .. رجعت وأنـــــــــا أمشي بكل دلع وصوت كعبي ينسمع مع كل مشية أمشيهـــــــــــــا ... لأني سمعت صوت دخلــــته للمجلس .. مدري أيش إلا خلاه ينسى اشيـــــــــاءة .. تلاقينه أكيد نــــــاسي مفتاح سيارته بالسيارة
مـــــــــا أمداني أجلس على نفس الكنبة ... إلا شفتــــــه يمد يده بعلبـــــه مغلفه بتغليف أحمـــــــــر وشريطة ذهبيه
سمعتــــه يقول لي .. في وقت ذهولي بها الهدية !! وأيش مناسبتهــــــا : هذي هدية بسيطة بمنــــــــــاسبة عيد ميلادك
ابتسمت له من غير شعور .. مــــــــا توقعت ها اللفته اللطيفة منه
كحيلان : افتحيهــــــــــــا .. وقولي لي رايك ؟؟
وكاني ما صدقت قال لي أفتحيهــــــا .. فتحتهـــــا وكان عندي إحساس إنهــــا ممكن تكون غرشة عطر
لكني أنصعقــــــــت !!!
لما إكتشفت أنها علبه لخــــــــاتم .. وهذا الخاتم عبارة عن خاتم سوليتير
أصلا من كثـــــر ذهولي مــــا حسيت أنه سحب الخاتم من العلبة .. وأخذ يدي من حجري .. ولبسني خاتم السوليتير بنفس الإصبع إلا لابسة في الدبله
بصراحة أنـــــــــا مش منبهره بلمعه Diamond
الألمــــــــــــــــاسه الكبيرة ..
أنـــــــــا إلا شال لساني .. أني ما توقعت هذي الحركة أبد من كحيلان .. أنه يكون ذوق بهذي الطريقــــــة .. يمكن هو يبي يطبق نظريه إذا تبي تمتلك قلب المرأة أمتلكها بالماس
والحـــــــــركة إلا شلت كل الحواس فيني .. أني شفته يبوس أصبعي ويقـــــــــول لي : كــــــــــــــــل عـــــــــام وانتي حبيبتي
كــــل علامات التعجب انرسمت بوجهي ..
أولـــ مرة أحس بحياتي بشعور إلا تقول عنه البندري .. أن الجو حواليك حــــــــــــــار .. وأن انتحرت كل الكلمات في هذا الموقف أحس بسخوووووونه بكل جسمي .. أولـــ مرة بحياتي أحس أني خجلانه من شخص قدامي .. ومن هذا الشخص .. كحيــــلان !!
*
*
*
مـــــــا أجمل عينيك حين يغفو فيهمـــا المساء
تصبحين في لحظة أميرة النســـــــــــــاء
أقف أمامك وقفه الأطفــــــــال الاشقيـــــــاء
كل شيء فيك يصرحُ أنك حـــــــــــــواء
في عينيك لؤم الثعالب طهر الأنبيـــــــــاء
أيـــــــا امرأة تنطق على لسانهــا ملائكة السمـــــاء
أيــــــا امرأة لأضاءت في الروح عواطف ظلمــــا ء
كوتني بنــــــــارها وقالت من الكي ياتي الشفـــــاء
مدري كم مضى من الوقت وعيني معـــــانقة عينهـــــا .. أحسست نفسي وكأني طفل شقي ينـــــاظر حواء إللي واقفه قدامه وتصرخ أنوثة لكن بعينيهــــــــــا لؤم وطهر .. مـــــــا هذا التناقض ..
أسيــــــــــل ملكي .. طفلتي .. ومراح أسمح لأي أحد يقرب منهــــــا .. أنــــا من البداية مش عاجبني اختلاطها بالرجال .. لكني تحملت وصبرت .. وأظن على الموقف إلا صـــــار اليوم .. جــــــــــاء الوقت المناسب
هدأت ثـــــــــورة العيون ... فــ في عينيهــــــــا بدايتي .. لكن على شنو راح تكون نهــــايتي
ها المرة جلست جنبهـــــا ، وقررت أفاتحها بالموضوع : أسيـــــــــل ودي أتكلم معك بشي يخص مستقبلنــــــــــا
ناظرتني بنظرات فارغة ، ما فهمت هل هي تحثني على الكلام او لا ... لكنها ردت بهدوء : خيـــــــــــر
: بصـــــــــــراحة يــــــــا أسيل ودي لمــــــــــا نتزوج تتركين شغلك وتتفرقين لبيتك ولعيالك في المستقبل ... بصراحة أنــــــــــا مش عاجبتني فكرة أنك تختلطي بالرجال ..
أسيــــــل ، تحركت من مكانها ووقفت وكأن لسعتهــــــا أفعى : لحـــــــــظة .. لحــــــــــــــظة ممكن تعيد كلامك .. يمكن أنــــــا عندي خلل في السمع
قربت لي أذنهــــــا .. تبيني شنــــــــــــــــــــــو ... اترك شغلي بالمستشفى ..
ويــــــــــن على الله تبيني أشتغل أنشـــــاء الله
رديت عليها ، وانا احس بديت اتنرفز من لهجتها : أي مكان ما تخطلتي فيه بالرجال .. مثلا المراكز الصحية .. تتخصصين تخصص يكون بعيد كل البعد عن الرجال ..
وايش فيهـــــــــا لو جلستي بالبيت واهتميتي بزوجك وعيالك
رفعت صبعهــــــا السبابة وهي تأشر علي : اللحين أنت .. يــــــــا لي متخرج من احسن جامعات بريطانيا هذا تفكيرك
مسكت أعصابي ، حركتها وهي تاشر علي وكاني حشرة نرفزتني أكثر .. لكن تعوذت من ابليس ماله داعي تخرب هذي الليله بالخناق .. التفاهم يمدحونه : يــــــــا أسيل تعوذي من ابليس وتعالي أجلسي ... خلينا نتفاهم بهدوء
أسيل ، مــــــــا عادت قادرة تمسك أعصابها خلاص ، كلامه ، القشة إلا كسرت ظهر البعير ، وصرخت بأعلى صوتهــــــــا : نتـــــــــــــــــفاهم على شنووووووووووووووو .. كلامك واضح مثل وضوووووح الشمس .. جاي لي اليوم تبي تغريني بها الخاتم .. على شـــــــــــــان تطلب مني اترك دراستي إلا تغربت على شـــــــانها ... تهجد صوتهــــــا ..
إلا ظليت أكثر من 6 سنوات متغربه على شان احقق حلمي .. بكــــــل سهوله... بكل بســــــــــاطة جاي تطلب مني اتركة .. انت شنو مــــــــــا تحس .. مــــــــا همك إلا نفسك ... ما قدرت أسيل تمسك الدمعتين إلا بعينهـــــــــا أكثر ... مشـــــــــــاعري وأحـــــاسيسي ما إلهم أي قيمــــــــــة عندك .. مو مهم أنــــــا شنو أحب .. مو مهم أنــــــــــا شنو أبي .. كلكم تبون تحركوني مثل الدميـــــــــــه عندكم
بحـــــــــه صوتهـــــــــا وبكائهــــــــا ... قتلني حطمني .. أولـــ مرة بحياتي أشوف أسيــــــل بهذا المنظر ... ضعيـــــفة .. محطمـــــــــــة .. معقولة أنـــــــــا إلا حطمتها بكلماتي .. معقولة أنـــــــــا أناني مثل ما تقول .. معقولة أنـــــــــا ما افكر إلا بنفسي .. معقولة أنــــــــا كنت أبي أذبح رغبتهـــــــــا في مهدهـــــــا .. ما كنت أعرف أن دراستها تعني لهـــــا الكثير .. كنت أظن أن ........
مشيت لهـــــا .. وهي جالسة على الكنب تغطي وجههـــــا وتبكي ..
ركعت على رجلي وجلست قدامهــــــا .. آآآآآسف يا زهرتي إذ مزقتك من غير شعوووووور
مسكت يدهــــا : حبيبتي أنـــــــــا آسف .. ما كان قصدي أزعلك ولا أضايقك
صرخت بوجهي : لاااااااااااااا تقول حبيبتي .. إلا يحب عمـــــــــــره مـــــــا يأذي حبيبته
: يــــــــا اسيـــــــــل أنـــــــــــــــ ...
قاطعتني : خلااااااااااااااااااص .. ما أظن في كلام ينقال بينـــــــــــا ..
راح أقولك كلمه وحدة مـــــــــا منها ثنتين .. شغلي ودراستي مراح أتركهـــــــــا .. أنت تزوجتني وانت عارف أني أدرس طب .. عاجبك أهلا وسهلا مو عاجبك طلقنييييييييييييييييييييي
آخر شي كنت أفكر فيـــــــــه الطلاق .. وليـــــــــــه ؟؟ ... وعلى شــــــــــــان شنو أطلق أسيــــــــــــــــــــل ..
أنــــــــــــا مستعد أتراجع عن كلامي ولا أشوف دمعـــــة وحدة تنزل من زهرتي
إلتفت لمكانهـــــــــــا .. انتبهت ان مكانهــــــــا خالي .. وينهـــــــــــا ليه راحت وتركتني .. معقوله أسيل تبي الإنفصال .. كلمة الطلاق سهله بالنسبة لهــــــــــــــا
*
*
*
*
*
*
وانقضت الشهـــــــــــور بطيئة .. لكنهـــــــا انطوت في نفس كحيلان وأسيـــــــل وكأنهــــا حلقات صراع مريرة .. ..
والبنـــــدري مــــازالت في عزلتهـــــــــــا ... تجهـــد نفسهــــــا بالدوام الصباحي والمناوبات الليـــلية علهــــــــــا تلاقي العزاء بين مرضاهـــــــــــا ..
هـــــــــــل شهر رمضـــــــــان الكريم بهــــلاله .. على أبطالنــــــا
وهو من أشهـــــر الله الكرام .. فيــــــه تفتح أبواب الجنــــــه وتغلق أبواب النــــــار .. دعوة من الله صريحــــة لكل العبـــــــــاد لتوبة ..
لكن للأسف مرت أيـــــــام الخير والعبــــــــادة بسرعة كلمح البصــــــــر ..
ولم يتبقى منهـــــــــــا إلا العشر الأواخر.. ليالي القدر .. ليــــــالي نزول الملائكة
:
:
:
:
:
ريـــــــــــــــــــــــــوم
" يـــــله يا ريوم بســـــــــرعة كذا راح نتأخر "
يـــا الله على أمي ، في كل شي مستعجله .. مـــــا تخلي الواحد يأخذ راحته .. سحبت عباتي وشنطتي بســــرعة .. خلني ألحق على أمي قبل لا تمشي عني ..
قبل لا أنزل مريت غرفـــــه البندري .. دقيت البـــــاب
البندري: منو
: البـــــــندري حنــــــــــــا بنروح نزور سراج في بيت خالتي تروحين معنـــــــا
ردت علي من ورا الباب : لا أنــــــــا اليوم عندي منــــاوبة
ما رديت عليهــــــــا ومشيت .. بصراحة عذر غير مقنع .. يعني مـــــا عندهــــا وقت تزور بيت خالتها ربع ساعه ... مــــا كفاية حنـــــا ما نشوفها طول اليوم من ترجع من الدوام تنــــــــــام ما تجلس إلا وقت الفطور .. وبعد صلاة العشــــــاء عندها دورة مبدعات نحو القمة في مركز الأمير سلطان .. تروح لها في الوقت إللي ما عندهـــــــا مناوبة .. ودي أجلس معهـــــــا مثل قبل نسولف نضحك .. لكن على ما أظن عمر إللي يروح مـــــــــــا يرجع ...
:
:
ركبت مع أمي السيــــــارة رايحين نزور بيت خالتي أم بنـــــدر .. صار لهم أكثر من شهر تقريبــــــا لمـــــا نقلوا .. والله يعز علي أنهم تركوا بيتهم القديم .. كل مــــا أذكر لعبنا أنا وجنى بالحديقة ومذاكرتنا جنب حوض السمك .. والله ينعصر قلبي أنهم تركوا وخصوصا أن بيتهم قريب منـــــا وبنفس تصميم بيتنـــــا
والله لو أنــــــا مستحيل أترك ذكرياتي .. والبيت إلا عشت فيه طفولتي .. لكن حـــــال خالتي غيــــــــــــــر .. عسى الله يخفف عنهــــــــــا من النار إللي بجوفهـــــــا ..
ويعينهـــــــــــا على سراج .. والله حـــــــال ها الولد أنقلب من بعد وفاة أخوة .. توه طالع من المستشفى فجــــــأة جات له تشنجات عنيفة .. ومهم عـارفين السبب ..
تقول أمي لمـــــا راحت زارته بالمستشفى ... أنه كذا من غير شعور يطيح على ألارض وماصار قادر يركز مثل قبل في مشيــــــة
والله حـــــــــال ها الولد يوجع القلب ... أنــــــــا والبندري مقصرين بحقة واجد ..
:
:
وصلنـــــــا بيت خالتي ودخلنــــــا ...
استقبلتنــــــــا خالتي أم بندر .. والله حالها يصعب على الكـــــافر .. شكلها تغير وكأنها كبرت عشرين سنه .. مع أنها مش كبيرة مرة .. لكـــــن الحزن وكثر التفكـــــير ينهش في عمر الواحد
الله يكون بعونك يــــا خالتي ..
ضلت تشتكي لنــــــــــا عن حال سراج .. وكيف أنقلب حال ها الولد .. وعن الأدويـــــة إلا أعطاها أياه الدكتور .. وكيف أنه تخليه مخدر طول اليوم .. وبنفس الوقت ما تقدر توقف الأدوية لأنهــــــا تخاف ترجع له التشنجات..
وبيـــــن الكلام .. جـــــا عمي وهو يدفع الكرسي المتحرك إلا جالس عليــــــة سراج ..
والله أولــــ ما شفته مـــــا قدرت غير أني أرسم أبتسامة عريضة على شفاتي .. والله أني أشتقت لهـــــــــا الولد الطيب ..
أولـــ ما وصل عمي لعندي ... حملت سراج بين أيدي بجسمة الضعيف .. وبسته
: وحشـــــــــتني سراااااااااااااج
سراج بصوته الطفولي : من أنتي
والله حز بنفسي ... حتى نظرة ما صار يركز فيـــــه ... ومش قادر يميزني من صوتي : أنـــــــــــا ريوم بيت عمك ... مــــــــــــا تذكرني
سراج : أيـــــــــــه أذكرك ويــــــــــن البندري .. جات معك ؟
رغــــــم براءة هـــــا الطفل .. لا تقولون معوق وما يفهم ولا يعرف إلا يدور حواليـــــــــــــه لا ..
على قلبي يسأل عن البنـــــدري وهي ولا بحواله .. الله يسامحك يــــــا البندري .. معقولة تنسين سراج بغيمة أحزانك .. آآآآآآآآآآآآآه والله خلني أشوفك بس يا البندري لك عتـــــــــاب شديد .. حرام والله إلا تسوينه في نفسك وباللي حواليك
حــــاولت ألهي سراج بالكلام عن سؤاله عن البنــــــدري .. والله للحين أحس بغصة .. وكل مــــــا اناظر فيـــــــه أحس بغصة في قلبي .. معقولة الطفل يسأل عنــــــها .. وهي ولا بحولهـــــــا
خالتي : ريوم تبين أصب لك بالأول شاهي والله قهوة
رديت عيلهــــا : لا خالتي ماله داعي تتعبين نفسك ... أنــــــــا إذا بقيت صبيت لنفسي
سراج : أنــــــــا أبي شـــــاي
إلتفت له وهو جالس جنبي على نفس الكنب : لا حبيبي .. الأطفــــــــال ما يشربون شاي
سراج وهو ماد بوزه : انتي إيش عرفك ... أنــــــــا أبي شاي
خالتي : مدري منو معلمة هذي العادة ... مذكر اني كنت أعطية شاي .. أخاف على صحته
رديت على خالتي ، ما ودي أكسر بخاطر سراج : مــــــــا عليه خالتي على شان خاطري ... نص بياله شاهي مراح تأثـــــــر
كنت أحس بسعـــــــادة وانا أشربه واعطية من المكسرات ... لأن سراج يعشق شي أسمة مكسرات .. على الأقـــــــل المكسرات مفيدة
:
:
:
:
بعـــــد مــــــا رجعت البيت تسحرت بدري ... أنـــــــــا من النوع إلا أحب أتسحر بدري .. على شــــــان لا أنام وأنا تخمانه وقبل وقت الإمساك آكل لي تمر وماي ..
اليوم أنـــــــا حالفه حلف مراح أنــــــــــام إلا لما ترجع البندري .. ايش وراي .. دوام وخلص وابتدت إجازة العيـــــــــد .. ان شاء الله أظل صاحية لين يطلع النور ...
لازم أكلمهـــــــــا .. إليــــــن متى راح تستمر على هـــــذا الوضع
:
:
:
حــــــــاولت أشغل نفسي بقراءة القرآن وبعض الأدعيـــــــــة .. سمعت صوت حركة في البيت .. هـــــذي أكيد البندري رجعت .. لأن عبد الله نــــــام من بدري .. بعد عمري ما عنده إجــــــازة إلا 3 أيام العيد
طلعت من غرفتي وشعري منكوش وبثوب النوم القصير .. نزلت تحت ... لقيتهــــــــــا جالسة بالطاولة الطعام إلا بالمطبخ ومـــــــاسكة كوب حليب ساخن .. وتشربـــــه وهي سرحــــــــــانه
جلست على الكرسي المقابل لها : مســــــاء الخير
ابتسمت لي ، ابتسامة باهته : قصدك صبــــــــــاح الخير
رديت عليهـــــــا : مــــــــا تفرق يا شيخة .. تبين أجيب لك شي تأكلينــــــه
البندري : لا والله مو مشتهيـــــة ... كوب حليب يكفيني
تنهدت بصوت مسموع : يـــــــا البندري إلا تسوينه بنفسك لا يرضي الله ولا رسولة
شفت في نظرتهــــــــا انكسار .. ودها تصرخ لكن بالنظر
البندري : شنو إلا مش عاجبكم في حالي .. كاني عايشة .. اتنفس وأكل وأتكلم .. وأشتغل
رديت عيلهــــا : بالله عليك هذا رد وحدة يـــــــائسة من الحيــــاة .. حرام يا البندري تذبل الضحكة بين الشفايف .. تذبل الفرحــــة وتضيع بها الكون الوسع
البــــندري : إلا كان يرسم الضحكة على شافي راح .. راح وترك شافهي جافة
أحاول أدور كلام يصحيهـــــا حتى لو كان يجرحها : أنتي يــــــــــــا البندري ما تحبين بندر
لاحظت أن الدهشة ارتسمت على وجههــــــا : لو انتي تحبين بندر ، كــــــــان على الأقل تسألين عن النــــــاس إلا كان يحبهم ... قولي لي متى آخر مرة زرتي خالتي ... سراج ... تذكرين سراج ؟؟.. بندر دوم كان يوصيك عليه .. تدرين أنه كــــــــان طايح بالمستشفى جات له تشنجات عنيفة .. فكرتي تزورينه .. فكرتي تسأليـــــــــن عنه
البندري ، بصدمـــــه : مــــــــا كنت أعرف أن سراج بعد عمري مريض
رديت عليها وانا ابي اطلع كل إلا بلقبي : ليـــــــــــه انتي من متى جلستي معنـــــــا على شان تعرفين أخبار أهلك .. أنتي وعبد الله تغيرتو كثيييييييييييير من بعد وفاة المرحوم .. ما عدنا نقدر نشوفكم مثـــــل النـــــاس .. ما صرتي تجلسين معنا ..
ويــــــــن البندري أختي إلا ألاقيها جنبي إذا احتجت لهـــــــــا .. ويـــــــــن أختي البندري إلا إذا بقيت حاجة رحت أستشيرهــــــــــــا
تهجد صوتي وما قدرت أحبس دموعي : أنـــــــــا ما فقدت أخو وولد عم بس ... أنـــــــا حتى أختي فقدتهـــــــــــا .. وأخوي الحنون فقدته
رفعت راسي لهــــا شفتهــــا تبكي بصمت ... ما قدرت أتحمل الموقف رحت وضميتهـــــــا : يا أختي أنا ما قلت لك هذا الكلام على شان تبكين .. حنــــــــا كلنا محتاجين لك .. محتاجين البندري ترجع لنــــــــا .. محتاجين أختنا الكبيرة الحنونه العطوفة ..
:
:
والله مــــــــا كان ودي أضايق أختي ولا حتى أزعلهـــــــا ... لكن كان المفروض أقول لهـــــا هذا الكلام من زمان ..
والله مليت من جو الحــــــزن .. أختي رغم الشهور إلا مرت إلا أنهـــــــا ما زالت تلبس اللون الأســــود .. حتى أنهـــــــا ما فكرت تروح السوق تشتري لها ملابس للعيـــــد .. لكن والله لأنشب لها بكرة أنـــــــا وسلمى إلا تلبس الفستــــــان إلا شريناه لهــــــا ..
*
*
*
*
ســــــــــــلمى
بعــــــد مع خلصنــــــا الفطور .. جلسنــــــا كلنا بالصالة نشاهد مسلسل كوميدي .. ماجد وبثينه جالسين معنــــــــــــا .. أنـــــا كنت جالسة قريب من أمي ..
بثينـــــه أختي اليوم هي إلا مستلمة الحلى ...
جابت لنــــــــا صينية الحلى مع القهوة ..
مـــــاجد : شكلكم أنتوا نــــــــــا وين علينا بالمتن
بثينه : ههههههههههههه ، إلا يسمعك عرضك عرض الباب ، صدقني لو تذوق الحلى إلا أنا مسوته راح تحلف عليه
سلمى : لا أنــــــــــــا اشهد لو تلف محلات العالم كلها ما تلاقي طبخ ألذ من طبخ بثينــــــــه ... وغمزت لها .. والله أيش إلا محبب زوجها فيهــــــــا غير طبخهـــــا
ماجد : ايه والله ... والله هي على بعضهـــــــــا ما فيها شي ينحب
بثينه وهي ترمي المخدة على سلمى لكن ماجد صدها : عمى بعينك انت ويــــــــــــاه .. هذا جزاتي إلا متعبه عمري
ماجد : لا لا كل شي ولا بثينه تزعل علينـــــــــــا
:
:
" يمـــــه اليوم بمر على البندري وريوم وبروح معهم نصلي بالمسجد "
مـــــاجد : تبين أخذك معي بطريقك
رديت عليه : يــــــا ليت
أمي : إلا أخبــــــار عبد الله .. من زمــــــان ما سمعنا اخباره ولا جا زارنــــــــا
أنا ارتبكت : هــــــــــــــــــــــاه .. بخير يمه .. يسلم عليك
مدري ليــــــــــــه كذبت على أمي
أمي : الله يكووووون بعونه .. والله أن ها الولد دخــــــــل قلبي
على طارية حسيت بضيقة .. فاستأذنت بحجــــه أني بتجهز على شان لا أتأخر على مـــــاجد ..
أول مــــا وصلت غرفتي رميت بحـــــالي على السرير بضيق .. أراقب السقف بعيون ضـــــــايعه ..
معـــــــقولة مر أكثر من 3 أشهـــــــر .. مـــــــا سمعت فيه حتى صوتــــه .. ولا حتى ســــــأل عني ..
إذا مـــــــا يبيني يقول مـــــــا يبيني .. ليــــــــه يخليني طول ها المدة حـــــايرة وضـــــايعة ..
معقولة أمنيتي الوليـــــدة ماتت .. ليـــــه الزمن مصر يحفر أصابع الحزن فيني ويحرق أعصــــابي .. كنت أظن أن الامطـــــار المحمله بالعذابات انتهت .. لكنهـــــا رجعت وهي تدق باب داري من جديد .. لتكتب لي الضيـــــاع فوق الدخــــان وعلى اشلاء الحديقــــة .. تلك الحديقة التي تتمزق الأزهــــــار فيها .. وتموت فيهــــــا ألوان الحيـــــاة .. شوق العمــــــــــر الضائع .. فهل عادت لي أحزاني ..
تعبي وصمتي .. يقف على أهدابي الحزن الأبدي ..
غمضت عيوني بألم .. ســــــــا محيني يا البندري لكني لازم أخطي هذي الخطوة إذا أخوك ما سأل عني ولا حتى يبيني ..
قمت أغيـــــر ملابسي وأنــــــا متملله .. المفروض هذي الأيــــــــام يكون الواحد نشيط ومنشرح صدرة .. لكن مدري ليـــــــــه أحس بإكتئاب وحزن يعتريني ..
البندري ونعرف سبب حزنــــهــــا .. لكن أنــــــــا !! وحتى أسيل .. صــــــار لها أكثر من شهر وهي مش على بعضهــــــــا .. سألتهــــــا كذا مرة إذا مضايقك شي .. كحيلان مزعلك .. تقول لي لااااا وتسكت بعدها وتسرح .. حتى ها البنت أنقلب حـــــالها
:
:
:
راحوا البنـــــــــات كلهم وحتى أم عبد الله راحت معهم يصلون ليلة القــــــدر بالمسجد القريب من بيتهم ..
كــــل وحدة منهم عندهــــــــا رجاء لله سبحانه وتعالى .. تتمنى ما يخيبهـــــا فيه
البندري ضلت تدعي ربهـــــــا ودموعها على خدهـــــا أن الله يشافي سراج .. لأنه طفل برئ من أنولد وهو يعاني ..
ريـــــوم .. تدعي لأختهــــــا إلا ضايق صدرها على شانها .. تتمنى ترجع لهم البندري المرحة الحبوبة ... ويحنن قلب أخوهـــــا على سلمى .. هي عارفة إلا يدور حواليها لكنها ساكتة .. ما تدري شتقول .. تســــــــأل ويـــــــــــن عبد لله ؟؟
سلمى .. بدموع ملتهبه .. تدعي أن الله يشافي أمهــــــــا ويطول بعمرهــــــــــا .. لأنهــــأ ما تقدر تعيش من غيرهـــــــا
وعن أمنية خجلت أن تصرح بهــــــــا .. لكن الله يعلم مــــــــا في القلوب
:
:
سلمى رجعت معهم البيت لأن ام عبد الله اصرت إلا تتسحـــــــــر معهم .. أولــ مـــا دخلت البيت مسكت أيد ريوم .. انتظروا الكل يدخــــل البيت .. ريوم حست من عيون سلمى أنهــــــــا تبيها بموضوع ..
راحوا جلسوا عنـــــد النافورة .. ضلت سلمى فترة ساكتة .. ريوم تنتظرهـــــا تتكلم وتراقبهـــــا كيف هي تدخل يدهـــــا بالماي عند النافورة وتلعب فيه ..
سلمى بتردد : ريـــــــوم .. أخبار عبدالله .. من زمان ما شفته
ريوم حست بالفشلة .. مـــــا تدري أيش تقول لها .. جلست تتحسب على عبد الله إلا حطها بالموقف المحرج هذا : والله يـــــــا سلمى مدري شنو أقول لك .. لكن عبد الله من بعد وفــــاة المرحوم ما عدنا نشوفه كثير .. أغلب وقته برا البيت .. مـــــــا يجي البيت إلا لما كلنا ننام .. آآآآآآآآآآآه المشتكى لله .. والله اني حـــــاسة فيك ..
سلمى وهي منزله راسهـــــا : أحس أحيان أن أخوك ما عاد يبيني .. يمكن أنا فال السوء بالنسبة له
ريوم ناظرتهـــــا : أوعي تفكرين بهذي الطريقة .. أنـــــــــا أعرف أخوي عبد الله زين .. هو بس متأثر من وفاة بندر .. بندر بالنسبة له تؤم روحـــــــــه .. مو هين انك تفقدين جزء من روحك .. أصبري يا سلمى وربك راح يفرجهــــا .. واوعدك أني راح أكلمة
سلمى شكرت ريوم بنظراتهــــــــــا
ريوم : يــــله خلينــــا نروح نشوف الثانية البندري ... إلا معية تأخذ الفسـتــــــان
:
:
:
طلعوا للبندري في غرفتهــــــــــــا .. شافواها جالسة تناظر في الشبــــــاك وهي سرحـــــــانه ..
راحت لهــــــا ريوم وحطت يدهـــــــا على كتف أختهــــــا وقالت لها بحنــــان : إلين متى يــــا البندري وانتي لابسة هــــــــا السواد .. إلين متى ها الحزن
ناظرتهـــــــا البندري بعيون مغرقة : تسألين يـــــــــا ريوم إليـــــــــــن متى ..
تلوميني على حزني على بنــــــــــــدر .. وانتي أكثر وحدة تعرفين أيش يعني لي ..
وهي تلتفت يمين ويسار وكأنها تدور على شي ضايع منهــــا
أنتوا مـــــــا تدرون أن دمعي مــــا جف .. أنتوا مــــــــــا تدرون أن اسمي مرتبط بإسمـــــــه .. حروفي ممزوجه بحروفه بـــــــــــدمه ..
سلمى وهي تضمهــــــا : الله يرحمه يــــــا البندري .. بس أنتي تعذبين نفسك بهـــا الطريقة .. أختك أمك محتـــــــاجة لك .. إذا صج كنتي تحبين بندر لازم ترجعين لنـــــــا البندري إلا نعرفهـــــا
البندري: عمر إلا يروح مـــــــــا يرجع
سلمى : على الأقل حاولي .. طيب ليـــــــــه انتي مش راضية تلبسين الفستان الجديد .. هذا عيـــــــــــد يا البندري .. عيد الله .. عيد المسلمين
أشرت سلمى لريوم تروح تجيب الفستــــــــان ... راحت ريوم ركض تجيبه ..
فتحت دولابهــــا على عجل وطلعت الكيس ..
ريوم : أيـــــــــش رايك يا البندري وهي تطلع الفستان من الكيس .. الفستان أبيض وفية ورود سودا وشريطة سودا عند الخطر تنربط
سلمى : مـــــــا عندك اعتراض .. وفيه اللون الأسود إلا تحبيه
أبتسمت البندري .. سلمى من أعز صديقاتهـــــــا .. وفي وقت شدتهــــــــا ما تركتها .. وريوم ما ملت منهــــــــا أبد
ريوم وهي تكلم سلمى : شوفي سلمى ابتسمت يعني موافقة
هزت راسة بالموافقة ... راحت ريوم ضمت أختهـــــــــــا يا بعد عمري أختي مستحيل تردني ..
البندري: خلاص ذبحتيني
ريـــــــــوم : خليني .. مشتاقة لك
:
:
:
:
لبست سلمى عبـــــايتهــــا لأن ماجد دق عليهـــــا أنه موجود برا ..
طلعت من البيت على عجـــــل .. وهي طالعه من باب البيت .. حست بأحد يحط يدة على كتفهـــــا .. إلتفت وشافته .. لا هذا يمكن طيفـــــه إلا كساه الليل باللون الحــــزين
مــــد يده .. كــــــانت الرجفه لقـــــــا
ودعت فيهــــا الشقـــا وتركت بين الأصابع عطرهـــــا
ما حكت له اسكتت ..
الحكي كان يدور بينهم بالعيـــــون
:
:
عبد الله : سلمى ممكن أوصلك
حاولت أثبت صوتي لكن مع كذا حسيت فيه رجفه من لقاه : مـــــاجد ينتظرني
عبد الله : أنـــــا شفته وأنـــــــا داخل .. وقلت له يمشي .. لأني راح أوصلك
سكت ما قدرت أعترض .. اصلا كيف اعترض وأنـــــــا من زمان اتمنى ها الفرصة ..
ما لقيته إلا ماسك يدي .. حسيت برعشة يده ونبــــضة الســـــاخن وكأنه في جوف الشوق ســـــاكن .. أخذني لوين مـــــــا سيارته واقفه .. فتح لي الباب ..
ركبت السيـــــارة بهدوء .. ركب هو السيارة وتحرك بهدوء .. ظل يسوق السيارة مدة .. ومازال الصمت هو إلا مسيطر علينــــــا .. مع كذا أنــــا كنت راضية .. كفاية أنه قربي .. أتمتع بسماع شذى أنفاسه
يكفيني أنه نتحـــــــاور بالعيون لا باللســـــــان
لاحظت أنـــــه يأخذ طريق البحر غيــــر عن طريق بيتنـــــــا .. ما اعترضت ولا تكلمت .. يمكن هو وده يتكلم معي .. في مكان بعيد عن النــــــاس ..
معقولة يــــــا سلمى يكون هذا اللقاء الأخير .. لالا .. نظرات عبد الله كلهـــــا شوق وحنين .. لا تخلين ابليس يلعب بعقلك .. لو مــــا يبيني كان قالهـــا لي من البداية وما جابني لهذا المكان ..
على هذي الأفكــــــار .. تغير مزاجي .. فكرة أن عبد الله ما عاد يبيني تؤرق حياتي ..
مــــــا حسيت انه حنـــــــــا وصلنـــــــا البحر .. وأنه نزل من السيــــــارة وجلس قريب من الشاطئ على الرمـــــل ..
لمــــا صحيت من افكاري نزلت .. حسيت أنه الوقت المناسب أني أقوله كل إلا بقلبي .. جلست جنبه ومن غير مــــــــا أناظر فيــــــــة .. كل نظري مشدود مع أمواج البحر .. وأستنشق رائحة البحـــــــــر
قررت أقطع الصمت إلا بينــــــــا : عبد الله أنت تحــــب البحر
عبدالله ، ومازال نظرة مركز على نقطة من الفراغ : تدرين أعشــــــــق هذا المكان .. أعيش مع شواطئ ذكرياتي .. محد يزعجني ..
كنت أنـــــا وبندر نعشق البحــــــر .. صحيح سافرنـــــا كثير .. لكن ما لقيت أحلى من بحــــــر الشرقية
قطعت كلامة : الله يرحمه
كمل عبد الله حكي : أدري مـــــــالي عذر عندك .. يما حصل مني غيـــــاب ومهما حكيت الحكي يطوووول أمره .... سكت لحظة ثم كمل .. أنـــــا ما فقدت صديقي يـــا سلمى .. ولا ولد عمي !!..
من بعده أنـــــا فقدت الحياة .. ما ني قادر استوعب أني فقدته .. ولا أتخيل انه مراح يدق علي ويقول لي خلنـــــا نطلع ..
حسيت أنه مش قـــــادر يكمل حكي وسكت .. ناظرت فيـــــــــــه .. شفت معاناته تجري على خدوده .. مــــــــا قدرت أتحمل هذا الموقف ..
ضميتـــــــــــه لصدري .. وأنـــــا أبكي معه
يــــا خطوة دمع فوق الخد .. يــــــا جرح .. يا عمري ماله حد .. يــــا حب كبير .. يــــا حزن كثير .. يــــا ليل البعد والتفكير ..
:
:
حبيبتي ضميــــني .. فإني أحتــــــاج إليك كما إلى الأمومة تحتاج الأيتـــــــام
بعد مــــا هدأت أنفاسة حــــاولت امسح دموعة بكفوفي .. لكنه خطف كفي وقبلها
عبد الله : ســــــــــــا محيني يــــا سلمى
:
:
كـــــــــــــانت أطراف أصابع سلمى تلامس وجهه كمـــا يلامس النور انكسار المــــــاس .. فتضيع مرة أخرى كمـــا يضيع الحزن في صخب الأعــــراس
يــــغفو عبد الله بين ذراعيهـــــا كـــا العصفور .. تعبث بشعرة فتذوب ويشتعل الشعــــــــور
• * * * * * * * * * *
راح تبتدأ ســــــــــافة عشق جديدة .. بلغـــة حب ترسمها شفتان ذاقتا لوعة العشق ونزف الأجفـــــــــــان
وهل معقولـــــــه تنتهي سالفة عشق لم تبتدأ أصلا
كحيلان وأسيـــــل
عشـــــاق كا البركان