سالفة عشق ....... قمه قمه الحقوا عليهاااا

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
( الجـــــــــزء السادس عشر )







دلالـــــ



صحيت على صوت المنبـــــــه ... قمت من النــــــوم وأنـــــــا أحس بنشـــــاط يعتريني .. بعــــد ما أخذت لي شاور ولبست ملابسي ..

طلعت من البيت رايحـــــــه لجمعيــــه فتاة الخليج ...
صـــــار لي تقريبــــا أسبوع من بدأت الشغـــــل في الجمعيـــــة .. إحســـــاس جميل لما يصير للإنســــان كيان خاص فيـــــه .. مبلغ مالي يستلمه نهاية كل شهر حتى لو هـــــذا المبلغ بسيط .. ولا جلســــــة البيت إلا كانت راح تقتلني ... يمكن الكل يستغرب كيــــف أن أبوي وافق أني أشتغــــل .. أنا أظن أنه وافق بعد ضغط مني ومن أختي ضحى إلا ساعدتني .. وخصوصا أني حسيت أنه مل من الجـــــدال المستمر بيني وبين زوجتـــــه .. أبوي كبر بالسن ومـــــا أظن صار يتحمل الخناق والمناقر كــــل يوم .. الواحد كل ما كبر بالسن يميل للهدوء والراحــــة.. والله أعــــلم يمكن زوجه أبوي خافت أن أبوي يروح يدور على زوجه ثــــــانية تريحه ..

زواجي من خـــــالد علمني درس بالحيــــــاة .. أني مـــــــا استسلم بكل سهوله لليأس إلا ممكن يحطمني .. صحيح أني بالبداية تأثرت بطلاقي .. لكن مع الوقت إكتشفت أن كل دمعه كـــــــــــانت تطيح من عيني بسبب خالد .. كـــــــــان هو بعد يطيح من عيني .. ليـــــــــــن مـــــــــا صار ما يعني لي شي ..

تعبت وانــــــا اشوف النــــاس تمشي قدامي .. وأنـــــا واقفه مكاني أنتظر من يصافحني .. تعلمت أكون قـــــاسية مع الناس إلا تستاهل القسوة

لا تلوم هذا الزمن مــــــــــا للزمن عشرة .. حتى ولو صافحك كم يـــوم بكفوفه
مـــــا كل شهر يمـــــر يوافقك بدره .. البــــــــدر وقت الكسوف شلون بتشوفه
شف من تحبه وعطه النور والشهره .. وقم من مكــــانك قبل لا يطول وقـــــوفه
لا يغرك البـــــحر مـــا فـ البحر ذا قطرة .. ترويك من ها العطش لو كان من جوفه

:
:
:


نزلت من السيــــــارة ودخلت الجمعيـــــة .. كل البنات الموجودات هنـــــا حبوبات .. يتعاملون معي وكأني أختهم .. حسيت أن البنات الموجودات هنــــا كلهم على قلب واحد .. حسيتهم جد وكأنهم عـــــائلة وحده .. يمكن هذي الألفه والمحبه أنــــــا مفتقدتهـــــا .. والله لولا وجود أختي ضحى معي بالبيت والله من زمـــــــــــــــــان أنـــــــــــا طفشت .. بعــــد ما نزعت عباتي وطبقتهــــــا .. رحت ابتدي شغلي .. بروح جـــــادة للعمل

*
*
*
*

أسيـــــــــل

يـــــا ربي صار لي ســــاعة أعلم في ها الغبي كيف يكتب surgical note ولا هو راضي يستوعب معي .. أنــــــــــــا ما أدري كيف ها الجامعات تخرج دكاترة مثله .. الله يذكر جامعتنـــــا بالخير .. كيف أن امتحاناتنـــــا صعبه .. تطلع النجـــــاح من عيونــــا .. حتى أنهـــــا تجيب لنا بإمتحان الجراحة .. نكتب surgical note
وكأن حنــــــــا راح نتخصص جراحــــة

: ركـــــز معي يـــــا دكتور مرعي .. تعمدت أشدد بإسمه
مرعي : طيب جيبي لي مثـــــال
اللهم طولك يـــــــــا روح : يعني مثلا عندك appendectomy ( عملية استئصال الدودة الزايدة )
You start cut from skin until you reach the peritoneum





وأنــــــــا أكتب له اسمــــاء layers ( الطبقات) على الورقة

وطبعا تشرح إيش شفت داخل بطن المريض .. وبالنهاية تبدأ طبعا تسكر كل طبقة بروحهــــــــا وتعددها from peritoneum to the skin بالعكس

وأنــــــــا أناظر في وجهه : فهمت علي

مرعي : ايه فهمت اللحين ..

لاحظت أنه في باله سؤال : عندك سؤال تبي تسأله
مرعي : لا بس ... امممممممممممم .. يـــا أسيل شكل يدك وأظافرك مرررررررررررره حلو

ناظرته منصعقة من كلامة .. والله لو ما أنا محترمة المكان إلا جالسة فيـــــه .. كان اللحين كف على وجهه يسنع وجهه : على مــــــــــا أظن يا دكتور أنـــــــا مش جالسة معك على شان تتغزل فيني .. أنا جالسة أعلمك .. واصلا هذا الشي مش من واجبي .. يعني يــــــــــا تحترم نفسك والله تقوم تعطيني مقفاك أحسن

مرعي جات له خيبه أمل : أسف .. والله ما كان قصدي
علي هذي الحركات ما كان قصدك .. والله لو ما الدكتور طلب مني أعلمك .. والله انت مو بكفو الواحد يعلمك ... رديت عليه من غير نفس .. على شان اخلص منه وافتك : طـــــــــيب خلنا نرجع نكمل

:
:
:
:



صــــــــار لي ســــاعة أدق على أسيــــل على الجوال يطلع لي مغلق .. أمي تنتظرني بقسم العيادات الخارجية .. أبيهـــــا تكلم الدكتور المختص على شان يقدم الموعد .. أو حتى يمكن تتوسط عند الدكتور يستقبلهـــــــــا من غير موعد ..
أضطريت اركب لقســـــم الجراحة .. راح اسأل عنهــــــــا هناك بالأجنحة .. أول مــــــــا فتح اللفت شفت لافتــــــه لــ قسم جراحة الحريم .. خطر على بالي أنهــــــــا ممكن تكون موجودة هنــــــــــــا ..
رحت نــــاحية الجنـــــاح .. كان القسم هادئ .. وصلت لقسم النيرسات .. كان المكان مرتب باللون الأخــــضر الفاتح يبعث في النفس الراحة ..

لكن لفت نظري منظـــــــر دكتور جالس جنب دكـــــتورة .. الدكتورة كانت معطيتني ظهرهـــــــــــا .. شكلها مش غريب علي .. لبست نظارتي الطبية إلا معلقة بجيبي .. على شان أركـــــــــز بالشكل ...





" أسيـــــــــــــــــــــــــــــــل "

أللتفتت لي وهي منصدمــــه ... أكيــــــــد منصدمة ما توقعتني أجي بها الوقت المستشفى واشوفهــــــــــــا جالسة مع ها الدكتور .. وإلا قاهرني أنهم جالسين بروحهم هنـــــــــــــا بها المكان الهادئ .. ولا في أحد حولهم من النيرسات .. لأاني أظن هذا وقت بريك الغذاء .. يعني ليــــــــــــــــه ما جلست بالكفتريـــــــــــــا !!!

أسيــــل ، لمـــــا وصلت لعندي : خير كحيلان .. إيش إلا جايبك بها الوقت المستشفى .. عمتي .. عمي فيهم شي

مسكت يدهــــــــا بقوة .. وسحبتها .. وطلعنا من القسم ..
أسيــــــــل : آآآآآآآآي آلالمت يدي .. أيش فيك انت !!
رديت عليهــــــــا .. وأنـــــــا أحاول أمسك أعصابي بقدر ما أقدر : ميــــــــــــــن هذا إلا كنتي جالسة معه ؟؟
نــــــــا ظرتني نظرات ما فهمت إيش معنـــــــا ها : يعني اللحين جاي على شان تسألني هذا السؤال
رديت عليها : لا تجاوبيني سؤال بـــ سؤال ... منو هذا إلا معك
أسيل بغيض وهي تضغط على اسنانهــــــا : دكتور زميل .. طلب مني الدكتور الإستشاري أعلمه شغله ... فيهـــــــا شي هذي
ضغط على يدي بقوة : وليــــــــــه جالسين هنـــــــــا بروحكم ... وهذا الدكتور ما لقا غيرك تعلميــــــــــــــة

أسيـــــــــل : كحيلان ... مـــــــاله داعي ترفع صوتك .. لا المكان ولا الوقت منــــاسب على شان نتكلم .. بالبيت نتفــــــــــــــاهم

رديت عليهـــــــا : طيــــــب يــــــــــــــا اسيـــــــــــــل ... طيب

ومشيت عنهـــــــــــا قبل لا أنفجر بوجههــــــــــــــــــــا .. اصلا نسيت السالفة إلا كنت جاي لهــــــــــــــا .. ونسيت أن أمي تنتظرني ..


*
*
*
*
*


مــــــريم

أضطريت أكذب على جـــــاسم وقلت له أني راح اروح مع أختي السوق .. لكن أنـــــــا رحت البنك وأخذت كل الذهب والمجوهرات إلا عندي بصندوق الأمانات إلا بالبنك .. ورحت لمحــــــــــل ..... لذهب والمجوهرات .. ها المحل أمين واثق فيـــــــه .. ودائمـــــــــا أتعــــامل معــــــه

الحمد لله أن سعـــــر الذهب مرتفع .. يعني جــــــــــابت لي مبلغ محترم .. اكثر من قيمه الذهب لمـــــا شريته .. ومع الفلوس إلا عندي بالحســــــــــاب .. راح يقدر جـــــاسم يوقف على رجوله مره ثــــــــــانية ..
صحيح يعـــــز على المرة تبيع ذهبهـــــــــــــا .. لكن مــــا يهون علي أشوف جـــــاسم متضايق ومهموم


لكن !!!
هـــــل راح يقبل هذي الفلوس من أختــــــــه أم عبد الله ..
أنــــــــــــا مستحيل راح يقبل يأخذهــــــا مني لكن يمكن يأخذهــــــــــا من ام عبد الله


:
:
:

وصلت بيت أم عبد الله ... نزلت من السيــــــارة وطلبت من السايق ينتظرني لأني مراح أطول ..

أستقبلتني أم عبد الله : هـــــــلا مريم ... حياك
رديت عليهــــــا : اعذريني يا أم عبد الله ... البنـــــات راح يطلعوا من المدرسة بعد شوي لازم أروح أمر عليهم .. بـــــــــــــس أنا جاية بقيتك بكلمة رأس
أم عبد الله : طيب أنتي تفضلي .. أشربي لك عصيــــــــــــر
أنحرجت ، وما عرفت اردهـــــــــــا .. دخلت معهــــــــــا لصــــــاله .. وجابت لي عصير .. أنــــــــــا منحرجة ماني عارفة كيف أفاتحهــــــــــا بالموضوع .. مدري إلا راح اسوية غلط أو صح

: يــــــــــــا أم عبد الله أنـــــــا جاية لك اليوم بقيتك بحاجة
أم عبد الله وهي تحط العصير إلا بيدهـــــــــا على الطاولة : آآآآآآآمري يا مريم ... لا يردك إلا لسانكـ
: اممممممممممممممم ... بصراحة أنا جاية لك اليوم بعطيك هذا ... مديت لهــــــا الظرف .. أبيك تعطية أخوك جـــــاسم .. ومــــا أبيه يعرف أنه مني

لاحظت أنه نـــــاظرتني بإستغراب : أيـــــــــــش فيه هذا الظرف
رديت عليهــــــا .. بحيث ما ابين لها أني بعت ذهبي : هذا فيــــــــــــه فلوس .. بصراحة جــــــــاسم يمر بأزمه مــــــالية .. وصار له كم يوم مهموم ومضــــايق .. حاولت أعرض عليه يــــأخذ من فلوسي ويبتدئ من جديد .. لكن انتي تعرفيـــــن أخوك أكثر مني .. رفض يأخذ مني قرش واحــــــــد ..
أم عبد الله : توه جــــــــاسم زايرني أمس مـــــــــا بين لي شي !!!
رديت عليهــــــــا : انتي تعرفين أخوك مـــــــا يحب أحد يدّخل بشغله وبمشاريعه .. فــــــــأنا قلت لو انتي تفاتحينه بالموضوع وتعرضين عليه المساعدة على أن هذي الفلوس فلوسك .. ومـــــــا أتوقع أنه راح يردك .. أنتي أخته الكبيرة

أم عبد الله : واللـــــــــــــه مدري أيش أقولك يـــــــــــا مريم .. لكن بحاول .. أنتي عارفه جاسم من يوم يومه عنيـــــــــد .. وما يقبل مســــــــــاعدة من أحد

مسكت شنطتي وأنـــــــــا قايمة : الله يعــــــافيك يــــــــا أم عبد الله حاولي .. على شان خاطري

أم عبد الله جات ومسكت يدي : والله أنك أصيـــــــــله يا مريم .. وانتي لا تشيلي هم .. إنشـــــــــــــــــاء الله مــــــــا يصير خاطرك إلا طيب
:
:

طلعت من عندهــــــــــــا وأنـــــــــا أحس براحة .. عندي إحســـــاس ان جاسم راح يقبل الفلوس من أختـــــــــــه .. أهم شي مــــا يعرف أن هذي الفلوس جـــــاية من طرفي .. على شان لا يزعل علي
:
:
:

بعد كذا أم عبد الله دقت على أخوهـــــــــا ... طلبت منه يجي يتغذا عندهـــــا ..
جاسم رغم انشغاله لكنه مـــــا قدر يرفض طلب أختـــــه ..
كلهـــــا كم ســــاعة إلاهو واصل بيت أختـــــــه .. دخل من البوابة الرئيسية ... ووقف سيـــــارته في المواقف إلا على جانب البيت .. وهو نـــــــازل من السيارة دق على مريم

جاسم : هـــــــلا مريم أنــــــا راح أتغذا عند أختي أم عبد الله .. تــــــــامرين على شي وأنــــا جاي البيت

مريم : لا سلامتك .. وبالعافيــــــة عليك

بعد ما سكر من عندهـــــا دخل البيت .. رحبت أم عبد الله فيــــــه .. جلسوا في الصالة يسولفوا بمواضيع مختلفه ... مـــــــا حبت أم عبد الله تفاتحه بالموضوع إلا بعـــــد الغذاء

إلا بدخله ريــــــــــــوم جاية من الجامعة : هـــــــــلا هلا خالي .. أشوف البيت اليوم منور
ضحك خالها على كلامهــــا : آآآآآآخ منك يا ريوم ومن عيارتك ... البيت منووووووور بأهله
ريــــــوم : إلا وين مريووووووووم والبنات
جاسم : منو هذي مريوم
ريوم : زوجتـــــــــــك !!
جاسم وهي يقرص خدودها : مريوم بعينك ... رابية معك في الحارة .. هذي خالتك مريم
ريوم تمثل الزعل ومـــــاده بوزهــــا : انشـــــــــاء الله
أم عبد الله : ريوم روحي بدلي .. ونادي أختك نرجس وحور .. وبلا هذرة مالها فايدة
ريوم ركبت الدرج وهي تتحنطب : أمي دوم مفشلتني .. ولا هي عاطتني قيمــــة
جاسم ضحك على سوالف ريوم : والله هــــــا البنت سكر البيت ... الله يخلي البنات لك .. وعقبال مـــــــا تفرحين فيهم
أم عبد الله : أنشاء الله بحياتك
:
:
:
بعد الغذاء .. جلسوا كلهم قريب من حوض السمك ..
ريـــــوم : كيف يا خالي البزنز معك
لاحظت أم عبد الله أن ملامح جـــــاسم تكدرت : بخير ..
ريــــــوم : والله في النهــــــــاية شكلي بترك تخصصي .. وبدرس بزنز .. بجمع لي فلووووس وبصير مليــــــــار درية
جـــــاسم : أنتي على بـــــالك البزنز .. سهـــــــل .. كله وجع راس وهدك
تلاحقي هذا .. وتطالبي هذا بالفلوس .. وإلا يتأخر بالدفع .. شغل يشيب الراس

أم عبد الله حست أنه الفرصة منـــــاسبة تفاتح أخوهــــــا بالموضوع
أم عبد الله : ريـــــــــــوم أشوفك جــــــالسة !! ... مــــــــا وراك دراسة
ريــــــــوم بحماس: لا يمـــــــــه أنا بكرة أوف ..
أم عبد الله : طيب روحي راجعي دروسك
ريــــــــــوم بدلع : يــــا ماما أنتي أيش فيك .. الواحد مــــــا يصدق على الله يصير عنده أوف ... لفت على أختهــــــــا نرجس وبدفـــــــاشة .. انتي يــــــــا الله يـــــــا الله على غرفتك ذاكري ... بنات آخر زمن
مسكينه نـــــرجس قامت بكل هدوء ومن غير ما تجادل أختهــــــــا

أم عبد الله : طيب ماما روحي جيبي حق خالك شاهي
ريوم وهي تنادي بصوت عــــــــــالي : يــــــــــــــــــــــــــــــــــــا مدري شسمك ... جيبي شاهي
أم عبد الله ، وبزمرة : ريـــــــــــــــــــــوم قومي أنتي .. دام النفس عليك طيبه
ريوم تأففت داخل نفسهـــــا : انشاء الله يمة ... كل شي ولا الوالدة تزعل علينـــــــــا
ريوم وهي واقفه ، وبإبتســـــــــــامة عريضة : تبون أجيب مع الشاهي كيك .. ولا بقلاوة
أم عبد الله : جيب إلا تجيبين بــــــــــــس فارقي
ريوم فهمتهـــــــــــا ومشت ببرود للمطبخ .. على وعسى تسمع شي من الســـــــالفة .. لكن للأسف أم عبد الله أنتظرهـــــــــا لين تدخل المطبخ ..
لفت على أخوهــــــــا : إلا مـــــــا قلت لي يــــــا جاسم أخبـــــار الأسهم .. اشوف السوق نــــــازل ها اليومين
جــــاسم تنهدت ، وها التنهيدة ما فاتت أم عبد الله : خليهــــــــــا مستورة يـــــا أم عبد الله .. الأسهم تعبتت نـــــــاس كثير .. وأنا منهم
أم عبد الله : أنت لا تشيل هم .. أنــــــا عندي أمل ترتفع الأسهم
جـــــاسم : مـــــا ضنتي يا أم عبد الله .. السوق طايح طيحة شديدة .. خسرتني إلا وراي وقدامي
أم عبد الله بخوف : لا يكون أنت راهن بيتك
جـــــاسم : لا ما جنيت لحد اللحين على شان اسوي هذي الحركة
أم عبد الله : الحمد الله ... والله أهم شي الواحد جالس ببيته والله ساتر عليـــــة .. أنا اسمع قصص عن الناس إلا راهنين بيوتهم وتبهذلو في الشقق والإجار
جاسم : الله يفرج عنـــــــا وعن جميع المؤمنين

قــــامت أم عبد الله .. لدولاب قريب من الطراز المصري العتيق .. فتحت الدولاب وطلعت منه ظرف ..
راحت لعند الجلسة الخيزران إلا جالس عليهــــــــــا جاسم : تفضل يــــــــا أخوي .. واتمنى مــــــــا تردني
جاسم استغرب: شنو هذا يــــــــا أم عبد الله
أم عبد الله : هذا مبلغ بسيط تفك فيـــــــــه ضيقتك
جاسم وقف : لا تزعليني منك يـــــــا أم عبد الله
أم عبد الله : أنت يا أخوي لا تزعلني منك .. وهي تناظر يدهــــــا الممدودة .. تردني يـــــــا أخوي وأنـــــــا أختك الكبيرة
جاسم : يا ام عبد الله ما أقدر أقفبلها منك
أم عبد الله : والله تــــــــــأخذها مني .. والله
تراني حلفت .. إذا ما اخذتهـــــــا مني مالك مطب في بيتي
جاسم : أنتي كـــــــذا تحرجيني
أم عبد الله قربت منه وحطت الظرف في جيب ثوبه : اعتـــــــــبره دين .. وقت ما يصير عندك رجعه لي





*
*
*
*
*



توني طــــــــــالعة من الحمـــــــــام لابسة الروب ولافه شعري بالفوطة .. فتحت دولاب الملابس أفكـــــــــــر إيش أللبس .. ارسلي كحيلان مسج أنه راح يجي البيت الســـــاعة 6 ..
بمـــــــــا أن اليوم مناسبة ذكرى ميلادي .. راح أللبس لبس مختلف .. غير عن إللي ألبســــــه دايم قدامة ... والله أحيـــــــــــان أضحك على شكلي أحس حالي من BOY STREET
تــــذكرت أني توني شــــارية لي فستـــــان سكري نــــــــــاعم حيل .. يصلح لهذي المناسبات ..
:
:

نـــــــاظرت بنفسي للمرة الأخيرة بالمريــــــــــــا بغرور .. راضيـــــــه عن شكلي .. فستان سكري قصير بربطة سودا تحت الصدر .. وشعري من قدام سويته بف وباقي الشعر ربطة على شكل ذيل حصـــــان بشريطة سودا.. أعطاني شكل طـــــــــفولي

:
:

اليـــــــــــوم قررت أني أغير معاملتي مع كحيلان .. راح أتخذ أسلوب الدلع والغنج .. راح اكـــــــون مثل اللبوه إللي تمشي بخطواتهــــــــــا واثقه وتعرف زين متى تنقض على فريستهـــــــــــــا ... واثق الخــــطوة يمشي ملكا يــــــــا أسيل



دخلت المجلس وأنــــــا أدفع العربــــــــة الخشبية إلا فيهـــــــــا الحلى والعصير ..
لاحظت أنه عيونه اتسعت وفتح فمـــــــــه أولــ ما دخلت عليه .. هذا إلا كنت أبيـــــــــــ أوصولة .. ينبهر بشكلي ..
هو مـــــا تعود يشوووووفي لابسة هذا اللبس ..

تعمدت أقدم له عصير التفــــــــاح بكل نعومه .. مع اني أكرة هذي الحركات الدلع .. لكن على شـــــــان تكمل خطتي .. موتك على إيدي يـــــــــــا كحيلان
لمست أطراف أصـــابعه يدي .. حاولت أكون قوية ومـــــــــا أبين تأثير لمسته ..

بعد كذا جلست على كنبه منفردة .. وحطيت رجل على رجــــــل .. لاحظت أنـــــه يدور شي

قلت له :خيــــــــــر كحيلان في شي ... تدور على شي
رد علي وهو مرتبك : هـــــــــــــــاه لا لا في شغله نسيتهـــــا بالسيارة بروح اجيبهــــــــــــا

هو طلع من هنــــــــــــا .. أنــــــــــا انفجرت من الضحك من هنـــــــا .. يا ربي شكله تحّــــــــــفه .. ومصدق عمــــــــــــره جايني كاشخ بالسكبة السعودية .. صحيح كــــــل بنات خالتي وبنات عمي يحسدوني عليـــــــــه .. وعلى وسامته .. لكن أنا كل هذا ما يهمني ..

رحت بسرعة جهت المرايا أعدل كحلي إلا خرب من الضحك .. رجعت وأنـــــــــا أمشي بكل دلع وصوت كعبي ينسمع مع كل مشية أمشيهـــــــــــــا ... لأني سمعت صوت دخلــــته للمجلس .. مدري أيش إلا خلاه ينسى اشيـــــــــاءة .. تلاقينه أكيد نــــــاسي مفتاح سيارته بالسيارة



مـــــــــا أمداني أجلس على نفس الكنبة ... إلا شفتــــــه يمد يده بعلبـــــه مغلفه بتغليف أحمـــــــــر وشريطة ذهبيه
سمعتــــه يقول لي .. في وقت ذهولي بها الهدية !! وأيش مناسبتهــــــا : هذي هدية بسيطة بمنــــــــــاسبة عيد ميلادك

ابتسمت له من غير شعور .. مــــــــا توقعت ها اللفته اللطيفة منه
كحيلان : افتحيهــــــــــــا .. وقولي لي رايك ؟؟

وكاني ما صدقت قال لي أفتحيهــــــا .. فتحتهـــــا وكان عندي إحساس إنهــــا ممكن تكون غرشة عطر

لكني أنصعقــــــــت !!!
لما إكتشفت أنها علبه لخــــــــاتم .. وهذا الخاتم عبارة عن خاتم سوليتير

أصلا من كثـــــر ذهولي مــــا حسيت أنه سحب الخاتم من العلبة .. وأخذ يدي من حجري .. ولبسني خاتم السوليتير بنفس الإصبع إلا لابسة في الدبله

بصراحة أنـــــــــا مش منبهره بلمعه Diamond
الألمــــــــــــــــاسه الكبيرة ..
أنـــــــــا إلا شال لساني .. أني ما توقعت هذي الحركة أبد من كحيلان .. أنه يكون ذوق بهذي الطريقــــــة .. يمكن هو يبي يطبق نظريه إذا تبي تمتلك قلب المرأة أمتلكها بالماس

والحـــــــــركة إلا شلت كل الحواس فيني .. أني شفته يبوس أصبعي ويقـــــــــول لي : كــــــــــــــــل عـــــــــام وانتي حبيبتي


كــــل علامات التعجب انرسمت بوجهي ..
أولـــ مرة أحس بحياتي بشعور إلا تقول عنه البندري .. أن الجو حواليك حــــــــــــــار .. وأن انتحرت كل الكلمات في هذا الموقف أحس بسخوووووونه بكل جسمي .. أولـــ مرة بحياتي أحس أني خجلانه من شخص قدامي .. ومن هذا الشخص .. كحيــــلان !!

*
*
*

مـــــــا أجمل عينيك حين يغفو فيهمـــا المساء
تصبحين في لحظة أميرة النســـــــــــــاء

أقف أمامك وقفه الأطفــــــــال الاشقيـــــــاء
كل شيء فيك يصرحُ أنك حـــــــــــــواء
في عينيك لؤم الثعالب طهر الأنبيـــــــــاء

أيـــــــا امرأة تنطق على لسانهــا ملائكة السمـــــاء
أيــــــا امرأة لأضاءت في الروح عواطف ظلمــــا ء
كوتني بنــــــــارها وقالت من الكي ياتي الشفـــــاء





مدري كم مضى من الوقت وعيني معـــــانقة عينهـــــا .. أحسست نفسي وكأني طفل شقي ينـــــاظر حواء إللي واقفه قدامه وتصرخ أنوثة لكن بعينيهــــــــــا لؤم وطهر .. مـــــــا هذا التناقض ..


أسيــــــــــل ملكي .. طفلتي .. ومراح أسمح لأي أحد يقرب منهــــــا .. أنــــا من البداية مش عاجبني اختلاطها بالرجال .. لكني تحملت وصبرت .. وأظن على الموقف إلا صـــــار اليوم .. جــــــــــاء الوقت المناسب

هدأت ثـــــــــورة العيون ... فــ في عينيهــــــــا بدايتي .. لكن على شنو راح تكون نهــــايتي

ها المرة جلست جنبهـــــا ، وقررت أفاتحها بالموضوع : أسيـــــــــل ودي أتكلم معك بشي يخص مستقبلنــــــــــا

ناظرتني بنظرات فارغة ، ما فهمت هل هي تحثني على الكلام او لا ... لكنها ردت بهدوء : خيـــــــــــر

: بصـــــــــــراحة يــــــــا أسيل ودي لمــــــــــا نتزوج تتركين شغلك وتتفرقين لبيتك ولعيالك في المستقبل ... بصراحة أنــــــــــا مش عاجبتني فكرة أنك تختلطي بالرجال ..

أسيــــــل ، تحركت من مكانها ووقفت وكأن لسعتهــــــا أفعى : لحـــــــــظة .. لحــــــــــــــظة ممكن تعيد كلامك .. يمكن أنــــــا عندي خلل في السمع

قربت لي أذنهــــــا .. تبيني شنــــــــــــــــــــــو ... اترك شغلي بالمستشفى ..
ويــــــــــن على الله تبيني أشتغل أنشـــــاء الله

رديت عليها ، وانا احس بديت اتنرفز من لهجتها : أي مكان ما تخطلتي فيه بالرجال .. مثلا المراكز الصحية .. تتخصصين تخصص يكون بعيد كل البعد عن الرجال ..
وايش فيهـــــــــا لو جلستي بالبيت واهتميتي بزوجك وعيالك

رفعت صبعهــــــا السبابة وهي تأشر علي : اللحين أنت .. يــــــــا لي متخرج من احسن جامعات بريطانيا هذا تفكيرك

مسكت أعصابي ، حركتها وهي تاشر علي وكاني حشرة نرفزتني أكثر .. لكن تعوذت من ابليس ماله داعي تخرب هذي الليله بالخناق .. التفاهم يمدحونه : يــــــــا أسيل تعوذي من ابليس وتعالي أجلسي ... خلينا نتفاهم بهدوء

أسيل ، مــــــــا عادت قادرة تمسك أعصابها خلاص ، كلامه ، القشة إلا كسرت ظهر البعير ، وصرخت بأعلى صوتهــــــــا : نتـــــــــــــــــفاهم على شنووووووووووووووو .. كلامك واضح مثل وضوووووح الشمس .. جاي لي اليوم تبي تغريني بها الخاتم .. على شـــــــــــــان تطلب مني اترك دراستي إلا تغربت على شـــــــانها ... تهجد صوتهــــــا ..
إلا ظليت أكثر من 6 سنوات متغربه على شان احقق حلمي .. بكــــــل سهوله... بكل بســــــــــاطة جاي تطلب مني اتركة .. انت شنو مــــــــــا تحس .. مــــــــا همك إلا نفسك ... ما قدرت أسيل تمسك الدمعتين إلا بعينهـــــــــا أكثر ... مشـــــــــــاعري وأحـــــاسيسي ما إلهم أي قيمــــــــــة عندك .. مو مهم أنــــــا شنو أحب .. مو مهم أنــــــــــا شنو أبي .. كلكم تبون تحركوني مثل الدميـــــــــــه عندكم



بحـــــــــه صوتهـــــــــا وبكائهــــــــا ... قتلني حطمني .. أولـــ مرة بحياتي أشوف أسيــــــل بهذا المنظر ... ضعيـــــفة .. محطمـــــــــــة .. معقولة أنـــــــــا إلا حطمتها بكلماتي .. معقولة أنـــــــــا أناني مثل ما تقول .. معقولة أنـــــــــا ما افكر إلا بنفسي .. معقولة أنــــــــا كنت أبي أذبح رغبتهـــــــــا في مهدهـــــــا .. ما كنت أعرف أن دراستها تعني لهـــــا الكثير .. كنت أظن أن ........

مشيت لهـــــا .. وهي جالسة على الكنب تغطي وجههـــــا وتبكي ..
ركعت على رجلي وجلست قدامهــــــا .. آآآآآسف يا زهرتي إذ مزقتك من غير شعوووووور

مسكت يدهــــا : حبيبتي أنـــــــــا آسف .. ما كان قصدي أزعلك ولا أضايقك
صرخت بوجهي : لاااااااااااااا تقول حبيبتي .. إلا يحب عمـــــــــــره مـــــــا يأذي حبيبته

: يــــــــا اسيـــــــــل أنـــــــــــــــ ...
قاطعتني : خلااااااااااااااااااص .. ما أظن في كلام ينقال بينـــــــــــا ..
راح أقولك كلمه وحدة مـــــــــا منها ثنتين .. شغلي ودراستي مراح أتركهـــــــــا .. أنت تزوجتني وانت عارف أني أدرس طب .. عاجبك أهلا وسهلا مو عاجبك طلقنييييييييييييييييييييي


آخر شي كنت أفكر فيـــــــــه الطلاق .. وليـــــــــــه ؟؟ ... وعلى شــــــــــــان شنو أطلق أسيــــــــــــــــــــل ..
أنــــــــــــا مستعد أتراجع عن كلامي ولا أشوف دمعـــــة وحدة تنزل من زهرتي

إلتفت لمكانهـــــــــــا .. انتبهت ان مكانهــــــــا خالي .. وينهـــــــــــا ليه راحت وتركتني .. معقوله أسيل تبي الإنفصال .. كلمة الطلاق سهله بالنسبة لهــــــــــــــا


*
*
*
*
*
*




وانقضت الشهـــــــــــور بطيئة .. لكنهـــــــا انطوت في نفس كحيلان وأسيـــــــل وكأنهــــا حلقات صراع مريرة .. ..
والبنـــــدري مــــازالت في عزلتهـــــــــــا ... تجهـــد نفسهــــــا بالدوام الصباحي والمناوبات الليـــلية علهــــــــــا تلاقي العزاء بين مرضاهـــــــــــا ..

هـــــــــــل شهر رمضـــــــــان الكريم بهــــلاله .. على أبطالنــــــا
وهو من أشهـــــر الله الكرام .. فيــــــه تفتح أبواب الجنــــــه وتغلق أبواب النــــــار .. دعوة من الله صريحــــة لكل العبـــــــــاد لتوبة ..

لكن للأسف مرت أيـــــــام الخير والعبــــــــادة بسرعة كلمح البصــــــــر ..
ولم يتبقى منهـــــــــــا إلا العشر الأواخر.. ليالي القدر .. ليــــــالي نزول الملائكة

:
:
:
:
:

ريـــــــــــــــــــــــــوم


" يـــــله يا ريوم بســـــــــرعة كذا راح نتأخر "

يـــا الله على أمي ، في كل شي مستعجله .. مـــــا تخلي الواحد يأخذ راحته .. سحبت عباتي وشنطتي بســــرعة .. خلني ألحق على أمي قبل لا تمشي عني ..

قبل لا أنزل مريت غرفـــــه البندري .. دقيت البـــــاب
البندري: منو
: البـــــــندري حنــــــــــــا بنروح نزور سراج في بيت خالتي تروحين معنـــــــا
ردت علي من ورا الباب : لا أنــــــــا اليوم عندي منــــاوبة

ما رديت عليهــــــــا ومشيت .. بصراحة عذر غير مقنع .. يعني مـــــا عندهــــا وقت تزور بيت خالتها ربع ساعه ... مــــا كفاية حنـــــا ما نشوفها طول اليوم من ترجع من الدوام تنــــــــــام ما تجلس إلا وقت الفطور .. وبعد صلاة العشــــــاء عندها دورة مبدعات نحو القمة في مركز الأمير سلطان .. تروح لها في الوقت إللي ما عندهـــــــا مناوبة .. ودي أجلس معهـــــــا مثل قبل نسولف نضحك .. لكن على ما أظن عمر إللي يروح مـــــــــــا يرجع ...
:
:
ركبت مع أمي السيــــــارة رايحين نزور بيت خالتي أم بنـــــدر .. صار لهم أكثر من شهر تقريبــــــا لمـــــا نقلوا .. والله يعز علي أنهم تركوا بيتهم القديم .. كل مــــا أذكر لعبنا أنا وجنى بالحديقة ومذاكرتنا جنب حوض السمك .. والله ينعصر قلبي أنهم تركوا وخصوصا أن بيتهم قريب منـــــا وبنفس تصميم بيتنـــــا
والله لو أنــــــا مستحيل أترك ذكرياتي .. والبيت إلا عشت فيه طفولتي .. لكن حـــــال خالتي غيــــــــــــــر .. عسى الله يخفف عنهــــــــــا من النار إللي بجوفهـــــــا ..
ويعينهـــــــــــا على سراج .. والله حـــــــال ها الولد أنقلب من بعد وفاة أخوة .. توه طالع من المستشفى فجــــــأة جات له تشنجات عنيفة .. ومهم عـارفين السبب ..
تقول أمي لمـــــا راحت زارته بالمستشفى ... أنه كذا من غير شعور يطيح على ألارض وماصار قادر يركز مثل قبل في مشيــــــة

والله حـــــــــال ها الولد يوجع القلب ... أنــــــــا والبندري مقصرين بحقة واجد ..
:
:

وصلنـــــــا بيت خالتي ودخلنــــــا ...
استقبلتنــــــــا خالتي أم بندر .. والله حالها يصعب على الكـــــافر .. شكلها تغير وكأنها كبرت عشرين سنه .. مع أنها مش كبيرة مرة .. لكـــــن الحزن وكثر التفكـــــير ينهش في عمر الواحد

الله يكون بعونك يــــا خالتي ..
ضلت تشتكي لنــــــــــا عن حال سراج .. وكيف أنقلب حال ها الولد .. وعن الأدويـــــة إلا أعطاها أياه الدكتور .. وكيف أنه تخليه مخدر طول اليوم .. وبنفس الوقت ما تقدر توقف الأدوية لأنهــــــا تخاف ترجع له التشنجات..

وبيـــــن الكلام .. جـــــا عمي وهو يدفع الكرسي المتحرك إلا جالس عليــــــة سراج ..
والله أولــــ ما شفته مـــــا قدرت غير أني أرسم أبتسامة عريضة على شفاتي .. والله أني أشتقت لهـــــــــا الولد الطيب ..

أولـــ ما وصل عمي لعندي ... حملت سراج بين أيدي بجسمة الضعيف .. وبسته
: وحشـــــــــتني سراااااااااااااج
سراج بصوته الطفولي : من أنتي
والله حز بنفسي ... حتى نظرة ما صار يركز فيـــــه ... ومش قادر يميزني من صوتي : أنـــــــــــا ريوم بيت عمك ... مــــــــــــا تذكرني
سراج : أيـــــــــــه أذكرك ويــــــــــن البندري .. جات معك ؟

رغــــــم براءة هـــــا الطفل .. لا تقولون معوق وما يفهم ولا يعرف إلا يدور حواليـــــــــــــه لا ..
على قلبي يسأل عن البنـــــدري وهي ولا بحواله .. الله يسامحك يــــــا البندري .. معقولة تنسين سراج بغيمة أحزانك .. آآآآآآآآآآآآآه والله خلني أشوفك بس يا البندري لك عتـــــــــاب شديد .. حرام والله إلا تسوينه في نفسك وباللي حواليك

حــــاولت ألهي سراج بالكلام عن سؤاله عن البنــــــدري .. والله للحين أحس بغصة .. وكل مــــــا اناظر فيـــــــه أحس بغصة في قلبي .. معقولة الطفل يسأل عنــــــها .. وهي ولا بحولهـــــــا

خالتي : ريوم تبين أصب لك بالأول شاهي والله قهوة
رديت عيلهــــا : لا خالتي ماله داعي تتعبين نفسك ... أنــــــــا إذا بقيت صبيت لنفسي
سراج : أنــــــــا أبي شـــــاي
إلتفت له وهو جالس جنبي على نفس الكنب : لا حبيبي .. الأطفــــــــال ما يشربون شاي
سراج وهو ماد بوزه : انتي إيش عرفك ... أنــــــــا أبي شاي
خالتي : مدري منو معلمة هذي العادة ... مذكر اني كنت أعطية شاي .. أخاف على صحته
رديت على خالتي ، ما ودي أكسر بخاطر سراج : مــــــــا عليه خالتي على شان خاطري ... نص بياله شاهي مراح تأثـــــــر

كنت أحس بسعـــــــادة وانا أشربه واعطية من المكسرات ... لأن سراج يعشق شي أسمة مكسرات .. على الأقـــــــل المكسرات مفيدة
:
:
:
:


بعـــــد مــــــا رجعت البيت تسحرت بدري ... أنـــــــــا من النوع إلا أحب أتسحر بدري .. على شــــــان لا أنام وأنا تخمانه وقبل وقت الإمساك آكل لي تمر وماي ..
اليوم أنـــــــا حالفه حلف مراح أنــــــــــام إلا لما ترجع البندري .. ايش وراي .. دوام وخلص وابتدت إجازة العيـــــــــد .. ان شاء الله أظل صاحية لين يطلع النور ...
لازم أكلمهـــــــــا .. إليــــــن متى راح تستمر على هـــــذا الوضع
:
:
:

حــــــــاولت أشغل نفسي بقراءة القرآن وبعض الأدعيـــــــــة .. سمعت صوت حركة في البيت .. هـــــذي أكيد البندري رجعت .. لأن عبد الله نــــــام من بدري .. بعد عمري ما عنده إجــــــازة إلا 3 أيام العيد

طلعت من غرفتي وشعري منكوش وبثوب النوم القصير .. نزلت تحت ... لقيتهــــــــــا جالسة بالطاولة الطعام إلا بالمطبخ ومـــــــاسكة كوب حليب ساخن .. وتشربـــــه وهي سرحــــــــــانه

جلست على الكرسي المقابل لها : مســــــاء الخير
ابتسمت لي ، ابتسامة باهته : قصدك صبــــــــــاح الخير
رديت عليهـــــــا : مــــــــا تفرق يا شيخة .. تبين أجيب لك شي تأكلينــــــه
البندري : لا والله مو مشتهيـــــة ... كوب حليب يكفيني
تنهدت بصوت مسموع : يـــــــا البندري إلا تسوينه بنفسك لا يرضي الله ولا رسولة

شفت في نظرتهــــــــا انكسار .. ودها تصرخ لكن بالنظر

البندري : شنو إلا مش عاجبكم في حالي .. كاني عايشة .. اتنفس وأكل وأتكلم .. وأشتغل

رديت عيلهــــا : بالله عليك هذا رد وحدة يـــــــائسة من الحيــــاة .. حرام يا البندري تذبل الضحكة بين الشفايف .. تذبل الفرحــــة وتضيع بها الكون الوسع

البــــندري : إلا كان يرسم الضحكة على شافي راح .. راح وترك شافهي جافة

أحاول أدور كلام يصحيهـــــا حتى لو كان يجرحها : أنتي يــــــــــــا البندري ما تحبين بندر
لاحظت أن الدهشة ارتسمت على وجههــــــا : لو انتي تحبين بندر ، كــــــــان على الأقل تسألين عن النــــــاس إلا كان يحبهم ... قولي لي متى آخر مرة زرتي خالتي ... سراج ... تذكرين سراج ؟؟.. بندر دوم كان يوصيك عليه .. تدرين أنه كــــــــان طايح بالمستشفى جات له تشنجات عنيفة .. فكرتي تزورينه .. فكرتي تسأليـــــــــن عنه

البندري ، بصدمـــــه : مــــــــا كنت أعرف أن سراج بعد عمري مريض
رديت عليها وانا ابي اطلع كل إلا بلقبي : ليـــــــــــه انتي من متى جلستي معنـــــــا على شان تعرفين أخبار أهلك .. أنتي وعبد الله تغيرتو كثيييييييييييير من بعد وفاة المرحوم .. ما عدنا نقدر نشوفكم مثـــــل النـــــاس .. ما صرتي تجلسين معنا ..
ويــــــــن البندري أختي إلا ألاقيها جنبي إذا احتجت لهـــــــــا .. ويـــــــــن أختي البندري إلا إذا بقيت حاجة رحت أستشيرهــــــــــــا

تهجد صوتي وما قدرت أحبس دموعي : أنـــــــــا ما فقدت أخو وولد عم بس ... أنـــــــا حتى أختي فقدتهـــــــــــا .. وأخوي الحنون فقدته

رفعت راسي لهــــا شفتهــــا تبكي بصمت ... ما قدرت أتحمل الموقف رحت وضميتهـــــــا : يا أختي أنا ما قلت لك هذا الكلام على شان تبكين .. حنــــــــا كلنا محتاجين لك .. محتاجين البندري ترجع لنــــــــا .. محتاجين أختنا الكبيرة الحنونه العطوفة ..
:
:

والله مــــــــا كان ودي أضايق أختي ولا حتى أزعلهـــــــا ... لكن كان المفروض أقول لهـــــا هذا الكلام من زمان ..

والله مليت من جو الحــــــزن .. أختي رغم الشهور إلا مرت إلا أنهـــــــا ما زالت تلبس اللون الأســــود .. حتى أنهـــــــا ما فكرت تروح السوق تشتري لها ملابس للعيـــــد .. لكن والله لأنشب لها بكرة أنـــــــا وسلمى إلا تلبس الفستــــــان إلا شريناه لهــــــا ..

*
*
*
*



ســــــــــــلمى


بعــــــد مع خلصنــــــا الفطور .. جلسنــــــا كلنا بالصالة نشاهد مسلسل كوميدي .. ماجد وبثينه جالسين معنــــــــــــا .. أنـــــا كنت جالسة قريب من أمي ..
بثينـــــه أختي اليوم هي إلا مستلمة الحلى ...
جابت لنــــــــا صينية الحلى مع القهوة ..

مـــــاجد : شكلكم أنتوا نــــــــــا وين علينا بالمتن
بثينه : ههههههههههههه ، إلا يسمعك عرضك عرض الباب ، صدقني لو تذوق الحلى إلا أنا مسوته راح تحلف عليه
سلمى : لا أنــــــــــــا اشهد لو تلف محلات العالم كلها ما تلاقي طبخ ألذ من طبخ بثينــــــــه ... وغمزت لها .. والله أيش إلا محبب زوجها فيهــــــــا غير طبخهـــــا
ماجد : ايه والله ... والله هي على بعضهـــــــــا ما فيها شي ينحب
بثينه وهي ترمي المخدة على سلمى لكن ماجد صدها : عمى بعينك انت ويــــــــــــاه .. هذا جزاتي إلا متعبه عمري
ماجد : لا لا كل شي ولا بثينه تزعل علينـــــــــــا

:
:

" يمـــــه اليوم بمر على البندري وريوم وبروح معهم نصلي بالمسجد "
مـــــاجد : تبين أخذك معي بطريقك
رديت عليه : يــــــا ليت
أمي : إلا أخبــــــار عبد الله .. من زمــــــان ما سمعنا اخباره ولا جا زارنــــــــا
أنا ارتبكت : هــــــــــــــــــــــاه .. بخير يمه .. يسلم عليك
مدري ليــــــــــــه كذبت على أمي
أمي : الله يكووووون بعونه .. والله أن ها الولد دخــــــــل قلبي

على طارية حسيت بضيقة .. فاستأذنت بحجــــه أني بتجهز على شان لا أتأخر على مـــــاجد ..
أول مــــا وصلت غرفتي رميت بحـــــالي على السرير بضيق .. أراقب السقف بعيون ضـــــــايعه ..
معـــــــقولة مر أكثر من 3 أشهـــــــر .. مـــــــا سمعت فيه حتى صوتــــه .. ولا حتى ســــــأل عني ..
إذا مـــــــا يبيني يقول مـــــــا يبيني .. ليــــــــه يخليني طول ها المدة حـــــايرة وضـــــايعة ..

معقولة أمنيتي الوليـــــدة ماتت .. ليـــــه الزمن مصر يحفر أصابع الحزن فيني ويحرق أعصــــابي .. كنت أظن أن الامطـــــار المحمله بالعذابات انتهت .. لكنهـــــا رجعت وهي تدق باب داري من جديد .. لتكتب لي الضيـــــاع فوق الدخــــان وعلى اشلاء الحديقــــة .. تلك الحديقة التي تتمزق الأزهــــــار فيها .. وتموت فيهــــــا ألوان الحيـــــاة .. شوق العمــــــــــر الضائع .. فهل عادت لي أحزاني ..
تعبي وصمتي .. يقف على أهدابي الحزن الأبدي ..

غمضت عيوني بألم .. ســــــــا محيني يا البندري لكني لازم أخطي هذي الخطوة إذا أخوك ما سأل عني ولا حتى يبيني ..

قمت أغيـــــر ملابسي وأنــــــا متملله .. المفروض هذي الأيــــــــام يكون الواحد نشيط ومنشرح صدرة .. لكن مدري ليـــــــــه أحس بإكتئاب وحزن يعتريني ..
البندري ونعرف سبب حزنــــهــــا .. لكن أنــــــــا !! وحتى أسيل .. صــــــار لها أكثر من شهر وهي مش على بعضهــــــــا .. سألتهــــــا كذا مرة إذا مضايقك شي .. كحيلان مزعلك .. تقول لي لااااا وتسكت بعدها وتسرح .. حتى ها البنت أنقلب حـــــالها
:
:
:


راحوا البنـــــــــات كلهم وحتى أم عبد الله راحت معهم يصلون ليلة القــــــدر بالمسجد القريب من بيتهم ..
كــــل وحدة منهم عندهــــــــا رجاء لله سبحانه وتعالى .. تتمنى ما يخيبهـــــا فيه

البندري ضلت تدعي ربهـــــــا ودموعها على خدهـــــا أن الله يشافي سراج .. لأنه طفل برئ من أنولد وهو يعاني ..

ريـــــوم .. تدعي لأختهــــــا إلا ضايق صدرها على شانها .. تتمنى ترجع لهم البندري المرحة الحبوبة ... ويحنن قلب أخوهـــــا على سلمى .. هي عارفة إلا يدور حواليها لكنها ساكتة .. ما تدري شتقول .. تســــــــأل ويـــــــــــن عبد لله ؟؟

سلمى .. بدموع ملتهبه .. تدعي أن الله يشافي أمهــــــــا ويطول بعمرهــــــــــا .. لأنهــــأ ما تقدر تعيش من غيرهـــــــا
وعن أمنية خجلت أن تصرح بهــــــــا .. لكن الله يعلم مــــــــا في القلوب
:
:

سلمى رجعت معهم البيت لأن ام عبد الله اصرت إلا تتسحـــــــــر معهم .. أولــ مـــا دخلت البيت مسكت أيد ريوم .. انتظروا الكل يدخــــل البيت .. ريوم حست من عيون سلمى أنهــــــــا تبيها بموضوع ..

راحوا جلسوا عنـــــد النافورة .. ضلت سلمى فترة ساكتة .. ريوم تنتظرهـــــا تتكلم وتراقبهـــــا كيف هي تدخل يدهـــــا بالماي عند النافورة وتلعب فيه ..
سلمى بتردد : ريـــــــوم .. أخبار عبدالله .. من زمان ما شفته

ريوم حست بالفشلة .. مـــــا تدري أيش تقول لها .. جلست تتحسب على عبد الله إلا حطها بالموقف المحرج هذا : والله يـــــــا سلمى مدري شنو أقول لك .. لكن عبد الله من بعد وفــــاة المرحوم ما عدنا نشوفه كثير .. أغلب وقته برا البيت .. مـــــــا يجي البيت إلا لما كلنا ننام .. آآآآآآآآآآآه المشتكى لله .. والله اني حـــــاسة فيك ..
سلمى وهي منزله راسهـــــا : أحس أحيان أن أخوك ما عاد يبيني .. يمكن أنا فال السوء بالنسبة له
ريوم ناظرتهـــــا : أوعي تفكرين بهذي الطريقة .. أنـــــــــا أعرف أخوي عبد الله زين .. هو بس متأثر من وفاة بندر .. بندر بالنسبة له تؤم روحـــــــــه .. مو هين انك تفقدين جزء من روحك .. أصبري يا سلمى وربك راح يفرجهــــا .. واوعدك أني راح أكلمة

سلمى شكرت ريوم بنظراتهــــــــــا
ريوم : يــــله خلينــــا نروح نشوف الثانية البندري ... إلا معية تأخذ الفسـتــــــان
:
:
:

طلعوا للبندري في غرفتهــــــــــــا .. شافواها جالسة تناظر في الشبــــــاك وهي سرحـــــــانه ..
راحت لهــــــا ريوم وحطت يدهـــــــا على كتف أختهــــــا وقالت لها بحنــــان : إلين متى يــــا البندري وانتي لابسة هــــــــا السواد .. إلين متى ها الحزن
ناظرتهـــــــا البندري بعيون مغرقة : تسألين يـــــــــا ريوم إليـــــــــــن متى ..
تلوميني على حزني على بنــــــــــــدر .. وانتي أكثر وحدة تعرفين أيش يعني لي ..
وهي تلتفت يمين ويسار وكأنها تدور على شي ضايع منهــــا
أنتوا مـــــــا تدرون أن دمعي مــــا جف .. أنتوا مــــــــــا تدرون أن اسمي مرتبط بإسمـــــــه .. حروفي ممزوجه بحروفه بـــــــــــدمه ..
سلمى وهي تضمهــــــا : الله يرحمه يــــــا البندري .. بس أنتي تعذبين نفسك بهـــا الطريقة .. أختك أمك محتـــــــاجة لك .. إذا صج كنتي تحبين بندر لازم ترجعين لنـــــــا البندري إلا نعرفهـــــا

البندري: عمر إلا يروح مـــــــــا يرجع
سلمى : على الأقل حاولي .. طيب ليـــــــــه انتي مش راضية تلبسين الفستان الجديد .. هذا عيـــــــــــد يا البندري .. عيد الله .. عيد المسلمين
أشرت سلمى لريوم تروح تجيب الفستــــــــان ... راحت ريوم ركض تجيبه ..
فتحت دولابهــــا على عجل وطلعت الكيس ..

ريوم : أيـــــــــش رايك يا البندري وهي تطلع الفستان من الكيس .. الفستان أبيض وفية ورود سودا وشريطة سودا عند الخطر تنربط
سلمى : مـــــــا عندك اعتراض .. وفيه اللون الأسود إلا تحبيه

أبتسمت البندري .. سلمى من أعز صديقاتهـــــــا .. وفي وقت شدتهــــــــا ما تركتها .. وريوم ما ملت منهــــــــا أبد
ريوم وهي تكلم سلمى : شوفي سلمى ابتسمت يعني موافقة
هزت راسة بالموافقة ... راحت ريوم ضمت أختهـــــــــــا يا بعد عمري أختي مستحيل تردني ..
البندري: خلاص ذبحتيني
ريـــــــــوم : خليني .. مشتاقة لك

:
:
:
:


لبست سلمى عبـــــايتهــــا لأن ماجد دق عليهـــــا أنه موجود برا ..
طلعت من البيت على عجـــــل .. وهي طالعه من باب البيت .. حست بأحد يحط يدة على كتفهـــــا .. إلتفت وشافته .. لا هذا يمكن طيفـــــه إلا كساه الليل باللون الحــــزين

مــــد يده .. كــــــانت الرجفه لقـــــــا
ودعت فيهــــا الشقـــا وتركت بين الأصابع عطرهـــــا
ما حكت له اسكتت ..
الحكي كان يدور بينهم بالعيـــــون
:
:


عبد الله : سلمى ممكن أوصلك
حاولت أثبت صوتي لكن مع كذا حسيت فيه رجفه من لقاه : مـــــاجد ينتظرني
عبد الله : أنـــــا شفته وأنـــــــا داخل .. وقلت له يمشي .. لأني راح أوصلك
سكت ما قدرت أعترض .. اصلا كيف اعترض وأنـــــــا من زمان اتمنى ها الفرصة ..
ما لقيته إلا ماسك يدي .. حسيت برعشة يده ونبــــضة الســـــاخن وكأنه في جوف الشوق ســـــاكن .. أخذني لوين مـــــــا سيارته واقفه .. فتح لي الباب ..
ركبت السيـــــارة بهدوء .. ركب هو السيارة وتحرك بهدوء .. ظل يسوق السيارة مدة .. ومازال الصمت هو إلا مسيطر علينــــــا .. مع كذا أنــــا كنت راضية .. كفاية أنه قربي .. أتمتع بسماع شذى أنفاسه
يكفيني أنه نتحـــــــاور بالعيون لا باللســـــــان

لاحظت أنـــــه يأخذ طريق البحر غيــــر عن طريق بيتنـــــــا .. ما اعترضت ولا تكلمت .. يمكن هو وده يتكلم معي .. في مكان بعيد عن النــــــاس ..
معقولة يــــــا سلمى يكون هذا اللقاء الأخير .. لالا .. نظرات عبد الله كلهـــــا شوق وحنين .. لا تخلين ابليس يلعب بعقلك .. لو مــــا يبيني كان قالهـــا لي من البداية وما جابني لهذا المكان ..

على هذي الأفكــــــار .. تغير مزاجي .. فكرة أن عبد الله ما عاد يبيني تؤرق حياتي ..
مــــــا حسيت انه حنـــــــــا وصلنـــــــا البحر .. وأنه نزل من السيــــــارة وجلس قريب من الشاطئ على الرمـــــل ..
لمــــا صحيت من افكاري نزلت .. حسيت أنه الوقت المناسب أني أقوله كل إلا بقلبي .. جلست جنبه ومن غير مــــــــا أناظر فيــــــــة .. كل نظري مشدود مع أمواج البحر .. وأستنشق رائحة البحـــــــــر
قررت أقطع الصمت إلا بينــــــــا : عبد الله أنت تحــــب البحر
عبدالله ، ومازال نظرة مركز على نقطة من الفراغ : تدرين أعشــــــــق هذا المكان .. أعيش مع شواطئ ذكرياتي .. محد يزعجني ..
كنت أنـــــا وبندر نعشق البحــــــر .. صحيح سافرنـــــا كثير .. لكن ما لقيت أحلى من بحــــــر الشرقية
قطعت كلامة : الله يرحمه
كمل عبد الله حكي : أدري مـــــــالي عذر عندك .. يما حصل مني غيـــــاب ومهما حكيت الحكي يطوووول أمره .... سكت لحظة ثم كمل .. أنـــــا ما فقدت صديقي يـــا سلمى .. ولا ولد عمي !!..
من بعده أنـــــا فقدت الحياة .. ما ني قادر استوعب أني فقدته .. ولا أتخيل انه مراح يدق علي ويقول لي خلنـــــا نطلع ..

حسيت أنه مش قـــــادر يكمل حكي وسكت .. ناظرت فيـــــــــــه .. شفت معاناته تجري على خدوده .. مــــــــا قدرت أتحمل هذا الموقف ..
ضميتـــــــــــه لصدري .. وأنـــــا أبكي معه

يــــا خطوة دمع فوق الخد .. يــــــا جرح .. يا عمري ماله حد .. يــــا حب كبير .. يــــا حزن كثير .. يــــا ليل البعد والتفكير ..
:
:
حبيبتي ضميــــني .. فإني أحتــــــاج إليك كما إلى الأمومة تحتاج الأيتـــــــام


بعد مــــا هدأت أنفاسة حــــاولت امسح دموعة بكفوفي .. لكنه خطف كفي وقبلها
عبد الله : ســــــــــــا محيني يــــا سلمى
:
:
كـــــــــــــانت أطراف أصابع سلمى تلامس وجهه كمـــا يلامس النور انكسار المــــــاس .. فتضيع مرة أخرى كمـــا يضيع الحزن في صخب الأعــــراس
يــــغفو عبد الله بين ذراعيهـــــا كـــا العصفور .. تعبث بشعرة فتذوب ويشتعل الشعــــــــور


• * * * * * * * * * *


راح تبتدأ ســــــــــافة عشق جديدة .. بلغـــة حب ترسمها شفتان ذاقتا لوعة العشق ونزف الأجفـــــــــــان

وهل معقولـــــــه تنتهي سالفة عشق لم تبتدأ أصلا
كحيلان وأسيـــــل
عشـــــاق كا البركان
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
( الجـــــــــــــــزء السابع عشر )





في آخر ليـــــــــلة برمضان







يتمشى بالسيـــــارة بالطريق المؤدي للمــــزارع .. طريق مظلم بهــــا ليل والنخيل على جنبي الشــــارع الطــــويل ..



كحيلان

أطفئت التكيف وفتحت نوافذ السيـــــارة .. علا النسيم العليل يخفف من كئــــــــابه ها الليل ..
الكل فرحـــــــان أن بكرة العيد .. إلا أنــــــــــا .. والله أني ضــــايق مرهق ومخنوق وحزين ..
والله أني بمــــــــــوت من الوله .. عيد بي غيابك سنه والليله من العايدين ..

والله إني ومن ذاك اليوم وعيوني سجينه لسهـــــر .. فكرة أن أسيل تبي الفراق .. تؤرق حياتي .. منظر الدموع وهي تستبيح خدود الياسمين .. منظر أسيل وهي كسيرة .. حسيته مثل الطعنه بصدري .. حسيت أني كنت أناني بحبي لهــــا ..

حـــاولت أعتذر لهـــــا كثير .. لكنهــــا رافضة تقابلني أو حتى ترد على رسائلي ... آآآآآآآآآآه ليت بغيبتك غيبت اشتياقي والحنين


فتحت جوالي أدور على رســـــالة أرسلهـــــا لها ... يمكن ها المرة يحن قلبهـــــا علي .. والله مستعد أعتذر لها قدام الملا لو تبي بس هي ترضا علي .. والله أن بغيابهــــا حبها تمادى وازدهر ..

ارسلت لهـــــــا رسالة MMS
:
:
:
:


كنت جــــالسة على سريري .. اريح شوي .. أخيـــــــرا اليوم كان آخر يوم لنــــــــا بالدوام .. مستكثرين علينا إجازة 3 أيـــــــــام العيد .. والله أني أنكرفت طول رمضــــــان ..
سمعت صوت نغمة المسج .. فتحت الابجورة إلا جنبي ... ادور على جوالي

فتحت المســــــــج



أبيك فـي كلمـةٍ لـو هـي خطـا تغفـر لـي الزلـه
وردتك ظاميٍ وان عز وصلك بااقطـع حبالـي
أحـبـك ذا تــرى أول كـلامـي .. وآخــره كـلـه
ولكن وش يضر اليوم لو تـدري عـن احوالـي
وخذ ما جاز لك من هالحكي واللـي تبـي خلـه
انـا لا قلـت مـا فــي خـاطـري والله مــا بـالـي
ظـلال العاشـق جروحـه ومـن مـا يتبعـه ظلـه
أمانة يا شعاع الشمس لا تغضـب مـن ظلالـي
وتـقـدر تـطـوي الــدرب البعـيـد وتـقـدر تفّـلـه
ولكن صعب تمنع في الهوى صبري وترحالي
وتقـدر تغمـد السـيـف الرهـيـف وتـقـدر تسـلّـه
ولـكـن عـنـد خــلاّق الـبـريـة عـلــم الأجـالــي
متى عمرك سمعت بعاشق قـد مـات مـن غلّـه
هـذاك الحاسـد وراعـي الهـوى تتلفـه الأمـالـي
حبيبـي مـن يعـزك فـي الهـوى مـا تقـدر تذلـه
تـرى قربـك يزيـدك بالغـلا وان عفتنـي غالـي

ضحكت داخل نفسي باستهزاء هـــذا مــــا يتعب أبد ..قال أيش أحبك هذا أول كلامي وآخره كله .. يــــــــا شيخ ألعب غيرهــــــا .. يبي يضحك على عقلي كم كلمة .. حافظ لي ها البيتين وجاي يبي يقولهم لي .. شايفني مراهقة يضحك علي بكلمة أحبك .. أصلا لو هو يحبني كان ما كانت هذي سواياه ... خله يروح لناس السنعه يتعلم الحب كيف ..

والمسكينة سلمى .. تبي تقنعني أنه طيب ويحبني .. لكنهــــــا لما درت أنه يبيني أجلس بالبيت وأترك شغلي أنصدمت
:
:

سلمى بالغرفة الخاصة للأطباء قريب من اللوكر تلم أغراها لأنه اليوم آخر يوم لها بالدوام وبعد العيد راح تداوم بقسم جديد : أيش إلا مـــضايقك يــــا أسيل .. صار لك كم شهر وأنتي منتي على بعضك .. أنتظرت يمكن البنت تجي تقولي ، تحكي لي عن إلا مضايقهـــــــــا

أسيــــل وهي تبعد نظرها عن سلمى .. ما تبي تحط عينها بعين سلمى : صدقيني ما فيني شي .. أنتي تتوهمين

سلمى مسكت أسيل من كتفهــــــا على شان تشوف عيونها : لو أني أعرفك من أمس .. أقول يمكن أتوهم .. لكني أعرفك من سنين وأعدك مثل أختي .. أحكي لي أيش إلا مضايقك .. كاني كنت أشتكي لك بعد عبد الله عني وأهماله لي .. لكن الحمد الله رجع لي .. بخجل وهي تقولهـــــــــا

أسيـــــل : ايش تبيني أقولك .. أقولك أنه إنســــــــــان ما عنده إحساس أناني .. ما يفكر إلا بنفسة .. حاله مثل حال الرجال السعوديين
سلمى : حرام عليك لا تظلمين الرجال .. مشكلتك يا أسيل أنك مش راضية تتأقلمي معه وتفهمية
أسيـــــــــــل بعصبية : شنو تبيني أفهم ... قالهــــــــا لي صريحة .. أبيك تتركين الشغل وتجلسين بالبيت .. ما أبيك تشتغلين بمجال مختلط

سلمى تناظرها وفاتحة عيونها على الآخر .. مش مستوعبة الكلام ، أسيل : تقدرين تفهميني أيش تبيني أفهم من هذا الكلام ... غير أنه رجال متخلف ورجعي .. حنــــا جالسين فين حنا في القرن الواحد وعشرين

سلمى قالتها بعفوية : مجنون هذا
أسيل : كا أنتي قلتيها ... هذا أقل شي ممكن ينقال عنه .. تخيلي يـــــا سلمى لو عبد الله خيرك بين شغلك وبينه شنو تختــــــارين !!

سلمى صمتت لفترة من بعدها تكلمت بكل ثقة : طبعــــــــــا راح أختار شغلي .. أنا ما تغربت وتعبت وشقيت بحياتي على شان احصل على شهادة الطب وبالنهاية يجي رجال بكل سهولة يطلب مني أتركهــــــا .. هذا معناه أنه ما يحترمني ولا يحب لي الخير .. وإذا اليوم طلب مني أترك شغلي .. بكرة بدور أي سبب على شان يتخانق معي ويطلقني .. بعدها منو راح ينفعني ؟؟

أسيـــــل بحزن : أنتي قلتي الكلام إلا بقيت أقوله ... فأنا فضلت الإنفصال على اني أترك شغلي .. وإلا قاهرني أنه طول ها الفترة ما قال شي .. يحاول يعتذر لي .. لكن والله مراح أقبل عذره لو شنو يسوي

سلمى حاولت تخفف من حزن أسيل : طيب أنتي حاولي معه .. تفاهمي معه .. كل شي بالتفاهم ينحل .. مش بالعصبية

أسيــــــــل : ما أبي أي تفاهم معه .. أبيه يطلقني وبس
سلمى : يـــا أسيل .. لا تضنين أنه كلمه مطلقة بمجتمعنا سهله .. حكمي عقلك .. وحاولي تتفاهمي معه .. وصدقيني كل أمراءه تعرف نقطة ضعف زوجها وتقدر تقنعه باللي تبي

:
:


صحيح أن من تفارقنـــــا .. صرت احس بفراق بحياتي .. يمكن كان مجرد تعود عليه أني اشوفة وأحاول أغثة .. ويجيني كل يوم يوصلني للمستشفى ..

لكن هل لقب مطلقــــــــــــة راح أتحملها ونظرات الناس لي .. طبعا بمجتمعنــــــــا دايم العيب على البنت .. والله الرجال ما في مثله بأخلاقة وذوقة ...
:
:
:
:
:

تنهدت بضيق .. وأنــــــــــــا أنتظر رد منهــــا يطمني عليهــــا .. مهو من حقي أني أطمن عليك .. حتى لو كان يضايقني جفاك .. والله أني مستعد اكتفي بنظرة خجل وامسح دموع قلبها .. آآآآآآآآآه يــــا أسيل لا ظلمتيني بوصلك ولا عدلتي .. أخاف من عذابك وأخاف أخسرك

يـــــــا ناس قولوا لي كيف تبوني أعتذر لهــــــا .. حاولت أعتذر لهــــا بشتى الوسائل .. لكنها رافضة تقابلني .. كذا مرة رحت لها البيت ورفضت تنزل لي .. أدق عليها ما ترد علي .. إيش تبيني أسوي على شان ترضى علي . ..

مـــــــا لي إلا بكرة أروح لعمي وأفاتحه بالموضوع .. هي الفكرة تلعب براسي من يومين .. وهي أكيد مع الوقت راح تسامحني

*
*
*
*


البـــــندري

ابتــــدأ يوم جديد .. ليخلق الفرحة على وجيه النــــــاس ..
يوم عيـــــــــد الفطر ..
راح نفتقد رمضان .. وقت الفطور والسهر ..


نزلت تحت وأنــــــــا لابسة جلابية باللون الفوشي مطرزة بالذهبي حطيت لي غلوس خفيف من غير مكياج كامل .. أحس حالي غريبة .. من زمان مالبست ألوان

البيت كــــــله معطر بالعود والريحـــــــــان ..
هذا أكيد عود جدتي الغالية .. هي جايه من أمس تبات عندنـــــــــا
أكيد جالسين بالمجلس.. رحت لهم شفت المبخر جنب أمي .. يطلع منه الدخان بكثافة ..وجنبهم صينية التمر .. والبقلاوة والحلى والقهوة العربيـــــــــة .. إيش ها الصباح الجميل إلا يصبح على ريحة العود والقهوة العربية ..

قبلت رأس أمي العودة : صبــــــــــــاح الخير يمه .. عيدك مبارك
جدتي : صباح النور .. وأنتي من العايدين والسعيدين
وبعدها سلمت على أمي وعايدت فيها .. وجلست جنب جدتي : والله مشتاقة لك يمة .. من زمــــــــــــــان ما جيتي بيتنــــــــا
جدتي : تبيني أجي عندكم برمضان .. من يعمل لي العصيدة والساقو
أمي : أفا عليك يا خالتي .. أنا أسوية لك
جدتي وهي تمسك يدي : لا لا حلاته من أيد ها البنت الحلوة
ابتسمت لها : ولا يهمك يــــــــا الغالية .. مرة ثانية أسوي لك

طلعت لي جدتي العيدية .. من جيب جلابيتها .. هذي عادتهــــا كل سنة توزع علينا العيدية .. والله أنه وجودهــــــــــا بالبيت بركة

ريوم طلت علينـــــــــا : وأنــــــــا يا جدتي مالي عيدية
جدتي وهي تبتسم لهـــــــــــا : أنتي قمر بيت آل ,,,, كلهم
ريوم راحت حضنت جدتي : فديييييييييييييييييتها ها الأم ... تتغزل فيني
حور جات بعد : وأنــــــــا مالي عيدية
ريوم ردت عليها تبي تقهرها : لا أنتي صغيرة ... ما في عيدية
حور حطت يدها على خصرهــــــا : لا أنا كبيررررة ... في صف أول إبتدائي

رحت قرصت خدودها : يـــــــا عمري على الكبيرة
بعدها راحت حور جلست بحضن جدتي


صبيت القهوة لجدتي ولأمي .. وأكلنا معه الكليجة
ريوم وهي تدور بفستانهـــــا : أيش رايك يمه بكشختي
جدتي : إيش ها الملابس إلا تلبسوهــــــــا .. تبين سيقانكم .. شوفي دراعة البندري ايش زينها
ريوم تفشلت : ولا يهمك يمة ... اروح اللحين اللبس جلابية
ريوم طلعت فوق طيران وحنــــــــا نضحك على حركتهـــــا ..
بعدها جاء أبوي وعبد الله جلسوا معنـــــــــــــا

ريوم : أيش رايكم بالجلابية ..... صراحة الجلابية حلوة لكن طالعه عليها واسعة
لاحظت عبد الله كاتم ضحكتة على شان لا يفشل ريوم ... لكن مو على ريوم : أقول أخ عبد الله أحتفظ بآآآرئك لنفسك
جدتي : لا أحد يزعل ريوم
عبدالله : أنتي شاهدة يا جدتي .. أنـــــــــــا تكلمت بكلمة ؟؟؟
ريوم : أنت ما تكلمت لكن عيونك تتكلم
ريوم طنشت عبد الله وجلست جنب جدتي تسولف معهـــــــــا .. وجدتي تستــــانس على سوالفهـــــــــا
:
:
ريوم: يمــــــــه أنتي وين رحتي شهــــــر العسل
كلنـــــــا ضحكنا على سؤالها
جدتي : يعني وين تبيني أروح .. جدك الله يرحمه وداني عند النخــــــــــل .. يومها تسبحت بالعين
ريوم وهي تغمز لها : حركات يمــــــــــــــــــه .. تسبحتي مع جدي
عبد الله : ريوم أستحي على وجهك
ريوم وهي ما ده بوزها : مــــــــا قلت شي
جدتي وهي تضم ريوم : خلهـــــــــــا يا عبد الله .. تتعلم مني .. أحسن من بنات ها الزمن يتعلمون من هـــــــــا التلفزيووووووووووون

عبد الله وقف طالع : البندري تروحين نعيد بخالتي أم بندر
رديت عليه : اوكي .. انت شغل السيارة .. دقايق وأنــــــــــا جاية
عبد الله : مش تتأخرين
وانـــــــــا أطلع من المجلس : أنشاء الله
:
:

حور شافت عبد الله قبل لا يطلع وأصرت إلا تبي تروح معنـــــــــا

ركبت سيارة عبدالله .. رايحين لبيت خالتي .. أولـــ مرة أزورهـــــــا من نقلت البيت الجديد .. بصراحة كنت أتهرب أني أزورهـــــــا .. أحس نفسي إذا شفت خالتي راح أبكي وراح أجرح مدامعهــــــا .. وكنت مضايقة من فكرة نقلهم وتغيرهم البيت .. أحسهم كانوا قاسيين علي .. حتى من ذكريات بندر حرموني منهــــــــــا .. الله يسامحهم

وصلني عبد الله البيت مع حور وهو راح يعيد على باقي الأهل .. دخلت البيت .. البيت كان كبير .. لكن مش بفخامة بيتهم الكبير إلا قبل .. دخلنـــــا المقلط .. خالتي جات ورحبت فينـــــــا .. خالتي تغيرت كثير .. تغير كل شي فيهــــــا حتى ملامحهــــــا ... والحزن مــــا سحهـــــا .. كنت أحاول أمسك دموعي وأبين أني قوية .. شكلهــــــــا هيج علي الذكريات

خالتي : أش دعوة يـــــا البندري ولا كأني خالتك تجين تزوريني
انا عارفة أن خالتي عتبانه علي .. ابتسمت لهــــــــا : سامحيني يــــــا خالتي .. والله الدوام مو عاطيني فرصة أزور أحد ..واليوم العيـــــــــد قلت لازم أجي أزورك

خالتي : حيــــــــاك الله بأي وقت .. هذا مثل بيتك يــــــا بنتي
ابتسمت لها من قلب : الله يعز مقدارك يا خالتي ..
:
:
دخل علينــــــــا عمي وهو يجر الكرسي المتحرك إلا جــــالس علية سراج.. بعد عمري صاير رجال بالثوب الأبيض .. قمت على طول من مكاني وسلمت على عمي .. جلست على الأرض على شان أوصل لمستوى سراج .. أبد مـــــــــا تخيلت حالته بهذي الطريقة .. والله شكلة يفتت القلب .. تضايقت بالحيــــــــــل .. وحزني عليه كان حـــــــــارق .. مسحت دموعي إلا نزلوا غصب عني .. مــــا ابيه يشوف دموعي ويتضايق

كلمتة بكل حب : كيفك ســــــــراج يـــا عمّري ؟؟
سراج بنظراته التائة ، لانه مش قادر يركز مين يكلمة : أنتي منوووووووووو ... البندري !!

ابتسمت له ، قالت لي ريوم انه ما يقدر يركز زين .. لكنه عرفني ... آآآآآآآآآه يا سراج أنت ما نسيتني ... لكن أنـــــــا حزني نساني إياك : ايوة أنــــــــا البندري ... اشتقت لك يـــــا قمر

حملته من الكرسي وجلسته جنبي بالكنب ..
سراج بكل براءة : أنـــــــا بعد أشتقت لك

مقدر أوصف لكم شعوووووووري .. وانا امسح على شعرة الناعم .. صحيح انه تغير .. لكن ما زال قلبه الصغير ينبض بالحب والبراءة والطهارة .. أنـــــــا عارفة أنه التشنجات إلا تجية عنيــــفة .. ولاحظت هذا الشي أنـــــــه ما عاد يقدر يسند طوله ... بين فترة وفترة أشوفة قدام عيني يطيح على جنب ... لازم أسنده بيدي على شان لا يطيح .. آآآآآآآآآه ما أصعب كلمة شخص عاجز يعني بينـــــــــه وبينــــــــــا مليون حاجز ..

خالتي : يـــا البندري ودي أسألك .. في حاله سراج ما في لها علاج
حاولت أتهرب من الإجابة.. وبقلبي تفجرت ألف ضيقة : الدكتور إيش قالك .. وإيش أسمــــاء الأدوية إلا وصفها له
عددت خالتي لي أسماء الأدوية .. وأن الدكتور خبرهـــــا أنها لازم تستمر عليه
حاولت أبين لخالتي أنه في عملية يسونها للحالات المستعصية ومــــا أظن ها النوع من العمليات يسونهـــــا بالسعودية .. لكن هي مــــــالها إلا الدعاء .. وانشاء الله ربي ما يخيب رجاءها .. ويشافيه ويرجع مثــــــــــل أول وأحسن .. والله راح يضطر يستخدم ها الأدوية طول عمره

*
*
*
*


صحيت اليــــــوم متأخر مثل عادتي .. مــــا عمري جلست يوم العيد بكيـــــر .. يمديهم خوالي وعمامي يجووون ويروحون وأنا بعدني نــــايمه .. لكن مو مشكله الأكيد كلنا بالليل راح نتجمع عند بيت جدي ..

بعد مــــا أخذت لي شــــاور .. طلعت جلابيتي البيج مع الذهبي من الدولاب وطلبت من الخدامة تطلع لي البخور ..
لبست الجلابية إلا على شكل تنوره ومعها توب وفوقها جاكيت طويل وأكمامه وسااااااع .. وبخرت نفسي .. وبخرت شعري وهو رطب على شان تلصق ريحة العود فيـــــــــــه
:
:

بعد مــــا خلصت نزلت تحت أعايد بأمي وأبوي .. لاحظت أن أبوي مشغول وعنده عيال عمي جايين يعايدون به ... أنــــــا ما اهتميت أسأل منو موجود .. أنشغلت مع أمي بتجهيز القهوة والحلويــــــات


بعد مده
دخل علينـــــا أبوي وأنا مع أمي جالسين بالصالة نشاهد برنامج عن العيد .. ومن العايدين إن شاء الله ومن الفايزين إن شاء الله ..
أبوي : هــــلا بالعروس
أنــــا ظنيت أن أبوي يقصد كشختي ولبسي .. رحت سلمت على أبوي وبست راسه
: كيف عمامي يبه من زمان ما شفتهم
أبوي : لا هذيلا بس عيال عمك .. عمامك أن شاء الله تشوفيهم ببيت جدك اليوم
باستفهام : أي عيال عم يبه
أبوي : كحيلان وأخوانه
مدري ليه من طاري اسمه كشيت .. وهذا إيش عنده جاي بيتنا .. هذا أكيد وراه مصيبه
أبوي : يبه أسيل بقيت أقولك شي
لاحظت أن ملامح أبوي صارت جدية : سم يبـــــــــه
أبوي : يـــــا بنتي ترا كحيلان جا وطلب مني نقدم موعد الزواج .. واتفقت معه يكون بعد شهر
فتحت عيوني على وسعهــــــــــــا .. وكان أحد صاااااااب علي ماي بارد
تكلمت وانــــا مصدومه أكيد أنا أحلم : يبـــــــه شنو يتقدم الزواج .. أنـــا لسه ما خلصت سنه الامتيـــــــــــــاز
أبوي : يبه أيش فيها تزوجي واستقري وكملي .. محد راح يمنعك .. وبصراحة أنا وافقت لأني ما أأيد فكرة الخطبة الطوووووويله .. والحمد الله أنتي خلصتي دراستك وهو خلص الماجستير يعني ما أظن في شي يمنعكم
رديت عليه : لــــــــــكن يبــــــــــــــــــه
قاطعني أبوي : لا لكن ولاشي .. بلا دلع .. أنـــــــــا عارف أن ما ودك تتركين بيت أبوك .. لكن يا بنتي مصير كل بنت تروح بيت زوجها .. وإذا على ترتيبات الزواج ان شاء الله راح يمديك

ناظرت أبوي بقهر ممزوج بغضب .. بالله أيش أقول .. هم قرروا وانتهى الموضوع يعني رأيي ماله أي أهمية .. هه المطلوب مني اللحين أروح بيت زوجي بكل طواعية وأمثل دور الزوجة المطيعة الخجولة

*
*
*
*





أصرت خالتي أن نتغذا عندهـــــا .. ما حبيت أكسر بخاطرهـــا وخصوصا أني من زمان ما زرتهــــــا ..
رغم ضيقتي .. إلا أني حسيت براحة نفسية لمـــــا شفت سراج .. وبسمة فية ارتسمت .. أحس بسعادة وأنـــــا أشوفه يلعب مع حور.. كانت تعطية لعبه يركبها وهي تساعدة يركب معها .. وكل شوي ألتفت علية وأنــــا كنت أسولف مع جنى .. وعدت نفسي لمــــا طلعت من بيت خالتي أن عمري مراح أكسر بخاطر ســــراج ..

أول مـــــا وصلت البيت طلعت فوق .. أغير ملابسي .. لبست الفستــــان إللي جابته لي ريوم وسلمى مع صندل اسود كعب عالي .. رتبت شعري وحطيت لي غلوس خفيف ..
نزلت تحت لقيت مريم مرت خالي عندنـــــــا مع حمودي الصغير .. أول مــــا سلمت عليها أخذت حمدي من حضنهـــــا وجلست ألاعبه




ريوم كانت جالسة جنب مريم : مشــــاء الله يا مريم حلو خاتمك
مريم ناظرت بخاتمهـــــا الذهب الأصفر وبالنصف حجر الكهرمان كبير : ما يغلى عليك
ابتسمت ريوم : أدري أن ما يغلى علي .. يله هاتية بسرعة
مريم ضحكت وصدقتهـــــا .. ونزعت الخاتم
ريوم : امزح معك يــــــــا شيخه
بعدهــــا جات جلست جنبي تلاعب حمودي وهو بحضني

:
:
:

أم عبد الله راحت جلست جنب مريم لما حست بناتها إلتهوا بالسوالف : مــــا قلتي لي يــــا مريم .. جاسم ما حس بشي
مريم وهي تتكلم بصوت خافت وكانها خايفة أحد يسمعهــــا : والله أني خايفه يحس .. لانه قبل رمضان كنت بروح زواج .. ولاحظ أني لابسة ساعة عادية .. وسألني وين ساعتي الروماندويل الألماس .. أنــــا كذبت عليه وقلت له أنهـــــا بالبنك .. وخانقني أنه ليه ما قلت له يجيبها معه .. وبالنهاية عدى الموضوع على خير
أم عبد الله : الحمد الله
مريم : وها المرة لمــــا جاء يعطيني كسوة العيد لي وللبنات .. لما رحت السوق عجبني هذا الخاتم قلت خلني أشتريه للعيد
أم عبدالله : تراه قبل يومين جاني وأعطاني مبلغ من الفلوس .. لانه ما رضى يأخذ الفلوس من عندي إلا لما قلت له أعتبره ديـــــــــن .. ذكريني أعطيك الفلوس
مريم : أش دعوه يا أم عبد الله أنــــــا مأمنه لك .. خلي الفلوس عندك وفي وقت ثاني أخذهم منك
أم عبد الله : هذي أمـــــانه عندي يا مريم ولازم أسلمها لصاحبتها
مريم : مو مشكله .. لأني أخاف أخذهم اللحين منك وينتبه لي جاسم أو يشوفهم بشنطتي
أم عبد الله : على راحتك

:
:
:
:
:

بعــــــد ما طلعت مريم من عندنــــــا جاء عبدالله جلس جنبي .. ومبين من عيونه أنه وراه شي
عبدالله وهو يعدل شمـــــاغة : البندري عايدتي بسلمى اليوم
ابتسمت له : لا .. بعد شوي أروح أكلمهــــــا
عبد الله، وهو يتحايل علي : ليـــــــــه تكلميها .. روحي لها وعايدي بيها
رديت عليه : لا لا مـــــــــاله داعي مين راح يوديني أكلمهـــــــــا أحسن
عبدالله ابتسم : شنو منو راح يوديك .. أنــــــــــــا موجود بالخدمة .. وهو يطق على صدرة
ابتسمت له بخبث : مشكــــــــــــور على خدماتك
عبد الله قرب مني أكثر وبهمس : تكفين يا البندري .. خلينـــــــــا نروح .. والله اشتقت لهـــــا
ضحكت على شكله : قول الدعوة كذا .. يعني على شانك مشتاق لها
ترجاني بنظراته .. فكسر خاطري ما حبيبت أرده .. نـــــــاديت الخدامة تجيب عباتي


ريــــــــــوم : يعني يا الخونه تروحون ولا تقولون لي
عبد الله : كــــــا أنتي شفتينــــــا يله بسرعة خلصينـــــــــــا
ريوم وهي تلبس عبايتها : طيب يـــــــا شيخ انتظر .. يعني اليوم عيد .. لازم الواحد يتبخر يحط له دهن عود
عبد الله : والله خوش بنـــــــــات تتعطرون وتطلعون بالشارع
ريوم فتحت عيونها : لا والله شايفنا رايحين السوق .. كله من باب البيت لسيارة .. وبنروح نزور حبيبة القلب .. يعني ما أظن راح نمر على رجال أجانب .. قووووووووول أنك تخاف نصك على مرتك
عبد الله بغرور : والله زوجتي قمـــــــــــــــر .. محد يقدر ينافسها

جيت لهم بعد ما تبخرت وأنــــــــــا اسمع خناقهم : أقول يا الحبيب يله بسرعة قبل لا أغير رأيي
عبدالله : ريوم وعمى يله بسرعة قبل لا البندري تغير رأيهـــــــــــا

أنا وريوم ضحكنـــــــــــا عليه ..


أرسلت لسلمى وحنـــــــــا بالطريق أنه حنـــــــا جايين نزورهم .. وفي أقل من خمس دقايق وصلنـــــــــا بيتهم .. بعد ما سلمنا على أمهـــــــــا خبرتنــــــــــا أن سلمى فوق لأنها من سمعت أن عبد الله بيجي معنـــــا أختبصت وركبت فوق ..

طلعت لها أنا وريوم ..
فتحنـــــــــا عليهــــــا باب الغرفة مباغته نبي نخرعهـــــــــا .. شفناها فارشة ملابسها على السرير وشكلها محتارة شنو تلبس

سلمى : يــــــــا البندري تعالي أنقذيني
رديت عليها بتريقة : تعال أنقذني يا حليب السعودية .. طيب يا قليله الخاتمة سلمي علي .. عايدي فيني .. والله عبد الله نســـــــــاك حتى الذوق
سلمى جات تسلم عيلنا بخجل : والله سوري .. أختبصت من عرفت أن عبد الله راح يجي معكم .. ما كنت حاسبة حساب أني أشوفه اليوم .. توقعت يكون مشغول مع أهله
ريــــــــــوم : لا شباب ها اليومين .. يفضون نفسهم بس على شان خطيبتهم
سلمى وهي تروح جنب الفساتين إلا على السرير : طيب البندري تعالي ساعديني .. شنو أختـــــــــار .. رفعت سلمى فستـــــــــان ذهبي من chanel .. أيش رايك بهذا
رديت عليهــــا: بصراحة الفستان مرررررره حلو .. مع بخاخ برونزاج راح تطلعي جنـــــــــــان
ريوم وهي تجلس على مكتب سلمى : طيب أنتي روحي جربي
سلمى وهي تروح جهة غرفة الملابس : طـــــــــيب
ريوم وكأنها تدور شي : إلا أقول سلمى مـــــــــا عندك كتاب لشعر
سلمى وهي بغرفة الملابس : لا كتب الشعر تلافينهــــــــــا بغرفة المكتب إلا بنهاية الممر
ريوم وهي تروح ناحية الباب : طيب أخوك هنــــا ؟؟
سلمى : لا لا كلهم برا البيت
بعد مــــــــا طلعت ريوم من الغرفة ، سلمى : إيش عندها أختك تبي بكتاب شعر
رديت عليها : والله الأخت شكلهــــــــــا مشتركة في منتدى لشعر .. الظاهر قررت تحذو حذوهم
:
:
:

طلعت ريوم من غرفة سلمى .. وهي تغني .. دخلت المكتب .. فتحت الأنـــــــوار .. عجبها أثاث المكتب الأنيق .. ناظرت بالمكتبة الرفيعة والكتب المرتبة عليهــــــــا ..
صارت تلعب بخصلة من شعرهـــــــــا وهي تدندن بكلمات الأغنية تفكر شنو تختـــــــار
:
:

دخل البيت على عجل .. وطلع غرفة المكتب .. نسى شغله بالمكتب هو واعد صديقة يجيبهـــــا له .. استغرب أن بـــــــــاب المكتب مفتوح .. لفت نظره صوت أنثوي غريب
كانت تدندن بأغنيــــــــــــــه

دخلك شو أخبــــــــارك إلي .. أشتأتلك .. أنت أشتأتلي !!
أشتأتلك طبعـــــــــــا أكيد .. يومي حبك بزيد
تعرف حتى وأنت بعيــــــــــد ألبي معــــــــــك

بالرغم أنهـــــــا كنت عاطته ظهرهــــــــا .. كانت لابسة العباية حاطه الشيله على كتفهـــــا .. لكن شكل شعرهـــــــــــا المموج وصوتهــــــــــا الدافي .. وهي تلعب بخصله شعرهـــــــا .. اعطـــــــــاها منظر أثيري وكأنهـــــا أميرة من العصور الأرستقراطية تغني بلحن فرنسيـــــــــا شجي .. حس بجـــــــاذبيه تجذبه لهـــــا .. لكنه وعى لنفسه .. تراجع على ورا من غير مـــــــــا يصدر أي صوت .. وطلع من البيت بهـــــدوء ... وقبل لا يطلع من البيت قـــــابل عبد الله بالحديقة .. سلم عليه لكنه أعتذر منه لأنه مواعد أخوياه .. وعبد الله مـــــــــا ما نع أبد

:
:

لفت ريوم منظر دفتر موجود على سطح المكتب .. كان غلافه جلدي .. راحت ناحية المكتب وجلست على الكرسي وشغلت النور القريب من المكتب المخصوص للقراءة .. فتحت لهـــــا صفحة من الدفتر بشكل عشوائي .. قرأت القصيدة المكتوبة .. مطلعهـــــــا

يــــا سافر للجفـــا والوصل يبكي عليك .. وين عهدك بالوفا للخفوق إللي يبيك

قررت ريــــــوم تأخذ الدفتر معهـــــا لأنها توقعته لسلمى .. حطت الدفتر بشنطتها الكبيرة .. وطلعت من المكتب وأطفأت الأنوار



:
:

دخلت غرفة سلمـــــى وأنـــــا ما زلت أدندن بكلمات نفس الأغنية .. شفتهـــــــا جالسة على الكرسي والبندري تضبط لها الميك آب

سلمى، بعد مـــــــا خلصت ورشت على جسمها بخاخ برونزاج : أيش رايك ريوم
ناظرت بشكلهـــــــــا بإعجاب .. بالفستان الذهبي القصير إلا فيه ربطه سودا تنربط حول العنق ..ومزموم عند الصدر وبعد كذا يوسع .. ومع الطوق الذهبي والإسواره الذهبية : جنـــــــــــــان .. الفستان طالع مره حلو عليك
ابتسمت لي سلمى بخجل : تسلمين يا قلبي
غمزت لــ البندري .. البندري فهمت علي ودقت على عبد الله رنـــــــه ..
سلمى : يــــا الله خلونـــــا ننزل أكيد عبد الله جالس بروحه
ابتسمت لهــــــا بخبث : سلوووووووووم روحي أفتحي الشباك وشوفي عبد الله
سلمى ناظرتني بإستغراب : أيش يسوي جالس برا
البندري: أنتي روحي أفتحي الشبـــــــــــاك وشوفي
راحت سلمى لشبـــــاك الكبير الموجود في غرفتهـــــــا .. فتحته وطلعت للبلكونــــــــــــه ..

مــــــــــــا حست إلا بشي أبيــــــض يتطاير قدام عينهـــــــــــا .. شهقت وحطت يدهـــــــــا على فمهـــــــــا


كان عبد الله موجود تحت واولــ ما شافها طالعه في البلكونه فتح السلة إلأا عنده وطيـــــــــــــــر الحمام الأبيض


:
:
:


حسيت لحظتهـــــــــــا وكأنه راح يغمى علي .. أنــــــــــا أكرة الحيوانات والطيور ..
لكن حركته فاجأتني .. أبد مـــــــــا توقعت ها الحركة الحلوة منـــــــــــــه .. شكـــــــل الحمام الابيض وهو يتطاير حولي منظر بحياتي ما شفت مثله .. أنـــــا ظليت جامدة مكاني .. حسيت دقات قلبي وصلت لأذني .. تداخل مشاعري من الخوف والفرح لحركته .. تراجعت للورا وصدمت بالبندري إلتفت لهـــــــــا وضميتهــــــــــا

سمعت ضحكات ريوم .. ومن بين ضحكاتها قالت : يـــــــــــــــــــا ربي مرت أخوي حساسة مرررررررررررررررررره
:
:
بعد مــــا هدأت نزلنـــــا تحت على شان لا يطفش كأني تاخرت عليه .. أخذت لي نفس عميق قبل لا أدخل المجلس

دخلت المجلس .. لقيته جـــــــالس ويلعب بجوالة ..
" السلام عليكم "
سلمت على شان ينتبه لي .. شفته رفع رأســــــــــه وناظرني ..
حسيت وقتهــــــــا خطوات عينيه علي تشل الحـــــــــــواس .. لعنت نفسي أني لبست ها اللبس .. قرب مني وطبع قبله على جبيني وطوقني حولـــــــــــه ..
آآآآآآآه احس أني سكرت من عينه .. وينك يا البندري تنقذيني .. ليه جلستي مع أمي

عبد الله : هـــــلا بعمري .. هــــلا بروحي
نزلت عيوني .. يـــــــــــا ربي كلامه يذوبني

همس لي بكــــــل عشق:
فديت عيونك الحلوه ... تصدقين ابتسامتك تفرح خاطري الولهان .. أطير من الفرح وأحس أني بعــــــــالم ثاني


مر الوقت .. وحنـــــــا جالسين مع بعض .. خلاص أنتهى وقت العتـــــاب ... كنـــــــا نتهامس بهمس العشــــــــــاق


بعد كذا عزمنــــــــــا عبد الله على مطعم إيطالي..
دخلنــــــــــا مطعم الجندولا .. كان عبد الله حاجز لنـــــا طاولة ..
جلسنا على الطاولة .. أنـــــــا جلست جنب عبد الله وريوم والبندري قبالنــــــــا ..
أنــــــا طلبت لي باستا ربيان أو بالأحرى عبد الله هو إللي طلبهــــــــا لي .. والله أنا ما كنت مشتهيه شي .. أولـ مره أطلع معه ومع خواته .. أولـ ما جابوا الطلب
والله ما كنت عـــــارفة آكل .. أحس حالي مستحية .. مع اني متعودة
أطلع مع البندري .. لكن مدري أيش فيني .. يمكن قرب عبد الله
موترني .. وإلا وترني زيـــــــادة حركة عبد الله
وهو يمد لي الشوكة وفيها قطعه دجاج ويقربهــــا من فمي
استحيت ارده وأنــــــــا احس بعيون ريوم تراقبنـــــــــــا .. همس لي : ليـــــــــــــه ما تأكليني
أنا أنقلب وجهي أشكال وألوان ، رديت بهمس أكثر منه .. حتى أني أشك أنه سمعني : اســــــــتحي

سمعت ريوم تكلمه : مـــــــــا تخلي البنت تأكل على راحتهـــــــــا
عبد الله قرب وجهه منهـــــا : أقول سميــــــــــحة خلك بحالك أحسن
ابتسمت على كلامه ، ريوم : لا تخليني أتكلم .. وأنشر غسيلك الوسخ قدام البنت
عبد الله ناظرها بحده : أقول ريــــــــــــــــــــوم انكتمي أحسن
ناظرت فيهم مستغربة هذيلا ساعة يمزحوا وبسرعة يقلبوا جد : عن شنو تتكلموا
ريوم والبندري ضحكوا ، ريووووووم : ولا شي سلمى ..شكلك ما تعودتي على خناقي أنا وعبد الله أصلا بالبيت ما يسمونا إلا القطوا والفار ... امممممم ايش رايكم بكرة نروح الشالية نغير جووووو
عبدالله وهويشرب من البيبسي : والله فكرة يـــــا ريوم .. وخصوصا أن الجوا ها اليومين مـــــــــا يتفوت
لف علي عبد الله : تجهزي بكرة من الصباح راح أمرك
رديت عليه بسرعة : لا عبد الله معليش خلها مرة ثانية .. أمي مين يجلس معهـــــــا
ريوم تناظرها بنص عين : بلا عيارة سلمى .. خالتي تجيها بثينه والله يجلس معهــــــــا أخوك ماجد.. وبترجي .. تكفين تعالي معنــــــــــا والله ونــــــــــاسة
عبدالله : وافقي .. ترا ريوم تترجاك .. ومن النـــــــــــــــــادر ريوم تترجى أحد
ابتسمت له .. والله ما قدرت أرفض عزيمتهم : خلاص أوكي
ريوم من الحماس : يــــــــــــــــــــــــس
عبدالله : يــــــــــــــــا بنت أهجدي النــــــــاس حواليك

*
*
*
*



تقلبت في السرير .. مش جايني النوم .. لبست الروب ونزلت تحت للمطبخ .. فتحت الدولاب وطلعت لي كوب أبيض وحطيته تحت مشين الكوفي .. أسوي لي كوب قهوة ســــــاخن .. أحـــــس الدنيــــــــا ضايقة فيني .. والله مليت ، أحس بروحي ألـــــم في ليله بيهـــــا شجن آآآآآآآآآآه أخفي دموعي بالكبر

اليـــــوم البنات ببيت جدي ضحك وسوالف وأنــــــــا أحس روحي في عالم ثاني .. من قال لي أبوي أن تقدم موعد زواجي .. وأنــــــا أحس حالي في حاله صدمة ما ني قادرة اطلع منهــــــــا .. غمضت عيوني بضيق .. تذكرت كوب القهوة .. أخذت وشربت منه قليل .. وأنـــــــــــا متسنده على طاوله المطبخ .. ضميت يديني وأنــــــــا ماسكة الكوب ..
أنــــــــا إلا توقعت راح يجيب لي ورقة الطلاق بأقرب وقت .. يجي اليوم ويطلب من أبوي يقدم موعد الزواج .. أنـــــــــا أبي أفهم هذا كيف يفكر .. أصلا حتى لو تزوجنــــا ما اتوقع أن حياتنا راح تستمر مع بعض ..

ليــــــــه يــــا أسيل ما تتوقعيها تستمر .. على شانك ما تحبينه .. طيب أنتي تعرفي أن الحب مش كل شي بالحيـــــاة الزوجية ..
مدري .. مدري .. والله إيش إلا مضايقني .. أحس حالي تائهة ومشوشة ماني عارفة أفكر .. طيب ليــــــــه كحيلان مصر أنه حنا نتزوج .. لية ما فهم من كثر صدي له أني ما أبيه .. معقولة يبي يذلني!! .. معقولة يبي يتزوجني وبعد شهر يطلقني!! ..
لا لا مـــــــــا أتخيل توصل فيه لها الدرجة من الحقارة .. مهمــــا يكون أظل أنــــــــا بنت عمه .. وعمر الظفر ما طلع من اللحم

تركت كوب القهوة على الطاولة .. وتحركت بالبيت .. وبكل خطوة أخطيهـــــا يزيد ضيقي من حالي ومن كثر التفكير .. أحس حالي وكأني أمشي بطريق مظلم وخالي من البشر ومدري أيش نهــــــــايته ..
المشكلة مـــــا أقدر أكذب على نفسي بعائلتنــــــا رأي البنت ماله أي أهمية .. يعني أبوي مــــا أهتم لرأيي ولا أعاره أي إهتمـــــــام .. هه أصلا بأيش راح يقدم رأيي ولا يؤخر..إيش دعوه هو إهتم إذا أنا أبي الزواج يكون بعد شهر أو لا هو وافق وانتهى الموضوع .. وإلا قاهرني ما أظنه فاتح أبوي بموضوع شغلي .. وبنظرة تمثلت بعيني كلها تصميم .. لانه يحلم أترك شغلي ولا يظن بحركته هذي راح يكسر رأسي ويضغط علي بعد الزواج أني أترك وظيفتي .. والله لأقوم الدنيـــــــا وأقعدها على راسك يا كحيلان لا أقلب حياتك جحيم .. أنـــــــا مش دمية تحركهـــــا مثل ما تبي ..
مش لأني ظليت ساكتة طول ها المدة .. معنــــاته أنك تقدر تهضم حقوقي بكل سهولة ..





طلعت لغرفتي .. وأنــــــــا أحس بالانهزام.. أنــــا عارفه أني خسرت المعركة .. أصلا ما عاد يهمني أو يعنيني شي .. هو إلا راح يجهزوا كل شي .. أنـــــــــا ابد ما أحس مثل أي عروس بالفرحة إللي تغمر قلبهــــــا .. أصلا أنـــــا فقدت الإحساس بالأشياء إلا حوالي .. ما يهمني لو جاء بكرة وقال لي تعالي لبيتي .. يعني حفل الزواج بأيش راح يقدم والله يؤخـــــــــــر .. المـــــــــــــــوت واحد سوا كان بكرة ولا بعــــــد شهــــر


*
*
*
*
*


أشرقت شمس يوم ثـــــــــــاني العيــــــد ..
الكل في بيت أم عبد الله يتجهز لروحة الشاليهات ..
أم عبد الله بالمطبخ تجهز الأكل والخدامــــــــــة تساعدهــــــــــا
وريوم بعد مــــــا خلصت وجهزت ملابسها .. نزلت تحت .. شافت حور تحن على أمهـــــــا إلا تبي تأخذ ساندي معهــــــــــــا

:
:

" حــــــــــور إيش عندك غاثة أمي "
حور وهي مادة شفايفها الصغيرة : أبي أخذ ساندي معي
تأففت : يا ذي ساندي إلا ابلشتينـــــــــــا فيها
أمي بضيق لأنها مش قادرة تركز أيش تأخذ معها في الشالية من حنه حور: خلااااااااااااااص يــــا حور خذيها بس فكيني
حور نطت بسعادة
دخل عبد الله المطبخ : أيـــــــــش عندكم صوتكم واصل لفوق
رديت علية وأنـــــا أروح لثلاجة أطلع لي عصير تفاح : هذي حور غثتنــــــــــــا من صباح ربي .. إلا تبي تأخذ ساندي معها
عبد الله بلا مباله : خل تأخذهـــــــــا أنتي ليه حارقة دمك
حور راحت وقفت عند عبد الله وبين الفرق الواضح في الطول : عبودي أبي أروح السيفوي .. أبي أشتري أكل لساندي
عبد الله نزل لمستواهـــــــــا : من عيوني .. روحي ألبسي صندلك وألحقيني لسيــــارة
ناظرته بطرف عيني وأنــــــا ما سكة كأس العصير : لو أنـــــــــا طالبة منك شي .. كان عييت .. لكن على شان ها القطوة العله تودي حور السوبرماركت
عبد الله وهو يطلع من المطبخ : أنـــــــــا مدري ليه أنتي محترة من ساندي
رديت عليه بصوت عالي على شان يسمعني : لأني مــــــــــا أحبهـــــا
أمي إلتفت لي : أحد قالك حبيهــــــــا .. يله خلصينـــــا على شان ما يرجع عبد الله إلا وحنــــا جاهزين وبنمر على بيت عمك بنمشي مع بعض ..
طلعت من المطبخ وأنــــــــــا أناقز من الوناسة .. بيت عمي بروحون معنـــــــا

:
:
:

وصلنـــــــــــا شاليهات السن ست .. عبد الله أعطاهم بطاقة العضوية .. وفتحوا لنــــــــــــا البوابة ..
وصلنا لشالية .. نزلت من السيـــــــــــارة على عجل .. وأنــــــــا استنشق الهواء العليل .. ناديت على جنى ورحنـــــــــــا جهه البحر .. رفعت نظارتي
" الله مـــــــن زمان عن البحر "
وصلني صوت جنى الحزين : من أيــــــــــــــام المرحوم أخوي
ظلينــــــــــا فترة ساكتين .. كل وحده سارحة بخيالهـــــا .. أنــــا حسيت أن جنى تحسنت لما غيروا بيتهم .. لكن مش عاجبني هدوءها الزايد وانطوائيتها.. أدري أن صدمة وفاة بندر مش بالسهله عليهــــــــــا .. لكن أوعدك يا صديقتي راح أظل جنبك ليــــــــن ما تطلعين من حزنك أنتي والبندري .. عبد الله مش خايفة علية .. هو رجال وبجنبه سلمى
راح أعينك يا صديقتي على دنيـــــــــاك وراح أشيل الهم عنك
:
:
:
:

في العصــــــــــــر .. كانت حور مضايقة لأن عيون قطتها ساندي متنفخة .. قالت لي أن عبد الله حط لهــــــــــــا قطرة في العين لكنها ما طابت .. أنـــــا اقترحت عليها تحط على عين ساندي كمادات ماي بارد .. رحت معهـــــا لثلاجة الموجودة في المطبخ المفتوح على الصالة .. مع أني مـــــا أحب القطط لكن كسرت خاطري حور وهي متضايقة على قطتهـــــــا .. مع أن ساندي أليفة ونظراتهـــــــــا بريئة لكن مدري ليـــــه ما أحبهـــــا .. وكأن إذا قلت لها بعدي عني تفهمني وتبتعد عني .. يمكن صار الشعور متبادل من الكرة بعكس أولـ من تشوفني تلحقني ..


دخلت علينـــــا البندري .. وأنـــــا وحور جالسين على أرضية المطبخ الباردة وساندي بحضن حور وماسكتها بقوة على شان لا تهرب وهي حاطة فوطة بيها ماي بارد على عينهـــــــــا
البندري وهي شاخصة بعينها : أيـــــــــــــــــش تسون بساندي
رديت عيلها : هذي الله يسلمك عينها منتفخة .. أكيد من الدكتور البيطري عبد الله مدري أي قطرة حط بعينها .. وانتفخت عينهــــــــــا

هذي كذبة من عندي على شان أتبلى على عبد الله

ضحكت البندري على حركاتنـــــــــــــا .. وعلى إلا نسوية بساندي وهي تتعفرت بجسمها بحضن حور ما تبي الماي البارد إلا على عينهـــــــــــا
البندري : والله أنكم مهبل
رديت عليها وأنــــا أضحك : أيش عرفك أنتي .. خلك من الأوادم إلا حقك ... وحنـــــا دكاترة الحيوانات
البندري راحت عنــــــا .. وظليت أنا مع حور وأنـــــا أقول لها أضغطي وأنتي تحطين الفوطة على عينهـــــــــــا ..
والمسكينة حور تسمع كلامي .. إلا يسمعني صج دكتورة بيطرية ..
فجأة فلتت ساندي من حضن حور شكلها ملت من إلا قاعدين نسوية فيهــــــــــا هههههههه.. وصارت تركض بالصالة وتدور حول الأثاث وحور تدور حولهــــــــا تحاول تمسكهــــــا .. لكن ساندي لقت لها مفر من حور .. لمــــــــا شفات باب الشالية مفتوح .. و هربت من أيد حور قبل لا تصيدهـــــا
صرخت على حور : حوووووووووووووور روحي ألحقيها قبل لا تهرب منك
والمسكينة حور سمعت كلامي ..
بعد خمس دقايق سمعت صوت طرررررررررراخ ..
أنا وقف قلبي .. تركت إلا بيدي وأنـــــا أنظف المطبخ من البلاوي إلا سويناها .. لبست عباتي على عجل وطلعت من البــــاب الخلفي لشالية .. حوروه وينها العله .. أخاف صدمتهــــــــا سيارة ... ورحت ناحية الشـــــارع .. أدورهــــــــــــا ..

شــ فــ تهـــــــــــا .. شـــ فـــ تهـــــــــا منسدحه على أرضيــــــة الشارع .. وبعض بقع الدم حواليهــــــا .. والرجال إلا صدمها طالع من سيارتة خايف لان شكله ولد صغير يعني ما عنده رخصة سياقة
:
:
:



البــــندري كانت جالسة قريب من البحر تلعب مع سِـــــراج .. تساعده يبني قصر من الرمــــــال .. لكن لما حست أن الجو بدأ يبرد على بداية المغرب حملته وأخذته لشالية




بشـــــالية أم بندر ..
كانت أم عبد الله مع أختهـــــــا وسلمى والبندري أنضمت لهم هي وسراج صبت لهـــــا بيالة شاهي وقربت منهــــــــا صحن المكسرات .. طبعا سراج يموت على المكسرات .. البندري حاولت تعطية من الكازوا بس... وأم عبد الله وأم بندر كانوا يسولفون بمواضيع مخالفه
أم عبد الله : يا البندري وين أختك ريوم
أم بندر : يمكن بالغرفـــــــة نايمة مع جنى
البندري : لا خالتي هي مع حور بالشالية حقنـــــــــــا
أم عبد الله : أيش يسووون ... أكيد عفسوا الشالية
البندري: ههههههههههههههه .. حور تأخذ بنصائح الدكتورة ريوم

فجأة دخلت عليهم ريوم .. ووجهـــــــا ما يتفسر من الصدمـــــة
أم عبد الله خافت عليها : ريوم أيش فيك .. ليه شكلك كذا
ريوم : لا حــــــــــول ولا قوة إلا بالله ... أنـــــــا إلا الله وأنــــــــــا إلية راجعون
أم عبد الله وقفت من الخوف : ريوووووووووووم خوفتيني .. إيش صاير
ريوم : ســـــــــــــــــاندي أنتقلت إلى رحمه الله
سلمى لاحظت عبد الله وهو داخل عليهم وهو ماسك كيس زبالا أسود بيده اليسار .. وبيده الثانية ماسك حور إلا تبكي
حور من شافت أمهـــــــــــا راحت تبكي بحضنهــــــا لفقدها قطتها : مـــــاما ساندي ماتت ... وعبد الله بيدفنهــــــــا

ريـــــوم بشماتة : خلاص يــــــــــــا حور لا تبكين ... القطة بدالها قطة
حور من بين دموعها : لا ما أبي إلا ساندي
سِـــــراج مع أنه كان جالس بعيد عنهم ، لكنه سمع السالفة وما هانت علية دموع حور ، تكلم بصوته الطفولي : حووووووووور إذا تبين قطوتي عادي خذيهــــــــــا
حور ، ما زالت دافنه راسهــــــــا بحضن أمها : مـــــــــا بي مــــــــــا بي .. أبي ساندي

ريوم بصوت خفيف ما سمعها إلا عبدالله : ارتحنـــــــــــا منها ومن القطط
عبد الله ضربها على كتفها بخفة : حرام عليك .. خلي قلبك رحيم .. الناس تدخل الجنة من الرأفة بــــ الحيوان

*
*
*
*
*

بعد العشــــــاء إلا كان بوقت متأخر .. كل واحد راح لغرفته .. ريوم مع جنى يسكتون حـــــــــور إلا ما زالت تبكي على فقد قطتهــــــــا ..
ريوم تحس بتأنيب الضمير .. ووعدتها تجيب لحور قطة .. لكن حور معية .. مهمــــــــا جابو لها قطة تظل مكانه ساندي بقلبهــــــــــا كبيرة .. هذي القطة إلا ربتها وعلمتها وأكلتهـــــــا وبعد ها التعب تفقدها بكل سهولة ..



أمــــــا عبد الله وسلمى واقفين عند البحــــــــــر ... سلمى لابســــه برمودا ورافعه عبـــــايتهـــــا وتلعب مع عبد الله بالموية برجولهــــــــا وقطرات الموية تتطاير على وجيهم وملابسهم ... وصوت ضحكاتهم تتردد بالمكان كله .. بهـــــا الوقت من الليل يكوووووون المكان خالي .. وخصوصا أن شاليهم منعزل شوي عن باقي الشاليهات ..
بنفــــس المكــــــان .. هلال بداية الشهر منور السمــــــاء .. بنورة يداعب موج البحر
البنــــدري كانت جالسة بعيد عنهم لكن أصوات ضحكهم واصله لعندهــــــــــا .. هـــــا المكان ذكرهــــــا بشخص هي تحاولـ تتنــــاساه لكن طيفه عيـــــا يتركهــــــا .. ناظرت بيدهــــــا اليمين بحزن ..


بسألك وجاوب يـــــــــا بحر
تـــــذكر يــــــا بحر
حبيبـــــه مرتك .. كــــــــان القمر نصف الشهـــــر
نوره يداعب موجتك
كـــــانت نجوم احلى سمـــا
كـــــان الفرح يملا المكان
والليل يملاه الحنــــــان
شاطى أمـــــــان
كان زمــــان احلى زمـــــان
كانت حبيبة بيدهـــــا خاتم ذهب
خــــاتم يجسد كل شي .. كانت تبيه
كــــــــانت تحبه وتحتريــــــــــه

واليـــــوم جاوب يـــــــــــا بحر
نفس الحبيبة مرتك
فوقك قمــــــــر
نوره يداعب موجتك
حتى النجوم نفس النجوم
صورة وكررهــــــــــــا الزمن
إلا أنـــــــــا .....
يــــا موجة الذكرى القديمة
يــــا ذكرى لو مرت أليمة
موقف صعب .. جيتك اليوم ولا بيدي خــــــاتم ذهب ..
حتى الحبيب .. فقدته


آآآآآآه ذكرتك والعيـــــون تذوب .. دمعـــــا من حنيني مــــــا ستر خافي
في غيابك يــــا حبيبي مين راح يداوي جروحي ويطفي حزني السرمدي .. في عيدي أطفيت شمووووع حزني ... يــــــا ليت يا روحي تزورني لو في المنام

أرخيت أهدابي .. لأطلق لدموعي العنــــــان ..
شعووووور قاسي لما تحس أنك بديت تفقد ملامح الحبيب .. كل ما أذكره عيونك والجبين .. لمست الرمــــل بأصابعي النحيلة وكأني أبي أرسم ملامحه قبل لا أفقدهـــــــــا من ذاكرتي

:
:

حسيت أن عبد الله وسلمى يقربون مني بخطواتهم .. مسحت دموعي بســـــرعة ما أبيهم يشوفون دموعي ..
عبد الله وهو يجلس جنبي : إيـــــــــش فيــــه الحلو جالس بـــ لحاله
رديت علية من غير مــــا أناظره .. وكل تركيزي مع موج البحر إلا يداعب رجولي بكل خجل : مــــو جايني نوم ... وعاجبني هدوء البحر بها الليل
عبد الله : البحر يذكرك فيــــــــــــــــه
أرخيت رأسي على كتفه .. وكان بذكر أسمه خارت كل قواي : أيـــــــــــــــــه
حط عبد الله يده على كتفي .. ومرت لحظة صمت .. من بعد رحيله مــــا أظن في كلام ينقال .. لا ني قادرة أواسيه ولا هو قــــــادر يواسيني .. كل منا يداري أحزانه بنفسه
بعد كذا استأذنت أخلي عصافير الحب يأخذون راحتهم .. والله ها الاثنين بوجودهم مع بعض هم إلا يرسمون البسمة على شفاهي ..

:
:
:
:

سرحت بخيالي بعيـــــد وأنــــــا أشوف عبد الله قريب من أخته وينـــــاظرها بحنـــــان .. طول عمري كنت أتمنى يكون عندي أخو حنون يحن علي .. يخفف علي وقت ضيقتي .. يكون جنبي بالوقت إلا أحتاجه فيه .. صحيح أن مـــــاجد تغير من بعد هذاك اليوم .. وصرت أحس أنه قريب مني .. صار يتواجد بالبيت كثير .. وقلل من السهر .. هو وعدني أنه بهذي السنة يجد ويشتهد ويتخرج .. ويمكن قريب نخطب له ..

" ويــــــــــــــن وصلتي أكيد تفكرين فيني "
إلتفت له .. لقيت البندري قامت .. ابتسمت له : واجـــــــــــــــــد واثق من نفسك
قرب مني أكثر : أعترفي أنك كنتي تفكرين فيني .. وهو يغمز لي .. لا تستحين
ضحكت عليه : لا تحلم كثير مـــــا كنت أفكر فيك
لاحظت أنه كشر : لها الدرجة مـــــا أعني لك شي
ابتسمت بخجل : إلا تعني لي .. بس أنــــــا كنت أفكر بأهلي
عبد الله بإبتسامه حنونة : اشتقتِ لأمك
هزيت رأسي : إيوة
عبد الله : شكلك متعلقة بأمك كثير
رفعت رأسي وكأني أشوف وجه أمي العذب قدامي : أمي كل شي بالنسبة لي .. هي أمي ، أختي ، صديقتي كل شي بدنيتي ... مــــــا أتخيل يمر يوم من غير مــــــــا اسمع صوتها الحنون
عبدالله : صحيح أنك كنتي مـــــــــــــا تبين توافقي علي لما تقدمت لخطبتك على شان أمك
ناظرته وأنا شاخصة عيني : من قالك هذا الكلام ؟؟؟
عبد الله : خالك يوسف
رديت بغصب : وهذا ما يخبي سر أبد
سمعت ضحكاته ، الأكيد يضحك علي : أولا يوسف صار صديقي .. وما أظن فيهــــــا شي لو قال لي عن زوجتي .. وثانيــــــــا لا تتهربين من الجواب !!
ضميت يدي لصدري : مــــــــا كان ودي اترك أمي بروحها بالبيت .. أحس أن البيت بيتوحش عليها
عبد الله : طيب وين راح أخوك مـــــاجد
رديت عليه بضيق : حتى لو كان أخوي موجود .. لكن مراح يكون موجود دايم معها مثلي .. أنت مـــــــــا تتخيل يا عبد الله أشكثر تضايقت لما أمي طاحت علينا مريضة بالقلب .. حسيت أن الدنيــــــــا أظلمت بعيني .. وضاقت بي الوسيعة .. يــــا عبد الله مـــا أقدر أتخيل هـــ الدنيــــــا من دونهـــــا
طوقني عبد الله بذراعيـــــــــه .. حسيت لحظتهـــــا أني لقيت الشخص إلا يسمعني ويفهمني .. لقيت الحضن إلا يدفيني من قســـــــــا البرد
حطيت رأسي على صدره ..
بكفه الدافي مسح الدمعتين : ليـــــــــه الدموع اللحين !!
غمضت عيني .. يمكن لأني ما لقيت له جواب .. ظليت غافية على صدره مستمتعه بالشعور الجميل إلا أحس فيـــــــــــــه


*
*
*
*

بنهـــــــاية اليـــــوم الثاني أضطروا يمشوا من المغرب لأن البندري وسلمى عندهم دوام بكرة .. وطولـ الطريق ريوم تتحنطب أنهــــــــا مـــا أمداها تتونس ..
روحــــه الشاليــــــــه غيرت من نفسياتهم .. البندري رجعت تهتم بســـــراج مثل قبل وأكثر .. حتى سراج تحسنت نفسيته .. أم بنــــــدر فرحت لما شافت الاهتمام بعيون البندري لسراج .. هي كانت حزينة مش لأنهــــا فقدت ضناها بس .. كانت تظن بموت بندر انتهت البندري .. لكن لمـــــــا شافتها تبتسم وتلاعب سراج وتضحك مع ريوم .. حست أن بنتهــــــــا إلا ربتهــــا رجعت لهــــا .. رجعت البندري إلا تعرفهـــــا .. حتى لو كانت تداري دموعها عنهم .. لكن على الأقل في تطور أنهـــــــــا صارت تجلس معهم وتسولف ..

سلمى وعبد الله .. مــــا يحتــــاج أسولف لكم عنهم ... زاد تعلق سلمى بعبدالله .. وصــــارت سلمى غالية عند عبد الله بإحساسها الغالي ..

ريـــــوم نست ســـــالفه الدفتر إلا أخذته من المكتب .. ونست مع الزحمة مــــا تخبر سلمى أنهــــا أخذته

• * * * * * * * * *

تحــــس برنين يتخلل أحلامهــــــــــا وكأنه قرع لطبول .. مر أكثر من خمس دقائق والمنبه يرن لكن هي مــــــــا حست فيه أبد .. رايحة في ســــــــــــابع نومه ..

وبعد ســـــاعة إلا ربع .. فتحت عينهـــــا على صوت المنبه إلا مازال يرن .. فتحت عينهـــــــا بضيق وسحبت الجوال إلا على الكومدينه بطفي المنبه .. انصدمـــــــــــــــت
الساعة 8






يـــــــــــا ويلي .. ناظرت مرة .. مرتين .. ثلاث .. وأنــــــــا أهز راسي على شان أصحصح .. لا لا يمكن هـــا الجوال خرف .. ونطيت من السرير بسرعة عند التسريحة أدور ســــاعة يدي .. ناظرتهــــــــا نفس الشي 8 وخمس دقائق .. أنا مقدمة ساعتي خمس دقائق .. يعني الجوال مو مخرف .. كنت بصيـــــــــــــــح .. يا البندري مو وقته وراك دوام يا دوب تلحقين على الراوند ..

تحركت بسرعة للحمــــــــام .. غسلت وجهي بالماي البارد على شان اصحصح أيش ها النوم إلا جاك يا البندري .. أنا مش من عادتي يكون نومي ثقيل .. على أولـــ رنه للمنبه أصحى .. بعد ما غسلت أسناني .. غيرت ملابسي .. كان ودي أخذ شاور يخليني أصحى .. لكن ما في مجال .. أشوى أني سابحة بليل قبل لا أنـــــــــام .. لبست أولـ تنورة سودا قابلتني مع قميص أسود .. وسحبت الوايت كوت على عجل .. نزلت على الدرج وكأني أسابق الريح .. زين ما طحت على وجهي ..

أمي : ويــــــــــــن يمه مستعجله ما فطرتي
وأنا ألبس الوايت كوت .. مافي مجال ألبس عباية وأنا مدري وين يحطوا أغراضهم البنات : يمه تأخرت مررررررة واليوم أولـــ يوم لي بالمستشفى الجديد مو حلوة أتأخر أكثر
أمي : طيب .. أنتظري راح أجيب لك فطيرة وشاي
وأنا أدق لسواق يشغل السيارة : يمه الله يعافيك حطية لي بكوبي إلا من ستاربكس

أخذت من أمي كوب الشاي ولفيت الشيله .. وطلعت لسيــــــــارة ..

يــــا ربي إيش ها الحظ إلا علي .. الإشارة مرة زحمه يعني الواحد يجلس عندها ثلاث مرات .. وكل الإشارات بوجهي حمراء .. ما في أمل تكون وحدة منهم خضراء .. والمشكلة قسم الجراحة أنـــــا ما أدله .. تذكرت سلمى دقيت عليها على شان توصف لي وين أروح .. لأن ما في مجال أدور واسأل بالمستشفى .. الله يخرب عقلك يا البندري .. يعني من أول يوم متأخرة أيش راح يقول عنك الدكتور

:
:

طلعت الدور الرابع بالدرج .. وأنــــا أنافخ .. اللفت تأخر وخفت أتأخر زيادة ..
إلتفت حولي مــــا عرفت وين أروح .. ناظرت ساعتي 8:45
أكيد اللحين خلصوا morning report
ويمكن بدءوا الراوند .. دخلت أولـ جنـــــاح كان بوجهي .. رحت عند قسم الممرضات وسألت الممرضة : Excuse me!
المرضة : Yes
:Where can I found doctor Ebraheem
الممرضة وهي تأشر لي على غرفة من بين الغرف : team doctor Ebtaheem there , they just start round


رحت ناحية الغرفة إللي تو أشرت لي عليهــــــا .. سميت بسم الله ودخلت .. كانت غرفة فيهــــــــا سرير واحد بس .. شفت 3 دكاترة .واقفين عند سرير المريض . مدري أيش أسماءهم .. مـــــا أمداني سلمت بصوت خافت
واحد منهم إلتفت لي كان لابس بدلة رمادية مخططة ونكتاي أزرق فاتح مخطط بالمائل .. باين علية هو consultant
الدكتور: أنتي طالبة intern الجديدة
هزيت رأسي بخجل .. لأن ملامح وجهه مــــــا تبشر بخير .. كنت راح اعتذر على تأخري .. لكنه قاطعني
قال لي بكل كبريـــاء وعنجهية : next time come on the time or don’t come at all

أنصدمت من كلامة .. تمنيت اني ما جيت .. يهزاني قدام الدكاترة وقدام المريض بعد .. ولا كأني أشتغل فراشة عنده ..
حسيت بإحراج مو طبيعي .. وبنفس الوقت بقهر وغيض منــــه .. شكله ها الدكتور شايف حالة .. أنــــــــا من دون شي أكرة surgery ويجي هو يكمل عليه .. الله يستــــــــر .. شكل أيــــامي مع ها الدكتور راح تكون صعيبه

صحيت من سرحاني على صوت نفس الدكتور وهو يسألني عن:
What do you know about pncreatitis and how can you diagnose it

كـــان يسألني كيف أني أشخص مرض إلتهاب البنكرياس .. جاوبته بكل ثقة .. بعد كذا طلعنــــــا من غرفة المريض ورحنـــــا لغرفة ثانية .. وطول مــــا حنـــــا نتنقل بين غرف المرضى كان يسأل فيني وكأني في إمتحان وأنـــــا أظطر أني أثبت وجودي قدامه وما أخلية يتشمت فيني لحظة ..

أحس طول الساعتين إلا كنت معه وكأني داخله إمتحــــــــــان صعب وماسكة أعصابي .. أحسة يدور على أي غلطة مني .. على شان يستهزأ فيني .. يــــــا ربي من أولـ يوم كرهت الدوام بهذا القسم .. وخصوصا مع هذا الدكتور إلا لحد اللحين مـــــــا عرفت إسمه وأصلا مــــــا أتشرف أعرف إسمة ... وإلا مضايقني أكثر أني الدكتورة الوحيدة بينهم .. كل إلا بالقسم رجال .. منوا إلا تفكر تتخصص جراحة أحس ها المجال لرجال .. هم الوحيدين إلا يصلحون لمهنه القصابة ..




على الســــــاعة 4 العصر .. زفرت زفره حسيتهـــــا طالعه من قلب وأخيــــــــرا انتهى الدوام .. طلعت من المستشفى وأنــــــــــا كاره كل إلا بالمستشفى ..

ركبت السيــــــارة .. كانت ريوم مارة علي
" السلام "
ريوم : وعليكم السلام
البندري: غريبة اليوم طالعه متأخر
ريوم : كــــــــــانت عندي محاضرة متأخر ، وأنتي كيف أولـ يوم بالمستشفى
رديت عليها وكان ما صدقت أحد يسألني : أسكتي أحس كـــــــــــاره نفسي .. وأحس أني مش مرتاحة وطول اليوم ماسكة أعصابي
ريوم : ليــــــــــه طيب !!
قلت لهــــــا سالفة أني متأخرة وأن الدكتور هزاني من أول ما شافني ، طبعــــــــــا ريوم الحمـــــــــ تمستخرت علي وضحكت لين ما قالت بس
ريوم بسخرية : ومين هذا الدكتور إلا هزا الدكتورة البندري
لفيت عنها أناظر الشارع : تتريقين حضرتك
ريوم : لا والله جـــــــــــد
لفيت عليهــــا : تدرين ولا حتى فكرت أسأل أيش أسمه
من كثر ما أنا كارهة الدكاترة والناس إلا بهذا القسم .. أناظر الناس باشمئزاز.. أنا من دون شي أكرة قسم الجراحة من يوم وأنــــــا في الجامعة .. والحين يجي دكتور شكلة راح يكمل الناقص ويكرهني فيه زيــــــادة
ريوم : بالعكس إلا أسمعه كل الدكاترة الجراحين وسيمين وجنتل
لويت شفايفي : هذا إلا هامك .. لأنك ما جربتي الإحساس .. بقسم الجراحة كله رجال وأنــــــــا الوحيدة بينهم بنت أحس شكلي غلط وكأني داخلة ديوانية شباب بالغلط
تعالت ضحكات ريوم بالسيارة .. وأنـــــا منقهرة منهـــــا ..
والله تمنيت أني ما نقلت من هذاك المستشفى الكل بهذاك المستشفى كان يحترمني .. الله يذكر أيام الجايني ( قسم النساء والولادة )بالخير ..
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
( الجـــــــــــــــزء الثامن عشر )







ريـــــوم

جات لعندي الخدامة وبأيدها كيس من باسكن روبنز .. أنـــــــا طلبت من السايق يروح يجيب لي لأني مشتهيته وبقوة .. أخذت الكيس من عندهـــــــــا وطلعت بسرعة لغرفتي قبل لا تجي حور وتشوف الأيس كريم عندي وتنشب فيني .. كان ودي أشتري لها لكن والله نسيت ..
دخلت غرفتي .. وشعــــــاع يدخل غرفتي من فتحة بسيطة بين الستــــــارة .. بعــــد العصر .. يزحف فوق السجادة ويطلع فوق الكرسي .. ويلامس .... لحظة تذكرت الدفتر إلا كنت حاطتة على مكتبي بإهمال نسيت أني أخذته .. ونسيت ما قلت لسلمى أني أخذته أكيد أفتقدته .. جـــــــــاني فضول أفتحه .. أكيد سلمى تكتب فيه ما يخالجها من شعور .. جلست على الكرسي وكأني أكسر صورة الشعاع علية .. وفتحت الآيس كريم .. جماكوا وفوقة الهوت شوكلت .. تذوقت أول ملعقة .. ممممممممممممممممممممم لذيذ يذوب بالفم من لذته .. من يوم ما علمتني البندري عليه وأنا صرت مدمنه..

وأنـــــــــا آكل الآيس كريم طاح الدفتر من يدي .. أنفتح الدفتر على صفحة .. مسكته بحذر أخاف يصير بالدفتر شي وهو مهب لي .. قريت المكتوب بالصفحة إلا انفتحت..

في غيابك ..
مجمل أحلامي تهاوت
الحياه والموت بعيوني تساوت
صرت أنا إنسان عادي
بعد ماني كنت غير
إي نعم وياك كنت إنسان ثاني ..
كنت طير
ليه حطمتي كياني !!
الله لايجزاك خير
آه لو تدرين وش صار بغيابك ..
صرت ماني إللي على خبرك ..
وخبري
قمت أهذري
صرت أشوفك في وجية الناس ..
وأتكلم معاك
أرتمي بأصغر تفاصيل الملامح ..
فيهم أبحث عن بهاك
وإن سألني أي واحد منهم وقال :
وش بلاك ؟؟
أمتلي حيرة ولا أدري ويش أقول !!
أسألك بالله قولي ..
ويش أقول ؟
خايف أشكي ..
أنفجر بوجيههم وأبكي عليك
خايف أبكي ..
أنصهر بعيونهم وأحرق يديك
وش تبين أقول طيب عن جفاك !!
قولي يرحم والديك


أنصدمت من الكلام المكتوب .. ليــــــــه سلمى تكتب كلام مثل كذا .. معقولة كانت تحب قبل !!! ... لا لا سلمى مش من ها النوع إلا في بالي .. طيب هي كانت تحب عبد الله قبل لا يخطبها .. طيب ليــــه أحس بالعذاب بكل كلمه تكتبهــــــا .. وكأن حصل فراق بينهم . معقولة بسبب غياب عبد الله الطويل عنهـــــــا .. عدت قراءة الكلمات مرة ثانية .. أمتلي حيرة ولا أدري ويش أقول !!
أسألك بالله قولي .. ويش أقول ؟
خايف أشكي .. أنفجر بوجيههم وأبكي عليك
خايف أبكي .. أنصهر بعيونهم وأحرق يديك
وش تبين أقول طيب عن جفاك !!
قولي يرحم والديك

وكأن الكلام موجة لبنت مش لو لد .. حسيت بخوف لحظتها معقولة يكون هذا مش دفتر سلمى .. يكون دفتر أخوها وأنا بلقافتي أخذته .. تصفحت الدفتر على عجل .. أبي خيط يوصلني .. أبي كلام يوضح الصورة قدامي .. كل الكلام إلا أقراءة عن الفراق والعذاب .. وعن ضيــــــاع المحبة والأماني .. مــــــــا أنكر أن الكلام عجبني .. وهذا الكلام أو أقدر أقول الهواجس .. ما تطلع إلا من لسان شاعر

وصلت لنهاية الدفتر ..
وقرأت القصيدة .. أو خلنا نقول هواجس تُعبر عن ما في القلب
جرحتني جرحا ً عميقاً في صميم القلب
فكرهت الدنيــــــا وكل رفاق الدرب
ضــــاعت كل آمـــــــــالي فيك
وضــــاعت أحلامي وضاع قلبي
كسرت كل أقلامي وبعثرت أوراقي
حسبي الله فيــــك حبيبي
أحببتك فصار حبك نار في قلبي
وصرت كــــا الطير المجروح
يطير متعثراً لا جناح ولا قلب
نسيت كــــل ما في الدنيا
وعشت ضائعا دون رفاق على الدرب
وقلت عسى الأيام تنسيني
ويــــلتئم مع الأيام جرح قلبي
بنهايتهــــا شفت توقيع .. بالتوقيع قريت أسمـــــــــــــه
*
*
*
*


دلالـــــ
مستندة على طاولة المطبخ أنتظر القهوة تغلي .. وأنــــــا سرحانة بأفكاري .. إيش إلا جايب عمتي أم محمد عندنـــــــــــا .. من زمان ما زارتنـــــا .. يمكن جاية تعايد بيتنا .. يمكن أيـــــــام العيد ما أمداها تزورنــــــــــــا ..
بعد ما رتبت الفناجين بالصينيه وحطيت القهوة بالدله ... حملتهـــا رايحة لمجلس الرجال .. وقبل لا أدخل سمعتها تقول لأبوي
: والله يـــــــــا أخوي أنـــــــا جاية أخطب أيد بنتك لولدي محمد
فرح أبو دلال ، وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه : والله والنعم بمحمد
: لكن يـــــا خوي عندي سؤال ودي أسألك فيه قبل كل شي ..
أبو دلال : أفا عليك يا أم محمد تفضلي .. لا يردك إلا لسانك
أم محمد بحيرة مش عارفة من وين تبدأ بالكلام : أنا سمعت أن بنتك مش بكر .. أعذرني يا خوي على سؤالي بس من حقي ومن حق ولدي يعرف قبل لا يأخذها
أبو دلال ، تكدرت ملامحه ، ظن أن أخته جاية تخطب ضحى ، لكن أتضح أنها جاية تخطب دلال ، وتضايق أكثر على بنته ، أكيد أخته إذا عرفت بالحقيقية يمكن تتراجع عن الخطبة لكن هذي المواضيع ما تتخبى : والله مدري ايش أقولك يا ختي بس الكلام إلا وصلك صحيح .. ومــــا أظن هذا الشي يعيب البنت لأنها كانت مالكة من قبل
قال هذا الكلام وهو يحس بالحرج من نفسة .. دعا على خالد داخل قلبه على الفعايل إلا سواها ببنته
أم محمد : والله البنت مــــــــا يعيبها شي ، أخلاق وسنع .. وألف من يتمنـــــــــــاها



مـــــــــــا قدرت أتحمل أكثر وأسمع كلامها أكثر .. حسيت وكأنها جاية تخطبني مغصوبة .. كان ودي أدخل وأقول لها أنا ما أبي ولدك هذا .. لكن ما عندي الجراءة الكافية .. حست وهي تسأل أبوي عني بالعار وكأني عامله شي حرام .. حسيت وقتها وكأني زانية .. دخلت عليهم وأولــ ما دخلت إلتزموا بالصمت .. وصبيت لها القهوة .. حسيت وأنـــــــا أقدم القهوة لها بنظراتها تخترقني .. وكأنها تتفحصني .. مدري ليه كرهتها لحظتها وكرهت ولدها وكرهت نفسي أكثر .. طلعت من عندهم وأنــــــا ضايق صدري .. طلعت لغرفتي .. مالقيت نفسي إلا وأنـــــــــا أتوضيت وفرشت سجادتي أصلي .. يمكن بصلاتي أغسل عاري وترتاح نفسي

*
*
*
*

البنـــــــدري

وصلت المستشفى على الساعة 7:30 .. أصلا من بعد صلاة الفجر ما عرفت أرجع أنـــــام .. كل خوفي أنام وما أصحا إلا متأخر ما يسوى علي أتهزاء قدام إلا يسوى وإلا ما يسوى .. كل شي ولا الكرامة عندي
حضرت morning report .. حسيت حالي مثل الأطرش في الزفة .. مدري عن أي حالة يتكلموا .. وبنهاية اجتماعهم في دكتورين تخانقوا كل واحد يرمي اللوم على الثاني .. ولا أحد يتحمل غلط المريض إلا توفى وكأن أرواح الناس عندهم لعبه .. شفت الدكتور إلا هزائني أمس .. جالس حاط رجل على رجل وكأن إلا يصير قدامه مش عاجبة ولاحظت هذا الشي من هزت راسة وهو يلعب بالنكاتي إلا حقة يرفعهــــــا بأصابعه .. وكأنه يبي يفرجي الناس أنها من كرستين ديور .. عمري ما شفت دكتور شايف نفسه كثرة .. على شنو ما أدري .. وللحين ما عرفت هل هو consultant or chief resident
مع أن شكله صغير .. انتهى ها المورنغ ربورت البايخ وطلعت أول وحدة ما حبيت أتزاحم مع الدكاترة .. لكني ما ابتعدت انتظرت قريب .. أبي أعرف متى راح يبتدي الراوند .. وايش جدولهم لليوم .. محد فهمني ولحد أعطاني جدول إيش ها الفوضى .. ابد ما عندهم ترتيب .. لاحظته طلع وهو يتكلم مع دكتور ثاني .. اتجهت ناحيته
: دكتور لو سمحت
الدكتور: هلا دكتورة .. مشاء الله جاية اليوم بكير بصراحة تستحقين جائزة
ناظرته كذا .. مقهورة .. ابسط كلمة ممكن تنقال عنه انه سخيــــــــــــــــــــــف
ما قدرت امنع نفسي من اني أناظرة باحتقار .. وكلمته من طرف خشمي : ممكن أعرف دكتور متى يبدأ الراوند
ناظر بساعته : الساعة 9 عند جناح 41
رديت عليه بسرعة : أوكي شكرا .. ومشيت عنه .. وأنـــــــــا أمشي بكل شموخ ورافعه رأسي .. وواثقة من نفسي
:
:

رحت للكفتيريا .. لأن البنات ينتظروني هناك .. أولـ ما وصت عندهم رميت حالي على الكرسي الخشبي من القهر .. كانت الكفتيريا عبارة عن كراسي خشب وبعضها كنبات .. يعني راقية
أسيل ، حطت كوب القهوة على الطاولة : أيش فيك على الصبح المزاج متعكر
رديت عليها وأنا راح أنفجر من القهر : ها الدكتور قــــــــــــــــــاهرني قـــــــــــــاهرني .. مدري على شنو شايف نفسة .. وسخيف حده
سلمى : طيب أهدي أهدي شوي .. تبين أجيب لك شاهي
هزيت راسي : لا ما ابي .. سد نفسي .. الله يسد نفسه
أسيل : أيش دعوة .. أيش عامل ها الدكتور فيك .. قولي لي وأنا أروح أغسل شراعة .. منو هذا الدكتور ؟؟
ضحكت من غير نفس : تدرين ولا حتى فكرت أسأل عن اسمه
وحكيت لهم قصة أمس والتأخير ، وأنا اليوم قال لي أني أستحق جائزة لأني جاية بكير : شكله راح يذلني طول الروتيشن على تأخيري يوم واحد
السباله أسيل كانت تضحك علي، سلمى : ترا أهم شي بهذا المستشفى أنك تحضري morning report .. أنشاء الله تطلعي من الساعة 12 الظهر مو مهم أهم شي في الصباح يشوفك الدكتور حاضرة
رديت عليهـــــا : عاد من زينه .. ها السيرجن فوضويين وما عندهم أسلوب بالكلام
أسيل : معليش لأنك توك بالبداية وبعدين راح تتعودي .. مثل ما حنا تعودنـــــا

بهــــا لحظة دق جوال بنغمــــــــه أجمـــــــــل إحســــاس بالكون أنك تعشق بجنون وده حــــــــــالي معاك ...
سلمى ما انتظرت كثير طلعت جوالها من جيبها وردت .. أنـــــــــا ابتسمت لأن أكيد ها النغمة لعبد الله .. أنـــــــــا وأسيل نذاله سكتنا وظلينا مستمعين لمكالمتهم
:
:
سلمى : الــــــــــــــــــــــــــــــــو
عبد الله : صبـــــــــــــاح الورد والفل واليـــــــــاسمين
سلمى بخجل : صبـــــــــاح النور
عبد الله : كيف أميرتي اليــــــــوم ؟؟
سلمى بكل نعومة : بخير .. أنت كيفك ؟
عبد الله : دام أسمع ها الصـــــــــــــــوت الحلو على الصبح أكيد أنــــــــــــا بخير
كانت سلمى مش عارفة تتكلم لأن حنا حواليها ونراقب تعابير وجها .. قلت لها : سلميلي عليــــــــــــــــــه
سلمى : البندري تسلم عليك
عبدالله : أوه أختي جنبك .. الله يسلمها .. ليـــــــــــه انتو وين جالسين ؟
سلمى : بالكفتيريا
عبدالله : طيب مـــــــــا جنبك دكتورة حلوة تسلم علي بعد
لاحظت سلمى مقهورة وبين هذا الشي من هزت رجلها : إلا في دكتورة حلوة أسمهــــــــــا سلمى تسلم عليك وتقول لك روح شوف شغلك
ضحك عبد الله ووصلت رنه ضحكته العالية لمسامع سلمى .. حتى أنــــــــا وصلتني .. حتى سلمى إلا كانت ملامح وجها مقهورة قبل شوي .. ابتسمت
عبدالله : والله اكتشاف .. طلعت اميرتي تغار علي
سلمى بعصبية مصطنعه : عبد الله وبعدين معك
عبد الله : خلاص خلاص .. كل شي ولا سلمى تعصب علينــــــا
يله حياتي أشوفك على خير وسلميلي على إلا جنبك ... يبي يقهرها
سلمى : مع السلامة
:
:
أسيـــــــــل : يا عيني على الحب على الصبح *_^ .. هي قالتها بغرض تحرج سلمى وبالفعل سلمى صار وجهها أحمر
ألتفت لدكتور لابس ثوب وشماغ : هههههههههههه .. تدرون أول مرة من جيت لسعودية هنا أشوف دكتور لابس ثوب وشماغ .. على بالي بالتلفزيون يلبسونه على شان التمثيل بس
ضحكت بسخرية : أنا مدري كيف يكشف على المريض وهو لابس كذا .. تدرين اول مرة شف دكتور لابس ثوب ومن غير وايت كوت كان إستشاري أنــــا على بالي أحد المرافقين للمرضى
أسيـــــل : ههههههههههههههه أنتي ما سمعتي النكتة إللي ألعن
: قولي
أسيــــل : اول مرة داومت هنا بقسم الجراحة .. رحت سألت عن الدكتور إبراهيم .. شفت غرفة فيها ثنين لابسين ثوب مع شماغ .. أنا على بالي يشتغلون بالمستشفى .. قلت يمكن السكرتير .. وسألتهم وين ممكن ألاقي الدكتور إبراهيم .. قالو لي بعده ما يجي .. وأنـــــــــــا طبعا أكلمهم من طرف خشمي .. هههههههههههههههه .. قلت له طيب ممكن أترك رقم جوالي وإذا جاء تدق علي .. لاحظت أنه يناظرني باستغراب .. قال لي أنتي انتظرية هو شوي يجي .. وأنا مصرة إلا أعطية رقم جوالي على شان أخاف يجي وما اعرفة لأني ..
وبعدها طلعت من المكتب .. وواحد منهم طلع بعدي وسمعته يقول لنيرس جهزي الملفت راح نبتدي الراوند .. أنا استغربت .. ايش دخل السكرتير بالمرضى .. فرحت سألت الممرضة عن هذا الرجال .. قالت لي أنه كونسلتن .. أنا ماي وجهي راح من الفشله .. ما تخيلت عمري أشوف دكتور لابس ثوب وشماغ
: ههههههههههههههههههههه .. الله يخرب عقلك يا أسيل

لا حظت أن الدكتور إلا مدري أيش أسمه دخل الكفتيريا يأخذ له كوب قهوة .. إلتفتت لأسيل وسلمى بسرعة : ناظروا الدكتور إلا عند الكاشير .. هذا هو الدكتور إلا أقول لكم عنه
أسيل .. وهي شاخصة بعينها : هذا الدكتور إلا انتي معه
رديت عليها ببرود : ايــــــــــــــــــوة
أسيل وهي تأشر على خدودهــــــــا بصبعهــــــــــا : قطعــــــــــــة يا ناس قطعة .. والله لو انا دكتوري كذا وسيم كان ما أمل وأنـــــــــا معه
ضربتها سلمى على كتفها : استحي على وجهك تتغزلين بالدكتور وأنتي متزوجة
ضحكت على خبال أسيل .. والله غيرت مزاجي بخبالها
أسيل وهي تضحك : إلحقي على الدكتور الوسيم .. قبل لا يبدأ الراوند .. هذا وينه عنا أنا لما كنت بقسم الجراحة ما شفته .. شكله دكتور جديد
قمت من الكرسي : على قولتك خلني ألحقة قبل لا أوصل متأخر ويعطيني كم كلمة ..
وصلت عند اللفت .. لقيته واقف ينتظر وهو يشرب من كوب القهوة ..
شكله حس بوجودي إلتفت لي وابتسم وبعدها راح ناحية الباب إلا يؤدي لدرج .. مالت على وجهه وكأني ميته عليه على شان أركب معه اللفت .. أحسن يوم راح
:
:
قبل لا نبدأ الراوند .. قال لي أن اليوم عنده عيادة .. وخيرني أذا أبي أحضر معه او لا .. أنا صحيح ما ودي أقابل وجهه .. لكن أنــــا جاية هنا عل شان أستفيد .. أمـــــــا هو فمالي دخل فية .. وأعطاني عدد من المرضى يكونون تحت مسؤوليتي وأنا إلا أكتب عن حالتهم كل يوم .. ما اعترضت ابد ..
الدكتور: يله نبدأ
ابتسمت اجامله : اوكي
أنا ها المرة إلا مسكت الملف .. وقريت حالة المريض لدكتور ..
الدكتور : أيش رايك بها الحالة
رديت عليه : بصراحة ما عجبني history أحس في أشياء كثير ناقصة
الدكتور بسخرية : هذا المريض توه جاي عندنا محولينة لنا الباطنية .. وهو اللحين تحت يدك يا دكتورة .. إيش راح تسوين له
ضحكت بسخرية داخل نفسي .. الحقد الأبدي بين الجراحين والباطنية .. رديت عليه انه لازم نسوي الفحوصات اللازمة قبل إجراء العملية .. لاحظت أنه هز راسة يوافقني .. قبل لا يمشي ناديته doctor please your stamp :
جاء لعندي ووقع نهــــــــاية الصفحة وطلع الختم من جيبه وختم .. ومشى طالع من الغرفة .. ركزت بالإسم إلا مكتوب بالإنجليزي ..
Dr. عبد العزيز
اممممممم وأخيرا عرفت أسمك يـــــــــــا دكتور عبد العزيز
:
:
بعــــد ما خلصنـــــا الراوند .. رحت معه للعيــــــادات الخارجية .. وأولـ ما وصلنا العيادة قال لي وهو يجلس على الكرسي خلف المكتب : تقدري تأخذين بريك ربع ساعة لأن المرضى بعدهم ما وصلوا
ابتسمت له وطلعت .. رحت أخذت لي كوب قهوة من الكفتيريا صحيح مشوار .. لكن كوفي المشين ما يعجبني .. حسيت من الأدب أني أجيب له معي كوب قهوة .. أخذت له معي كوب قهوة ورحت العيادة .. لأن البنات أكيد مشغولين وما أحب أجلس بروحي .. دخلت العيـــــادة ولقيته يكلم بالجوال ويضحك .. حطيت كوب القهوة قدامة .. ابتسم وقال لي : شكرا
وجلست قدامة على الكرسي .. أخذت رشفه من كوب لقهوة و بلا شعور مني بما انه قدام وجهي جلست أناظر بشكله .. والله أسيــــــــل معها حق .. كلمة وسيم قليلة بحقــــــــــه .. شعره أسود بسواد الليل نــــــــاعم ومرجعه على ورا مع سكسوكة وشنب خفيف .. حواجبه مرسومه رسم وبحاجبه اليمين شمخه صغيرة .. نظرته حاده وفيهــــــــا غموض البحر .. ارتفاعه أنفه إلا بسلاله سيف تدل على الغرور .. بصراحة أعترف كلمة جـّـــــــــــذاااب قليله بحقه .. لكن إيش يفيد ها الجمال قدام غروره وتكبره .. أنـــــــــا مدري ليه كذا ما دخل قلبي .. ناس يا سبحان الله أول ما تلاقيهم يدخلون القلب .. وناس من أولـ مرة تشوفهم تنفر منهم ..
رجعني للواقع صوت ضحكته الرنـــــــــــانه : هههههههههههههه من عيوني سارونه .. أنتي آمري حبيبتي ويــــــــــــن تبين تروحين اليوم ؟... الملاهـــــــي .. أن شــــــــــــاء الله حبيبتي كم سارونه عندي ..
شكله يكلم بنته الصغيرة .. والله ما يبين عليه أنه متزوج وعنده بنت .. يعني يا البندري كيف تبين يبين عليه يكتب على جبينه متزوج .. ومش كل الرجال يلبسون دبله .. ههه أكيد ما يبي يلبس دبله بالمستشفى عل شان محد يعرف أنه متزوج ويأخذ راحته .. لكن مدري ليه عصف الحزن قلبي وهاجس الذكريات رجع لي .. صوت ضحكته ذكرتني بـــــ ..... آآآآآآآآآه من الذكرى تهز النبض في صدري ..
رجعني صوته للواقع المرير : نبدأ
هزيت رأسي .. كبت حزني داخل صدري .. مو وقته يا البندري أنتي داخل شغلك لازم تنسين أو على الأقل تتناسين ..
حسيت وكأني إستشارية معه إحساس حلو .. إذا جات حرمه أنــــــــا إلا أكشف عليها .. وهو يكشف على الرجال .. عجبني تعامله مع المريض .. إذا جاء رجال كبير يقول له يبـــــــــــه ويعامله بكل لطف .. الحمد الله على الأقل قلبه رحيم مع المرضى

بعــــــد مــــــا خلصنا من المرضى إلا كانوا كثار اليوم .. دخل دكتور علينـــــــا والدكتور عبد العزيز رحب فيه بكل حفاوة شكلهم أصحاب .. وجلس على الكرسي إلا عادة المريض يجلس عليه .. أمــــــــا أنا ظليت واقفة جنب سرير المريض أستحيت أجلس جنبهم ... لا خلني بعيد أحسن

عبد العزيز : أيــــــــش عندك يا طلال جاي مشرفني اليوم !!
طلال : ههههههههههههههه .. أكيد لمــــا أقولك راح تطردني
كشر عبد العزيز : أيش عندك قول خلصني !!
طلال : في مريض نبي ندخلة جنـــــــاح 41
عبد العزيز ومازالت التكشيرة على وجهه : ومنوا هذا إلا يبي يدخله
طلال : هذا أحد معارف الدكتور .......... ومدري كيف توسط له
عبد العزيز : آآآآآآآآسف ما أقدر .. الجناح عندي مزحوم مرة وما فيه سرير فاضي
طلال : تكفى دبر له
عبد العزيز : من فين أدبر له ... لو المستشفى لي كان على عيني وعلى راسي .. أنت شايف يا طلال القســــــــــــم كله على راسي .. وكأن أنـــــــــــا الدكتور الوحيد بالقسم .. كل ما بقوا يدخلون مريض قالوا دخلوه بإسم الدكتور عبد العزيز .. كل ما أحتاجوا شي قالوا وين الدكتور عبد العزيز ... مو معقولة ها الحكي


استغربت صراحة عصبيته إلا مـــــــا لها مبرر .. شكله إنسان مزاجي ولا يطاق .. أنت وظيفتك يا أخي دكتور تعالج الناس .. لا تجلس تذمر ..
استأذنت من عندهم طالعه للجنــــــــــاح .. مالي خلق أسمع سوالفه وتذمره .. صحيح إني ملاحظة أن مرضاه كثار غير عن الباقين لكن إيش السبب ما أعرف
:
:
:
:
رجعت البيت هلكــــــــــانه من التعب حاولت ما أنام قريب المغرب هذا نوم الشياطين .. وعلى شان أنــــــــــام بكير ..
بعد صلاة المغرب .. حسيت البيت خالي الكل لاهي بدراسته وعبدالله تلاقينه يا يلعب كورة أو مع سلمى .. أولــ مرة أحس بهـــــــا المشاعر
بالوحشة بالغربة .. طلعت عند المسبح وأنــــــــا أناظر المياة الراكدة بالمسبح يمكن تهيأ لي للحظة وكأني أشوف طيفه ينرسم بالموية
تجمعت بعيني آلاف الدمعات .. ليــــــــل موحش غريب .. وغربه داخل الروح ساكنه .. صمت وأنين يمزق الروح ..يــــــــا لوحشة هذا السكون .. ودمعه حزينه تفر من العيــــن تراقب أزهار مشاعر القلب تموت وتموت .. ما عاد لهذه الأمسيات فرحة .. أصبحت أمسياتي موحشة .. داخل النفس من بقايا أحزاني .. نــــــداء وكأنه يرجع لي صدى أفكاري .. فجأه تذكرت شي كان غايب عن بالي ..
:
:
الصورة متنـــــــــاثر على السرير .. صور حياتي ذكرياتي .. ودموعي تختنق بين الأحداق .. عشت أجمل ذكرياتي معه بسفرتي لنمســـــــــا وفرنســـــــــــا .. عشــــــــــــاق كنـــــــــــا !!
لكن اللحين !! آآآآآآآآآآه يا ليل ما ورى ليلك إشــــــــراق .. تركني وراح تركني عروس في دروب الأشــــــــــواق .. عروس لابسه الســـــــــــــواد
مسكت صورة كنت واقفه جنبه ونبتسم للحيـــــــــاة بكل فرح وحب .. غابت الفرحة من بعدك يا بندر .. وما عاد لها وجود بحياتي فحزني أصيـــــــــــل .. اضحك على نفسي إذا ضحكت مع الناس .. أحاول أمشي حياتي طبيعية .. لكن أحيان ما أقدر .. أنــــــــــــا أحتاجك تكون جنبي .. تضمني لصدرك الدافي .. تناظرني بعينك الحنونه ..
آآآآآآآآآآآآآآآه كم مر علي ليال مني العيـــــــــــــن ما نامت .. آآآآآآآآه من بعدك تشكي المعاني .. والآهات في قلبي حبيسة والنظرات تشكي بصمت الليـــــــــــل

سألت الليل عنك .. وكــــل نجم فقــــــــد مثلي أنيسة
هــــــــلّ دمعي وقام الليل يبكي .. والقمـــــر نش من فرقى جليسة

:
:
:


دخلت غرفة أختي أبيهــــــــا تعلمني شي في مادة biology مش فــــاهمته .. لقيت صور كثير متنــــــــــاثرة على السرير ... ناظرت الصور .. مـــــــا عاد لصور أي قيمه دام صاحبها مش موجود .. كان ممكن نناظرها بفرح ونتذكر أحلى الذكريات ونضحك .. لكن اللحين إيش أقولـــــ ... يمكن السكوت أحسن من الكلام .. بالكلام راح نفتح جروح نحاول نداويهـــــــــا .. قربت منهـــــــــــا وهي جـــــالسة بعيد عنـــد حافة السرير .. صوت أنينهــــــــا وهي ضامة الصورة لصدرهــــــــا وكأنها تضمه بحق وحقيقي .. قطع قلبي .. خلاص يــــا أختي وناتك تولد بصدري ألف ونه .. ضميتهــــــــــــــا لصدري يمكن أقدر أشيل الهم عن صدرهــــــــــا .. ضلت تبكي بحضني لين غفت .. حسيتهـــــــا وكأنها طفله صغيرة محتاجة للحنان وللحب .. مو هين على أي بنت تفقد خطيبهــــــــــــــا و مو أي خطيب .. بنــــــــــدر شيخ الرجال .. حبهم إلا بدا من وهم صغار وكبر معهم .. من وأنا صغيرة أسمع يقولوا لما يشوفوا البندري مع بندر أنهم لا يقين على بعض وكأنهم أخلقوا لبعض .. يــــــا سبحان الله لا على حكمته اعتراض


مــــــــــــن ونّتك ونّيت تسعين ونــّـــــه .. يا ليتها بي وأنت مــــا عاد ونّيت
يـــا ليتها بي وأنت ماجاك هنّــــــــه .. كل ما سمعتك قلت يـــا ليت يـــا ليت
يـــــا أختي عمري لك ولا فيه منّـــــه .. أفديك بالغالي وبالحي والميــــت
لي شفت من له وسط قلبي محنّـــــه .. في ناظره شكوى وصــدره تناهيت
ضاقت بي الدنيـــــــا وصديت منّــــــه .. وأرسلت لله دعوتي له وصليت


تركتهــــــا على السرير بعد ما غطيتها .. رجعت لغرفتي .. وتركت دراستي .. صدري ضـــــــايق وما عاد لي خلق أدرس .. مسكت الدفتر أقراءة .. مدري ليــــــــه أحس بقرب الكلمات لقلبي .. مع أنها تتكلم عن حبيب مسافر ، خان الحب
يمكن لأني متضايقة فتعجبني الكلمات إلا فيها الألم الجراح الوجع !!!

*
*
*
*

جــــــالس زهقان بالبيت مع الأخ الحبيب .. مليت من المقاهي وجلسة الشباب ما عاد عندهم سوالف جديدة .. كنا جالسين نفرفر بالقنوات من غير هدف
" حط حط هذيك القنــــــــــــــاه "
ماجد : أي قنـــــــــــاة ؟؟
أشرت له يجيب الرموت وحطيت على قناة روتــــانا .. كانت المغنية جــــــــالسة جنب بيانو وتغنى .. نفس كلمات الأغنية إلا سمعتهـــــــــــا
دخلك شو أخبارك إللي .. اشتأت إلك .. أنت أشتأت إللي !!
أشتأت إلك طبعا أكيد يومي حبك بزيد
تعرف وحتى وأنت بعيد ألبي معك

" بنت إل أيـــــــــه .. صوتهــــــــــا حلو " كنت أكلم نفسي لكن بصوت عالي
إلتفت لي ماجد : منهي إلا صوتهــــــــــا حلو
رديت من غير شعور: البنـــــــــــت !!
ماجد وهو عاقد النونه : أي بنت !!
: هـــــــــــــــــــــاه .. أوتعيت لنفسي .. هذي إلا تغني
ماجد : اهــــــــــــــــا .. قصدك نوال الزغبي
مشيت معه على شان اغطي ولا يحس : إلا هي .. أنــــــــــا إيش عرفني بإسمهــــــــا
ماجد : هي مو بس صوتها حلو .. حتى هي حلوه .. كل ما تكبر تحلى
هزيت رأسي : أنــــــــا وين وأنت وين .. قمت رايح للمكتب .. تذكرت دفتر مذكراتي وجاتني رغبه بالكتابة
سمعت ضحك ماجد واستهزأه : والله مسكين خالي .. بريء
*
*
*
*
جلست من النوم على صوت الأذان .. أحس بصداع وخفقان في قلبي مسكت رأسي بقوة بيدي .. قمت للحمــــــــام .. فتحت الماي الساخن أبي أخذ لي شاور دافئ يمكن يخف الصداع .. دخلت داخل الماي الساخن .. حسيت بأعصابي ترتخي شوي شوي .. لكن مازال الصداع عندي .. تذكرت ليله البــــــــارح وأن ريوم دخلت علي.. وصور السفرة .. أحس بذكريات السفر والمواقف تنعاد قدام عيني وكأنه شريط فيديو ينعاد .. من غير شعور نزلت دمعه على وجهي وضاعت مع قطرات الماي المتساقطة على وجهي .. أحس بشوق قوي يعصفني له .. يا ليت عندي شي من ملابسة أو حتى من اغراضه .. ودي لو اطلب ها الطلب من خالتي لكن ما أعرف كيف .. صرت أشد من شعري بطريقة خفيفة على شان الماي الساخن يتخلل مسامات الجلد ويخف الصداع
نشفت جسمي من الماي .. أحس أعصابي ارتخت وخف الصداع .. لكن الألم والحزن موجود داخل صدري ..
فرشت سجادتي وصليت وقرأت قرآن كان تهدا نفسي .. حسيت بالشمس تشرق .. لكن الجو ما زال فيه بروده على بداية الصبح ..
تذكرت أن اليوم عندنــــــــا عمليات .. وأكيد غرفة العمليات دافية .. لبست لي لبس عادي لأني راح اغير ملابسي بغرفة التبديل .. وطلعت من الدولاب البدلة الخضراء مع الحجاب الأبيض .. والله لو الود ودي ألبس البدلة من البيت .. لكن حرام .. أنا ما اخاف على نفسي أخاف على المريض .. البدله تتلوث من الجو وأنــــا أكون قريبه منه أنقل له الجراثيم والبكتيريا .. وانا محرصة على الخدامة تغسلها بروحها بالديتول على شان تكون معقمة ..

نزلت تحت وفطرت مع أمي ونرجس
: إلا وين ريوم
نرجس : صحيتها وعصبت علي .. وقالت لي اليوم مهي برايحة
أمي بعصبية : ها البنت هاذي يبيلها ضرب .. شكلها تبي ترسب السنه .. كم مرة غايبة ها السمستر .. أنــــــــا بروح أشوفها
نرجس وهي ماسكة ضحكتها : جاك الموت يا تارك الصلاة
كملت شرب كوب الشاي .. وأخذت معي كوروسون بالزعتر آكله بالطريق ..
أولـ ما وصلت المستشفى طلعت لدور إلا فية غرفة العمليات .. رحت لغرفة التبديل female section
غيرت ملابسي ولبست البدله الخضراء ولفيت شعري بقبعه بيضـــــا وبعدها لفيت الشيله البيضا .. ما أحب ألبس حجاب أبيض أحس حالي خدامة أندنوسية
وقبل لا أطلع لبست mask ولفيت الجزمة ( الله يعزكم ) بأكياس خاصة بلاستيكية زرقا .. سألت عن غرفة العمليات إلا اليوم مخصصة لدكتور عبد العزيز ..
مشيت وبعدهـــــــا لفيت يسار وصلت لغرفة
دخلت theater #4
من غرفة التخضير .. ليــــن بانت غرفة العمليات الكبيرة والمعدات والأجهزة الموجودة
لقيت الممرضات يجهزون .. جلست على الكرسي أنتظر المريض يجيبونه أو الدكتور يجي ..
إلا فهمته أن الدكتور إبراهيم مسافر عنده مؤتمر.. وأن الدكتور عبد العزيز يتخصص تحت يده ..
دخل الدكتور عبد العزيز وهو لابس البدلة الخضراء .. لكن الفرق أن إلا حقته كانت نص كم : صبـــــــــــــا ح الخير
رد كل الموجودين ، وأنا رديت بصوت خافت : صباح النور
دكتور عبد العزيز : سستر المريض جاهز
السستر : اللحين أدق عليهم يجيبونه
إلتفت لي : تعرفين تسوين SCRUB
ناظرت فيه : أيــــــــــــــــــــــه ...
يعني معقولة متخرجة من الجامعه وما أعرف اسوي سكراب مو حلوة ابد بحقي .. أشر لي أجي معه وكانه مش واثق أني أعرف .. استحيت أشمر عن كمي قدامه .. لكن الطب ما فيه حيـــــــــــــا .. رفعت كمي وصفته لين المرفق .. وبديت أغسل يدي .. بطريقة متعودة عليهــــــــا .. وبين الأصــــــابع والأظافر
بعد ما خلصت وأنا أنشف يدي بإتجاه واحد .. جات النيرس وفتحت لنا GOWNS
على شـــــان نلبسه .. مسكته من طرف يدي على شان لا ألمسه من برا .. وأولـ ما دخلت يدي ولبسته وساعدتني النيرس على شان أربطه حول نفسي وربطت لي إلا من ورا ولبست GLOVES الخاصة بالعمليات .. بعد مــــا خلصت إلتفت لدكتور إلا هو يأشر لي يبيني أساعده أربط الربطه إلا عند الرقبــــــــــة .. قهرتني حركتة المفروض النيرس هي إلا تساعدة مش أنــــــــــــــا .. لكني استحيت ارفض أو ما أعرف أرد بهذي المواقف .. وقربت منه وكل جسمي كاش هذي أول وأخر مرة أسوي له .. أنــــــــا ما اشتغل عنده .. هذا مهوب بشغلي ..
بعد ما خلصت : شكـــــــــــرا
رديت عليه من غير نفس : عفوا
:
:
بعد ما تبنج المريض .. بدأنـــــا العملية
كانت العمليــــة بسيطة وما تحتاج لدكتور مساعد .. أنا كنت المساعد لدكتور ومعنا النيرس المتخصصة .. لمحته بطرف عيني يأشر لممرضة ثانية تشغل المسجل .. شكلهــــا متعودة علية .. شبكت الأي بود بالمسجل .. واشتغل ..
وانتشر صوت أم كلثوم .. أثنــــــــاء إجراء العملية ..
سمعت صوتاً هاتفاً فى السحر
نادى من الغيب غُفاتَ البشر
هبوا إملئوا كأس المونى
قبل أن تُملئ كأس العمر كف القدر
لاتشغلِ البال بماض الزمان
ولا بِاآت العيش قبل الأوان
وأغنم من الحاضر لذاتهِ
فليس فى طبع الليالى الأمانِ

أبــــد ما تخيلت أنه من النوع الراقي ويسمع لأم كلثوم .. صحيح أنه ما يعجبني فكرة تشغيل الأغاني وقت العملية .. لكن أحيان ما ألوم الدكتور لازم يسلي نفسة وخصوصا أنه يجلس وقت طويل بغرفة العمليات .. والصمت المطبق شي قاتــــــل وملل
القلب قد أضناهُ عشق الجمال
والصدر قد ضاق بما لايُقال
يااااااااااااااااااااااااااااااربُ
هل يرضيك هذا الظمئ
والماء ينساب أمامى زلالَ؟؟
أولى بهذا القلب أن يعشق
وفى درام الحب ان يُحرق
ماأضيع اليوم الذى مر بى
من غير أن أُحب وأن أعشق

غمضت عيني بألم وأنــــــا ماسكة الكاميرا .. كانت العملية laparoscopic
آآآآآآآآآآه وألف آه يا ام كلثوم .. إلا كان يروي الشوق ويروي ظمئي راح .. روحة عند رب العالمين
أفق خفيف الظل هذا السحر
نادى : دع النوم وناغى الوتر
فما أطال النوم عمراً
وماقصر فى الاعمارٍطول السهر

فكم توالى الليل بعد النهار
وقال بألانجُم هذا المدار
فأمشى الهوين أن هذا السراب
من أعينً ثامرت الاحوار
*************
لاتوحش النفس بخوف الظنون
وأعلم من الحاضر أمن اليقين
فقد تساوا فى السراب راحلاُُ
غداً وماضً من قلب السنين

أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب
فأنما الايام مثلُ السحاب
وعيشُنا طيفَ الخيال
فنَل حظك منه قبل فوات الشباب


*****************

رفعت عيني .. ومن غير قصد طاحت عيني بعينهــــــــــا .. من ورا الماسك ما يبين إلا عينهــــــــــا .. شفت بعينهـــــا حزن ما قد شفته بعين أحــــــد .. ليه الحزن بعينهــــا .. إيش إلا يخلي بنت بعمرها وبمكانتها تغرق عينها بكل ها الحزن .. الله أعلم .. وأنـــــــــــا إيش يدخلني إلا فيني مكفيني كمل حياتك يـــــا عبد العزيز وأن شاء الله بيجيك الفرج .. خلنـــــا نكمل هــ لعملية ونخلص أحسن

*
*
*
*

يــــــــــوم الأربعـــــــاء
على سفرة الأكــــــــــل
نرجس وهي تصافح ريوم : عل البركة اليــــــوم يوم الأربعاء
ريوم : أيــــــــــــه صدقتي ما بقى ينتهي الأسبــــــــــوع .. حسيت هذا الاسبوع طوووووووووويل مش راضي يخلص
إلتفت ريوم للبندري إلا كانت تأكل بهدوء : اشوف بعض نـــــــاس اليــــــــــوم مو مداومين
البندري وهي تحط الملعقة بالصحن : عندي إجازة يوم الأربعاء والخميس والجمعة
ريوم وهي تحط إيدها على صدرهــــــــا : يعني في مجال تداومين يوم الخميس والجمعة
البندري: ممكن إذا كــــــــــان عندي مناوبة
ريوم وهي تتحنطب : والله مــــــــا يسوى عليكم ها الدوام
البندري : والله إذ شي تحبينه مراح تتذمرين .. ويعني لو البنات ما درسوا طب منوا راح يكشف على الحريم
ريوم : صحيح كلامك .. إلا ما قلتي لي إيش صار على روز إلا مره كلمتي لي عنهــــــــا
البندري ضربت جبينهـــــــــا : اوووووووووووه .. ذكرتيني أنـــــــــا كنت ناوية أكلمها أمس ونسيت .. بعد الغذاء راح أكلمها
نرجس بنعومه : ويـــــــــــــن اليوم راح تطلعون ... والله طفشـــــــــــــــانه أبي أطلع
ريوم : والله حتى أنــــــــــــــــــــا ودي نسوي شي أكشن ...
نطت من الكرسي وكأنها تذكرت شي : إيـــــــــــــش رايكم نسوي اليوم picnic بالحديقة ونشوي
البندري: ومنو إلا راح يشوي بسلامتك
ريوم وهي تطق الصدر : أنـــــــــــــــا أسوي لكم أحلا مشوي
البندري : راح يمدي نتبل الدجاج ونجهزة
ريوم: اللحين أكلم الخدامة ... وإذا ما امدى الله يخلي السوبرماركت .. من جميع الأنواع يبيعوا حق الشوي
البنـــــدري: خلاص .. راح أكلم عبد الله وهو جاي يمــــــــــر على سلمى
:
:
:
:

سلمى أستغربت أن عبد الله قــــــــــال راح يمر عليها بنهاية الدوام
أسيــــــــــل : تجين معي سلوم والله أحد راح يجيك
سلمى وهي تلبس عبايتها : لا عبد الله راح يجيني
أسيل غمزت لهـــــــــــــــا : ويـــــــــــــــن نا وين تروحون
سلمى ببراءة : مش ناوين نروح مكــــــــــــــــــــــان ... يعني أنتي وين راح تروحي مع كحيلان اليوم ..
تبي تقلب الموضوع عليهـــــــــــا
أسيل بحزن : أصلا من هذيك المرة معاد شفته ... واليوم راح أقايس فستان زواجي
سلمى فتحت عيونها .. من متى أسيل راح تجهز حق زواجها !! : فستـــــــــــان زواجك ليــــــــــــه .. خبري راح يكون بالصيف
أسيل بسخرية : خبرك عتيق .. تقدم الزواج لشهر الجاي .. وهذا مر أسبوع يعني بقى ثلاثة أســـــــــــا بيع
سلمى وما زالت الصدمة وعلامات التعجب مرسومة على وجههـــــــــا : من متى ما قلتي لي
أسيـــــــــــــل : حكم القوي على الضعيف .. صار كل شي بسرعة ونسيت ما قلت لكـــ
سلمى : ودوامك إيش راح يصير عليه
أسيل بضيق : إلا فهمته أنه ما تكلم مع أبوي في هذا الموضوع .. ومبين من رسائل الإعتذار إلا أرسلهـــــا لي انه يسحب كلامة وراح يخليني على راحتي .. وكأنهـــــــــــا رجعت لطبيعتهـــــــــــا الشرسة .. والله لو يحاول يغصبني بعد الزواج والله لأنتفه باظافري هذولا
ضحكت سلمى على تصرفات أسيل ... مهمــــــــــا ظهرت أنها قوية لكنها من الداخل حساسة : الله يوفقك يـــــــــــــــا قلبي .. أنتي لا تفكري بشي اللحين إلا بتجهيز عرسك .. وإذا أحتجتي شي تراني موجودة ..

بعد مـــــــا سلمت عليهــــــــا تفرقت عنهــــــــا متوجه لسيـــــــارة عبد الله بينما أسيل ركبت سيارة السايق


" الســــــــــــــلام عليكم "
عبد الله ، والإبتسامة المشرقة على محياه : وعليكم الســـــــــــــلام .. كيف حبيبتي اليوم
سلمى ، وكأن الابتسامة إلا مرسومة على شفاته انتقلت لها : بخيــــــــــــــــر .. ليه مكلف على عمرك وجايني .. أكيد توك راجع من الجبيــــــــــل
عبد الله وهو ماسك الدركسون ، إلتفت لهــــــــــا : كل شي عشانك يهوووووووون
انصبغ وجهها بلون حمره الورد .. وهذا كان مبتغى عبد الله
عبد الله : البندري وريوم صجوني .. قالوا لي إلا تجيب سلوووووووووم معك
عاد أنــــــــــا عصبت عليهم
سلمى : ليه تعصب عليهم
عبد الله : مــــــــــا يصير أحد يدلع حبيبتي وزوجتي غيري
ما قدرت سلمى غير تضحك عليه بخجل : وليه يبوني لها الدرجة يحبوني
عبد الله : شكلهم ناوين يشون الليله .. والسهرة مـــــــــا تكمل من غيرك
سلمى ، ومازالت خدودها حمر من تأثير كلماته : طيب ممكن توديني البيت أغير ملابسي
عبد الله وهو يغير إتجاهه : أكيـــــــــــــــد يا قلبي
:
:
غيرت ملابسها بعد ما أخذت لها دش سريع يزيل عنهــــــا التعب والإرهاق .. نزلت لعبد الله إلا جالس بالصاله مع مـــــــــــاجد وأمها .. وكانت لابسه برمودا جينز مع بلوزة خضراء فضفاضة طويلة


مـــــــاجد : شكلها أختي نـــــــاوية تشجع المنتخب اليوم
سلمى وهي تنزل من أخر عتبة لدرج : إيش فيهــــــــــا يعني لأني لابسة أخضر
عبد الله : أصلا سلوم لو شنو تلبس حلو عليهــــــــــا
استحت سلمى من كلامة وخصوصا أنه قدام أهلها
ماجد : المثل يقولـ القرد بعين أمــــــــــــه غزال
عبد الله : لأنك محتر منــهـــــــا .. والله سلمى تقول للقمر قوم وأنــــــــا أجلس مكانك
سلمى حبت تنهي النقاش .. لأن لو ظل على حاله هي راح تموووووووت ، تذووووووووب من كلامه : يمه أنــــــــــا رايحه تا مرين على شي
أم ماجد : سلامتك
ماجد : ما يصير تأخذوني معكم
عبد الله : لا أنت استريح مكانك .. ممنوع اصطحاب الشباب
ماجد : كـــــــــــا أنت موجود
عبد الله وهو يمسك أيد سلمى ويغمز لماجد : أنـــــــــا غير يا حبيبي .. سلااااااااام
وقبل لا يطلع : تأمرين على شي يمــــــــــــه
أم ماجد وهي سعيدة لهم : سلامتك يا وليدي .. الله يحفظكم

:
:

قبل لا يروحون البيت مر عبد الله على محل للعصيرات الطـــــــــازجة .. وأخذ له ولها عصير مانجو بالقطع

وهم بالسيــــــــــارة على أنغام أغنية أميرة الورد لمحمد عبده .. كانت سلمى تحس بسعـــادة وإشراقه بحيــــــــــــاتها .. هبوط عبد الله لعالمها أعطى لحياتها معنى خاص .. تحس بقرب روحة الشفــــــافة لها وكأنها تعرفة من سنين .. يـــــــــا سبحان من ألف قلوبهم على بعض

:
:
:

بوسط ها الليـــــــــــــــــل وظلمته .. كانوا جالسين بالحديقة وكأنهم ينورون ها الليل بأصوات ضحكهم ..


جات ريوم وهي ما سكة الأكياس .. وحطتها على الطاولة : يلـــــــه بسرعة الدجاج وصل
كلهم إلتموا حول الطاولة وجابوا معهم الأصيــــــــــاخ .. والقفازات على شان يدخلوا الدجاج
البنــــدري: خلوا الدجاج السبايسي بروحه وإلا مع الفطر بجهه ثانية
ريـــــــــــوم : إلا وين عبد لله ... ترا أنـــــــــــا ما عندي إستعداد أوقف قبال الفحم
عبد الله من وراها : الحيـــــــــــــــــن مش هذي فكرتك من البداية
ريوم أخترعت : بسم الله .. أيوا فكرتي .. لكن أنت إلا راح تشوي لنـــــــــــا .. على شان سلمى تذوق شوي زوجها
عبد الله وهو يسحب له كرسي ويجلس عليه : وليــــــــــــــه تدخلين سلمى بالموضوع .. ما تقولين أخوي جاي من الدوام تعبان وشاري لك الدجاج ومن حنتك مــــــــــا عرفت أنام
ريوم وهي تناظره بنص عين : عيـــــــــارتك .. أصلا أنت أكثر واحد تحمست لما قلت لك جيب سلمى معاك
سلمى ابتسمت على سوالفهم .. بدت تتعود عليهم .. يمكن هي كانت تستغرب لأن حياتها مع ماجد كانت هادئة نوعا مـــــــــــا .. ما تتذكر أنها كانت تتحرش فيه

عبد الله وهو مأخذ راحته بجلسته على الكرسي : أي سلمى !! منو هذي مــــــا أعرفها
ريوم : سلمى هذي وحده جايه بيتنــــــــــا اليوم وغاثتنا يا ربي ولا واقفه جنبي بعد
سلمى : شسوي يــــــــــــــا ربي أحبك
عبد الله وهو يأشر على ريوم : شوفي الأدب والرقــــــــــــــة .. تعلمي .. على شان إذا جاء الرجل يمكن ينعجب فيك
ريوم : أصلا هو يطووول مثل حلاي
عبد الله حاس بفمه .. راحت له سلمى ومسكته من يده تقومه : عبــــــــد الله قوم أشوي وخلصنــــــــــا
عبد الله قام من مكـــــــانه وبان طوله وهو لابس بنطلون جينز مع تي شيرت أزرق فاتح عليها كتابات باللون الأبيض ومدخل بدايتها على شان يظهر الحزام الأبيض .. وسحب سلمى معه : أشــــوي ما عندي ما نع .. لكن على شرط !!
سلمى : شنــــــــــــــــو
عبد الله وهو يقرب منها أكثر : توقفين جنبي
سلمى بغرور ونفس الوقت بإبتسامة : مــــــــــــــا تقدر على فراقي
قرب منهــــــــــا أكثر بحيث صارت شفاشفة عند أذنهــــــــــا وهمس لها بكلمة ... ولعت فيهـــــــــــــــــا .. لا مش بس ولعت إلا أحترقت ..

لفت مـــا شية لأنها لو ظلت واقفه جنبه راح تذوب مش من حرارة النـــــــــار .. من المشاعر إلا تحسهـــــــــا .. وقبل لا تمشي سحبت الكاب الازرق إلا كان لابسة عبد الله بالمقلوب ومشت عنــــــــــــــــــه من غير ما تعطيه وجهه
:
:

سلمى وهي تلبس كاب عبد الله على رأسهـــــا : قالت لك أسيل أن زواجهــــــــــا تقدم
البندري بإستغراب : لا ما قالت لي ... من متى هذا الكلام
سلمى : توها قالت لي اليوم أن زوجهـــــــــــــــا قال يبي يقدم العرس وهي ما قدرت ترفض
عبد الله وهو قاط أذنه عندهم وهو عند التنور يشوي : والله فكـــــــــــــرة مش بطاله .. وهويغمز لسلمى.. نقدم الزواج
سلمى ناظرته بنظرات حارقة
البنــــــــدري: أقول كمل شغلك .. وما في زواج قبل الصيــــــف .. يعني لا تبني آمال كثيرررر
تنهدت عبد الله من قلب .. ومــــــــــا فاتت ها التنهيدة سلمى
البندري لفت لسلمى وبصوت واطي : حســــــــافه مراح أقدر أحضر زواجها
سلمى وهي عاقدة النونه : ليــــــــــــــه
البندري بحزن وهي منزلة راسهـــــا : أنتي عارفة الظروف .. وهو ما مر على وفاته سنه
سلمى تضايقت على شان صديقتها : يــــــا البندري ما يصير كذا .. الحي أبقى من الميت

البندري والدمعه متعلقة بين رموشهــــــــا : بندر مـــــــا كان بس ولد عمي .. كان زوجي .. وبتنهيدة زادت الصدر ضيقة وجددت الأحزان .. وبطرفه عين فقدته

جـــــــــــاء عبد الله قطع عليهم حديثهم : يله جهزوا الصحون .. الدجاج أستوى
جات ريوم إلا كانت تكلم تلفون : أستوى الدجــــــــــاج
عبد الله بلهجة ماساوية : ايه أنــــــــا المسكين واقف عند الفحم .. وأنتي أربع وعشرين ساعه ماسكة الجوال بإذنك
ريوم : أكلم خطيبي
عبد الله لف عليها : خطيبك بعينك .. أصلا أنـــــــــا مقرر قرار أنتي بالذات إذا انخطبتي مراح أخليك تكلمينه بالتلفون
ريوم حطت يدهــــــــــا على خصرها : لا والله حلال عليك وحرام علينــــــــــــــــا
عبد الله ما أهتم لكلامها وراح يجيب الدجاج
البندري: ليـــــه ما جات جنى اليــــــــــوم ؟؟
ريوم بحيرة : مدري عنهـــــــــا .. مرة تتعذر لي أنها تستحي من عبد الله .. ومرة تقول ما تبي تخلي سِراج بروحة
البندري فهمت السبب من غير ما تصرح بـــــــــــه .. أكيد جنى ما تبي تجي مش لأنها تستحي من عبد الله .. لأن عبد الله يذكرهــــــــــا ببنـــــــــدر .. عبد الله يشبة بندر بكل شي حتى بوقفته بحركاته بتصرفاته
قطع عليهــــــــــا سرحانها .. صوت الأصياخ وهو يحطها عبد الله بقوة على الصحن الكبير إلاموجود على الطاولة لأنه أحترق صبعه .. من حرارتهـــــــــا
سلمى خافت عليه وراحت مسكت صبعه إلا أحمر من لسعــــــه الحرارة : تبي أجيب لك ثلج
عبد الله وهو يناظرهـــــــــا بهيام .. ذاب قلبه من خوفها عليه ومن لمستهــــــــا : أنــــــــا طبت من لمستك
إلتفت لريوم : ريوم قومي أسمعي كلام عمتك سلمى وروحي جيبي ثـــــــــــلج
ريوم تتحنطب : لا حول الله ... نرجس قومي أنتي جيبي ثلج
نرجس : لا والله أشتغل عندك .. كل شي نرجس نرجس
ريـــــوم : قومي أسمعي كلام عمتك بسرعة
نرجس : أووووووووووووف
قامت نرجس مستسلمـــــــة مالها خلق تتخانق ويا ريوم على الثلج
*
*
*
*


بمكـــــــــــــــــان ثاني قريب من الواجهة البحريــــــــــــــــــــة رائحة القهوة الأمريكية منتشرة بالمكان كله ..
حمـــــــــل صينية فيهــــــــــا كوبين كرميل مكياتوا . وجلس على الكنب العنابي جنب صديقة

طلال : يعني حتى هنـــــــــــا جايبنــــــــــا ستاربكس .. والله حامت كبدي منه في لندن
عبد العزيز وهو يأخذ الكوب : والله ستاربكس أحسن محل يعمل كوفي بالنسبة لي بعد المقهى المفضل لي إلا بلندن والله أشتقت له ولصاحبة المغربي
طلال : اللحيــــــــــن تلاقي الجوا عندهم بدا يبرد ...
عبد العزيز : الله .. تذكر أيامنــــــــــا وحنا نلعب بــ snow ونلعب sky ting
طلال بحماس : لا تخليني أخاذ إجازة وأطير على لندن
عبد العزيز : مدري منوا راح يعطيك إجازة ... أنــــــــــــا من دخلت ها المستشفى كله كرف بكرف
طلال ناظرة بجدية : عبد العزيز إيش فيك .. أنت من جيت هنــــــــــا وأنت كل متضايق

عبد العزيز بضيق كانت واضحة على ملامحه : مدري أيش فيني .. يمكن أحس بالتغير غير عن لندن .. كل شي هنــــــــا يختلف أسلوبهم نظامهم .. مدري ما في شي عاجبني بالمستشفى .. وإلا قاهرني زيادة أنــــــــــــا جاي هنــــــــا على شان أتخصص جراحة قلب .. قال إيش لازم تشتغل جراحة عامة تخصصك الأول بعدين نحولك على قسم جراحة القلب .. على الأقل لما كنت بلندن يخلوني أحضر عمليات القلب كمساعد أول لطبيب .. وأنــــــــــا عندي إحساس أن المشوار مطول هنـــــــا .. أنا توقعت أول ما أجي ديرتي يرحبون فيني ويحطوني على كفوف الراحة .. لو مكمل دراستي ببريطانيا كان أحسن لي .. اللحين ولا يبيلي 5 سنين زيادة على شان أتخصص هذا إذا جاء دوري ويمكن أظل طول عمري جراح عام

طلال : أنت ليــــــــــه متشائم كذا !! .. ربك يفرجها إن شـــــــــاء الله
عبد العزيز : أن شــــــــــــــاء الله
طلال بمرح يبي يغير الجو المتوتر : إيش حكاية الدكتورة الجديدة !! .. أنت مدري ليه البنات كله يصيرون معك وأنــــــــــــا ما أشوف أحد يجيني
عبد العزيز : أسكت الله يرحم والديك .. أنــــــــــا ما يكفي إلا فيني .. ومزحوم مع المرضى وخصوصا بعد ما سافر الدكتور إبراهيم .. هم يجيبون وحدة متدربة غبية عندي
طلال : حـــــــــــــرام عليك .. شكلها البنت حبوبة وحلوة
عبد العزيز : وأنـــــــــا إيش يدخلني فيها حبوبة وحلوة .. كلام فاضي .. المهم بالنسبة لي شغلهـــــــــــا
طلال : طيب أنت ليــــــــــــــه معصب .. يمكن الله راسلها لك على شان تساعدك
عبد العزيز : أي تساعدني .. هذي يبلي أنــــــــــا أعلمها مش هي تساعدني




*
*
*



أجمـــــــل إحساس بالكـــــــــون إنك تعشق بجنون ... وده حالي معـــــــــــاك
خلتني أعيش أيــــــــــــــــــــــام مليانه بشوق وغرام .. ذوبني هواك
عشقاك بجنون روحي أنـــــــــا ألبي المفتون كله منى وياك بعيش أحلى هنــــــاء .. حبيبي أنــــــــا يا روحي أنـــــــا

كان صوت أليسا .. منتشر صداه بالغرفة كلها .. الســـــــــاكنة بهدوء هـــــا ..
حتى الأميرة نـــــــــــــايمة على فراشهــــــــــا الزهري مش حاسة بقلب عبد الله إلا أحترق .. وهو يدق على جوالهـــــــــــا

قلبت على جهة اليســــــــــار بضيق .. أنتبهت أن في شي يرن .. سحبته من جنبهــــــــا وهي مغمضة عينهــــــــــــــا .. ضغطت على زر الرد من غير ما ترد

عبد الله بلهفه : سلمى وينك ؟؟ حرقت جوالك شوفي كم مكالمة لم يرد عليهــــــــــــا
سلمى ومازال النوم يدغدغ كل خلية من رأسهــــــــــا : هممممممممممممممممممم
عبد الله توه أستوعب : يـــــــــــا عمري نايمه .. أزعجتك ؟؟
سلمى ضحكت من غير نفس لأنها نعسانه : توك تدري أنك إنسان غثيث .. يعني مصحيني من أحلى نوم .. وتقول لي أزعجتك !!
عبد الله وهو يبتسم ، يتخيل شكلهـــــــــا وهي توهـــــــا صاحية من النوم : أكيــــــــــــد كنتي تحلمين فيني
سلمى وكأنها تبي ترجع تنــــــــــام وتكمل حلمهــــــــــا : أيش عرفك ؟؟
عبد الله : سلوم حبيبتي .. أصحي .. ماله داعي تحلمين فيني .. أنـــــــــــــا راح أجيك بكبري لك
سلمى : ليــــــــــــه اللحين الساعة كم ؟؟
عبد الله : الســــــــاعة 11:30 الظهر وأنتي نـــــــــايمة .. يله لك نصف ساعة تكونين فيـــــــــــه جاهزة .. يا يولك لو أجي وتقول لي أمك لسه نــــــــايمة .. ترا أطلع لك بالغرفة
سلمى : أوكي


بعـــــــد ما قفلت من عنده ، كنت ناوية ارجع انام لأني ما شبعت نوم ما نامت إلا عند الفجـــــــــر ، عبد الله ما قصر معي بالسهر .. لكني تذكرت تهديد عبد الله إذا جاء ولقاني نايمة .. راح يطلع لي الغرفة .. يـــــــــــا ويلي

" مجنون .. ويسويهـــــــــــــــــــــــا .. لكن أحلى جنون على قلبي "
خلني أقــــــــــــوم أصلي وأغير ملابسي أحسن .. حرام عليك يـــــــا عبد الله الواحد ما يصدق متى يصير عنده أوف على شان ينـــــــــــــام وأنت تحفل فيني ليل ونهــــــــــار .. والله ما خليت فيني عقـــــــــل صاحي ..
:
:
:



قدام المرايـــــــــــا وهي واقفة تحط لهــــا ماسكرا وغلوس وردي خفيف ..

رن جوالي .. من النغمه عرفت أنه عبد الله .. فلعانه عطته بزي ..

صحيح أولـــ مرة أعرف إيش معنى هــــــــــــــــــــــا الإحساس الجميل .. إحســــــاس يغزو القلب من غير استئذان .. أحس حـــــــــالي مثل الطير إلا يطير من غير تفكير كفاية وجودك جنبي يــــــــــــا حبيبي .. ما طولت علية نزلت له ..



أم مـــــــــــاجد أصرت إلا يتغذون معهـــــــــــا .. ما حبوا يكسرون بكلمتهـــــــــــــا .. لكن بعد الغذاء على الســـــــــــاعة 3 .. عبد الله خطف سلمى من حضن أمهـــــــــــــــا .. لكن طبعـــــــــــا استأذن قبل من أمهــــــــــــا أنهم راح يروحون البحرين يتمشون .. وهي ما ما نعت أبد لأنهـــــــــــا تثق فيـــــه وبتربيته
:
:



وصلــــــوا مجمع السيـــف .. المزدحم بمــــثل ها الليلة ..
الناس رايحة جاية .. ورائــــحة السجــــاير منتشرة وخصوصا عند المطــــاعم
.. وهم رايحين نـــــــــاحية الألعاب
عبد الله بخبث : أيــــــــــــــش رايك ندخل بيت الأشباح
سلمى : مممممممم .. ما عندي ما نع
سلمى وافقت .. تظن أنه سخيف مثل إلا كانت تدخله مع البنات بالإمارات لما كانوا يروحون مدينه الألعاب .. يعني هي عاشت مع الجثث والهياكل العظمية .. اللحين راح تخاف من بيت أشباح سخيف

قبل لا يدخلون بيت الأشبـــــــاح قال لهـــــــــــا : إذا تخافين أمسكي فيني زين
سلمى بسخرية من كلامة : شايفني بزر على شان أخاف

عبد الله ابتسم ابتسامه جانبية .. ودخلوا مع بعـــــــض .. في البداية كانوا يمشون برجولهم في ممرات ضيقة .. بعدين دخلوا غرفة مظلمة .. سلمى بدأ الخوف يدخل قلبهـــــــــا وهي واقفه خلف عبد الله مباشرة وصارت تلتفت يمين وشمال تخاف أحد يطلع لها من على جنب وهي ما تحس فيـــــــــــــــه .. الإضاءة الخافته حمراء .. وزرقــــــــــاء .. وتسمع أصوات خفيفة تخوف .. فجأة طلع لهم واحد لابس ملابس سودا ووجه مغطية بقناع .. هي خافت منه وتمسكت بعبد الله بأقوى مـــــــــــا عندهـــــــــــا .. الرجل الغريب بصوت يخوف قال على شان تطلعون من هــــــــا الغرفة .. لازم نذبح واحد منكم .. سلمى صرخت وقتهــــــــــا من غير شعور .. وسحبت عبد الله بكل مــــــــا عندها من قوة .. تحاول تطلع من ها المغـــــــــارة المخيفة .. ما تبي تظل فيها ولا دقيقة .. عمرها ما حست مثل ها لخوف المريع ..
أول مـــــــا شافت بصيص النور .. للخـــــــــارج .. طلعت .. وكأنها لقت الأمـــــــــــــــان .. عبد الله مــــــــــا قدر يسمك نفسة على شكلها وهي مخترعة وخايفه .. جلس على الكرسي وهو ماسك بطنه من الضحك
سلمى حطت يدهـــــــــــا على خصرها ، ناسية نفسها هي وين : وليــــــــــــــــه أن شاء الله تضحك .. أكيد أنك كنت عارف .. وضحكت علي
عبد الله وهو ماسك بطنه : أنــــــ ــ ـــــ ا قــــ ـــ لت لــــك ..... ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ... آه يا قلبي .. موتيني ضحك
سلمى من القهر صارت مصخرة على آخر عمرها ... مشت عنه وتركته بروحه
عبد الله : نـــــــــا داها من بعيد : سلمى .. ســـــــلمى .. لما حس أنهــــــــــا جد زعلانه .. قام بسرعة لاحقهــــــــــــا .. لين ما وصل لهــــــــــا وشبك يدها بيده : زعلانه يا قلبي
سلمى شالت يدهــــــــــا من يده : ما ني زعلانه
عبد الله وهو يناظرهــــــــــــا ، تجنن يـــــــــا ناس حتى وهي زعلانه : طيب ليه ما تبيني أمسك يدك
سلمى وهي منزلة رأسهــــــــــــــا : استحي قدام النــــــــــــاس
قرب منها عبد الله أكثر : وليه حنا مسوين شي حرام
سلمى : لا مو على شان كذا .. ماله داعي نبين حبنا قدام النـــــــــــاس .. والناس الفاضية تشوفنا وتعلق علينـــــــــــــا
عبد الله أقتنع بوجهه نظرهــــــــــــا .. لكن مازال عنده رغبه أنه يمسك يدهـــــــــــــــا
:
:
دخلوا محــــل BCBG

كانت عيــــــون سلمى تجول بين فساتين السهرة ..
عبد الله : تدورين على شي معين
سلمى : ادور على فستـــــــــان لعرس أسيل صديقتي ..
عبد الله خلاهـــــــــا على راحتهــــــــــا تختار بكيفها .. هو ما يفهم بهذي السوالف .. سلمى عجبهــــــــــــا فستانين أخذتهم وراحت تقايسهم
أولـ فستـــــــــان جربته .. كان كبير عليها شوي .. خلته على جنب .. ولبست الفستــــــــــان الثاني .. السكري الفاتح وكأنه من مديل الستينات .. قصير ومنفوش .. وعند الصدر ممسوك من غير أكمام وفي ورده بنفس لون الفستان على جنب بالدانتيل .. دقت على عبد الله على شــــــــــــــان يجي يشوفهـــــــــــا .. تبي يشاركها بكل شي بحياتهــــــــــا حتى بلبسهــــــــــا
:
:

يـــــا الله البنات إذا دخلوا محل ينسون أعمارهم .. خلني أروح أشوفهــــــــــــا .. فتحت سلمى بــــاب غرفة التبديل بحذر وكأنها خايفة أحد يمرو يشوفهــــــــــــا ..

عـــــزف لهـــــا القلب أحلى دقــــاته ، من جمـــــــالها البريء ، فستـــــــــــان سكري نـــــــاعم حيـــــــــــل مع شعرهـــــــا المتناثر على كتفها بإهمال .. نزل عينه شاف الفستـــــــــان قصير لين الركبة .. كــــــــــاشف عن ســـــــــاقيهـــــــا وكأنها منحوته نحت وكانت حافية القدمين ( نازعه صندلها ) ..
مــــا كذبت لما سميتهــــــــــا أميرتي .. أنتي أميرة حياتي ..

سلمى تكلمت لأن طال تأمل عبد الله فيهــــــــا : عبد الله إيش رأيك بالفستــــــــــان مو حلو .. وهي تدور حول نفسهـــــــــــــا


آآآآآآآه يا قلبي .. لا تدورين .. والله أنتي كذا تحديني على أشياء أنا ما ودي بهــــــــــا : لا لا الفستان قصير وعاري من فوق كثير

كشرت سلمى ، وصار منظرها وكأنها طفله : الموضة كله قصير .. والفستان عجبني مرررررررررة ( وهي تتعمد تدلع عليه وترقق الراء )

هزيت رأسي بالرفض : لا لا .. لا تحاولين
سلمى بنعومة ممزوجة بدلع : عبـــــــــــــــــــودي .. والله كل البنات يلبسون كذا .. وأنا راح ألبسة قدام بنات أعرفهم مراح أطلع قدام أحد غريب

أنـــــــــــــا ما همني كل الكلام إلا قالته ، أولـ مرة أسمعها تدلعني .... آآآآآآآآآآآه يا ويل حالي ..
: أنـــــــــــــا موافق بس على شرط
سلمى بابتسامه ، مع أن من داخل قلبها خايف من شرطه : شنو شرطك ؟؟

ابتسمت لهــــــــــا : تعيدي أسمي مرة ثانية .. وغمزت لهــــــــــا

شفتهــــــــــا تلعب بأصابعها خجلانه مرررررة : عبـــــــــــــــودي
تنهدت تنهيـــــــــده من قلب ..يــــــــــا لبيـــــــه .. أشوى أن المحل فاضي والله كان انفضحنا : يله طيب انزعيه .. خلنا نحاسب .. طيرتي عقلي يــــــــا بنت الناس



نزعت الفستان على عجل .. تخاف أن عبد الله طفش وهو ينتظرها .. وهي عارفة أن ذوقها صعب وما يعجبها أي شي .. فقررت تأخذ الفستان .. لأنها فرصة وممكن ما تلاقي غيرة ..


انتبهت أنها طلعت من قسم التبديل .. رايحة تحاسب .. معقولة ما انتبهت لي .. أو يمكن تظني انتظرها برا .. تحركت من مكاني رايح لهـــــــــــا .. شفتها مطلعه محفضتهــــــــــا .. لكن أنــــــــا سبقتها وطلعت البطاقة من محفظتي ومديتهـــــــــا للبائعه .. ولفيت على سلمى وناظرتها بنظرات صارمة : أنـــــــــا اللحين المسوؤل .. وأنــــــــا إلا اصرف عليك
سلمى : عادي ما في فرق بينــــــــــــــا
أخذت الكيس من البائعة وطلعنـــــــــــا من المحل : أدري أن ما في فرق بينـــــــــا .. لكن أنا المفروض إلا أصرف عليك .. وراتبك يكون لك أنتي وبس

ابتسمت سلمى .. بتصرفه هذا كبر بعينهـــــــــا .. أصلا هي ما كانت مهتمة أنها هي إلا راح تدفع .. لأنها تعودت تعتمد على نفسهـــــــــا .. لكن الحين حست بالاهتمام منه وأنها صارت تحت مسؤوليتـــــــــــه .. ها المشاعر حسستها بالفرح عمرها ما حست هذا الإحساس .. حست نفسهـــــــــا وكأنها بنته وهو أبوها ويصرف عليهـــــا .. يمكن لأنها افتقرت لهذا النوع من الإهتمام
:
:
:


عبد الله : اشرايك نروح كوفي .. والله نحضر فلم
سلمى : مممممممممم .. إلا يريحك
عبد الله : إلا يريحك أنتي حبيبتي
سلمى : نروح كوفي أحســـــــــــن !!
عبد الله : اوكي ..


أووووه تذكرت أمس بُثينه أختي قالت لي أنها شافت خاتم بمحل للمجوهرات مرررررررة حلو

أشرت لعبد الله على المحـــــل : ممكن عبد الله أدخل هذا المحل

عبد الله طفش من السوق يمكن لانه ما كان متعود يطلع مع أخواته .. لكن ما قدر يرفض لها .. تسحره بطريقتها المؤدبة : أكيد حبيبتي
حسيت من ملامحة وكأن ما وده : عبد الله إذا تعبت موب لازم
جاء عبد الله ناحيتي ومسكني : يله خلينـــــــــــا ندخل

دخلنـــــا لمحــــــــــــل المجوهرات الراقي .. الألماس يبرق مع الإنارة الصفراء .. جلسنـــــا على كراسي كحلية أنيقة عند طاولة زجــــــاجية أنيقة .. وإلا يشتغل بالمحل طلع لنا خواتم الألمـــــــاس على طلبي .. صرت اجرب هذا وانزع هذا .. عجبني خاتم أخذ عقلي .. الألمــــــــــاس إلا فيه مرة رائع شغله نظيف
وأنـــــــــا أحرك يدي بنعومة والخاتم ملفوف حول إصبعي وكأنه صمم خصيصا لي : إيش رايك عبد الله بهذا الخاتم
عبد الله رفع حاجبة : كأن الخاتم إلا لبستيه قبل أحلى
رديت عليه : لا هذاك بغيت مو حلو وهذا الألماس إلا فيه برنسيس .. أحلى
عبد الله : والله أنــــــــــــا ما أفهم بهذي السوالف
سألت التونسي عن سعر الخاتم
التونسي إلا يشتغل بالمحل : والله يــــــــا مدام أنـــــــا مراعيكِ بالسعر .. وهذا السعر لكِ بس أنتي ما أعطيته أحد قبلك
أنــــــــ عارفة أنه صادق بكلامة يعني بمحل ثاني راح يكون سعر الخاتم شي وشويات
ناظرت عبد الله بعيون راجية .. أنــــا نفسي بالخاتم : هاه عبد الله أخذه
عبد الله : لا لا سعره غالي وما يستاهل
كشرت .. لكن بنفس الوقت ما بينت لعبد الله .. لأن لو قلت له راح أخذه أنــــــــا متأكدة أنه هو إلا راح يدفع لي .. وأنـــــــــا ما ودي أكلف علية .. خلنــــــــا نطلع اللحين وبوقت ثاني أجي مع أختي بثينه وأشتري الخاتم ..



طلعنـــــــــــا من المجمع وهو شابك يده بيدي .. ها المرة مـــــــــا اعترضت .. ما يهمني كلام النــــــــاس .. ضميت ايده أكثـــــــــــــــر .. شكلي خلاص ابتليت بالعشــــــــق
:
:

وصلنـــــــــــا لكوفي شوب صغير أسمه لوليز .. على ما اعتقد كذا ينطقون اسمــــــه .. بصراحة أول مرة أجي ها المنطقة .. أصلا جياتي للبحرين قليله ..
صحيح أن الكوفي صغير .. وضيق .. لكن عجبني ديكوراته .. يحسس الواحد صدق وكأنه داخل أحد المقاهي ببـــــــاريس .. طلعنــــــــا أنا وعبد الله لطابق الثاني .. ركبنا بالدرج الحلزوني الضيق .. جلسنــــــــــــا على أحد الجلسات .. الأنتيك إلا إيطارها ذهبي ومقعدها باللون الروماني ( عنابي) .. طلبت لي كيكة بكريمة الكاستر .. وعبد الله نصحني بعصير التفاح الأخضر .. لأن عصيرهم لا يتفوت
بعـــــد مــــا جاء طلبنا سولفنـــــا بمواضيع مختلفة غير محدده

: عبد الله ممكن يجي يـــــــــــوم وتطلب مني أترك شغلي وأجلس بالبيت .. أو حتى تضايق من دوامي المتأخر

انتبهت أنه يناظرني بتركيز : وليه أطلب منك هذا الطلب !!

: ممممممممممم مدري يمكن يجي يوم تتذمر من دوامي .. أو مناوباتي الليلية .. أو حتى تتهمني بأهمالي للبيت وفيك

عبد الله : شوفي أنـــــــــا أؤمن بمبدأ المرأة الناجحة في عملها ناجحة في بيتها
.. وبالعكس بهذا الزمن الرجل منا صار يدور على امرأة عاملة تعاونه في مسؤليات البيت والحياة
ابتسمت على تفكيرة .. أبد ما تخيلت تفكيرة كذا

كمل كلامة : أصلا بالعكس لو تفكري تروحي تكملي دراستك برا وتتخصصي أنــــــا أول من يساندك ويشجعك

ابتسمت أمــازحة : يعني تتحمل فراقي !!
شفته رفع حـــــــاجبه : رجلي على رجلك حبيبتي .. ما عندنا بنات يسافرون بروحهم

ضحكت على كلامة : توك تقول إذا تبين تدرسين برا ومدري شنو ... أنـــــــــــا ما قلت شي
عبد الله : أوكي تروحين تدرسين .. لكن أنـــــــــــا معك حبيبتي .. لو أن شاء الله أخذ تقاعد مبكر والله أستقيل من شغلي .. غمز لهــــا .. زين مني اللحين متحمل بعدك عني تبين بعدين أفارقك بعد ما تكونين جنبي .. ذا بعدك يا حبيبتي
:
:
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
وصلنـــــــــــا لكوفي شوب صغير أسمه لوليز .. على ما اعتقد كذا ينطقون اسمــــــه .. بصراحة أول مرة أجي ها المنطقة .. أصلا جياتي للبحرين قليله ..
صحيح أن الكوفي صغير .. وضيق .. لكن عجبني ديكوراته .. يحسس الواحد صدق وكأنه داخل أحد المقاهي ببـــــــاريس .. طلعنــــــــا أنا وعبد الله لطابق الثاني .. ركبنا بالدرج الحلزوني الضيق .. جلسنــــــــــــا على أحد الجلسات .. الأنتيك إلا إيطارها ذهبي ومقعدها باللون الروماني ( عنابي) .. طلبت لي كيكة بكريمة الكاستر .. وعبد الله نصحني بعصير التفاح الأخضر .. لأن عصيرهم لا يتفوت
بعـــــد مــــا جاء طلبنا سولفنـــــا بمواضيع مختلفة غير محدده

: عبد الله ممكن يجي يـــــــــــوم وتطلب مني أترك شغلي وأجلس بالبيت .. أو حتى تضايق من دوامي المتأخر

انتبهت أنه يناظرني بتركيز : وليه أطلب منك هذا الطلب !!

: ممممممممممم مدري يمكن يجي يوم تتذمر من دوامي .. أو مناوباتي الليلية .. أو حتى تتهمني بأهمالي للبيت وفيك

عبد الله : شوفي أنـــــــــا أؤمن بمبدأ المرأة الناجحة في عملها ناجحة في بيتها
.. وبالعكس بهذا الزمن الرجل منا صار يدور على امرأة عاملة تعاونه في مسؤليات البيت والحياة
ابتسمت على تفكيرة .. أبد ما تخيلت تفكيرة كذا

كمل كلامة : أصلا بالعكس لو تفكري تروحي تكملي دراستك برا وتتخصصي أنــــــا أول من يساندك ويشجعك

ابتسمت أمــازحة : يعني تتحمل فراقي !!
شفته رفع حـــــــاجبه : رجلي على رجلك حبيبتي .. ما عندنا بنات يسافرون بروحهم

ضحكت على كلامة : توك تقول إذا تبين تدرسين برا ومدري شنو ... أنـــــــــــا ما قلت شي
عبد الله : أوكي تروحين تدرسين .. لكن أنـــــــــــا معك حبيبتي .. لو أن شاء الله أخذ تقاعد مبكر والله أستقيل من شغلي .. غمز لهــــا .. زين مني اللحين متحمل بعدك عني تبين بعدين أفارقك بعد ما تكونين جنبي .. ذا بعدك يا حبيبتي
:
:


يـــــــــــا ويلي يــــــــــــــا ناري .. أولي أزاي أداري!! .. شوقي ولفه البي في قربك حتى وحنـــــــــا سوى
بتنور سنيني وبيكبر حنيني .. أ رب مني تعال في حضني وإملاء حياتي هــــــــــــوى




يلا ابي تعليقاتكم وتشجيعكم الاجزاء الجايه
روعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
 

مصدوعه

New member
إنضم
10 مايو 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
يسلموووو اسيااا

بس بليييز كملي الاجزاء بسرعه تشوقت للقصه
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
( الجــــزء التاسع عشـــر )







البحــــر ، رمل .. أمواج .. صخر

كـــــان جالس عند الصخر يراقب منظر البحـــــر مع شمـــــس العصر .. الغيوم بلحافها بدت تغطي السمــــــاء .. ألــــوان الشفق انتشرت بالسمـــــاء .. لترسم أجمـــــــل آية من آيــــات الخالق



إيــــــــش يمثل الغروب أمــــل !! .. والله نهاية أمـــــــــل
هذا السؤال إلا كان يدور في باله ..





مدري ليـــــــــــــه أحسهــــــــــــا مثل الحلم .. لكن ليه طيفهــــــــــــا يلاحق خيالي ..
أنا للحين معرف من هي تكون ، لكن الأكيد أنهـــــــــــــــا أخت عبد الله ..
معقولة تكون نفس البنت صديقة سلمى إلا توفى خطيبهـــــا .. وأنا جالس أفكر فيهــــــا !!
لا لا .. مدري ليـــــــــه عندي إحساس إن البنت إلا شفتها أخت عبد الله الثانية .. مدري ليه ها البنت أخذت جزء من تفكيري مع أني لا أعرفها ولا حتى أعرف إسمهـــــا

قصت ظفايرها .. ودريت
البارحه .. جاني خبر ..
أدري لبست خاتم عقيق ..
وتقرا لها كتاب .. عتيق ..
كتاب .. واظنه شعر ..
أحفظ أنا حجار الطريق ..اللي يودي لبيتها
واعرفها زين ..
واعرفها زين ٍ وانا ..
لا شفتها ولا جيتها ..
قابلتها صدفه .. على شفاه الصحاب ..
همسة أمل حسيتها
ودمعة عذاب ..
وصارت هي الخبر الجديد ..
وعلومها همي الوحيد
وش عاد .. لو كانت بعيد ..
بين الحروف حبيتها ..

حبيبتي .. يا حلم ..
ياللي أعرفك اسم ..
وجهٍ تصوره الحروف .. واتخيله ..
نجم ٍ احس انه قريب .. ما اوصله ..
انتي اللي اعرفه .. زين ..
واللي اجهله انتي ..
حبيبتي .. وياليتها ..
اعرفها زين وانا .. لا شفتها ولا جيتها




أنــــا ما أعرف ليه شاغل نفسي فيهـــــا .. يمكن على شان أنسى ظلالي إلا صار ملازمني طول فترة حياتي .. معقولة يـــــا يوسف بديت تقتنع أنهــــا صارت النهاية وأنت مبطي بديت تعرف ..
:
:
:


" هلا يوسف صار لي ساعة أدق على جوالك ما ترد علي .. فتوقعت أنك بهذا المكان جالس "

جاء صاحبي وجلس جنبي .. يمكن هذا الوحيد إلا يعرف عني كل شي .. ظلينــــا فترة في حالة صمت .. نستمتع بالمنظر إلا أمامنـــا وطيور النورس تنطلق في رحــــاب السماء هــــائمة

جاني صوت صديقي وكأنه حاس باللي أفكر فيه : وش ذكرك بذيك الليــــــــــال يا يوسف .. حنـــــا ما انتهينا ؟؟
إلتفت له ، وكان الجواب بكل بساطة : من متى أصلا نسيت !!

صحيح أصعب سؤال اللي جوابة للأسف سؤال .. يمكن فيها صعوبة وبساطة .. لكنهــــا صارت كذا ! .. واللي أهم أني دريت أن الحيــــاة فبعد أحبابك إذا جف الوصال اتعيشها لو تقتنع أنك خلاص أصبحت ميت !!


مـــــيت !! ... لكن يــــا يوسف يمكن الله أرسل لي ها البنت على شان تحيي شي كان ميت فيني !!

*
*
*



الليـــلة ليلة سبت .. دايم ها الليلة تجيب لي الاكتئاب.. البنــــدري راحت تنام من بكير واللحين لســـــه الساعة 9:30 .. يـــــا ربي ليه ها البيت دجاج يحبون ينامون بكير .. ما سمعوا بمقوله أم كلثوم

فما أطال النوم عمراً
وماقصر فى الاعمارٍ طول السهر

خلني أروح أغير ملابسي .. واسبح بالمسبح يمكن الضيقة إلا فيني تروح ..
رحت غيرت ملابسي على عجل تحمست للفكرة .. خل أعطي نفسي قليل من الراحة والاستجمام..

مسكت المسكة إلا تنزلني للمسبح .. ونزلت بالبداية رجلي اليمين .. كـان الماي بـــارد .. ارتعش كل جسمي من برودته .. لكني أصريت إلا انزل .. بعدها اتعود على برودته .. نزلت في الموية .. وبديت أسبح متنــاسية كل إلا حولي .. سحرت في أفكاري البعيدة وأنــا أسبح على ظهري وأنـاظر في السقف الزجاجي .. تذكرت الدفتر إلا عندي وصاحب الدفتر..
إلا شفته أن صاحب الدفتر أسمه يوسف .. وإلا أعرفه أن أسم خال سلمى أسمه يوسف .. لكن إيش قصة العذاب بحروفه .. وإيش سالفة حبيبته .. جاني فضول أني أعرف سالفته .. لكن المصيبة اللحين كيف أرجع الدفتر من غير محد يحس أني أنــا إلا أخذته .. فشله أقول لسلمى أني أخذت من عندك دفتر وبالأخير طلع دفتر خالك .. أكيد اللحين افتقد وجوده .. لكن أخاف أرجعه وأحد يكشفني .. يا ربي شنو أسوي .. الله يا خذك يا ريوم انتي ولقافتك الزايدة .. متى راح تتوبين ..

فجأة سمعت صوت خطوات .. خفت .. عدلت وضعيتي
ناديت : منو هنـــــاك .. في أحد
ما سمعت حس أحد .. لا لا أكيد أنتي يا ريوم يتهيأ لك أصوات .. رجعت لنفس وضعي وأنا سابحة على ظهري ومرخية كل جسمي ..
بعدهـا بعشر دقايق حسيت أن جسم ثقيل طاح بالبركة .. لأن الماي تحرك من حولي .. أنــا كل تفكيري راح أن رجل دخل علي المسبح وأنــا بهذا الوضع .. أكيد هذا جاي يذبحني .. من الخوف إلا حسيته .. سبحت بكل ما أوتيت من قوة من غير ما أناظر بوجهه الشخص إلا نزل البركة .. أخاف أناظر فية تجيني سكتة قلبية .. أحس المســافة لحافة المسبح طويلة ولاني قادرة أوصل لهــا .. وأنفاسي بدت تنقطع من الخوف .. طلعت من المسبح بكل هلع وركضت داخل البيت وملابسي تقطر من الماي وحتى شعري .. وأبلل كل مكان أمشي فية .. أول مـــا دخلت لصالة شفت أمي .. أمي أول ما شافتني كذا جات لي على طول ..
أمي : أيش فيك ريوم وجهك مخطوف وشفايفك بيض
رديت عليها وأنا أحاول التقط أنفاسي من الخوف : يمــــه .. يمـــه في حرامي بلبيت
أمي بخوف : حرامي !!.. ايش دراك .. شفتيه
وأنا بديت ابكي وارتجف : أي يمه أنا كنت اسبح وهو نزل المسبح .. انا طلعت بسرعة خايفة يجي لعندي
أمي وهي تتركني : انا بروح أخبر أبوك .. عبد الله مدري وينه ما جاء البيت

" يمــه وش صاير ... ريوم انتي وش فيك "

لفيت ناحيته شفته لابس شورت وصدره عاري ومبلول

شفتوا احساس من القهر لدرجة يطلع من اذني دخان .. هذا أنـا كنت
رحت له وضربته على صدرة : الله يأخذك خوفتني .. ارعبتني .. ما تعرف تتنحنح .. تقول شي وانت داخل .. تطب المسبح على طول من غير احم ولا دستور

امي وهي تضحك من بعد الخرعة إلا سويت لها : الله يأخذ أبليس عدوينك .. خرعتوني
عبد الله وهو يمسك يدي : والله ما كنت أدري أنك رقيقة وخوافة لها الدرجة
رديت علية مقهورة: والله مفكر محد رقيق وخواف غير مرتك

عبد الله ضحك لانه تذكر خوف سلمى في بيت الأشباح : ههههههههه ، واللحين ايش دخل مرتي بالموضوع .. انتي في كل شي تدخلينها
ناظرته ، بنظرة متفحصة : غريبة عبد الله جاي البيت من بدي .. ليه وين سلمى عنك
تنهد : سلمى عندها مناوبة الليلة ... بعد عمري .. وما يخلص دوامها إلا الصباح

مشيت لدرج وأنـا اتريق علية : بــعد عمري .. اروح اغير ملابسي قبل لا امرض .. حسبي الله عليك يا عبيد ..
ورحت اركض لغرفتي .. لانه جاء ناحيتي يبي يضربني .. يكرة ما يكرة ولا اقول له عبيد

*
*
*
*




كانت واقفة عند الفرن .. تحرك الدجاج مع الفلفل الأخضر والأحمر والأصفر وباقي الخضروات .. بالخلطة الصينية .. لابسة مريلة المطبخ .. وشعرها لامته ورافعته ..
راحت تناظر كتاب الطبخ .. من بين الكتب إلا متناثرة على الطاولة المطبخ .. من قالت لها البندري أن عبد الله يفضل الأكل الصيني .. طلعت كل كتب الطبخ تدور على طبخة تعجبها وبالأخير استقرت على نودلز بالدجاج والخضروات وسبرينغ رول ، وسلطة روبيان ..

دخل عليهـا مـاجد ، وهو يناظرها بتريقة : مسكين عبد الله والله كاسر خاطري .. أنــا اليوم بالذات مراح اطلع بجلس بالبيت أخاف يحتاج أودية المستشفى .. إلا أكون موجود بالخدمة
ناظرته بنص عين : اقول لو تفارق أحسن .. أنت اصلا تتمنى تذوق من طبخي .. لكن قهر لك ماراح أعطيك شي
ماجد : مرررررة بايع عمري أنا .. والله امي للحين تبيني
لفيت عنه أكمل شغلي .. هذا جاي بس على شان يضيع وقتي .. والله يا خوفي يطلع طبخي زي وجهي .. وما يعجب عبد الله .. هذي كله من نصايح أختي بُثينه .. تقول للوصول إلى قلب الرجل معدته .. أخذت ملعقة أكل بتذوق طعم الدجاج عسى ما زودت الملح ..
قرب مني ماجد: إذا تبين أذوق ، أعطيك رأيي ؟؟
ناظرته بشك ، لكن مهما يكون هو رجل .. وذوقة يختلف عني .. مديت له الملعقة .. حسيت بكل مضغه يمضغها .. قهرني سكوته
: أيــش رايك أعرف أطبخ
رفع لي حاجبة : والله وطلعتي طباخة يا سلمى .. بتنافسي أمي بطباخها
أنا انفرجت أساريري ، بصراحة كنت خايفة ا يطلع الأكل مو حلو .. وكنت حاطة بحسابي أطلب من مطعم

يوسف : أيـــش ها الريحة الحلوة ... وهو يستنشق .. من زمان عن العشيات الحلوة .. أنتوا كله عاملين لنا رجيم وما تعشونا
ماجد وهو يضرب على كتفة : اليوم بعد رجيم يا حبيبي .. العشـــاء مهوب لنــا
يوسف : أفااااااااااا ، عجل لمنو !!
رديت عليه : لعبد الله ... وأنتوا الأثنين ما لكم شي
يوسف : اخصصصص يا عبد الله .. كل هذا لك .. عشاء وجو رومانسي .. والأخت سلمى مسوية لنا استنفار بالبيت .. وهو يلتفت لماجد .. الله لنــا
ماجد بتريقة : ما تشوفها اليوم ما داومت .. مــا ناقص إلا تروح صالون وتعمل شعرها وتحط لها مكياج

انقهرت منهم ها الأثنين : الشرهـــه مهب عليكم .. على إلا معطيكم وجهه .. يله اطلعوا برااااااااا
جاء خالي يوسف وضمني من وراي :لا لا كلش ولا سلوووووووم تزعل علينا .. مويجد يله تأسف من أختك بسرعة
ماجد يكمل معه : على ها الخشف كم سلمى عندنا
وخرته عني هو وماجد : أقول وخروا عني أنا عندي زوجي .. لا تقربون مني
ناظروا بعض وجلسوا يضحكون السبلان ..
طلعت تاركتهم يضحكون على كيفهم .. اليوم تضحك شفاتك بكرة تبكي عيونك .. اشوف فيهم يوم أنشاء الله ..

قبل لا أدخل الحمام ( الله يعزكم ) ابي أخذ لي شاور .. عن ريحة الطبخ والبصل .. سمعت أحد يدق باب الغرفة .. رجعت وفتحت الباب
: هلا خالي بغيت شي
يوسف وهو يحك شعرة : بغيت أسألك .. شفتي الدفتر إلا أكتب فيه مذكراتي !! انتي عارفة شكله
: امممممممممممم ، ما أذكر صراحة
يوسف بحيرة : أنا اذكر آخر مرة حطيته بالمكتب
رفعت كتوفي : والله محد يدخل المكتب غريب .. شوف أنت دورة مرة ثانية
يوسف حس أنها فرصة أنه يسأل عن ذيك البنت إلا شاغله باله : أنا قبل مدة دخلت المكتب شميت ريحة عطر نسائي غريب .. ما أذكر اني شميته عندك
بعفوية مني : هذي يمكن ريوم ، لما دخلت الغرفة .. كانت طالبة مني كتاب شعر
حسيت أن خالي سرح بعيد عني : هيييييييي خالي وين رحت
يوسف بعجل : خلاص خلاص انسي .. انا بروح ادورة يمكن انا حاطه بمكان وناسية

ما اهتميت للحاله إلا فيه .. خالي ها اليومين صاير غريب الاطوار .. خلني أرجع لحوستي أحسن لي ..
دخلت داخل البانيوا إلا كنت مليته قبل .. ومليته رغوة بريحة الخوخ ..
وسرحت بخيالي .. عبد الله راح تعجبة الجلسة إلا مرتبتها !!
راح يعجبه طبخي !!
والله تعبت وأنا أطبخ اليوم .. إن شاء الله عبد الله ما يطلع من النوع إلا يتشرط بالطبخ .. حده وجبه وحده باليوم بعد الزواج لأنه اكيد مراح يمديني أطبخ له غذاء وعشاء .. ههههههه مسكين زوجي شكلة راح يبدأ الرجيم معاي

:
:
:
:

دخل يوسف المكتب وجلس على الكرسي خلف المكتب .. ومن خلفه لوحة مرسوم عليهـا كوخ ريفي صغير ومن حولة الأعشاب غير مشذبة .. وكأن الرياح تحركها بإتجاة واحد .. كانت اللوحة مرسومة بكل بساطة وحالمية ..

وكأن نفس الرياح إلا حركت الأعشاب باللوحة حركت مشاعر يوسف بإتجاة بيتهـا .. أي نعم أدل بيتهــا .. أعرف أسمهـا ..
لكن هي بالنسبة لي حلــم
أجهلك .. وحتى ملامح وجهك ما أقدر أتخيله !!

صحيح من سماك بالريم .. اسم على مسى .. يعني كانت موجودة هنـــا تقرأ لها كتاب شعر
آآآآه مثل الظبي برشاقتهـا .. وشعرها متموج في بهــاه

أيش فيك يــا يوسف شوي وتقول فيها شعر .. دور دور على الدفتر .. يمكن انت حاطة بمكان وناسي .. صاير لي مراهق وعاشق وولهان .. راحت عليك يا يوسف .. انت جربت مرة وفشلت
:
:
:
:

ناظرت بنفسي للمرة الأخيرة بالمرايــا الطويلة الموجودة بغرفتي .. راح أعجب عبد الله !! .. بلبسي .. صحيح حركتي اليوم جريئة .. لكن حبي له خلاني جريئة .. كفاية الأيام إلا فاتتنا.. لكن تذكري يا سلمى always there are limits ^_* .. جلست على طرف السرير .. أربط الصندل .. خلني أنزل قبل لا يجي عبد الله أتأكد من كل شي

:
:
جوا هـــادئ ورمانسي .. مكتمل بالشموع إلا مالية المكان ورائحــة الأوركيد تعطر المكان .. زينت الطاولات بورد الأوركيد إللي اعطى حالمية للمكان أكثر

تأكدت من الأكل والحلى ورتبته بصواني ..
رن الجرس .. أنــا ارتبكت وارتعشت اطرافي .. لالا خايفة عبد الله ما تعجبة هذي الحركات ولا يعجبة طبخي
رجعني للواقع صوت أمي : يمه روحي أفتحي لرجلك الباب .. بتخلينه واقف كثير برا
إلتفت لأمي : هـــاه .. يعني اروح له
أمي غمزت لي : ايه روحي له
قلت لها للمرة الألف :يمـه شكلي عدل ؟؟
أمي بضحكة خفيفة : عدل عدل .. والله قمر .. بس انتي روحي لرجال

أمي شجعتني بنظراتهــا .. رحت وفتحت له الجرس .. ووقفت عند الباب انتظره يدخل .. درت أناظر نفسي عند المرايـا إلا عند المدخل أتأكد من مكياجي الخفيف .. ما حبيبت أكثر أصلا ما يعجبني طبقات المكياج الكثير .. البنت تظل بطبيعتها أحسن ..
رتبت شكل فستاني ..إلا كان عبارة عن فستان حرير وبأطرافه مرسوم عليه مثل جلد النمر متداخل مع ورود وردية .. وله أكمام واسعة .. ولأن فتحة الصدر واسعة لبست شي يغطي نص الصدر من داخل .. ابتسمت ببرائة وأنا أتذكر كلام البندري لمــا كلمتها اليوم .. والله أني برئيه .. والدبة البندري تظن فيني الشينة .. تبي تأخذ عني فكرة سيئة لمــا سألتها عن نوع العطور إلا يحبها عبد الله .. والله كان قصدي شريف .. هي فهمتني غلط .. مشكله تفكيرها .. كنت أبي أعرف إذا يحب العطور القوية والله العطور الخفيفة وإلا ريحتها مثل rose .. والبندري الدبة تقول لي أهم شي يعجبك أنتي وتضحك علي .. لكن أنـا أفرجيها لما أشوفها ..

حسيت بأحد وراي إلتفت لقيته عبد الله .. نظراته لي أخجلتني .. نزلت عيوني ما قدرت أرفعهـــا
عبد الله : وأنــا أدور القمر اليوم بالسماء أثاريه متواضع وجاي يجلس معي اليوم
وأنا أمد له يدي : طيب ممكن تتفضل
يا ربي بموت شكلي اليوم من نظراته : كذا النــاس تسلم على خطيبها .. مممممممم ما كأن نسيتي تسوين شي
غمضت عيوني بحرج .. يـــا ربي .. ما حسيت إلا بقلبه دافية على خدي الوردي .. حط يده على كتفي وأنا ما زلت واقفه : ممكن ندخل
مشيت معه للمجلس وأنــا في حاله سكر .. هو من كلامة والله لمساته والله نظراته .. أستأذنت من عنده بعذر أن راح أجهز العشــاء .. أصلا لو ظليت أكثر راح أغرق أكثر .. آآآآه حبه تمكــن فيني ..
:
:
:
يـــا موج هون على قلبي .. والله ها البنت ناوية تذبحني اليوم .. إلتفت لكل شي من حولي .. كل من حولي في لمساتها .. ينطق بحبها ..

دخلت بعدهــا أميرتي إلا سحرتني بجمالهــا .. والله أن لها مبسم عذبي .. رعبوب وعيونهـا وساع .. مملوحة وزادهــا ربي من حلاهــا

سلمى بصوت خجول : تفضل العشـاء جاهز
حطيت يدي على خدي وناظرت فيهـــا بكل حب : ليه تتهربين مني .. تعالي أجلسي معي خلنا نسولف لاحقين على الأكل
سلمى ، بنعومة : الأكل راح يبرد بعدين
غمزت لها أمزح : ليه أنتي إلا طابخة
ببتسامة واسعة : ايوة تعال ذوق طبخي وقول لي رأيك
فتحت عيني : جد والله .. دام أميرتي هي إلا طابخة لازم أكل
قمت معها لغرفة الطعام .. ناظرت بالسفرة المليانه : كله هذا لنا ؟؟
سلمى : ايوة
رديت عليها : يعني محد راح يأكل معنا !!
سلمى : حد مثل مين
: مدري .. هذا أكل يكفي قبيلة
ضحكت لي .. يعلني فدى ها الضحكة : على شان تسمن لأنك نحفان
ناظرتها بشك : أنا نحفان والله أنتي إلا سمنانه .. تذكرين أول مرة شفتك فيها.. وغمزت لها ..كنتي ضعيفة
سمعت شهقتها : أنــا سمنانه
حركت الكرسي لها على شان تجلس : خلاص أسحب كلامي .. بعدين ما تأكلين وتخليني أكل كل ها الأكل بروحي
سلمى وهي تجلس : قص على عقلي
ضميت يدهــا وأنا جالس جنبها : أصلا أنتي بتظلين بعيوني حلوة .. لو شنو كنتي
سلمى ، على شان تتهرب من نظراتي : شنو تبيني أحط لك بصحنك أول سلطة والله نودلز

دخلت علينـا خالتي وقتها .. قمت على طول من الكرسي أسلم عليها وبست راسها
: تفضلي يمه تعشي معنـا
أم ماجد : لا تسلم يا وليدي .. انتوا تعشوا بالعافية .. عسى بس يعجبك طبخ سلمى
ابتسمت : أكيد راح يعجبني .. دام هي إلا طابخته
اصريت على خالتي إلا صرت اعتبرها مثل أمي.. أنها تتعشى معنـا لكن رفضت تبي تخلينـا على راحتنـا
:
:
" لالا خلاص والله سلمى ما أقدر أكل أكثر .. أصلا أنتي ما أكلتي شي "
سلمى بعفوية : على شان خاطري عبادي
آآآآه يا حلو أسمي على لسانها .. حتى وهي تدلعني حلو : يــــا عيون عبادي أنتي .. بس على شرط .. على شان أحرجها زيادة .. أنتي إلا تأكليني
ابتسمت لي بخجل : طيب
حسيت أيدها ترتجف وهي تمد لي الشوكة
: شكلك حاطة أصبعك بالأكل
سلمى وهي خايفة : ليه في شي طعم الأكل
: بالعكس عســل دامك أنتي إلا طابخته
ابتسمت براحة : خلاص كل مرة نجرب فيك
رفعت حاجبي : تجارب شنو
سلمى : تجارب الطبخ
: ههههههههههههههههههه .. يعني انتي تبين تجربين فيني .. مو مشكلة دام هذي بدايتك .. بداية جيدة
:
:

http://www.alamuae.com/up/Folder-008/1186870460_img2071ss9.jpg



http://www.w6w.net/album/42/w6w2005041500310131c24dfe7.jpg



بعـد ما خلصنـا عشــاء .. جابت سلمى صينية سينبون مع عصير فراولة بالمانجوا .. أنـا استغليت الوضع .. طفيت جميع الأنوار ..وجلسنـا جنب بعض على نور الشموع إلا تتراقص بوسط الظلام ..
سلمى : كيف الشغــل اليوم معك
رديت عليها وأنا مالي خلق اسولف عن الشغل: تمـام
حبيبتي ممكن تغمضين عينكـ
سلمى غمضت عينها بكل طواعية .. صحيح أن كان النور خافت لكن مع نور الشموع أعطى لوجهها نور أجمـل منظر رموشهـا وهي تلامس خدها المياس .. آآآآآآه سحرتني بجمالها .. طلعت علبة مخمليـة من جيبي .. ومسكت أصبعهـا النحيل ولبستهـا الخاتم
: اللحين أفتحي عينك
كنت أراقبهـا وهي تفتح عينهـا بكل هدوء .. صحيح ما غلط لما سميتها أميرتي

سلمى المفاجأة .. ألجمت لسانها أبد ما توقعت أن عبد الله يجيب لها نفس الخاتم إلا كانت تبيه
طال سكوتها وتكلمت ، ببتسامه حب : عجبك الخاتم
سلمى : كيف عرفت أني أبي هذا الخاتم .. وأنا ما قلت أبيه
رديت عليها ومازالت نفس الإبتسامة مرسومة بثغري : عيونك فاضحتك .. أنــا أفهمك من نظرة عيونك

ضمت يدي ليدهـا .. وتعطلت لغة الكلام .. وتعلقت عيني بعينهـــا .. صرت معها أحس بكل دقة عزفها القلب .. والله على شانك حبيبي بجمع كل ورود الأرض وأجيك بشوق وأهدي لك على شـــانك .. على شانك حبيبي وبس
:
:
:
" عبد الله أرفع التلفون ليــه حاقرة "
عبد الله: هذي ريوم .. غاثتني .. مدري إيش تبي مني
ضحكت سلمى : حرام عليك .. أرفعه .. يمكن تبي منك شي ضروري
رفعت السماعة منقهر من ريوم .. دايم تقطع علي اللحظات الحلوة .. رديت عليها وأنا حاطة سبيكر : الــــــــــو
ريوم : شوي شوي علنــا .. بالهداوة
افففففف : أنتي خليتي فيها هداوة
ريوم : انت وينك ؟؟
لا حول الله ولا قوة إلا بالله : خير إيش تبين فيني
سلمى كانت تضحك على ملامح عبد الله المتضايقة من ريوم
ريوم : تدري كم الســاعة اللحين
رديت من غير نفس .. أنا لو الود ودي اكفخها: لا ما أدري
ريوم : اللحين الســاعة 12 الليل .. احد يجلس عند الناس لها الوقت
: أنتي أحد مسلطك علي .. أحد حاطك وصي علي
ريوم: لا .. أخاف على مصلحتك .. وسندريلا لازم تكون بسريرها الساعة 12 .. خف عليها شوي .. هي مستحية تطردك
سلمى ما قدرت تمسك نفسهـا أكثر ومات ضحك على كلامها
تنهدت بضيق .. يا ذي النشبة شكلها راح تكون زوجتي الثانية .. واقفه لي بالبلعوم أعظم من أبوي : طيب طيب .. راح أرجع البيت بعد شوي .. أي أوامر ثانيه عانسة ريوم
ريوم: لا تسلم .. بس لا تتأخر تعرفني ما أقدر أنام إلا أنت موجود بالبيت

عبد الله ما قدر يتحمل مياعتها أكثر وسكر السماعة في وجهها
سلمى تحاول تحفي إبتسامتها: حرام عليك .. ليه تسكر بوجههــا
بعصبية خفيفة : غثتني ها البنت .. شكلها راح تشاركني فيك
سلمى: والله ريــوم حبوبه .. والله لما تتزوج راح تفقدوها
: ايه صدقتي .. أهي إلا عامله أكشن بالبيت
بعدها قمت من مكــاني إلا تركت حرارة بمجلسي
سلمى وهي توقف : ويــن لسه بدري
ابتسمت لها: ما سمعتي ريوم شنو تقول
سلمى : لا عبد الله عادي .. أنا متعودة على السهر
وأنـا ألمس خدها الوردي : لا ما أبي أميرتي تتعب .. أنتي وراك دوام بكرة
سلمى ردت وهي خجلانه وعيونها تناظر الأرض: براحتك

قبل لا اطلع : يعطيك العافية على العشاء الحلو
سلمى ببتسامة خجولة : الله يعافيك.. وأنت بعد .. مشكووووووور مررررررررة على الخاتم
آآآآآآه على دلعها ، صج ناس يلوق عليهم الدلع : لا لا أنتي كذا تخليني أغير رأيي .. وأقدم الزواج
سلمى خافت .. وبنفس الوقت تضحك علية .. دفعته لبرا البيت : دام كذا خلاص روح بيتكم قبل ريوم لا تجي وتذبحنــا
مسكت الباب ويدي الثانية مسندها : تصبحين على خير
سلمى وخدودهـا متورده .. ما ودها يفارق نظر عينها لحظة : تلاقي الخير
:
:
:
بعد ما ودعته تنهدت وهي تستنشق رائحة عطره إلا ترك اثره بالمجلس .. جلست تناظر بالخاتم الألماس إلا محاوط إصبعهـا وهي تغمض عينهــا وكأنها تبي تلم صورته بمحجر عينهـا ..

أحبك يا عبد الله .. عمري ما تخيلت حتى بأحلامي يجيني واحد مثلك .. بذوقك ورقتك .. وأحلى شي أنك تفهمني من نظرة عيوني


طلعت لفوق وأنا أرقص من الفرح .. حبــه لي مثل الطفل يلعب بمشاعري من غير ما أشعر .. لكن إنشــاء الله راح يكبر ويكبر وأنا إلا راح أراعية وأدللــه ..
انتبهت أن نور المكتب مشغل من فتحته الباب .. دخلت بكــل هدوء .. لقيت خالي شكلة سرحــان وقدامة ورقة يكتب فيهـا .. رحت من وراه أبي أشوفه شنو يكتب .. لكنه حس فيني وقلب الورقة بسرعة
بدلع : خـــــــــالي
تكفى بشوف شنو تكتب
يوسف: ها المرة لا
رفعت حاجبي: ليــه !!
يوسف: من غير ليـه لا تسألين وبس
غمزت له أمازحه : أخاف تحب من وراي
طال سكوته .. وبعدها تكلم بحزن : أنتي عارفة أني مستحيل أحب بعد إلا صار لي .. الزمن عيـا يتفق معي
ها المرة أنـا ناوية أتكلم معه بجدية مستحيل أتزوج واترك خالي بها اليأس إلا عايش فيه .. رفعت جسمي وجلست على طاولة المكتب قدامه : أسمع يــا خالي .. أدري أنك كنت تحب رؤيــا .. لكن الظروف كانت أقوى منكم .. وفرقتكم .. وما كتب لحبكم النهاية .. أو بالأخص حبك .. هي أختارت طريقهــا .. أنت بعد لا زم تعيش حياتك
يوسف بعيون ضايعه : كاني عايش حياتي
رديت عليه : عيني بعينك .. حياة إلا أنت عايشهــا .. تجلس تروح الدوام تأكل تروح القهوة وترجع تنام .. روتين ممل مقيت
يوسف : يعني إيش تبيني أسوي
ابتسمت على الفكرة إلا بخاطري: تزوج
يوسف : أتــــزوج أنتي صاحية !!
ناظرته : ليــه لا .. لا تجلس تعقد الأمور وتقول لي حب ومدري شنو .. الحب الحقيقي يجي بعــد الزواج .. حتى لو ما حبيتها كفاية أنكم تحترمون بعض
يوسف بملل : ومنو هذي إلا ترضى فيني
ناظرته هذا أكيد مو صاحي : شنو منهي ترضى فيك .. أنت أشر بس وأنــا أخطب لك .. موظف ومعتمد على نفسك رجل مكافح .. احم احم وكفاية يقولون الدكتورة سلمى نسيبتك
يوسف بسخرية : انتبهي لا يطيح خشمك من الغرور
بعصبية : خالي والله ما أمزح .. تراني أتكلم جد
رد علي بملل : سلمى أنتي في شي في بالك قوليه وخلصيني
: امممممممممممممممم .. الصناحة الصنـــاحة ( الصراحة ) ودي أخطب لك ريوم أخت عبد الله
أنــا خفت لما شفته فاتح عيونه على وسعها.. لكن كملت : والله البنت حبابة .. وقمـــر وتنحط على الجرح يبرا .. نا ظرت فيه بجدية .. صدقني يوسف فكر بالموضوع ورد علي .. والله البنت ما تتعوض .. وأنا أعرفها زين وأعرف أخلاقهــا .. يعني مهي من بنات ها اليومين إلا يمشون مشي بطال ولا عندها خرابيط

وقبل لا أمشي : أنت أيش تبي من الدنيــا غير بنت تداريك وتدللك ويرزقك منها بالذرية الصالحة .. الدنيا هذي فانيه فكر يا خالي قبل لا يفوت الأوان

طلعت من عنده تاركته في دوامة من التفكير .. أنــا أعرف خالي زيــن صمته يعني أنه بدأ يتقبل الموضوع لو أنه رافض كان هب في وجهي وقفل الموضوع .. أنشــاء الله يا رب يوافق .. ويفرح قلب أمي إلا تحاتية دوم

*
*
*
*

بيـــوم الثلاثاء ..

يــا الله أمس كان الدكتور عبد العزيز IN CALL ومرضى كثيرين داخلين تحت إسمه .. ولازم أخلص شغلي قبل نهاية الدوام .. وهو كلفني بعدد من المرضى أتابع حالتهم وخصوصا المريض إلا اسمه ناصر

من بين زحمه شغلي وأنــا جالسة بقسم nurses أكتب بملف المريض .. رن جوالي ورديت من غير ما اشوف منو متصل علي ..
أسيــل : هلا البندري أنتي وينك
البندري: أنــا بالقسم خير بقيتي شي
أسيل : بقيت اشوفك
البندري: والله مزحومه ما أقدر أجيلك اللحين
أسيــل : خلاص أنا أجيلك
البندري: أوكي
اسيــل : أنتي بأي جناح

قفلت من عندها بعد ما قلت لها أنــا بأي جناح .. ورجعت كملت شغلي .. جات أحد الممرضات تبيني أعلمها بجرعة الدواء المطلوبة لأحد المرضى .. أول ما دق جوالي مس كول عرفت أنها أسيــل .. تركت الملف إلأ بيدي وطلعت لها برا القسم ..
" هلا أسيــل .. شلونك "
أسيــل : بخير وأنتي شلونك ما عاد شفناك هذا الأسبوع
البندري: والله أني مزحومه هذا الاسبوع
أسيل ببتسامه خبيثة : وكيف الدكتور عبد العزيز معك
تأففت : اسكتي بس .. احس أني باقرب وقت ممكن أنفجر بوجهه
أسيل : ليــــه ، أيش سوى لك بعد !!
بضيق : والله اني مو مقصرة بشغلي .. لكن هو مدري ليه ينتظر مني الزلة .. وخل يسألني شي وما أعرف أجاوب عليه .. يشرشحني .. يقولي أنتي دكتورة ما يصير ترمين كلام على الفاضي .. تخيلي صرت لما أرجع البيت أراجع كتبي كل خوفي يسألني قدام الدكاترة وما أعرف أجاوب ويفشلني
أسيـــل تضايقت على شان صديقتها : هونيها وتهون .. كلها كم شهر وتنتهين
تنهدت بضيق : أنشــاء الله تنتهي على خير
أسيـــل : نسيتيني ليــــــه جاية .. وبعصبيــة .. أسمع سلمى تقول لي أحتمــال ما تحضرين زواجي

من داخل نفسي متضايقة ما ودي أضايق صديقتي بوقت فرحها .. لكن !! .. رديت عليهــا وأحس الحزن بان على وجهي ونظرة عيني : عــذريني أسيــل والله ودي أحضر .. لكــــن أنتي عــــارفة الظروف .. مـــا أقدر والله مـــا أقدر

تنهدت أسيــل بضيق .. ما يحتاج تنطق هي أكثر وحدة عارفة بالحـــال .. هي عاشت مع البندري وتعرف كيف كان عشقها لبنـــدر : عــــاذرتك يا قلبي .. لكن كان ودي تكونين جنبي بوقت زفتي


تسللت دمعه وحيـــدة من عيني على خدي الحزين : أنتي عارفة يا أسيـــل أني جهزت لزواجي .. كان زواجي قريب .. وبرمشه عيـــــن انتهى الحلم
قربت مني أسيل ومسحت الدمعه بكل هدوء، بابتسامه صادقة : ما أبي أشوف الدموع مرة ثانية على وجهك .. الله بعوضك خير أن شاء الله

غمضت عيني بألم وطلعت آآآآآآآآآه من قلبي قصب عني
أسيل .. بمرح تحاول تنسيني حزني : عــــــاد لا تنسين تزوريني ببيتي .. وها الله ها الله بالهدية
ابتسمت لها .. علا ابتسامتي تخفي الحزن المرسوم بعيوني : افا عليك كم أسيل عندنــــا ... وابشري بالهدية
ضربتني على كتفي بخفة : أمزح معك يا شيخة .. كفاية علي ابتسامتك هذي أحلى هدية لي ..
قربت منها وبستها على خدهـــــا إلا تورد بكلمتي : مبروووووووك يا عروس
أسيل بخجل : الله يبارك فيك .. تدرين أول مرة أحس أني عروس
ضحكت عليها : الله يا خذ عدوينك .. عطلتيني عن شغلي .. يله روحي بعدين أكلمك
أسيل: ok ! see you

رجعت لشغلي .. لكن كلام أسيـــل جدد علي الأحزان .. كنت أحلم بيوم زواجي .. فكرت بأدق التفاصيل وحنـــا بفرنســـــا .. فكرت ببيتي .. ببيت إلا يجمع جبنـــا .. بفستان زواجي .. لكن كيف يصير الزواج وصاحب الزواج مش موجود ..آآآآآآآآآآآآآآه الله يرحمك يا بندر

رجعت أكمل الناقص بملف المريض نــاصر وأنا نفسي مسدودة من كل شي ... حسيت بأحد يقرب بخطواته لي .. رفعت رأسي لقيت الدكتور عبد العزيزبـ بدلته الرسمية بطولة وبهيبته
الدكتور عبد العزيز : خلصتي إلا طلبته منك دكتورة !!
رديت عليه وأنـــا كلش مش طايقته : لســـه توني بادية فيه

رد علي بعصبيه استغربتهـــا : من ساعة قلت لك تخلصيه ..
قلت له وأنا مقهورة وبان هذا الشي على حركة يدي وأنا أرجعها خلف ظهري: كنت مشغولة يــــا دكتور بمرضى ثانين
بإستهزاء : مشغـــــــولة ..
أنتي بس شاطرة تسولفي وتضيعي وقت .. اصحي يـــا ماما أنتي دكتورة .. وكل دقيقة محسوبة عليك

قهرني كلامه جــــد .. شنو شايفني جالسة ألعب .. قفلت الملف بعصبية ودخلت القلم بجيبي : مراح أتابع حاله هذا المريض .. وهذا الملف وقفلته .. شوف لك احد ثاني يتابع مرضاك
مشيت عنه تاركته .. أنـــا إلا فيني مكفيني يجي هذا ويزيدها علي ..
حسيت بقهر مو طبيعي .. كـــان ودي أبكي .. لكن مو البندري إلا تبكي قدام النـــاس .. يهزأني قدام الممرضات وكأني عبده اشتغل عنده .. لبست نظراتي الشمسية الموجودة بجيبي ... مـــا أبي أحــــد يناظر بعيني
ما حسيت بروحي وأنـــا أطلع من المستشفى .. الحمد لله أن السايق ينتظرني برا .. أنـــا مستحيل أكمل مع هذا الإنســـان المريض

:
:
:
:


وصلت البيت وأنـــــا أبد مش طايقـــه نفسي .. طلعت بسرعة لغرفتي وأنـــا متضايقة .. رميت بنفسي بعرض السرير من غير ما أغير ملابسي .. أخذت مخدتي إلا على شكل قلب وضميتهــــا بقوة .. ومن غير شعور تسللت دموعي من عيني .. أحس بطنين في رأسي وألم في صدري .. يكتم أنفاسي ..ما عدت قادرة أتحمل .. الفراق صعب .. و غيمـــه سودا تكدر حياتي
مــــن بعده لا شيء يُسليني ..
غـــاب فغاب شروق الشمس في أفقي
لم يبقى معي سوى شجني والحزن يجري في شراييني



كفاية إلا فيني ويجي هـــا العبد العزيز ويزيدهــــــا علي .. مسحت دموعي بقهـــر .. أنــا أفرجيك يا دكتور عبد العزيز .. دوام معك مراح أداوم وراح أفرجيك منو تكون البندري بنت فيصــــل .. مراح أداوم إلا إذا جاء الدكتور إبراهيم .. على الأقل الدكتور إبراهيم من معارف أبوي وأعرفه من يوم أنـــا صغير ة وراح يقدرني ويحترمني .. مو هذا إلا شايف نفسة على شنــــو مدري ..

على هـــا التحدي إلا تحديته .. قمت من سريري أغير ملابسي وأنزل أجلس مع أهلي
:
:
بعد الغذاء الكل طلع غرفته يريح ويأخذ قيلولة .. شفت حــــور جالسة بروحهـــا بغرفة الألعــــاب وشكلهـــا متضايق

مشيت لهـــا بخطوات هادئة وجلست جنبهـــا .. وأنـــا أشوف كيف هي جالسة ومادة شفايفها ومعقدة حواجبهـــا الصغار ومكتفه يدها عند صدرها .. ابتسمت على شكلها الطفولي .. مهمــــا كبرت حور راح تظل الصغيرة المدللـــه بالبيت
" أيش فيك حوري زعلانه "
وهي مازلت مكتفه يدها : أنتـــــــوا ما تحبوني
قرصت أخدودهــــا : وليه ما نحبك حبيبتي
حسيت من نبره صوتها بالضيق وأن حنــا بالفعل مقصرين معهـــا : أنتوا كله تجلسوا بروحكم محد يجلس معي ويلعب معي .. من قبل عبد الله كان يلعب معي .. اللحين بطل يلعب معي
رديت عليهــــا : خلاص ولا يهمك حبيبتي .. أيش رايك نروح نأخذ سراج ونروح نلعب بالألعاب
حسيت من كلامي أنفرجت أساريرهـــا : صدق واللــــــــــه
: أيــــه حبيبتي ... يله بسرعة روحي غيري ملابسك قبل لا أغير رأيي


من بعد كلامي طارت لغرفتهــــا بسرعة .. قبل لا أغير رايي .. هههههههههههه يا حليلها حور تحفه ها لبنت .. خلني أقوم أكلم خالتي تجهز سراج .. ونطلع مع بعض ، ها الأسبوع أنشغلت ومـــا أمداني أزورهـــــا

نزلت حور وهي لابسة برمودا أبيض مع بلوزه cut طويله توصل لها لنص فخدها وردية وفيها ورود بيضـــا
وهي تمسك بطرف بلوزتهـــا : إيش رايك البندري
رفعت حاجبي : الله من وين لك ها الملابس الحلوة
حور : هذي أنــــا رحت مع أمي السوق وأنــــا إلا أخترتهــــا
: والله ذوقك حلو يا المفعوصة
سحبتني حور من عباتي : يـــــله بـــــسرعة قبل لا تجلس ريوم وتخرب علينــــا
ضحكت على أسلوبها .. وطلعت معها ومرينــــــا على بيت خالتي وأخذت سراج وجات معه المربية على شان تهتم فية .. على الأقل يغير جو ويشوف النـــــاس
:
:
وصلنــــــا مدينه الألعاب إلا بالدور الثالث بمجمع الراشــــد بالتوسعة الجديدة ..

دوختني حور كل شوي تبي تلعب لعبـــــه .. وبعض الألعاب أخاف أركب سراج معها أخاف يدوخ وخصوصا الألعـــاب إلا تدور

بالأخير لما دخت منهـــا رحت جلست على كرسي خشبي .. وبعد ما شبعت جات حور وهي ماسكة سراج ومن الجهه الثانية ماسكته المربية
جو جلسو جنبي ، حور: البندري أبي الدبدوب هذاك .. وهي تأشر علية
: خلاص حبيبتي مرة ثانية .. وانتي عندك منهم كثير .. .. إلتفت لسراج وابتسمت له : انبسط حبيبي
حور بطواله لسانها : أصــــلا لو مــــا أنـــــا كان ما جينـــــا
: طيب يا طويلة اللســــان خلنـــا نمشي أنـــــا تعبت ..
وأنــــا واقفة بنمشي انتبهت أن في رجال راكب الدرج المتحرك وبيده بنت صغيرة وها الرجـــــال ملامحه ابد مو غريبه علي ..
مدري ليه إلتفت للجهه الثـــــانية وغطيت وجهي بشيلتي .. ومسكت حور بقوة على شان نمشي
حـــور بصوت عالي : البنــــــدري أبي آيس كريم
ضربتها على خدها بخفه : اسكتي اسكتي فضحتينا .. النــــاس كلها عرفت أسمي



* * * * * * * * * *
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
( الجـــ العشريـــن ـزء )



يـــا الله مهدود حيلي وتعبان مرة من الدوام .. وأول ما رجعت البيت لقيت الأخت سارة مستقبلتني عند الباب إلا تبي تروح الألعاب .. وطبعــا محد يلبي رغباتها غيري .. على قولة أبوها .. راح أفسدها بدلعي لهـا .. لكن والله مقدر أرفض لهـا طلب أو حتى أزعلهـا .. من تناظرني بعينهـا البريئة وببتسامتها الطفولية وتقول لي عمــــــو .. أنا أخق عندها وما اقدر أرفض طلباتها .. وهي مستغلتني الملعونه .. وأنــا جبتها اقرب مكان شفته بطريقي .. توقعت الراشد بها الوقت من المغرب فاضي وأكيد العيال أغلبهم عندهم مدارس
ســارة سمعت صوت بنت تبي آيس كريم وأصرت إلا تبيني أشتري لها .. أخذتها لعند محل الآيس كريم وحملتها على شان تقدر تختـار إلا تبي لأن طولهـا ما يسعفها تشوف أنواع الآيس كريم .. انتبهت أن جنبي واقفه امرأة ومعها بنتها وعندها طفل مبين من شكله وطريقة وقفته أنه معوق .. مشاء الله عليهـا شكلها تحب عيالها مرة ومهتمه بولدهـا .. الله يجازيها خير

:
:
:
:

حسيت بإرتباك وأنـا أشوفه واقف جنبي بلبسه الكجول .. كان لابس بنطلون جينز مع قميص بيج من الخلف فيه كتابات بالذهبي .. كان شكله Completely different
غير عن الدكتور عبد العزيز الجدي .. هذا اللبس معطية مظهر شبابي أكثر..
حور بنفس صوتها العالي : أبي آيس كريم على فراولة وعلى فانيلا
تكلمت من بين أسناني .. ما ابيه يعرفني وهو واقف جنبي : طيب
حـــور : أبي كبيـــــر .. مو تقصين علي وتأخذين لي صغير
اللهم طولك يا روح هذي إلا راح تفضحنـا ، الشرهه مو عليها .. الشرهه علي إلا أخذتها وطلعت معها .. ومن حظي النحس أشوفه بنفس المكان .. ما كفاية أنا متخانقة معه بالمستشفى وطالعه متضايقة من المستشفى والسبب هو .. حتى لحنا لاحقني .. إيش ها الصدف

سمعت صوت الطفله الكيوت إلا كان ما سكها .. شكلها بنته لأن فيها شبه كبيــر منه :
أبي آيس كريم كبير مثل هــدا .. وهي تاشر على إلا عند حور
عبد العزيز بكل هدوء : حاضر حبيبتي

استغربت انه يعامل بنته بكل لطف أبد ما يبين على شخصيته الجدية بالعمل أن عنده قلب دافي وحنون على الأطفال .... أنا ليه هامني وليه مرتبكة من وجودة جنبي .. مع ان عادي بالمستشفى .. لكن يمكن لأن حنــا في نطاق خارج العمل

ألتفت لسراج إلا كان يبتسم لي ونزلت لمستواه : حبيبي تبي أخذ لك شنو !!
سـِراج : ممممممم .. حور شنو أخذت ؟
: حور أخذت فانيلا وفراولة
سراج وهو ياشر على الصورة إلا عند المحل : ابي مثل هذا أصفر مع أبيض
أخذت له إلا يبي .. وبعدهــا نزلنا من الدرج مبتعدين .. أنشاء الله ما يكون حس أو حتى عرفني .. ها الرجال عليهم قز مو طبيعي يعرفون الوحدة حتى من مشيتها .. طلعنا بعدها من المجمع وقبل لا نروح البيت اشتريت لهم عشا من ماكدونلدز

:
:
وصلنــا بيت خالتي ونزلت مع سراج على شان أسلم على خالتي .. مسكته من يده أساعدة يركب عتبات الدرج .. استقبلتنا خالتي بإبتسامتهـا عند الدرج .. يـا الله من زمان عن ها الإبتسامة إلا تشرح الصدر وتحسس الواحد أن الدنيا بخير

" هـلا هلا بنوارتي "
سلمت عليها وقبلت رأسها .. أحس بريحه الغوالي فيها : هلا خالتي .. كيف حالك ؟
خالتي : بخير دامك بخير يا بنيتي .. حيـاك تفضلي البيت
: تسلمين خالتي .. برجع البيت لأني من طلعت من الدوام ما ارتحت
خالتي : على راحتك حبيبتي .. عاد لا تقطعين
: أنشـــاء الله
سلمت على سِراج وأنـا أنزل لمستواه : تآمر على شي حبيبي
سراج ببتسامته الطفولية : خلينا كل مرة نطلع مثل اليوم
ابتسمت له من قلب، الحمد الله أحس أن تحسنت حالته عن قبل : تونست حبيبي
سراج : أيـــه
يا بعد عمري .. وبست خده الناعم
بعد ما سلمت على خالتي ووصيتها تسلم على عمي طلعت من عندهم رايحه البيت
:
:
أم بنــدر

فرحت لتغير البندري ..
لكن بنفس الوقت تذكرت ضنـاها .. ضمت سراج لصدرهـا إلا استغرب حاله أمه ..
الضنى غالي .. وهو لو ترك جرح واحـد كان داوته الأيـام .. لكن بموته ترك بقلبهـا جروح ما تداويها الأيـام .. من بعده خلت الدنيا عليهـا


*
*
*
*
دخلت البيت الهــادئ بها الليل المظلوم والموحش .. بيت كبير .. وكــل ركن فيه ساكن يـــا الله كيف ها الأماكن الجرح فيهــا ساكن بلونــها الداكن .. وصارت ها الأماكن ما يملاها غير الظلام والناس نيام ..


ما حبيت اليوم أروح بيت أختي .. أكيد أن شافتني سلمى بترجع تفتح لي موضوع الزواج .. لكن حضوري اليوم لزواج أحد زملائي بالعمل خلاني أفكر بالزواج بطريقة جدية .. إلا متى راح تظل عزوبي يا يوسف .. الناس إلا مثلك تزوجت وجابت لها عيال .. وأنت لسه واقف في نفس المكان ما تحركت منه ..

جلست على أحد الكنبات ورجعت رأسي للخلف بتعب وكأن تعب السنين كله ظهر علي ..
آآآآآآآآه يـــا ليت العمــر لو وقف ..
على حــد الطفوله حلم
ياليت ارجع مثل ما كنت ...
ولو أخسر سنين وعمْر ..

آآآآه كنــا نضحك سوى ونلعب سوى مع بنت الجيران .. كبرنا وكبر حلمنا الوردي
يمر الوقت ماندري.. من اللي بيننا ظالم..
من اللي بيننا مظلوم ..تغيبي وانتِ ما غبتي ...
واحس ان الوفا كذاب ...طفوله حلمها وردي..
نسيناها ولا ندري..وحنّا ما بعد شبنا ...ولا صرنا رمل وتْراب ...

لكن أنت قلتهـا يا يوسف كانت حلم .. حلم طفولة .. وها الحلم تلاشى وهي راحت في حال سبيلهـا ولا تسأل من الظالم ومن المظلوم
أنت لازم ترجع للواقع وتتناسى الأحلام والأوهام .. لازم تعيش حياتك مثل ما غيرك عاشهـا

*
*
*
*
اليـــوم الخميس .. ما حبيت أنا وعبد الله نطلع .. فهو ها المرة إلا عزمني في بيتهم .. قررنــا نشاهد فلم .. اختلفنا بالبداية نشاهد أي نوع من الأفلام .. لما قلت له خلنا نشاهد فلم هندي ضحك علي .. قلت له طيب رومنسي .. قال لي أخاف بعدين صير أشياء غلط .. فقررنـــا نشوف فلم محايد بما إني أكرة الرعب وأفلام الخيال العلمي .. أخذنا لنا فلم last legion
وجلسنــا بالمجلس إلا كانت فيه شاشة بلازمـا كبيرة .. وجبنا لنا بيبسي .. أنا طبعا دايت ببسي وجبنــا لنا ببكورن وناشوز ..
طفينـــا جميع الأنوار على شان نعيش جو مع الفلم ..
عبد الله طول الفلم ما خلاني بحالي ..جالس جنبي وضامني.. أنــا أبد ما مانعت .. مستمتعة بالوضعيــه إلا أنا جالسه عليها وأنا مسندة رأسي عند كتفه وهو محاوطني بيده .. أحــس جنبه بشعــور غريب .. بإحساس دافي .. رفعت عيني لوين مــا عيونه ساكنه ورمشـه القاتل يرمي سهامه بصدري بكل حركة يتحركها من غير شعور منه .. وهو يناظر الفلم باندماج
عيونه إلا علمت قلبي الطيش .. طفل المشــاعر بيننا راح يعيش .. يلقى له أم تحرسة وأب حاني .. وش لي دخل بالنوم ووسادة الريش .. مــادام حضنك ضمني وإحتواني
:
:
:

ما كنت مندمجه حيــل بالفلم .. مع أن الفلم حلو ويتكلم عن تاريخ الرومان والقيصر .. كنت ألعب بالخاتم إلا جابه لي عبد الله .. ألفه حول صبعي ..
عبدالله : وين سرحانه !! الفلم ما عجبك
صحيح كنت سرحانه وفاجأني سؤاله : إلا عاجبني
عبد الله بتشكيك : تبين نطفي الفلم ونسولف أحسن
بصراحة إيـه لأني مليت .. فكتفيت أني هزيت رأسي .. شفته غير جلسته وألتفت لي .. صار يناظرني بنظرات غريبة ما فهمت عليه .. لدرجة حسيت أن في شي غلط بشكلي .. ومن توتري صرت ألمس خصل شعري أرتبها
: عبـــد الله ليه تناظرني كذا
ارتسمت على شفايفة ابتسامه غريبة : تذكرين أول مرة شفتك فيها .. بالنظرة الشرعية !!
أنا أنقلب وجهي ألوان على ها الذكرى .. ودعيت داخل قلبي ما تكون البندري قالت له اني كنت رافضة أقابله ذاك اليوم وأني بكيت بعد ما طلعت من عنده .. وعلى ها التوتر إلا كان واضح بتحريكي للخاتم .. عبد الله كان مستمتع وهو يناظرني وأنــا مرتبكة وعلى وجهه شبح ابتسامه .. ومن غير شعور مني طاح الخاتم من يدي .. نزلت بأخذ الخاتم إلا تدحرج للـ أرض .. وهو بنفس الوقت نزل على شان يجيب لي الخاتم ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
طلعت مني آه قوية لاني صدمت بجبهته .. حطيت يدي حول أنفي .. ولاحظت أن بكفي رطوبة ..
عبــدالله بخوف علي : حبيبتي تألمتي ..وهو يمسك يدي .. خليني أشوف صار لك شي
وهو يمسك يدي لاحظت أن بيدي قطرات دم .. وحسيت أن شي ينزل من أنفي
عبد الله : حبيــــــتي !!
مسكني بسرعة وخلاني أنام بحضنه .. وأخذ مناديل قريبه منه ومسح الدم
: عبد الله خلني أروح الحمام .. أغسل بالماي البارد ويوقف النزيف
قاطعني : لا تتحركين
أخذ من الكأس إلا كان فيه البيبسي قطعه ثلج وحطها فوق عظمه الأنف على شان يوقف النزيف
رفعت نظري له لاحظت من ملامح وجهه الضيق : آسف حبيبتي والله ما كان قصدي

ابتسمت له اطمنه إني بخير ، مع إني حسيت بدوخه خفيفة : لا حبيبي عادي .. تحصل بأكبر العائلات
بعد دقايق وقف النزيف .. لكن عبد الله رفض أتحرك من مكاني
:
:
:
:
نزلت من الدرج وأنــا أقفز بالدرجتين .. خلني أروح أشوف عبد الله وسلمى أيش مسوين .. ما في أحد بالبيت أسولف معه البندري حضرتها قالبه دوامها ليلي وما تداوم بالنهار مدري ليــه .. والأخت نرجس جالسه مقابله النت والله مللوني .. أبي أحد أسوالف معه .. مالي إلا عبادي أغثه ..
فتحت باب المجلس بقوة
: شــــــــ سوووووووووون
انحرجت من الموقف إلا شفته ، حطيت اصبعي بفمي : اوووووووووبس سوري ما كان قصدي
شفت سلمى عدلت من وضعيتها .. وهي منحرجة أكثر مني لأن وجههـــا صااااااااااااار أحمرررررررررر : لا عادي ريوم تعالي
قلت على عجل : لا لا خلاص أخليكم على راحتكم
وقبل لا أطلع غمزت لهم : مرة ثـــانية سكروا الباب في اختراع أسمه مفتاح
وطلعت قبل لا أسمع ردهم
:
:
ألتفت سلمى لعبد الله وهي معصبة : شفت أختك .. أكيد اللحين تظن أن حنا نسوي شي غلط
ضحك عبد الله على كلامها .. برغم أن ضحكته أخذت عقلها لكن ما بينت : وخير يا طير شافتك بحضني جالسة .. مـــا فيها شي
سلمى وهي مازالت معصبه : كيف ما فيها شي .. كانت مبين من ملامحها أن في شي غلط بالوضع ..
عبد الله بكل هدوء : طيب حنـا ما كنا نسوي شي غلط
سلمى : طيب خلنا نقوم نجلس معهــا والله أخذني للبيت
قرب منها عبد الله ، وقرص خدها إلا أحمر من قرصته : أول مره أدري أن حبيبتي عصبيه

*
*
*
*

كــان جالس عند الطاولات الخارجية للمقهى .. لأن الجو بهـا الليلة من ليالي الربيع لطيف جداً وأغلب العوائل بالكورنيش ..
كـان يراقب الناس إلا حواليه والزحمه بهذي المنطقة من ليلة الخميس .. سيارات الشباب الكثيرة إلا تتردد على المقهى ..

نفخ سحابة من دخان سيجارته .. ملأت الجو من حوله
يحس بضيق وعدم الراحة .. من رجع من بريطانيا ما في شي مريحة .. توقع إذا رجع راح ترحب فيه بلاده ووظيفته راح تكون جاهزة .. كان مرتب نفسه أول ما يرجع يتزوج ويستقر .. لكن كــل ها الأماني تبخرت ..
البنت إلا كانت أمه مقرره تخطبهــا له لما راحوا يخطبوها عرفوا من أهلها أنها محجوزة لولد عمها .. حس أنها طريقة لرفض لكن بطرقة غير مباشرة .. لأن أم البنت صديقة أمه وعمرها ما قالت لها ها الخبرية إلا لما راحوا خطبوها رسمي .. حس بإحراج وأنه أحرج أمه .. وتضايق .. ليـــــــه يرفضوا رجال .. دكتور بمركزة
:
:

زفرت زفرة تدل على ضيقي
مــا لك غير الصبر يا عزيز في هذي الدنيــا .. وجات ها الدكتورة كملت النــاقص .. صار لها يومين مو مداومة .. اكتشفت بغيابها أنها قايمه بشغلها وبشغل غيرها ..
افففففففففف .. أنا ليه أفكر فيهــا .. رفعت الجوال إلا كان على الطاولة ودقيت على طلال
: هلا طلال وينك يــا رجال .. أفا اليوم عندك كول .. ليه ما قلت لي طيب .. من معاك .. الدكتورة البندري !!
استغربت ليــه مداومة معه .. ما اذكر أنها عندها مناوبة ومع طلال

: أيوه طلال معك .. لكن ما أذكر أن البندري عندها كول الليله معك .. شنو!!
هي طالبة تغير دومها إلى ليلي .. ليــــــه طيب !!

بعد ما قفلت من عند طلال تضايقت أكثر من الضيقة إلا فيني .. طلعت زفرة قصب عني ..
ليــه طيب مغيره موعد دوامها .. ليه صار لها يومين مو مداومة الصباح .. معقولة !! عبد العزيز أنت لسه ما فهمت .. أنت غلط عليها والبنت ما تحملت كلامك .. ارتسمت ابتسمامه سخرية على شفاتي .. يا الله ها البنات حساسات وما يتحملوا كلمه غلط بحقهم .. يا عبد العزيز غير معاملتك معها .. شكل البنت مو بناقصه .. أنا مدري إيش فيني مو طايقهــا .. الغرور والتكبر إلا أشوفه بنظراتها وثقتها بنفسها الزايدة ينرفزني .. يشعلل نيران فيني .. تجيني رغبة أن ودي أكسـر لها غرورها .. لكن أحيان أشوف بنظراتها حزن .. ما عمري شفته بعين أحد .. هــا البنت لغز محير ..

من غير مــا أفكر .. سحبت جوالي ومفتاح سيارتي من الطاولة .. وتحركت ناحية سيارتي المرسيدس إلا موقفها قريب .. تحركت بسرعــه متوجه للمستشفى ..

:
:


دخل المستشفى على عجل من قسم الطوارئ .. لاحظ نظرات الناس الغريبة له .. لأن شكله بالجينز الغامق من غير وايت كوت لا يوحي أنه دكتور .. رفع يده اليســار يناظر ساعته اويستر من رولكس .. لقى الوقت لسه بدري الساعة 10 ..
لقاها بالصدفة طالعه من أحد الغرف إلا بقسم الطوارئ
: دكتـــــــــورة
ألتفت البندري .. ها الصوت مو غريب عليها .. انصدمت لما شافت الدكتور عبد العزيز قدامها .. بلبسة الكجول بنفس المظهر إلا شافته بالراشد
البندري وعلامات الإستفهام مرسومة على وجهها من وجودة بالمستشفى بها الوقت : خير دكتور بقيت مني شي
سألها بطريقته الجزئية ومن غير حرج : صار لك يومين مو مداومة معنــا .. خير!!

رفعت حاجبها .. وحاولت تخفف نظرات السخرية .. أن كنت تدري فتلك مصيبةً وأن كنت لا تدري فا المصيبة ُ أعظمُ
عبد العزيز : شكلك ما زلتي زعلانه مني على هذاك اليوم !!
حست البندري أن لسانها أن لجم .. وكل الجراءة إلا كانت عندها اختفت .. ما عرفت بشنو ترد عليه
عبد العزيز وهو يدخل يده بين شعرة دلاله على توتره : أعذريني على معاملتي القاسية معك .. هذا الشي طلع غصب عني .. أنتي عارفة الضغوط علي .. أن مستلم مرضى الدكتور إبراهيم ودكتور غيرة .. فضغط العمل يخليني متوتر وأحيان أفقد السيطرة على تصرفاتي ..
كــان وده يكمل لها الكلام وأنه متضايق من وظيفته الحالية لأن هو وده يتخصص جراحة قلب .. لكن حس أن الموقف والمكان ما يساعد يشرح لها أكثر

تكلمت البندري وهي رافعه رأسها .. يمكن شكله المتوتر شجعها على الكلام إلا تبي تقوله : أنــا مو مهم عندي تعتذري لي .. لكن أنت !!
المفروض تحاسب نفسك قبل لا تجي تعتذر لي .. لأن بطريقة تعاملك هذي راح تفقد احترامك لنفسك قبل لا تفقد احترام الآخرين

رمت كلامهــا ومشت تكمل شغلهــا وخلته واقف مثل الأبله منصدم من أسلوبها بالكلام معــه
:
:
:
:

بصبــاح يوم الجمعة
دخلت ا البيت .. توقعت أن الكل نـايم على بداية الصبح .. مــا توقعت أن أمي وأبي صاحين من بدري .. شفتهم أول ما دخلت الصاله أبوي جالس مثل عادته وبيدة الجريدة وجنبه كوب قهـوة ..
رحت سلمت علية .. أخذني بحضنه
" وينك يا بنتي مـا عدنا نشوفك .. كل وقتك بالدوام .. ما عاد تجلسين معنـا "
ابتسمت له إبتسامة تطمئنه : شسوي يــا يبه .. المستشفى ما خذ كل وقتي
أبوي : كيف الدوام معك
: تمام .. كل شي ماشي اوكي
كنت ناوية أتكلم معه عن الدكتور عبد العزيز وأني متضايقة من تصرفاته معي .. لكن تراجعت عن قراري أنـا نفسي مدري ليه .. يمكن لأنه جا لي أمس وحاول يعتذر لي .. وأنا بردت القهر إلا بقلبي بالكلام إلا قلته له

وهو يضمني أكثر لصدرة : الله يوفقك يــا بنيتي
حسيت براحة بعد اليوم المتعب بالمستشفى وأنـا بأحضان أبوي .. أحس بالدفء بالحب الحقيقي .. مع أني خجلت من نفسي وهو يلمني وكأني طفله ..

دخلت علينـا حور ببجامتها وهي تحك عينها من النعس .. حسيت من نظراتها بالغيرة مني .. حبيت أقهرها ظليت حاطة راسي على صدر أبوي .. جات باست خد أبوي وضمته وكأنهــا تقول لي وخري هذا لي أنتي كبرتي .. أخذتي حنان بمــا فيه الكفاية .. جات أمي تحملها على شان تغسل لهــا وتضحك على أشكالنــا
: والله يـا بو عبد الله .. شكلهم راح يذبحونك اليوم
أبوي: ههههههههههههههه ، خليهم حلالهم .. بعد كم يوم يروحون لبيت أزواجهم ويفتقدون هذا الشي
أمي : الله يطول بعمرك ويخليك لهــم

يمكن أبوي قال ها الجمله بعفوية .. لكن مدري حسيت من كلامه وكأن يلمح لشي معين .. تضايقت لفكرة أن أحد يجي يخطبني .. أرفض حتى أفكر بالموضوع

استأذنت وأنــا أفكر ب هــالفكرة .. مستحيل أوافق أتزوج أحد من بعد بندر
*
*
*
*


من بعد ما لبــس ملابس الإسطبل .. إللي أعطتـه جاذبيه مختلفة عن مظهره المعتاد علية .. مظهر كله شموخ وعنفوان كمنظر الخيل العربي .... بالرغم أنشغالة بدراسة الطب لكن أبد لم تلهيه عن معشوقته نوارة



وهو داخل الصــاله تنحنح لأن بيوم الجمعه يجي أخوة محمد وزوجته يتغذون عندهم مثل عادتهم
أولـ ما شافته سارة داخل حست أنه بيطلع .. راحت لعنده على طول ..
بصوتها الرقيق الطفولي : عموووووووووووووو
نزل عبد العزيز لمستواها وحملهــا : يــا عيون عمو أنتي
سارة : ويـــن بتروح
عبد العزيز بأسلوب طفولي : بــــروح للحصان
سارة بفرح ، لأنها تعشق الخيول مثل عمهــا : أبي ألوح معك
أم سارة : عيب حبيبتي لا تغثين عمك .. اتركيه يروح بروحة
عبد العزيز : لا اش دعوه سارونه القمر تغث عمهــا
ابتسم لسارة : أخذك معي بشرط
سارة : شنووووووووووو
عبد العزيز : تقلدين لي صوووووووووت الحصان

ضحك عبد العزيز من قلبه وهو يسمعها تقلد على صوت صهيل الحصان .. من كثر ما تحب الحصان تعلمت تقلد على صوته
قبل لا يطلع ألتفت لمرت أخوة : خلاص يا ام سارة أنا بأخذها معي .. وإذا تأخرت بخليتها تنام عند أمي

هزت أم سارة رأسها بقلة حيلة .. ما تقدر على سارة وخصوصا إذا اجتمعت مع عمهــا
:
:
:


قبل لا يروحون المستشفى .. سلمى عزمت أسيل على كوفي شوب .. لأن دوامهم يبتدأ الساعة 6
سلمى : إيش رايك نروح أموري إلا بالراشد
أسيل : أوكي ما عندي ما نع

سلمى اشرت لسواقهم يروح لراشد .. ويوقف عند بوابة رقم ستة ..

أول مـا وصلوا طلعوا من المصعد لدور الثالث .. دخلو الكوفي شوب الهادئ بها الوقت من النهار .. جلسوا على أحد الطاولات سطحها عبارة عن سراميك مربعات والكنب البني المعتق ..

بعد ما طلبوا لهم
سلمى : أيش صار على تجهيزات زواجك
أسيل بلا مبالاة : ولا شي .. الشي الوحيد إلا جهزته فستان الزواج
سلمى شوي بتموت قهر من برود صاحبتها : أنتي بتجنني .. زواجك ما بقى عليه شي .. وأنتي أبد مو مهتمه
أسيل بملل : إيش تبيني أسوي
سلمى : لنفرض أنك كاره الزواج من كحيلان .. لكن الناس إيش عرفهم .. أولا وأخيرا الزواج واجهه للعروس مش العريس .. يعني لو زواجك مو حلو مراح يقولون الناس زواج كحيلان مو حلو .. راح يقولون زواج أسيل مو حلو
أسيل قرصها قلبها .. هذا زواجها .. وليلة الزواج مرة بالعمرة لا تتكرر .. حتى لو تكرة كحيلان .. لكن هذا زواجها على الأقل تحاول تفرح فيه وتحاول تظهره بالمستوى المطلوب قدام النـاس

من صمت أسيل ، عرفت سلمى أنها تفكر بكلامها .. ولازم تستغل ها الفرصة : طيب إيش رايك احجز لك بصالون يهتمون بك كـا عروسة قبل الزواج .. يسوون لك
Complete treatment from head to the toe

لمعت عين أسيل وفرحت للفكرة .. على الأقل يمكن تتغير نفسيتها .. وبنفس الوقت هي ودها تصبغ شعرها : أوكي ما عندي ما نع .. لكن بشرط
ابتسمت سلمى : اشرطي
أسيل : تروحين معي .. كفاية البندري مراح تشاركني بفرحتي بوجودها
سلمى : ليه طيب تبيني أروح معك أنا العروس !!
غمزت لها أسيل : على شان عبد الله
ضحكت سلمى بخجل .. قلبت أسيل الموقف : كيف عبد الله معك ؟
سلمى ومازالت إبتسامة الخجل مرسومة على شفايفها : تمام
كشرت أسيل : إيش ها الإجابة المختصرة .. أنا أبي تفاصيل
ضحكت سلمى عليها : ايش تبين أقولك .. معـه

فهمت العشق بحر احلام غزير غزير بليا قوع... فهمته بحر احلامي بحر عشقي بليا قاع..
فهمته نبض وفهمته لمس فهمته روح ولا مسموع ......فهمت ان العشق فرصة عمر متخبي بقناع

أسيل بحالمية : الله الله شوي تقولي فيه شعر .. كل هذا عشق
سلمى :
يسحرني ويجذبني له بكل تصرفاه .. ملكني بذوقة ورقته ..
وهي تمد يدها لأسيل .. تخيلي جاب لي ها الخاتم من غير ما أقوله .. هو حس أن كان خاطري فيه
أسيل وهي تناظر بالخاتم المتعلق بإصبع سلمى : مشاء الله الخاتم رووووووووووعة .. شكله ذويق عبد الله
ابتسمت سلمى وكملت كلامها :
بالذوق محد يقدر يجارية .. عمره ما ضايقني بشي .. بالعكس كل يوم والثاني معزته بقلبي تكبر أكثر .. وإلا يعجبني فيه أنه يعرف يحط حدود لنفسة
غمزت لها أسيل تبي تحرجها أكثر : يعني تبين تقنعيني .. أنه ما صار شي بينكم
سلمى فتحت عيونها : والله العظيم .. وهي ترجع تتسند على الكرسي .. خليتيني أحلف لك
ابتسمت أسيل لصديقتها .. ودعت لها بسرها أن الله يوفقها .. تستاهل سلمى طول عمرها قلبها صافي مثل اللبن
:
:
:
:








دخل مزرعة أبوه المرحوم .. بعد مـا وقف سيارتة قريب من الإسطبل .. نزل من السيــارة وهو حامل سارة .. وهي مبتسمة بسعادة لأنها أشتاقت لهذا المكان الجميـل .. نزلها للأرض تمشي بجانبه .. دخلوا الأسطبل وأصوات خطواتهم بين العشب اليابس المتناثر .. ينبه الخيـول لقدوم شخص ..

وصل لمعشوقته .. بوصوله وقفت له وكأنها أشتاقت له .. مسكها من اللجام .. وطلعها من الإسطبل ليـن الساحة الكبيرة .. كانت تمشي بقوامها الممشوق .. بكل خيلاء ..
تركهـا تدخل داخل الساحة وتعدو بكل حرية وكأنها بإستعراض للجمال .. بتمايل ذيلهـا الطويل مع الريح .. إلتقط سارة من الأرض ورمها بالهواء بقوة .. هي تفرح لهذي الحركة .. ومسكها وهي تضحك .. تشعر بالفرح وهي تعيش للحظات بين السماء والأرض .. والهواء يطير شعرها الناعم إلا طول لين تحت كتوفها ..
جلسها على الحاجز الخشبي وهم يراقبون الخيل وهي تركض ..
رحل به تفكيرة لعندها .. يمكن غرور وكبرياء الخيل ذكره فيهــا

:
:

أنــا الغبي إلا رحت لهـا أعتذر منها .. والله هي ما تستاهل أحد يعتذر لها .. شايفه نفسها بزيادة .. على شنو أنا مدري .. إلا يسمعها يقول خريجة أكسفورد على غفله .. عمرها أن شاء الله ما داومت معي .. أنا الغلطان صراحة أنزل من مستواي .. على آخر عمري تجي بنت تقول لي هذا الكلام .. أنت بطريقتك هذي راح تفقد إحترامك لنفسك قبل لا تفقد احترام الآخرين
يعني طالبة أنتير لا راحت ولا جات ..
نفضت أفكاري وأنا اسمع سارة تناديني : عمــو
رديت عليها : هلا حبيبتي
سارة : متى راح نركب الحصان
: تبين تركبين الحصان
هزت لي رأسها .. ابتسمت لها ونطيت من فوق الحاجز لكن هي جسمها الصغير ساعدها تدخل من بين الحاجز الخشبي .. ضحكت على شكلها وهي متحمسة .. ركبتها على ظهر الحصان
: سارونه أمسكي زين
وأنا أشر لها عند السرج
سارة بزعل : لكن أنا ابيه يركض .. مثل قبل شوي
ضحكت عليها .. ها البنت تبي تسابق الريح .. مسكت اللجام وصرت أتمشى مع الحصان وهي على ظهره .. الوحيدة سارة إلا تنسيني هم الشغل وتخليني أضحك
:
:
:


دخل البيت وهو حــامل سارة على كتفة .. غارقة في نوم عميق مو حاسة باللي حاملها .. دخل على أمه بغرفتهــا .. لقاها منسدحة على سريرهـا الكبير ومغطية نص جسمها ببطانيتها الثقيلة بلون البيج
لفت علية أمه أول ما حست بدخوله الغرفة : إلا تأخرت يا عزيز
وهو يحط سارة على السرير جنب أمة : سارة هبلت فيني .. ومع الضحك والوناسة نسينا عمرنا
وهي تمسح على شعرها الناعم وهي نايمة جنبها : بعد عمري سارونه .. نامت من غير عشاء
عبد العزيز : لا يمه لا تخافي .. صالح العامل إلا بالمزرعة عمل لنا مشوي من إلا يحبه قلبك
ابتسمت على ذكرى المزرعة وصالح العامل المخلص لزوجها المرحوم : والله من زمان عن المزرعة والجلسات
عبد العزيز : خلاص ولا يهمك يمه بس خليني أفضى وارتب لكم جلسة معتبرة بالمزرعة
.. يله يمه تصبحين على خير
أم محمد : وأنت من أهل الخير

طلع لغرفته .. وهو هلكان .. بالأشهر إلا داوم فيها بالمستشفى وأنشغاله المستمر فقد لياقته .. كان متعود بلندن تقريبا يوميا يتمشى بالهايد بارك ويعمل رياضة .. أفتقد نشاطه ..
انسدح على السرير بعد ما غير ملابسة وأخذ له دش ساخن يساعده يسترخي .. أخذ له كتــاب غلافه بلون الليل وكأنه يدل على غموض الليل .. فتح لصفحة إلا وصل لها وكمل قراءة روايته سعادة السفير لـ غازي القصيبي .. بوسط اندماجة بالسلك الدبلوماسي وطريقة تفكيرهم وتعاملهم مع الآخرين بدبلوماسية .. المثيرة للإنتباة ..
:
:




ليــه يا عزيز فقدت صبرك وجلدك بطرقة تعاملك .. لها الدرجة صرت سريع اللإستفزاز والعصبية .. دائم الشخص الدبلوماسي في تعامله واللبق مثير للجدل والإنتباة .. ويقدر بطريقة تعامله يكسب الآخرين في صفة بدل ما يكونون ضده .. أنا لازم أحسن علاقاتي بها المستشفى ,, يمكن أظل طول عمري أشتغل بها المستشفى .. والعلاقات بهذا الزمن .. شي ثمين .. ويمكن بالمستقبل أستفيد من هذي العلاقات ..



صحيت الصبـاح بنفسية منشرحة .. قررت أن أبدأ أسبوع مختلف .. فتحت دولاب الملابس أفكر شنو ألبس بيوم السبت .. بداية الأسبوع .. من بين البدل طاحت عيني على بدله سودا .. مدري ليه تذكرتها .. لاحظت أنها دايم تلبس اللون الأسود حتى لو كانت تعشق هذا اللون مش لدرجة تلبسة كل يوم .. معقولة يكون سبب حزنها وسبب تعلقها باللون الأسود هو أن شخص عزيز عندها توفى .. هزيت كتوفي may be !!
طلعت لي بدلة سودا .. مع قميص أبيض


وأنا أدخل الكبك الفضي بكم القميص .. دخلت علي ســارة ببتسامتها .. كان مبين أنها توها سابحة لابسة ثوب ناعم قطني فية صورة بنت من الكرتون
: صبـــاح الخير عموووووو
نزلت لمستوى خدها إلا نعومتة مثل نعومة الورد الجوري ، أعطيتها قبله الصباح : صبـــــــــاح الورد
أنا لفيت للمرايا أرتب شعري .. شفتها من المرايا تركب السرير وتنــاقز عليه ..
وهي تناقز على السرير : عموووووووو خذني معك
ضحكت على حركاتها الطفولية : أول شي أنزلي من السرير
عاندتني أكثر وطارت تناقز بأقوى ما عندها ... ها المشاكسة تبيني ألعب معها .. بعد ما انتهيت لفيت لها بسرعة بمسكها .. لكنها كانت أسرع مني ونزلت من الجهة الثانية من السرير وطلعت من الغرفة ..
الله لا يحرمني من ها المشاكسة وخدودهــا الجميلين إلا أول ما يشوفها وده الواحد يقرص خدودها

ركبت سيارتي بعد مــا شغلت فيروز .. صوت فيروز حكاية مختلفة .. تجعل لصبح طعم آخر

نسم علينـا الهوى .. من مفرى الوادي
يا هوى دخل الهوى .. خدني على بلادي
يا هوى .. يا للي طاير بالهوى ..

:
:
دخلت القاعة إلا عادة نجتمع فيهــا كل صباح .. الكراسي مرتبة على شكل صفين بكل صف ثلاثة كراسي جنب بعض .. وبنهاية القاعة شاشة كبيرة للعرض مع جهاز بروجكتر
بدا morning report
وتضايقت لما مـا شفتها .. بالأسابيع إلا فاتت كنت أشوفها من أول الموجودين .. صارت تخاف تتأخر من بعد كلمتي لها .. لكن ها البنت شكلها عنيدة وراسها يابس .. يعني إيش تبي مني أكثر من اني أعتذرت لها .. وهي سمعتني كلام فيه قله ذوق لشخص أكبر منها .. يعني تعادلنا خلاص ..
براحتهـا إذا ما تبي تداوم هي إلا راح يأثر على تقيمها ومستواها كـا طبيبة

أول مـا خلص المورنغ ربورت .. دخلت جناح 41 وطلبت من الممرضة تجهز الملفات على شان نبدأ الراوند ..
كنت منشغل وأنا أكلم دكتور زميل في الممر عن حالة جديدة داخلة بالويك آند .. مدري ليه كل دقيقة أرفع نظري للباب إلا يؤدي لقسم الجراحة .. وكأني منتظر أحد يدخل منه ..
رفعت حاجبي و أنا أشوفها مقبلة علينـا وبيدها كوب ستاربكس .. كان لبسها مختلف نوعا ما .. صحيح ما زالت متعلقة باللون الأسود لكن أنا اشهد أنها أنيقة وفيها خيلاء الخيول ..

كانت لابسة تنورة سودا بقصة السمكة مع بلوزة سودا فضفاضة تمسك عند الخصر ولابسة معها سلسال لؤلؤ طويل .. لمعة حبات اللؤلؤ ملفته للأنظار .. وكأنها توحي للأنظار أنها لؤلؤ حقيقي ..

كانت تمشي بكل ثقة وكأن ما همها تأخيرها .. كنت ناوي أعلق على تأخيرها عن الدوام الرسمي .. لكن مدري ليه نسيت مع إبتسامتها المشرقة وأنا أشوف أسنانها إلا كأنها لؤلؤ مصفوف ..
" صبـــاح الخير "
حسيت حالي وكاني مسحور للحظات بإبتسامتها .. أول مرة أشوفها تبتسم .. و عييت من أفكاري السخيفة ورديت عليها : صبــاح النور .. نبدأ

حسيتها راجعه بنفسية مختلفة .. وبما أنها كانت مداومة بليلة الخميس .. يعني عندها علم بكل الحالات الجديدة إلا دخلوا المستشفى .. قدمت لي الحالات .. الحق ينقال الـ history كان perfect .. يعني صراحة ولا أحسن دكتور راح يقدم لي cases بالطريقة إلا قدمتها


وحنـا طالعين من الجناح رايحين لقسم النساء .. كان في بالي سؤال .. ما قدرت أمنع نفسي مــا أسألها : دكتورة البندري ؟
بما أنها كانت تمشي قريب مني لفت وجهها : نعـم
: أنتي متخرجة من أي جامعة
لاحظت شبح الإبتسامه إلا انرسم على محياها : أنـا خريجة الإمارات جـامعة .........
رفعت حاجبي : مشاء الله .. هذي تعتبر من الجامعات القوية بالخليج وحتى بالوطن العربي
اكتفت بإبتسامتها وما علقت
: حلوة الحياة هناك !!
ادري ان سؤالي غبي وسخيف .. لكن مدري ليه ودي أعرف عنها أكثر أو حتى عن طريقة تفكيرها
جاوبتني بكل ذكاء ودبلوماسية : ليه السؤال !! تفكر تعيش هناك !!
وأنا أعطيها نظرة جانبية : ليــه لا

*
*
*
*

جـالس على الكنب البني الفخم بتصميم أمريكي .. يناظر شاشة التلفزيون بإندماج وهو يستمع للأخبار اليومية
تمتم بيضق لنفسة : مساكين المسلمين كل يوم ينقتل منهم الآلاف ولا أحد حاس فيهم بها العالم ..
سمع صوت التلفون .. وبعد ثالث رنه رفع سماعة التلفون .. وصله صوت أخته أم محمد
: هلا يــا أخوي .. شلونك ؟
أبو دلال : بخير الله يسلمك .. أنتي أخبارك وأخبار زوجك والأولاد
أم محمد : بخير .. كلهم يسألون عنك
أبو دلال : والله اعذريني يا أختي أنـا مقصر بحقك .. لكن إن شاء الله هذا الأسبوع أزورك بما أني طالع إجازة
أم محمد : الله والنبي يحيك .. تنور البيت بأي وقت
حس بو دلال في بالها كلام وما هي عارفة تبتدي من فين : خير يا أم محمد بقيتي شي
أم محمد : سلامتك يا خوي .. بس متصلة شفتك تأخرت ما رديت علي بالموضوع إلا كلمتك فيه
أبو دلال ، خانته ذاكرتة .. وما يدي عن أي موضوع تتكلم عنه : أي موضوع يا ختي
أم محمد : هووووووو ايش فيك يا خوي نسيت .. موضوع خطبة دلال
أبو دلال : اعذريني والله نسيت .. الكبر شين .. وأنتي الله يهديك ما دقيتي علي تأكدين الموضوع على بالي غيرتي رأيك
أم محمد : والله الولد مُصّر يبي البنت وشاريها
أبو دلال : على خير أن شاء الله .. والله البنت مثل بنتك .. تقدرين تجين وتكلمينها .. وما أظن بترد عمتها بكلمة
أم محمد : خلاص شورك وهداية الله .. اليوم المغرب أنا عندكم
:
:
بعد مـا سكر من عند أخته .. نادى على بنته

دلال وهي تجلس جنب أبوها : هلا يبه .. خير بقيتني
حاول أبو دلال يكون حنون معها .. من بعد طلاقها حس أن البنت أنظلمت بحياتها كثير .. ويمكن ها الإحساس جاء متأخر
: يا بوك تجهزي اليوم .. عمتك اليوم جاية على المغرب تبيك بموضوع

دلال .. من جاب طاري عمتها قرصها قلبها .. أكيد الموضوع اياه .. احتارت بشنو ترد على أبوها والله على عمتها .. أكيد إذا رفضته يمكن تتضايق عمتها منها .. وما تقدر تنكر أن عمتها أم محمد كانت حنونه عليها لما كانت صغيرة وكانت دوم تدافع عنها قدام زوجة أبوها .. وتستحي تحط عينها بعين حرمة أكبر منهـا أو ترد لها كلمة ..

*
*
*
*



نطت سلمى من الفرح بعـد ما سكرت أمها السماعة من أم عبد الله .. لمحت لها أن ودهم يخطبون ريوم .. وأن يوم الخميس راح يجون يتقدمون رسمي ..

وأخيرا يــا خالي راح تتخلص من أيام العزوبية .. والله اني أحس أن ريوم تناسبك حيـــل .. كفاية شخصيتها المرحة .. تخلي الواحد غصب يضحك وجلستها ما تنمل منها ..
ابتسمت على فكرة أن ممكن ريوم تغير من شخصية خالي الهادئة والانطوائية .. يمكن هو تعود على الهدوء والوحدة .. أكيد ريوم راح تغيره للأحسن

صحيت من سرحاني على صوت أمي تناديني : هلا يمه .. بقيتي شي !!
أمي : يمه جوالك صار له ساعة يرن وأنتي ابد مو حاسة فية
ناظرت جوالي شفت مس كول من عند عبد الله .. بعد عمري أكيد اللحين يمكن يفكر اني زعلانه منه على شان كذا ما رديت .. مسكت جوالي واستأذنت من أمي وطلعت غرفتي أكلمة على راحتي
:
:
انسدحت على سريري بالعرض وأنا ألعب بخصلة من شعري
: هلا عبد الله أخبارك ؟
عبد الله ، وكل حواسه الخمس تنطق بشوق لها : هلا بعمري هلا بروحي .. نـايمة !
رديت علية وابتسامة ارتسمت على محياي من اللهفة إلا كانت واضحة بصوته : لا .. أنا أصلا صاحية اليوم من رجعت من الدوام وأنا نشيطة
عبدالله : ليه .. إيش عندك
: أسرار
عبد الله بلهجة زعل : أفا تخبين عن حبيبك عبودي
ضحكت بخجل : بعدين تعرف .. واليوم بعد بروح مع صاحبتي الصالون انت عارف زواجها ما بقى عليه شي
عبد الله : بتروحين من صاحبتك هذي عرفناها .. شنو الشي الثاني
: ممممممممممممم ... عبد الله خلي أمك تخبرك
عبد الله : سلــمى ، شنو قولي حمستيني
ما قدرت أقاوم إلحاحه ، واسمي على لسانه له ميزة غير : اممممممممم .. أمي ناوية تخطب ريوم حق خالي يوسف

لاحظت صمته بس أسمع صدى أنفاسه .. معقولة هو مو موافق .. والله يمكن يفكر بالبندري .. صحيح أن الموضوع يضايق أن الأخت الصغيرة تتزوج والأخت الكبير متوفي زوجها وجالسة بالبيت .. لكن كل هذا مقدر ومكتوب

: عبد الله وينك !!
حسيت من نبرة صوته تتخللها الحزن مهما حاول يخفيها : لا ما فيني شي .. وهو يتهرب .. أفكر بريوم هي طول عمرها تقول متى يجي اليوم إلا اتزوج .. لكن هل إذا جاء وقت الصج بتوافق
: إن شاء الله خير
عبد الله : طيب حبيبتي خليني أشوفك اليوم
: آسفة ، والله ما أقدر عبد الله زواج صديقتي قريب ومشغولة معها
حسيته زعل من سكوته .. مدري ليه ها الأيام يدلع علي كثير لدرجة حسيته يغار من أسيل و إهتمامي فيها
عبد الله : طيب على راحتك
: عبودي خلاص حياتي لا تزعل .. قريب أن شاء الله تشوفني
ابتسمت على الفكرة إلا في بالي .. كله من أسيل حطتها في بالي

*
*
*
*

توني داخله البيت راجعه من الدوام .. سمعت صوت خالتي هدى جالسة مع أمي بمجلس النساء .. قلت خلني أطلع فوق أغير ملابسي وأنزل لهم ..

رتبت التنورة البيضاء الغجرية إلا لابستها وفيها تطيريز باللون الأصفر والبني على شكل عباد الشمس ولبست معها قميص بنفس الألوان .. رشيت من عطري المفضل على ملابسي .. ومسحت يدي بكريم خاص لليد .. أحب أحافظ على نعومة يدي وخصوصا مع كثر الغسيل والتعقيم بالمستشفى أخاف يصير عندي جفاف
:
:




" قولي لي يا ختي .. شكلك مخبيه عني شي "
أم عبد الله ترددت تخبرها أو لا .. تخاف أختها تنشر الخبر وهو ما بعد صار شي
هدى من النوع إلا تحرك يدها مع الكلام : قولي لي يا ختي .. انتي عارفتني زين .. ما ني من النوع إلا انشر الكلام .. اسمعه من هنا ويطلع من هنا
أم عبد الله بدت تستسلم : والله في ناس لمحو لي يبون يخطبون ريوم
هدى ضربت على صدرها : هووووووووو كيف تزوجون الصغيرة قبل الكبيرة .. مالكم حق يا ختي .. البندري وردة وألف من يتمناها
أم عبد الله .. كساها الحزن على طاري بنتها وعلى حالها : والله يــا أختي أيش تبيني أسوي .. ناس واجد تقدموا لها بعد ما انتهت عدتها .. لكن مالي قلب أفاتحها بالموضوع وأنا اشوف الرفض بعينها .. أنتي عارفة شكثر هي كانت تحب بندر الله يرحمه
هدى : الله يرحمه .. لكن البنت بعدها صغير ولازم تشوف حياتها مو تدفن روحها بالحيا



الكلام إلا سمعته حسيته مثل الطعون بصدري .. أول مرة أحس حالي وكأني عاله على أهلي وكأني حمل ثقيل عليهم .. أنا عارفة أنهم شايلين همي .. لكن مو لدرجة أنهم ودهم يتخلصون مني ويزوجوني .. أنا ما ابي أتزوج .. ما ابي أتزوج

ضاق صدري أكثر من ما هو ضايق .. مدري ليه محد راضي يحس فيني .. صعدت الدرج بخطوات كلي جروح .. دخلت غرفتي وسكرت الباب من وراي .. جلست على الصوفا وسندت يدي على الشباك .. وبدأ الحنين نزفه .. وطيفه مــلا الغرفة .. وكل الدموع تجمعت في حجر عيني

ذكرتك والزمان غروب
ذكرتك والمكان الشط بالصدفة
ذكرتك والعيون تذوب
دمعا من حنيني ما ستر خافي
ذكرتك يوم شفت الشمس غابت
والقمر ينساب من شرفه
ذكرتك والنجوم تلون إلحاف السما
وتعاتب الجافي
ذكرتك نصف قلبي هم شوق وهم حبك ما خذً نصفه
ذكرتك كل ما فيني حنين ودمعتين وكفي الدافي
ذكرتك وما ذكرت إلا عيونك والجبين كل ما عرفه
ذكرتك ما نسيت إلا جروحي والأنين ودمعي الصافي
أنــــا أول عزاي أني حملت العاشق إلا ما نسى حلفه
وأنا آخر عزاي إنك نسيتيني وأنا طيفك معي وافي

:
:
أنساك .. معقولة أنساك !!
لكن هم يبوني أنساك .. آآآآآآه ليتك يا بندر خذيت روحي معك ولا ظليت جسد بروح هايمه .. أحس بروحي تتمزق من بعدك .. آآآآه أنا عارفة أنك حاس فيني وأن روحك ما بينا .. ودي أحس بلمستك لو في المنام

غمضت عيني بألم .. الموت حقيقة وكل حبيب يكره يفارق حبيبة .. الله يرحمك ويغفر لك ويسكنه فسيح جناته



دخلت علي ريوم بمرحهـا .. حاولت أخفي دموعي وأستر جروحي .. على شان لا تحس بشي .. وتظن أني متضايقة أنها انخطبت

ريوم وهي تجلس جنبي على الصوفا : البندري سمعتي بالخبر الجديد
حاولت ابتسم لها : خير .. إيش عندك ؟
ريوم بخجل : عندي إحساس أن في أحد جاي متقدم لي
ابتسمت لها ، لأني عارفة الموضوع ، سلمى بالدوام لمحت لي : طيب إيش فيك شوي وتموتين علينا
ضربتني على كتفي : يعني ما صير أستحي
ضحكت عليها : لا كلش مو لايق عليك الحيــا
ريوم بزعل : البندري أنا اتكلم جد .. يعني ما تعرفي منهم
هزيت راسي بـ لا
سمعتها تتأفف : خير إيش فيك بعد
ريوم : توقعتك تعرفين
: طيب أنتي أصبري .. يا خبر اليوم بفلوس بكرة يصير ببلاش
ريوم بإصرار : لكن أنا أبي أعرف اليوم .. وهي تناظرني بشك .. عندي إحساس أنك تعرفين شي عن الموضوع
ابتسمت داخل نفسي : ريوم تراني ما ني رايقه لك .. يا تقولين شي عدل والله أطلعي من الغرفة
ريوم وهي تتربع على الصوفا : تدرين أن زواج أسيل يوم الأربعاء هذي
ناظرت فيها عارفة بترجع تفتح لي نفس الموال إلا أحاول أسكرة مع سلمى : أيوة أعرف
ريوم : على شان خاطري خلينـا نروح
لفيت وجهي للجهة الثانية على شان لا تشوف تعابير وجهي وتناظر بعيني : ريوم حنا أنتهينا من هذا الموضوع .. ماله داعي تعيدين وتزيدي فيه
ريوم تبي تستعطفني : حرام والله صديقتك ومعاك بالإمارات تطلعون مع بعض وتأكلون مع بعض وبالأخير ما تحضري زواجها
رديت عليها : أحيان الظروف تحكم الإنسان
ريوم : أي ظروف !!
لا حول الله ، هذي إيش يفهمها : يعني تتوقعيني بروح بفرح وأستانس وأرقص .. وأنا أشوف نظرات الناس لي وتسأل منو هذي .. هذي أكيد إلا توفى خطيبها .. يا حرام مكسينة ما تهنت ..
تضايقت ما حبيت أكمل الكلام .. تنهدت بضيق .. قربت مني ريوم ومسكت يدي : البندري لا تضيقين خلقك .. إلا يريحك سوية

تركتها .. قمت ماشية للحمام بتوضأ .. ما أبدي أحد من البشر يواسيني ..
فرشت سجادتي ولبست إحرامي .. لفيت عليها وهي مازالت على نفس الوضعية لكن تفكيرها راحل لبعيد ..
كان ودها تسأل البندري عن يوسف وقصة حبه .. لكن ترددت حست الوقت غير مناسب .. وخافت أن أختها تفهمها غلط من سؤالها عن شخص هو ما يعني لها شي

: ريوم أتركي عنك التفكير وقومي صلي
وقبل لا تطلع من الغرفة سألتها : أمي وين ؟؟
ريوم وهي ترفع كتوفها : مدري ..يمكن بعدها مع خالتي
: طيب أنا راجعه المستشفى عندي مناوبة اليوم .. خبري أمي
ريوم : حرام عليك يا البندري تجهدي حالك .. شوفي شكلك بالمرايا مبين عليك مرهقة وتعبانه
رديت عليها : مقدر .. تغير جدولي لهذا الأسبوع
ريوم عرفت أن الكلام معي ضايع : على راحتك


كبرت وبدأت الصلاة .. بعد ما فرغت من الصلاة .. طلعت بدلتي الزرقا الفاتحة ولبستهـا .. هذي البدلة أخف للعمل وخصوصا بالطوارئ ..

*
*
*
*

بدأ العد التنازلي .. وما بقى إلا أيام معدودة على زواجهـا .. إحساسها ممزوج بفرحة بمؤقتة وتوتر .. وجود صديقتها جنبها خفف من التوتر عليها
توهم طالعين من الصالون وراكبين السيـارة ، بعد ما صبغت شعرهـا باللون العسلي إلا أعطاها مظهر مختلف مع بشرتها البرونزية
:
:


وهي تتلمس يدها بنعومة : إحساس جميل وأنتي طالعة من الحمام المغربي .. تحسين بشرتك وكأنها بشرة الأطفال
سلمى ضحكت على تعبيرها : أي صحيح وخصوصا أنتي متوصين فيك بالأعشاب على شانك عرووووووووس
ضحكت أسيل معها : أصلا لو ما أنتي شجعتيني .. كان عمري مراح أسوي أي شي من هذا
سلمى : يعني الواحد كم مرة يتزوج بالعمر .. مرة وحدة
أسيل سكتت وما علقت على الموضوع .. هي نفسها ما تدري إذا راح يستمر ها الزواج أو لا .. وهي مو مستعدة تقدم تنازلات على شان يستمر أصلا ..
ونفس الوقت عندها خوف من المستقبل ومن نظرة الناس لها .. تخاف يجي يوم وتحس بالخجل من نفسها .. ومن الناس إلأ حضروا زواجها .. يمكن الواحد يحاول يبذخ بزواجه يغطي التعاسة إلا بقلبه ..لكن إيش الفايدة مظاهر الفرحة والصرف ما داموا أصحاب الزواج مش على وفاق

*
*
*
*
هي نفسهـا مستغربة من معاملة عبد العزيز معها .. بالعادة لازم يرمي عليها كلام يضايقهـا .. سبحان الله اللي يغير ولا يتغير

سمعت ندا لها .. وهي في طريقها للكفتيريا تبي تأخذ لها أي شي تأكله .. لكنها تراجعت .. راجعه لقسم الطوارئ .. ما نادوا عليها إلا في حالة طارئة ..

وصلت غرفة الإنعاش .. شافت الدكتور عبد العزيز واقف جنب سرير ببدلته الزرقا مثل إلا عليها لكن الفرق أنها لابسة فوقها وايت كوت .. والشخص الموجود على السرير وجهه مغطى بالدم حتى صدره

حست برعشة بكل أطرافهـا .. والموقف ينعاد قدامها .. منظر قطرات الدم المتلطخة على جسده وعلى وجهه.. ها الموقف ذكره به .. جسد من غير حرك وكل مؤشرات الحياة توقفت عنده .. تصنمت بوقتها وما عرفت تتحرك
لف عليها عبد العزيز مستغرب من وقفتها ، ناداها بصوت عالي : البندري
مكست وجهها بيدها الثنتين و هزت رأسها بقوة : I can't
ناظرها بقوة وهو مستغرب حالها .. ما توقعها ضعيفة بهذي المواقف
حاول يشجعها تتقدم وتساعده في إسعاف المريض : you can do it, come in
هزت رأسها بقوة والدموع تجمعت بعينها .. وطلعت ركض من المكان ..
استغرب حالها .. لكن الوضع إلا هو فيه ما يسمح له يسترسل بأفكاره .. رجع للمريض إلا يحتاج لإسعافه

:
:
بعد ساعة دورها .. طول الوقت وهو يفكر فيها .. ومستغرب من وضعها ما يبين من شكلها أنها من النوع الخواف أو أن قلبها رهيف بهذي المواقف .. عجل كيف هذي تخرجت من الجامعة !!
توقع أنه يشوفها جالسة بالكفتيريا .. لقاها جالسة على أحد الكنبات .. ونظرها مركز على بقعه معينه .. لكن هي واصلة بأفكارها .. لعالم ثاني .. عالم يجمعها هي وأحزانها بس .. شوفتها بها المنظر كسر خاطرة حس أن الموضوع أكبر مما هو يتخيله .. أخذ كوبين قهوة .. وقرر يجلس معها بنفس الطاولة .. بما أن الوقت متأخر من الليل .. وبـ ها الوقت يكون المستشفى هادئ وخالي من الناس .. ما عدا من بعض الدكاترة المناوبين وبعض عمال النظافة

جلس على كنبة قريبه من الكنبة إلا جالسة عليها .. وحط كوب القهوة قدامها .. توقع أنها تنتبه له أول ما جلس .. لكن أبــد هي سارحة في عالم خيالها
حس أن الوضع محرج .. هو نفسه ما يدري إيش إلا جابه وجلسة جنبه .. وما يدري في أي موضوع راح يتكلم معها وبأي طريقة .. لكن في شي واحد في بالة وشاغله .. هي إيش فيها ؟؟

: دكتـــورة
أولـ مرة تنتبه لنغمـه صوته .. له نغمه مميزة
كانت منزلة عينها للأرض .. رفعت عينها والتقت نظراتهم .. شافت نظرته الحادة والمميزة لكن لمحت الاهتمام والسؤال بنظرته
عبد العزيز، وهو متوتر مو عارف كيف يسألها من غير ما يكون متطفل : أبد ما توقعت يكون قلبك ضعيف .. وإلا عرفته أن هذا مو أول روتيشن لك .. يعني أكيد قابلتي حالات كثير قبل .. وهو يعقد حواجبه .. يعني إيش إلا صار ها المرة

أستنشقت من الهواء .. تحس بكتمه داخل صدرها وكأن الأوكسجين قل .. بسؤاله .. هو يضيق عليها وهي ما ودها تتكلم .. لكن بنفس الوقت هو يحتاج إلا تبرير لموقفها .. أنها تترك مريض يحتاج إلا مساعدتها

لاحظ سكوتها وكأنها منحرجه منه : يا دكتورة .. أفرضي أنا ما كنت معك .. يعني راح تتركين المريض يموت .. لازم تقسين قلبك شوي وها المناظر ما تأثر عليك وما تبكيك .. أنتي دكتورة فاهمة يعني شنو دكتورة

مر شبح ابتسامه على ثغرها ، هو يظن أن قلبي ضعيف ورقيق وما يتحمل هذي المواقف .. صحيح أن مر علي حالات كثير لكن مدري ليه ها المرة تذكرته .. يمكن لانه كان المريض ينزف كثير .. واليوم بالذات طيف بندر ما ترك خيالي
: كيف المريض إيش صار علية

تنهد عبد العزيز ، مصرة تتهرب من الموضوع : البركة فيك بقا يموت المريض
فتحت البندري عيونها على وسعها وحطت يدها على فمها تمنع شهقة أو صرخة تطلع منها

جاء على بال عبد العزيز يضحك ، لأن بحركتها ذكرته بسارة حساها برئية وتصدق أي شي ينقال لها : هههههههههههههههههههههههههههه .. صحيح من قال قلب الحريم رهيف .. نصيحة للقلبة رهيف يجلس ببيته أحسن له .. والمريض بعده عايش نقلناه للعناية المركزة تحت الملاحظة والحمد الله ما أحتاج لعملية .. لو كان يحتاج لعملية كان جرجرتك معي

كان يحاول بأسلوبه يكسر الحواجز إلا بينهم .. لانه بدأ يتقبل فكرة أنه راح تطول المدة وهي تشتغل معه

ما درأ أنها كرهت تفسير الأمور على كيفه .. وقهرتها كلمته إلا قلبه رهيف يجلس ببيته أحسن له
وقفت من مكانها .. هو ناظرها مستغرب من موقفها .. ما يظن قال كلام زعلها : بالأذن دكتور أنا تعبانه وأبي أرتاح .. وماله داعي تفسر الأمور على هواك .. أنا لو قلبي رهيف كان طلعت من أول يوم درست فيه الطب

كان يناظر طيفها إلا اختفى وراء الجدران .. كان يمزح معها .. ما توقع أنها ما تتقبل مزح لها الدرجة .. أن عاملتها بجدية تضايقت .. وأن مزحت معها تضايقت أنا احترت معها ها الإنسانه

:
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
( الجـــ العشريـــن ـزء )



يـــا الله مهدود حيلي وتعبان مرة من الدوام .. وأول ما رجعت البيت لقيت الأخت سارة مستقبلتني عند الباب إلا تبي تروح الألعاب .. وطبعــا محد يلبي رغباتها غيري .. على قولة أبوها .. راح أفسدها بدلعي لهـا .. لكن والله مقدر أرفض لهـا طلب أو حتى أزعلهـا .. من تناظرني بعينهـا البريئة وببتسامتها الطفولية وتقول لي عمــــــو .. أنا أخق عندها وما اقدر أرفض طلباتها .. وهي مستغلتني الملعونه .. وأنــا جبتها اقرب مكان شفته بطريقي .. توقعت الراشد بها الوقت من المغرب فاضي وأكيد العيال أغلبهم عندهم مدارس
ســارة سمعت صوت بنت تبي آيس كريم وأصرت إلا تبيني أشتري لها .. أخذتها لعند محل الآيس كريم وحملتها على شان تقدر تختـار إلا تبي لأن طولهـا ما يسعفها تشوف أنواع الآيس كريم .. انتبهت أن جنبي واقفه امرأة ومعها بنتها وعندها طفل مبين من شكله وطريقة وقفته أنه معوق .. مشاء الله عليهـا شكلها تحب عيالها مرة ومهتمه بولدهـا .. الله يجازيها خير

:
:
:
:

حسيت بإرتباك وأنـا أشوفه واقف جنبي بلبسه الكجول .. كان لابس بنطلون جينز مع قميص بيج من الخلف فيه كتابات بالذهبي .. كان شكله Completely different
غير عن الدكتور عبد العزيز الجدي .. هذا اللبس معطية مظهر شبابي أكثر..
حور بنفس صوتها العالي : أبي آيس كريم على فراولة وعلى فانيلا
تكلمت من بين أسناني .. ما ابيه يعرفني وهو واقف جنبي : طيب
حـــور : أبي كبيـــــر .. مو تقصين علي وتأخذين لي صغير
اللهم طولك يا روح هذي إلا راح تفضحنـا ، الشرهه مو عليها .. الشرهه علي إلا أخذتها وطلعت معها .. ومن حظي النحس أشوفه بنفس المكان .. ما كفاية أنا متخانقة معه بالمستشفى وطالعه متضايقة من المستشفى والسبب هو .. حتى لحنا لاحقني .. إيش ها الصدف

سمعت صوت الطفله الكيوت إلا كان ما سكها .. شكلها بنته لأن فيها شبه كبيــر منه :
أبي آيس كريم كبير مثل هــدا .. وهي تاشر على إلا عند حور
عبد العزيز بكل هدوء : حاضر حبيبتي

استغربت انه يعامل بنته بكل لطف أبد ما يبين على شخصيته الجدية بالعمل أن عنده قلب دافي وحنون على الأطفال .... أنا ليه هامني وليه مرتبكة من وجودة جنبي .. مع ان عادي بالمستشفى .. لكن يمكن لأن حنــا في نطاق خارج العمل

ألتفت لسراج إلا كان يبتسم لي ونزلت لمستواه : حبيبي تبي أخذ لك شنو !!
سـِراج : ممممممم .. حور شنو أخذت ؟
: حور أخذت فانيلا وفراولة
سراج وهو ياشر على الصورة إلا عند المحل : ابي مثل هذا أصفر مع أبيض
أخذت له إلا يبي .. وبعدهــا نزلنا من الدرج مبتعدين .. أنشاء الله ما يكون حس أو حتى عرفني .. ها الرجال عليهم قز مو طبيعي يعرفون الوحدة حتى من مشيتها .. طلعنا بعدها من المجمع وقبل لا نروح البيت اشتريت لهم عشا من ماكدونلدز

:
:
وصلنــا بيت خالتي ونزلت مع سراج على شان أسلم على خالتي .. مسكته من يده أساعدة يركب عتبات الدرج .. استقبلتنا خالتي بإبتسامتهـا عند الدرج .. يـا الله من زمان عن ها الإبتسامة إلا تشرح الصدر وتحسس الواحد أن الدنيا بخير

" هـلا هلا بنوارتي "
سلمت عليها وقبلت رأسها .. أحس بريحه الغوالي فيها : هلا خالتي .. كيف حالك ؟
خالتي : بخير دامك بخير يا بنيتي .. حيـاك تفضلي البيت
: تسلمين خالتي .. برجع البيت لأني من طلعت من الدوام ما ارتحت
خالتي : على راحتك حبيبتي .. عاد لا تقطعين
: أنشـــاء الله
سلمت على سِراج وأنـا أنزل لمستواه : تآمر على شي حبيبي
سراج ببتسامته الطفولية : خلينا كل مرة نطلع مثل اليوم
ابتسمت له من قلب، الحمد الله أحس أن تحسنت حالته عن قبل : تونست حبيبي
سراج : أيـــه
يا بعد عمري .. وبست خده الناعم
بعد ما سلمت على خالتي ووصيتها تسلم على عمي طلعت من عندهم رايحه البيت
:
:
أم بنــدر

فرحت لتغير البندري ..
لكن بنفس الوقت تذكرت ضنـاها .. ضمت سراج لصدرهـا إلا استغرب حاله أمه ..
الضنى غالي .. وهو لو ترك جرح واحـد كان داوته الأيـام .. لكن بموته ترك بقلبهـا جروح ما تداويها الأيـام .. من بعده خلت الدنيا عليهـا


*
*
*
*
دخلت البيت الهــادئ بها الليل المظلوم والموحش .. بيت كبير .. وكــل ركن فيه ساكن يـــا الله كيف ها الأماكن الجرح فيهــا ساكن بلونــها الداكن .. وصارت ها الأماكن ما يملاها غير الظلام والناس نيام ..


ما حبيت اليوم أروح بيت أختي .. أكيد أن شافتني سلمى بترجع تفتح لي موضوع الزواج .. لكن حضوري اليوم لزواج أحد زملائي بالعمل خلاني أفكر بالزواج بطريقة جدية .. إلا متى راح تظل عزوبي يا يوسف .. الناس إلا مثلك تزوجت وجابت لها عيال .. وأنت لسه واقف في نفس المكان ما تحركت منه ..

جلست على أحد الكنبات ورجعت رأسي للخلف بتعب وكأن تعب السنين كله ظهر علي ..
آآآآآآآآه يـــا ليت العمــر لو وقف ..
على حــد الطفوله حلم
ياليت ارجع مثل ما كنت ...
ولو أخسر سنين وعمْر ..

آآآآه كنــا نضحك سوى ونلعب سوى مع بنت الجيران .. كبرنا وكبر حلمنا الوردي
يمر الوقت ماندري.. من اللي بيننا ظالم..
من اللي بيننا مظلوم ..تغيبي وانتِ ما غبتي ...
واحس ان الوفا كذاب ...طفوله حلمها وردي..
نسيناها ولا ندري..وحنّا ما بعد شبنا ...ولا صرنا رمل وتْراب ...

لكن أنت قلتهـا يا يوسف كانت حلم .. حلم طفولة .. وها الحلم تلاشى وهي راحت في حال سبيلهـا ولا تسأل من الظالم ومن المظلوم
أنت لازم ترجع للواقع وتتناسى الأحلام والأوهام .. لازم تعيش حياتك مثل ما غيرك عاشهـا

*
*
*
*
اليـــوم الخميس .. ما حبيت أنا وعبد الله نطلع .. فهو ها المرة إلا عزمني في بيتهم .. قررنــا نشاهد فلم .. اختلفنا بالبداية نشاهد أي نوع من الأفلام .. لما قلت له خلنا نشاهد فلم هندي ضحك علي .. قلت له طيب رومنسي .. قال لي أخاف بعدين صير أشياء غلط .. فقررنـــا نشوف فلم محايد بما إني أكرة الرعب وأفلام الخيال العلمي .. أخذنا لنا فلم last legion
وجلسنــا بالمجلس إلا كانت فيه شاشة بلازمـا كبيرة .. وجبنا لنا بيبسي .. أنا طبعا دايت ببسي وجبنــا لنا ببكورن وناشوز ..
طفينـــا جميع الأنوار على شان نعيش جو مع الفلم ..
عبد الله طول الفلم ما خلاني بحالي ..جالس جنبي وضامني.. أنــا أبد ما مانعت .. مستمتعة بالوضعيــه إلا أنا جالسه عليها وأنا مسندة رأسي عند كتفه وهو محاوطني بيده .. أحــس جنبه بشعــور غريب .. بإحساس دافي .. رفعت عيني لوين مــا عيونه ساكنه ورمشـه القاتل يرمي سهامه بصدري بكل حركة يتحركها من غير شعور منه .. وهو يناظر الفلم باندماج
عيونه إلا علمت قلبي الطيش .. طفل المشــاعر بيننا راح يعيش .. يلقى له أم تحرسة وأب حاني .. وش لي دخل بالنوم ووسادة الريش .. مــادام حضنك ضمني وإحتواني
:
:
:

ما كنت مندمجه حيــل بالفلم .. مع أن الفلم حلو ويتكلم عن تاريخ الرومان والقيصر .. كنت ألعب بالخاتم إلا جابه لي عبد الله .. ألفه حول صبعي ..
عبدالله : وين سرحانه !! الفلم ما عجبك
صحيح كنت سرحانه وفاجأني سؤاله : إلا عاجبني
عبد الله بتشكيك : تبين نطفي الفلم ونسولف أحسن
بصراحة إيـه لأني مليت .. فكتفيت أني هزيت رأسي .. شفته غير جلسته وألتفت لي .. صار يناظرني بنظرات غريبة ما فهمت عليه .. لدرجة حسيت أن في شي غلط بشكلي .. ومن توتري صرت ألمس خصل شعري أرتبها
: عبـــد الله ليه تناظرني كذا
ارتسمت على شفايفة ابتسامه غريبة : تذكرين أول مرة شفتك فيها .. بالنظرة الشرعية !!
أنا أنقلب وجهي ألوان على ها الذكرى .. ودعيت داخل قلبي ما تكون البندري قالت له اني كنت رافضة أقابله ذاك اليوم وأني بكيت بعد ما طلعت من عنده .. وعلى ها التوتر إلا كان واضح بتحريكي للخاتم .. عبد الله كان مستمتع وهو يناظرني وأنــا مرتبكة وعلى وجهه شبح ابتسامه .. ومن غير شعور مني طاح الخاتم من يدي .. نزلت بأخذ الخاتم إلا تدحرج للـ أرض .. وهو بنفس الوقت نزل على شان يجيب لي الخاتم ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
طلعت مني آه قوية لاني صدمت بجبهته .. حطيت يدي حول أنفي .. ولاحظت أن بكفي رطوبة ..
عبــدالله بخوف علي : حبيبتي تألمتي ..وهو يمسك يدي .. خليني أشوف صار لك شي
وهو يمسك يدي لاحظت أن بيدي قطرات دم .. وحسيت أن شي ينزل من أنفي
عبد الله : حبيــــــتي !!
مسكني بسرعة وخلاني أنام بحضنه .. وأخذ مناديل قريبه منه ومسح الدم
: عبد الله خلني أروح الحمام .. أغسل بالماي البارد ويوقف النزيف
قاطعني : لا تتحركين
أخذ من الكأس إلا كان فيه البيبسي قطعه ثلج وحطها فوق عظمه الأنف على شان يوقف النزيف
رفعت نظري له لاحظت من ملامح وجهه الضيق : آسف حبيبتي والله ما كان قصدي

ابتسمت له اطمنه إني بخير ، مع إني حسيت بدوخه خفيفة : لا حبيبي عادي .. تحصل بأكبر العائلات
بعد دقايق وقف النزيف .. لكن عبد الله رفض أتحرك من مكاني
:
:
:
:
نزلت من الدرج وأنــا أقفز بالدرجتين .. خلني أروح أشوف عبد الله وسلمى أيش مسوين .. ما في أحد بالبيت أسولف معه البندري حضرتها قالبه دوامها ليلي وما تداوم بالنهار مدري ليــه .. والأخت نرجس جالسه مقابله النت والله مللوني .. أبي أحد أسوالف معه .. مالي إلا عبادي أغثه ..
فتحت باب المجلس بقوة
: شــــــــ سوووووووووون
انحرجت من الموقف إلا شفته ، حطيت اصبعي بفمي : اوووووووووبس سوري ما كان قصدي
شفت سلمى عدلت من وضعيتها .. وهي منحرجة أكثر مني لأن وجههـــا صااااااااااااار أحمرررررررررر : لا عادي ريوم تعالي
قلت على عجل : لا لا خلاص أخليكم على راحتكم
وقبل لا أطلع غمزت لهم : مرة ثـــانية سكروا الباب في اختراع أسمه مفتاح
وطلعت قبل لا أسمع ردهم
:
:
ألتفت سلمى لعبد الله وهي معصبة : شفت أختك .. أكيد اللحين تظن أن حنا نسوي شي غلط
ضحك عبد الله على كلامها .. برغم أن ضحكته أخذت عقلها لكن ما بينت : وخير يا طير شافتك بحضني جالسة .. مـــا فيها شي
سلمى وهي مازالت معصبه : كيف ما فيها شي .. كانت مبين من ملامحها أن في شي غلط بالوضع ..
عبد الله بكل هدوء : طيب حنـا ما كنا نسوي شي غلط
سلمى : طيب خلنا نقوم نجلس معهــا والله أخذني للبيت
قرب منها عبد الله ، وقرص خدها إلا أحمر من قرصته : أول مره أدري أن حبيبتي عصبيه

*
*
*
*

كــان جالس عند الطاولات الخارجية للمقهى .. لأن الجو بهـا الليلة من ليالي الربيع لطيف جداً وأغلب العوائل بالكورنيش ..
كـان يراقب الناس إلا حواليه والزحمه بهذي المنطقة من ليلة الخميس .. سيارات الشباب الكثيرة إلا تتردد على المقهى ..

نفخ سحابة من دخان سيجارته .. ملأت الجو من حوله
يحس بضيق وعدم الراحة .. من رجع من بريطانيا ما في شي مريحة .. توقع إذا رجع راح ترحب فيه بلاده ووظيفته راح تكون جاهزة .. كان مرتب نفسه أول ما يرجع يتزوج ويستقر .. لكن كــل ها الأماني تبخرت ..
البنت إلا كانت أمه مقرره تخطبهــا له لما راحوا يخطبوها عرفوا من أهلها أنها محجوزة لولد عمها .. حس أنها طريقة لرفض لكن بطرقة غير مباشرة .. لأن أم البنت صديقة أمه وعمرها ما قالت لها ها الخبرية إلا لما راحوا خطبوها رسمي .. حس بإحراج وأنه أحرج أمه .. وتضايق .. ليـــــــه يرفضوا رجال .. دكتور بمركزة
:
:

زفرت زفرة تدل على ضيقي
مــا لك غير الصبر يا عزيز في هذي الدنيــا .. وجات ها الدكتورة كملت النــاقص .. صار لها يومين مو مداومة .. اكتشفت بغيابها أنها قايمه بشغلها وبشغل غيرها ..
افففففففففف .. أنا ليه أفكر فيهــا .. رفعت الجوال إلا كان على الطاولة ودقيت على طلال
: هلا طلال وينك يــا رجال .. أفا اليوم عندك كول .. ليه ما قلت لي طيب .. من معاك .. الدكتورة البندري !!
استغربت ليــه مداومة معه .. ما اذكر أنها عندها مناوبة ومع طلال

: أيوه طلال معك .. لكن ما أذكر أن البندري عندها كول الليله معك .. شنو!!
هي طالبة تغير دومها إلى ليلي .. ليــــــه طيب !!

بعد ما قفلت من عند طلال تضايقت أكثر من الضيقة إلا فيني .. طلعت زفرة قصب عني ..
ليــه طيب مغيره موعد دوامها .. ليه صار لها يومين مو مداومة الصباح .. معقولة !! عبد العزيز أنت لسه ما فهمت .. أنت غلط عليها والبنت ما تحملت كلامك .. ارتسمت ابتسمامه سخرية على شفاتي .. يا الله ها البنات حساسات وما يتحملوا كلمه غلط بحقهم .. يا عبد العزيز غير معاملتك معها .. شكل البنت مو بناقصه .. أنا مدري إيش فيني مو طايقهــا .. الغرور والتكبر إلا أشوفه بنظراتها وثقتها بنفسها الزايدة ينرفزني .. يشعلل نيران فيني .. تجيني رغبة أن ودي أكسـر لها غرورها .. لكن أحيان أشوف بنظراتها حزن .. ما عمري شفته بعين أحد .. هــا البنت لغز محير ..

من غير مــا أفكر .. سحبت جوالي ومفتاح سيارتي من الطاولة .. وتحركت ناحية سيارتي المرسيدس إلا موقفها قريب .. تحركت بسرعــه متوجه للمستشفى ..

:
:


دخل المستشفى على عجل من قسم الطوارئ .. لاحظ نظرات الناس الغريبة له .. لأن شكله بالجينز الغامق من غير وايت كوت لا يوحي أنه دكتور .. رفع يده اليســار يناظر ساعته اويستر من رولكس .. لقى الوقت لسه بدري الساعة 10 ..
لقاها بالصدفة طالعه من أحد الغرف إلا بقسم الطوارئ
: دكتـــــــــورة
ألتفت البندري .. ها الصوت مو غريب عليها .. انصدمت لما شافت الدكتور عبد العزيز قدامها .. بلبسة الكجول بنفس المظهر إلا شافته بالراشد
البندري وعلامات الإستفهام مرسومة على وجهها من وجودة بالمستشفى بها الوقت : خير دكتور بقيت مني شي
سألها بطريقته الجزئية ومن غير حرج : صار لك يومين مو مداومة معنــا .. خير!!

رفعت حاجبها .. وحاولت تخفف نظرات السخرية .. أن كنت تدري فتلك مصيبةً وأن كنت لا تدري فا المصيبة ُ أعظمُ
عبد العزيز : شكلك ما زلتي زعلانه مني على هذاك اليوم !!
حست البندري أن لسانها أن لجم .. وكل الجراءة إلا كانت عندها اختفت .. ما عرفت بشنو ترد عليه
عبد العزيز وهو يدخل يده بين شعرة دلاله على توتره : أعذريني على معاملتي القاسية معك .. هذا الشي طلع غصب عني .. أنتي عارفة الضغوط علي .. أن مستلم مرضى الدكتور إبراهيم ودكتور غيرة .. فضغط العمل يخليني متوتر وأحيان أفقد السيطرة على تصرفاتي ..
كــان وده يكمل لها الكلام وأنه متضايق من وظيفته الحالية لأن هو وده يتخصص جراحة قلب .. لكن حس أن الموقف والمكان ما يساعد يشرح لها أكثر

تكلمت البندري وهي رافعه رأسها .. يمكن شكله المتوتر شجعها على الكلام إلا تبي تقوله : أنــا مو مهم عندي تعتذري لي .. لكن أنت !!
المفروض تحاسب نفسك قبل لا تجي تعتذر لي .. لأن بطريقة تعاملك هذي راح تفقد احترامك لنفسك قبل لا تفقد احترام الآخرين

رمت كلامهــا ومشت تكمل شغلهــا وخلته واقف مثل الأبله منصدم من أسلوبها بالكلام معــه
:
:
:
:

بصبــاح يوم الجمعة
دخلت ا البيت .. توقعت أن الكل نـايم على بداية الصبح .. مــا توقعت أن أمي وأبي صاحين من بدري .. شفتهم أول ما دخلت الصاله أبوي جالس مثل عادته وبيدة الجريدة وجنبه كوب قهـوة ..
رحت سلمت علية .. أخذني بحضنه
" وينك يا بنتي مـا عدنا نشوفك .. كل وقتك بالدوام .. ما عاد تجلسين معنـا "
ابتسمت له إبتسامة تطمئنه : شسوي يــا يبه .. المستشفى ما خذ كل وقتي
أبوي : كيف الدوام معك
: تمام .. كل شي ماشي اوكي
كنت ناوية أتكلم معه عن الدكتور عبد العزيز وأني متضايقة من تصرفاته معي .. لكن تراجعت عن قراري أنـا نفسي مدري ليه .. يمكن لأنه جا لي أمس وحاول يعتذر لي .. وأنا بردت القهر إلا بقلبي بالكلام إلا قلته له

وهو يضمني أكثر لصدرة : الله يوفقك يــا بنيتي
حسيت براحة بعد اليوم المتعب بالمستشفى وأنـا بأحضان أبوي .. أحس بالدفء بالحب الحقيقي .. مع أني خجلت من نفسي وهو يلمني وكأني طفله ..

دخلت علينـا حور ببجامتها وهي تحك عينها من النعس .. حسيت من نظراتها بالغيرة مني .. حبيت أقهرها ظليت حاطة راسي على صدر أبوي .. جات باست خد أبوي وضمته وكأنهــا تقول لي وخري هذا لي أنتي كبرتي .. أخذتي حنان بمــا فيه الكفاية .. جات أمي تحملها على شان تغسل لهــا وتضحك على أشكالنــا
: والله يـا بو عبد الله .. شكلهم راح يذبحونك اليوم
أبوي: ههههههههههههههه ، خليهم حلالهم .. بعد كم يوم يروحون لبيت أزواجهم ويفتقدون هذا الشي
أمي : الله يطول بعمرك ويخليك لهــم

يمكن أبوي قال ها الجمله بعفوية .. لكن مدري حسيت من كلامه وكأن يلمح لشي معين .. تضايقت لفكرة أن أحد يجي يخطبني .. أرفض حتى أفكر بالموضوع

استأذنت وأنــا أفكر ب هــالفكرة .. مستحيل أوافق أتزوج أحد من بعد بندر
*
*
*
*


من بعد ما لبــس ملابس الإسطبل .. إللي أعطتـه جاذبيه مختلفة عن مظهره المعتاد علية .. مظهر كله شموخ وعنفوان كمنظر الخيل العربي .... بالرغم أنشغالة بدراسة الطب لكن أبد لم تلهيه عن معشوقته نوارة



وهو داخل الصــاله تنحنح لأن بيوم الجمعه يجي أخوة محمد وزوجته يتغذون عندهم مثل عادتهم
أولـ ما شافته سارة داخل حست أنه بيطلع .. راحت لعنده على طول ..
بصوتها الرقيق الطفولي : عموووووووووووووو
نزل عبد العزيز لمستواها وحملهــا : يــا عيون عمو أنتي
سارة : ويـــن بتروح
عبد العزيز بأسلوب طفولي : بــــروح للحصان
سارة بفرح ، لأنها تعشق الخيول مثل عمهــا : أبي ألوح معك
أم سارة : عيب حبيبتي لا تغثين عمك .. اتركيه يروح بروحة
عبد العزيز : لا اش دعوه سارونه القمر تغث عمهــا
ابتسم لسارة : أخذك معي بشرط
سارة : شنووووووووووو
عبد العزيز : تقلدين لي صوووووووووت الحصان

ضحك عبد العزيز من قلبه وهو يسمعها تقلد على صوت صهيل الحصان .. من كثر ما تحب الحصان تعلمت تقلد على صوته
قبل لا يطلع ألتفت لمرت أخوة : خلاص يا ام سارة أنا بأخذها معي .. وإذا تأخرت بخليتها تنام عند أمي

هزت أم سارة رأسها بقلة حيلة .. ما تقدر على سارة وخصوصا إذا اجتمعت مع عمهــا
:
:
:


قبل لا يروحون المستشفى .. سلمى عزمت أسيل على كوفي شوب .. لأن دوامهم يبتدأ الساعة 6
سلمى : إيش رايك نروح أموري إلا بالراشد
أسيل : أوكي ما عندي ما نع

سلمى اشرت لسواقهم يروح لراشد .. ويوقف عند بوابة رقم ستة ..

أول مـا وصلوا طلعوا من المصعد لدور الثالث .. دخلو الكوفي شوب الهادئ بها الوقت من النهار .. جلسوا على أحد الطاولات سطحها عبارة عن سراميك مربعات والكنب البني المعتق ..

بعد ما طلبوا لهم
سلمى : أيش صار على تجهيزات زواجك
أسيل بلا مبالاة : ولا شي .. الشي الوحيد إلا جهزته فستان الزواج
سلمى شوي بتموت قهر من برود صاحبتها : أنتي بتجنني .. زواجك ما بقى عليه شي .. وأنتي أبد مو مهتمه
أسيل بملل : إيش تبيني أسوي
سلمى : لنفرض أنك كاره الزواج من كحيلان .. لكن الناس إيش عرفهم .. أولا وأخيرا الزواج واجهه للعروس مش العريس .. يعني لو زواجك مو حلو مراح يقولون الناس زواج كحيلان مو حلو .. راح يقولون زواج أسيل مو حلو
أسيل قرصها قلبها .. هذا زواجها .. وليلة الزواج مرة بالعمرة لا تتكرر .. حتى لو تكرة كحيلان .. لكن هذا زواجها على الأقل تحاول تفرح فيه وتحاول تظهره بالمستوى المطلوب قدام النـاس

من صمت أسيل ، عرفت سلمى أنها تفكر بكلامها .. ولازم تستغل ها الفرصة : طيب إيش رايك احجز لك بصالون يهتمون بك كـا عروسة قبل الزواج .. يسوون لك
Complete treatment from head to the toe

لمعت عين أسيل وفرحت للفكرة .. على الأقل يمكن تتغير نفسيتها .. وبنفس الوقت هي ودها تصبغ شعرها : أوكي ما عندي ما نع .. لكن بشرط
ابتسمت سلمى : اشرطي
أسيل : تروحين معي .. كفاية البندري مراح تشاركني بفرحتي بوجودها
سلمى : ليه طيب تبيني أروح معك أنا العروس !!
غمزت لها أسيل : على شان عبد الله
ضحكت سلمى بخجل .. قلبت أسيل الموقف : كيف عبد الله معك ؟
سلمى ومازالت إبتسامة الخجل مرسومة على شفايفها : تمام
كشرت أسيل : إيش ها الإجابة المختصرة .. أنا أبي تفاصيل
ضحكت سلمى عليها : ايش تبين أقولك .. معـه

فهمت العشق بحر احلام غزير غزير بليا قوع... فهمته بحر احلامي بحر عشقي بليا قاع..
فهمته نبض وفهمته لمس فهمته روح ولا مسموع ......فهمت ان العشق فرصة عمر متخبي بقناع

أسيل بحالمية : الله الله شوي تقولي فيه شعر .. كل هذا عشق
سلمى :
يسحرني ويجذبني له بكل تصرفاه .. ملكني بذوقة ورقته ..
وهي تمد يدها لأسيل .. تخيلي جاب لي ها الخاتم من غير ما أقوله .. هو حس أن كان خاطري فيه
أسيل وهي تناظر بالخاتم المتعلق بإصبع سلمى : مشاء الله الخاتم رووووووووووعة .. شكله ذويق عبد الله
ابتسمت سلمى وكملت كلامها :
بالذوق محد يقدر يجارية .. عمره ما ضايقني بشي .. بالعكس كل يوم والثاني معزته بقلبي تكبر أكثر .. وإلا يعجبني فيه أنه يعرف يحط حدود لنفسة
غمزت لها أسيل تبي تحرجها أكثر : يعني تبين تقنعيني .. أنه ما صار شي بينكم
سلمى فتحت عيونها : والله العظيم .. وهي ترجع تتسند على الكرسي .. خليتيني أحلف لك
ابتسمت أسيل لصديقتها .. ودعت لها بسرها أن الله يوفقها .. تستاهل سلمى طول عمرها قلبها صافي مثل اللبن
:
:
:
:








دخل مزرعة أبوه المرحوم .. بعد مـا وقف سيارتة قريب من الإسطبل .. نزل من السيــارة وهو حامل سارة .. وهي مبتسمة بسعادة لأنها أشتاقت لهذا المكان الجميـل .. نزلها للأرض تمشي بجانبه .. دخلوا الأسطبل وأصوات خطواتهم بين العشب اليابس المتناثر .. ينبه الخيـول لقدوم شخص ..

وصل لمعشوقته .. بوصوله وقفت له وكأنها أشتاقت له .. مسكها من اللجام .. وطلعها من الإسطبل ليـن الساحة الكبيرة .. كانت تمشي بقوامها الممشوق .. بكل خيلاء ..
تركهـا تدخل داخل الساحة وتعدو بكل حرية وكأنها بإستعراض للجمال .. بتمايل ذيلهـا الطويل مع الريح .. إلتقط سارة من الأرض ورمها بالهواء بقوة .. هي تفرح لهذي الحركة .. ومسكها وهي تضحك .. تشعر بالفرح وهي تعيش للحظات بين السماء والأرض .. والهواء يطير شعرها الناعم إلا طول لين تحت كتوفها ..
جلسها على الحاجز الخشبي وهم يراقبون الخيل وهي تركض ..
رحل به تفكيرة لعندها .. يمكن غرور وكبرياء الخيل ذكره فيهــا

:
:

أنــا الغبي إلا رحت لهـا أعتذر منها .. والله هي ما تستاهل أحد يعتذر لها .. شايفه نفسها بزيادة .. على شنو أنا مدري .. إلا يسمعها يقول خريجة أكسفورد على غفله .. عمرها أن شاء الله ما داومت معي .. أنا الغلطان صراحة أنزل من مستواي .. على آخر عمري تجي بنت تقول لي هذا الكلام .. أنت بطريقتك هذي راح تفقد إحترامك لنفسك قبل لا تفقد احترام الآخرين
يعني طالبة أنتير لا راحت ولا جات ..
نفضت أفكاري وأنا اسمع سارة تناديني : عمــو
رديت عليها : هلا حبيبتي
سارة : متى راح نركب الحصان
: تبين تركبين الحصان
هزت لي رأسها .. ابتسمت لها ونطيت من فوق الحاجز لكن هي جسمها الصغير ساعدها تدخل من بين الحاجز الخشبي .. ضحكت على شكلها وهي متحمسة .. ركبتها على ظهر الحصان
: سارونه أمسكي زين
وأنا أشر لها عند السرج
سارة بزعل : لكن أنا ابيه يركض .. مثل قبل شوي
ضحكت عليها .. ها البنت تبي تسابق الريح .. مسكت اللجام وصرت أتمشى مع الحصان وهي على ظهره .. الوحيدة سارة إلا تنسيني هم الشغل وتخليني أضحك
:
:
:


دخل البيت وهو حــامل سارة على كتفة .. غارقة في نوم عميق مو حاسة باللي حاملها .. دخل على أمه بغرفتهــا .. لقاها منسدحة على سريرهـا الكبير ومغطية نص جسمها ببطانيتها الثقيلة بلون البيج
لفت علية أمه أول ما حست بدخوله الغرفة : إلا تأخرت يا عزيز
وهو يحط سارة على السرير جنب أمة : سارة هبلت فيني .. ومع الضحك والوناسة نسينا عمرنا
وهي تمسح على شعرها الناعم وهي نايمة جنبها : بعد عمري سارونه .. نامت من غير عشاء
عبد العزيز : لا يمه لا تخافي .. صالح العامل إلا بالمزرعة عمل لنا مشوي من إلا يحبه قلبك
ابتسمت على ذكرى المزرعة وصالح العامل المخلص لزوجها المرحوم : والله من زمان عن المزرعة والجلسات
عبد العزيز : خلاص ولا يهمك يمه بس خليني أفضى وارتب لكم جلسة معتبرة بالمزرعة
.. يله يمه تصبحين على خير
أم محمد : وأنت من أهل الخير

طلع لغرفته .. وهو هلكان .. بالأشهر إلا داوم فيها بالمستشفى وأنشغاله المستمر فقد لياقته .. كان متعود بلندن تقريبا يوميا يتمشى بالهايد بارك ويعمل رياضة .. أفتقد نشاطه ..
انسدح على السرير بعد ما غير ملابسة وأخذ له دش ساخن يساعده يسترخي .. أخذ له كتــاب غلافه بلون الليل وكأنه يدل على غموض الليل .. فتح لصفحة إلا وصل لها وكمل قراءة روايته سعادة السفير لـ غازي القصيبي .. بوسط اندماجة بالسلك الدبلوماسي وطريقة تفكيرهم وتعاملهم مع الآخرين بدبلوماسية .. المثيرة للإنتباة ..
:
:




ليــه يا عزيز فقدت صبرك وجلدك بطرقة تعاملك .. لها الدرجة صرت سريع اللإستفزاز والعصبية .. دائم الشخص الدبلوماسي في تعامله واللبق مثير للجدل والإنتباة .. ويقدر بطريقة تعامله يكسب الآخرين في صفة بدل ما يكونون ضده .. أنا لازم أحسن علاقاتي بها المستشفى ,, يمكن أظل طول عمري أشتغل بها المستشفى .. والعلاقات بهذا الزمن .. شي ثمين .. ويمكن بالمستقبل أستفيد من هذي العلاقات ..



صحيت الصبـاح بنفسية منشرحة .. قررت أن أبدأ أسبوع مختلف .. فتحت دولاب الملابس أفكر شنو ألبس بيوم السبت .. بداية الأسبوع .. من بين البدل طاحت عيني على بدله سودا .. مدري ليه تذكرتها .. لاحظت أنها دايم تلبس اللون الأسود حتى لو كانت تعشق هذا اللون مش لدرجة تلبسة كل يوم .. معقولة يكون سبب حزنها وسبب تعلقها باللون الأسود هو أن شخص عزيز عندها توفى .. هزيت كتوفي may be !!
طلعت لي بدلة سودا .. مع قميص أبيض


وأنا أدخل الكبك الفضي بكم القميص .. دخلت علي ســارة ببتسامتها .. كان مبين أنها توها سابحة لابسة ثوب ناعم قطني فية صورة بنت من الكرتون
: صبـــاح الخير عموووووو
نزلت لمستوى خدها إلا نعومتة مثل نعومة الورد الجوري ، أعطيتها قبله الصباح : صبـــــــــاح الورد
أنا لفيت للمرايا أرتب شعري .. شفتها من المرايا تركب السرير وتنــاقز عليه ..
وهي تناقز على السرير : عموووووووو خذني معك
ضحكت على حركاتها الطفولية : أول شي أنزلي من السرير
عاندتني أكثر وطارت تناقز بأقوى ما عندها ... ها المشاكسة تبيني ألعب معها .. بعد ما انتهيت لفيت لها بسرعة بمسكها .. لكنها كانت أسرع مني ونزلت من الجهة الثانية من السرير وطلعت من الغرفة ..
الله لا يحرمني من ها المشاكسة وخدودهــا الجميلين إلا أول ما يشوفها وده الواحد يقرص خدودها

ركبت سيارتي بعد مــا شغلت فيروز .. صوت فيروز حكاية مختلفة .. تجعل لصبح طعم آخر

نسم علينـا الهوى .. من مفرى الوادي
يا هوى دخل الهوى .. خدني على بلادي
يا هوى .. يا للي طاير بالهوى ..

:
:
دخلت القاعة إلا عادة نجتمع فيهــا كل صباح .. الكراسي مرتبة على شكل صفين بكل صف ثلاثة كراسي جنب بعض .. وبنهاية القاعة شاشة كبيرة للعرض مع جهاز بروجكتر
بدا morning report
وتضايقت لما مـا شفتها .. بالأسابيع إلا فاتت كنت أشوفها من أول الموجودين .. صارت تخاف تتأخر من بعد كلمتي لها .. لكن ها البنت شكلها عنيدة وراسها يابس .. يعني إيش تبي مني أكثر من اني أعتذرت لها .. وهي سمعتني كلام فيه قله ذوق لشخص أكبر منها .. يعني تعادلنا خلاص ..
براحتهـا إذا ما تبي تداوم هي إلا راح يأثر على تقيمها ومستواها كـا طبيبة

أول مـا خلص المورنغ ربورت .. دخلت جناح 41 وطلبت من الممرضة تجهز الملفات على شان نبدأ الراوند ..
كنت منشغل وأنا أكلم دكتور زميل في الممر عن حالة جديدة داخلة بالويك آند .. مدري ليه كل دقيقة أرفع نظري للباب إلا يؤدي لقسم الجراحة .. وكأني منتظر أحد يدخل منه ..
رفعت حاجبي و أنا أشوفها مقبلة علينـا وبيدها كوب ستاربكس .. كان لبسها مختلف نوعا ما .. صحيح ما زالت متعلقة باللون الأسود لكن أنا اشهد أنها أنيقة وفيها خيلاء الخيول ..

كانت لابسة تنورة سودا بقصة السمكة مع بلوزة سودا فضفاضة تمسك عند الخصر ولابسة معها سلسال لؤلؤ طويل .. لمعة حبات اللؤلؤ ملفته للأنظار .. وكأنها توحي للأنظار أنها لؤلؤ حقيقي ..

كانت تمشي بكل ثقة وكأن ما همها تأخيرها .. كنت ناوي أعلق على تأخيرها عن الدوام الرسمي .. لكن مدري ليه نسيت مع إبتسامتها المشرقة وأنا أشوف أسنانها إلا كأنها لؤلؤ مصفوف ..
" صبـــاح الخير "
حسيت حالي وكاني مسحور للحظات بإبتسامتها .. أول مرة أشوفها تبتسم .. و عييت من أفكاري السخيفة ورديت عليها : صبــاح النور .. نبدأ

حسيتها راجعه بنفسية مختلفة .. وبما أنها كانت مداومة بليلة الخميس .. يعني عندها علم بكل الحالات الجديدة إلا دخلوا المستشفى .. قدمت لي الحالات .. الحق ينقال الـ history كان perfect .. يعني صراحة ولا أحسن دكتور راح يقدم لي cases بالطريقة إلا قدمتها


وحنـا طالعين من الجناح رايحين لقسم النساء .. كان في بالي سؤال .. ما قدرت أمنع نفسي مــا أسألها : دكتورة البندري ؟
بما أنها كانت تمشي قريب مني لفت وجهها : نعـم
: أنتي متخرجة من أي جامعة
لاحظت شبح الإبتسامه إلا انرسم على محياها : أنـا خريجة الإمارات جـامعة .........
رفعت حاجبي : مشاء الله .. هذي تعتبر من الجامعات القوية بالخليج وحتى بالوطن العربي
اكتفت بإبتسامتها وما علقت
: حلوة الحياة هناك !!
ادري ان سؤالي غبي وسخيف .. لكن مدري ليه ودي أعرف عنها أكثر أو حتى عن طريقة تفكيرها
جاوبتني بكل ذكاء ودبلوماسية : ليه السؤال !! تفكر تعيش هناك !!
وأنا أعطيها نظرة جانبية : ليــه لا

*
*
*
*

جـالس على الكنب البني الفخم بتصميم أمريكي .. يناظر شاشة التلفزيون بإندماج وهو يستمع للأخبار اليومية
تمتم بيضق لنفسة : مساكين المسلمين كل يوم ينقتل منهم الآلاف ولا أحد حاس فيهم بها العالم ..
سمع صوت التلفون .. وبعد ثالث رنه رفع سماعة التلفون .. وصله صوت أخته أم محمد
: هلا يــا أخوي .. شلونك ؟
أبو دلال : بخير الله يسلمك .. أنتي أخبارك وأخبار زوجك والأولاد
أم محمد : بخير .. كلهم يسألون عنك
أبو دلال : والله اعذريني يا أختي أنـا مقصر بحقك .. لكن إن شاء الله هذا الأسبوع أزورك بما أني طالع إجازة
أم محمد : الله والنبي يحيك .. تنور البيت بأي وقت
حس بو دلال في بالها كلام وما هي عارفة تبتدي من فين : خير يا أم محمد بقيتي شي
أم محمد : سلامتك يا خوي .. بس متصلة شفتك تأخرت ما رديت علي بالموضوع إلا كلمتك فيه
أبو دلال ، خانته ذاكرتة .. وما يدي عن أي موضوع تتكلم عنه : أي موضوع يا ختي
أم محمد : هووووووو ايش فيك يا خوي نسيت .. موضوع خطبة دلال
أبو دلال : اعذريني والله نسيت .. الكبر شين .. وأنتي الله يهديك ما دقيتي علي تأكدين الموضوع على بالي غيرتي رأيك
أم محمد : والله الولد مُصّر يبي البنت وشاريها
أبو دلال : على خير أن شاء الله .. والله البنت مثل بنتك .. تقدرين تجين وتكلمينها .. وما أظن بترد عمتها بكلمة
أم محمد : خلاص شورك وهداية الله .. اليوم المغرب أنا عندكم
:
:
بعد مـا سكر من عند أخته .. نادى على بنته

دلال وهي تجلس جنب أبوها : هلا يبه .. خير بقيتني
حاول أبو دلال يكون حنون معها .. من بعد طلاقها حس أن البنت أنظلمت بحياتها كثير .. ويمكن ها الإحساس جاء متأخر
: يا بوك تجهزي اليوم .. عمتك اليوم جاية على المغرب تبيك بموضوع

دلال .. من جاب طاري عمتها قرصها قلبها .. أكيد الموضوع اياه .. احتارت بشنو ترد على أبوها والله على عمتها .. أكيد إذا رفضته يمكن تتضايق عمتها منها .. وما تقدر تنكر أن عمتها أم محمد كانت حنونه عليها لما كانت صغيرة وكانت دوم تدافع عنها قدام زوجة أبوها .. وتستحي تحط عينها بعين حرمة أكبر منهـا أو ترد لها كلمة ..

*
*
*
*



نطت سلمى من الفرح بعـد ما سكرت أمها السماعة من أم عبد الله .. لمحت لها أن ودهم يخطبون ريوم .. وأن يوم الخميس راح يجون يتقدمون رسمي ..

وأخيرا يــا خالي راح تتخلص من أيام العزوبية .. والله اني أحس أن ريوم تناسبك حيـــل .. كفاية شخصيتها المرحة .. تخلي الواحد غصب يضحك وجلستها ما تنمل منها ..
ابتسمت على فكرة أن ممكن ريوم تغير من شخصية خالي الهادئة والانطوائية .. يمكن هو تعود على الهدوء والوحدة .. أكيد ريوم راح تغيره للأحسن

صحيت من سرحاني على صوت أمي تناديني : هلا يمه .. بقيتي شي !!
أمي : يمه جوالك صار له ساعة يرن وأنتي ابد مو حاسة فية
ناظرت جوالي شفت مس كول من عند عبد الله .. بعد عمري أكيد اللحين يمكن يفكر اني زعلانه منه على شان كذا ما رديت .. مسكت جوالي واستأذنت من أمي وطلعت غرفتي أكلمة على راحتي
:
:
انسدحت على سريري بالعرض وأنا ألعب بخصلة من شعري
: هلا عبد الله أخبارك ؟
عبد الله ، وكل حواسه الخمس تنطق بشوق لها : هلا بعمري هلا بروحي .. نـايمة !
رديت علية وابتسامة ارتسمت على محياي من اللهفة إلا كانت واضحة بصوته : لا .. أنا أصلا صاحية اليوم من رجعت من الدوام وأنا نشيطة
عبدالله : ليه .. إيش عندك
: أسرار
عبد الله بلهجة زعل : أفا تخبين عن حبيبك عبودي
ضحكت بخجل : بعدين تعرف .. واليوم بعد بروح مع صاحبتي الصالون انت عارف زواجها ما بقى عليه شي
عبد الله : بتروحين من صاحبتك هذي عرفناها .. شنو الشي الثاني
: ممممممممممممم ... عبد الله خلي أمك تخبرك
عبد الله : سلــمى ، شنو قولي حمستيني
ما قدرت أقاوم إلحاحه ، واسمي على لسانه له ميزة غير : اممممممممم .. أمي ناوية تخطب ريوم حق خالي يوسف

لاحظت صمته بس أسمع صدى أنفاسه .. معقولة هو مو موافق .. والله يمكن يفكر بالبندري .. صحيح أن الموضوع يضايق أن الأخت الصغيرة تتزوج والأخت الكبير متوفي زوجها وجالسة بالبيت .. لكن كل هذا مقدر ومكتوب

: عبد الله وينك !!
حسيت من نبرة صوته تتخللها الحزن مهما حاول يخفيها : لا ما فيني شي .. وهو يتهرب .. أفكر بريوم هي طول عمرها تقول متى يجي اليوم إلا اتزوج .. لكن هل إذا جاء وقت الصج بتوافق
: إن شاء الله خير
عبد الله : طيب حبيبتي خليني أشوفك اليوم
: آسفة ، والله ما أقدر عبد الله زواج صديقتي قريب ومشغولة معها
حسيته زعل من سكوته .. مدري ليه ها الأيام يدلع علي كثير لدرجة حسيته يغار من أسيل و إهتمامي فيها
عبد الله : طيب على راحتك
: عبودي خلاص حياتي لا تزعل .. قريب أن شاء الله تشوفني
ابتسمت على الفكرة إلا في بالي .. كله من أسيل حطتها في بالي

*
*
*
*

توني داخله البيت راجعه من الدوام .. سمعت صوت خالتي هدى جالسة مع أمي بمجلس النساء .. قلت خلني أطلع فوق أغير ملابسي وأنزل لهم ..

رتبت التنورة البيضاء الغجرية إلا لابستها وفيها تطيريز باللون الأصفر والبني على شكل عباد الشمس ولبست معها قميص بنفس الألوان .. رشيت من عطري المفضل على ملابسي .. ومسحت يدي بكريم خاص لليد .. أحب أحافظ على نعومة يدي وخصوصا مع كثر الغسيل والتعقيم بالمستشفى أخاف يصير عندي جفاف
:
:




" قولي لي يا ختي .. شكلك مخبيه عني شي "
أم عبد الله ترددت تخبرها أو لا .. تخاف أختها تنشر الخبر وهو ما بعد صار شي
هدى من النوع إلا تحرك يدها مع الكلام : قولي لي يا ختي .. انتي عارفتني زين .. ما ني من النوع إلا انشر الكلام .. اسمعه من هنا ويطلع من هنا
أم عبد الله بدت تستسلم : والله في ناس لمحو لي يبون يخطبون ريوم
هدى ضربت على صدرها : هووووووووو كيف تزوجون الصغيرة قبل الكبيرة .. مالكم حق يا ختي .. البندري وردة وألف من يتمناها
أم عبد الله .. كساها الحزن على طاري بنتها وعلى حالها : والله يــا أختي أيش تبيني أسوي .. ناس واجد تقدموا لها بعد ما انتهت عدتها .. لكن مالي قلب أفاتحها بالموضوع وأنا اشوف الرفض بعينها .. أنتي عارفة شكثر هي كانت تحب بندر الله يرحمه
هدى : الله يرحمه .. لكن البنت بعدها صغير ولازم تشوف حياتها مو تدفن روحها بالحيا



الكلام إلا سمعته حسيته مثل الطعون بصدري .. أول مرة أحس حالي وكأني عاله على أهلي وكأني حمل ثقيل عليهم .. أنا عارفة أنهم شايلين همي .. لكن مو لدرجة أنهم ودهم يتخلصون مني ويزوجوني .. أنا ما ابي أتزوج .. ما ابي أتزوج

ضاق صدري أكثر من ما هو ضايق .. مدري ليه محد راضي يحس فيني .. صعدت الدرج بخطوات كلي جروح .. دخلت غرفتي وسكرت الباب من وراي .. جلست على الصوفا وسندت يدي على الشباك .. وبدأ الحنين نزفه .. وطيفه مــلا الغرفة .. وكل الدموع تجمعت في حجر عيني

ذكرتك والزمان غروب
ذكرتك والمكان الشط بالصدفة
ذكرتك والعيون تذوب
دمعا من حنيني ما ستر خافي
ذكرتك يوم شفت الشمس غابت
والقمر ينساب من شرفه
ذكرتك والنجوم تلون إلحاف السما
وتعاتب الجافي
ذكرتك نصف قلبي هم شوق وهم حبك ما خذً نصفه
ذكرتك كل ما فيني حنين ودمعتين وكفي الدافي
ذكرتك وما ذكرت إلا عيونك والجبين كل ما عرفه
ذكرتك ما نسيت إلا جروحي والأنين ودمعي الصافي
أنــــا أول عزاي أني حملت العاشق إلا ما نسى حلفه
وأنا آخر عزاي إنك نسيتيني وأنا طيفك معي وافي

:
:
أنساك .. معقولة أنساك !!
لكن هم يبوني أنساك .. آآآآآآه ليتك يا بندر خذيت روحي معك ولا ظليت جسد بروح هايمه .. أحس بروحي تتمزق من بعدك .. آآآآه أنا عارفة أنك حاس فيني وأن روحك ما بينا .. ودي أحس بلمستك لو في المنام

غمضت عيني بألم .. الموت حقيقة وكل حبيب يكره يفارق حبيبة .. الله يرحمك ويغفر لك ويسكنه فسيح جناته



دخلت علي ريوم بمرحهـا .. حاولت أخفي دموعي وأستر جروحي .. على شان لا تحس بشي .. وتظن أني متضايقة أنها انخطبت

ريوم وهي تجلس جنبي على الصوفا : البندري سمعتي بالخبر الجديد
حاولت ابتسم لها : خير .. إيش عندك ؟
ريوم بخجل : عندي إحساس أن في أحد جاي متقدم لي
ابتسمت لها ، لأني عارفة الموضوع ، سلمى بالدوام لمحت لي : طيب إيش فيك شوي وتموتين علينا
ضربتني على كتفي : يعني ما صير أستحي
ضحكت عليها : لا كلش مو لايق عليك الحيــا
ريوم بزعل : البندري أنا اتكلم جد .. يعني ما تعرفي منهم
هزيت راسي بـ لا
سمعتها تتأفف : خير إيش فيك بعد
ريوم : توقعتك تعرفين
: طيب أنتي أصبري .. يا خبر اليوم بفلوس بكرة يصير ببلاش
ريوم بإصرار : لكن أنا أبي أعرف اليوم .. وهي تناظرني بشك .. عندي إحساس أنك تعرفين شي عن الموضوع
ابتسمت داخل نفسي : ريوم تراني ما ني رايقه لك .. يا تقولين شي عدل والله أطلعي من الغرفة
ريوم وهي تتربع على الصوفا : تدرين أن زواج أسيل يوم الأربعاء هذي
ناظرت فيها عارفة بترجع تفتح لي نفس الموال إلا أحاول أسكرة مع سلمى : أيوة أعرف
ريوم : على شان خاطري خلينـا نروح
لفيت وجهي للجهة الثانية على شان لا تشوف تعابير وجهي وتناظر بعيني : ريوم حنا أنتهينا من هذا الموضوع .. ماله داعي تعيدين وتزيدي فيه
ريوم تبي تستعطفني : حرام والله صديقتك ومعاك بالإمارات تطلعون مع بعض وتأكلون مع بعض وبالأخير ما تحضري زواجها
رديت عليها : أحيان الظروف تحكم الإنسان
ريوم : أي ظروف !!
لا حول الله ، هذي إيش يفهمها : يعني تتوقعيني بروح بفرح وأستانس وأرقص .. وأنا أشوف نظرات الناس لي وتسأل منو هذي .. هذي أكيد إلا توفى خطيبها .. يا حرام مكسينة ما تهنت ..
تضايقت ما حبيت أكمل الكلام .. تنهدت بضيق .. قربت مني ريوم ومسكت يدي : البندري لا تضيقين خلقك .. إلا يريحك سوية

تركتها .. قمت ماشية للحمام بتوضأ .. ما أبدي أحد من البشر يواسيني ..
فرشت سجادتي ولبست إحرامي .. لفيت عليها وهي مازالت على نفس الوضعية لكن تفكيرها راحل لبعيد ..
كان ودها تسأل البندري عن يوسف وقصة حبه .. لكن ترددت حست الوقت غير مناسب .. وخافت أن أختها تفهمها غلط من سؤالها عن شخص هو ما يعني لها شي

: ريوم أتركي عنك التفكير وقومي صلي
وقبل لا تطلع من الغرفة سألتها : أمي وين ؟؟
ريوم وهي ترفع كتوفها : مدري ..يمكن بعدها مع خالتي
: طيب أنا راجعه المستشفى عندي مناوبة اليوم .. خبري أمي
ريوم : حرام عليك يا البندري تجهدي حالك .. شوفي شكلك بالمرايا مبين عليك مرهقة وتعبانه
رديت عليها : مقدر .. تغير جدولي لهذا الأسبوع
ريوم عرفت أن الكلام معي ضايع : على راحتك


كبرت وبدأت الصلاة .. بعد ما فرغت من الصلاة .. طلعت بدلتي الزرقا الفاتحة ولبستهـا .. هذي البدلة أخف للعمل وخصوصا بالطوارئ ..

*
*
*
*

بدأ العد التنازلي .. وما بقى إلا أيام معدودة على زواجهـا .. إحساسها ممزوج بفرحة بمؤقتة وتوتر .. وجود صديقتها جنبها خفف من التوتر عليها
توهم طالعين من الصالون وراكبين السيـارة ، بعد ما صبغت شعرهـا باللون العسلي إلا أعطاها مظهر مختلف مع بشرتها البرونزية
:
:


وهي تتلمس يدها بنعومة : إحساس جميل وأنتي طالعة من الحمام المغربي .. تحسين بشرتك وكأنها بشرة الأطفال
سلمى ضحكت على تعبيرها : أي صحيح وخصوصا أنتي متوصين فيك بالأعشاب على شانك عرووووووووس
ضحكت أسيل معها : أصلا لو ما أنتي شجعتيني .. كان عمري مراح أسوي أي شي من هذا
سلمى : يعني الواحد كم مرة يتزوج بالعمر .. مرة وحدة
أسيل سكتت وما علقت على الموضوع .. هي نفسها ما تدري إذا راح يستمر ها الزواج أو لا .. وهي مو مستعدة تقدم تنازلات على شان يستمر أصلا ..
ونفس الوقت عندها خوف من المستقبل ومن نظرة الناس لها .. تخاف يجي يوم وتحس بالخجل من نفسها .. ومن الناس إلأ حضروا زواجها .. يمكن الواحد يحاول يبذخ بزواجه يغطي التعاسة إلا بقلبه ..لكن إيش الفايدة مظاهر الفرحة والصرف ما داموا أصحاب الزواج مش على وفاق

*
*
*
*
هي نفسهـا مستغربة من معاملة عبد العزيز معها .. بالعادة لازم يرمي عليها كلام يضايقهـا .. سبحان الله اللي يغير ولا يتغير

سمعت ندا لها .. وهي في طريقها للكفتيريا تبي تأخذ لها أي شي تأكله .. لكنها تراجعت .. راجعه لقسم الطوارئ .. ما نادوا عليها إلا في حالة طارئة ..

وصلت غرفة الإنعاش .. شافت الدكتور عبد العزيز واقف جنب سرير ببدلته الزرقا مثل إلا عليها لكن الفرق أنها لابسة فوقها وايت كوت .. والشخص الموجود على السرير وجهه مغطى بالدم حتى صدره

حست برعشة بكل أطرافهـا .. والموقف ينعاد قدامها .. منظر قطرات الدم المتلطخة على جسده وعلى وجهه.. ها الموقف ذكره به .. جسد من غير حرك وكل مؤشرات الحياة توقفت عنده .. تصنمت بوقتها وما عرفت تتحرك
لف عليها عبد العزيز مستغرب من وقفتها ، ناداها بصوت عالي : البندري
مكست وجهها بيدها الثنتين و هزت رأسها بقوة : I can't
ناظرها بقوة وهو مستغرب حالها .. ما توقعها ضعيفة بهذي المواقف
حاول يشجعها تتقدم وتساعده في إسعاف المريض : you can do it, come in
هزت رأسها بقوة والدموع تجمعت بعينها .. وطلعت ركض من المكان ..
استغرب حالها .. لكن الوضع إلا هو فيه ما يسمح له يسترسل بأفكاره .. رجع للمريض إلا يحتاج لإسعافه

:
:
بعد ساعة دورها .. طول الوقت وهو يفكر فيها .. ومستغرب من وضعها ما يبين من شكلها أنها من النوع الخواف أو أن قلبها رهيف بهذي المواقف .. عجل كيف هذي تخرجت من الجامعة !!
توقع أنه يشوفها جالسة بالكفتيريا .. لقاها جالسة على أحد الكنبات .. ونظرها مركز على بقعه معينه .. لكن هي واصلة بأفكارها .. لعالم ثاني .. عالم يجمعها هي وأحزانها بس .. شوفتها بها المنظر كسر خاطرة حس أن الموضوع أكبر مما هو يتخيله .. أخذ كوبين قهوة .. وقرر يجلس معها بنفس الطاولة .. بما أن الوقت متأخر من الليل .. وبـ ها الوقت يكون المستشفى هادئ وخالي من الناس .. ما عدا من بعض الدكاترة المناوبين وبعض عمال النظافة

جلس على كنبة قريبه من الكنبة إلا جالسة عليها .. وحط كوب القهوة قدامها .. توقع أنها تنتبه له أول ما جلس .. لكن أبــد هي سارحة في عالم خيالها
حس أن الوضع محرج .. هو نفسه ما يدري إيش إلا جابه وجلسة جنبه .. وما يدري في أي موضوع راح يتكلم معها وبأي طريقة .. لكن في شي واحد في بالة وشاغله .. هي إيش فيها ؟؟

: دكتـــورة
أولـ مرة تنتبه لنغمـه صوته .. له نغمه مميزة
كانت منزلة عينها للأرض .. رفعت عينها والتقت نظراتهم .. شافت نظرته الحادة والمميزة لكن لمحت الاهتمام والسؤال بنظرته
عبد العزيز، وهو متوتر مو عارف كيف يسألها من غير ما يكون متطفل : أبد ما توقعت يكون قلبك ضعيف .. وإلا عرفته أن هذا مو أول روتيشن لك .. يعني أكيد قابلتي حالات كثير قبل .. وهو يعقد حواجبه .. يعني إيش إلا صار ها المرة

أستنشقت من الهواء .. تحس بكتمه داخل صدرها وكأن الأوكسجين قل .. بسؤاله .. هو يضيق عليها وهي ما ودها تتكلم .. لكن بنفس الوقت هو يحتاج إلا تبرير لموقفها .. أنها تترك مريض يحتاج إلا مساعدتها

لاحظ سكوتها وكأنها منحرجه منه : يا دكتورة .. أفرضي أنا ما كنت معك .. يعني راح تتركين المريض يموت .. لازم تقسين قلبك شوي وها المناظر ما تأثر عليك وما تبكيك .. أنتي دكتورة فاهمة يعني شنو دكتورة

مر شبح ابتسامه على ثغرها ، هو يظن أن قلبي ضعيف ورقيق وما يتحمل هذي المواقف .. صحيح أن مر علي حالات كثير لكن مدري ليه ها المرة تذكرته .. يمكن لانه كان المريض ينزف كثير .. واليوم بالذات طيف بندر ما ترك خيالي
: كيف المريض إيش صار علية

تنهد عبد العزيز ، مصرة تتهرب من الموضوع : البركة فيك بقا يموت المريض
فتحت البندري عيونها على وسعها وحطت يدها على فمها تمنع شهقة أو صرخة تطلع منها

جاء على بال عبد العزيز يضحك ، لأن بحركتها ذكرته بسارة حساها برئية وتصدق أي شي ينقال لها : هههههههههههههههههههههههههههه .. صحيح من قال قلب الحريم رهيف .. نصيحة للقلبة رهيف يجلس ببيته أحسن له .. والمريض بعده عايش نقلناه للعناية المركزة تحت الملاحظة والحمد الله ما أحتاج لعملية .. لو كان يحتاج لعملية كان جرجرتك معي

كان يحاول بأسلوبه يكسر الحواجز إلا بينهم .. لانه بدأ يتقبل فكرة أنه راح تطول المدة وهي تشتغل معه

ما درأ أنها كرهت تفسير الأمور على كيفه .. وقهرتها كلمته إلا قلبه رهيف يجلس ببيته أحسن له
وقفت من مكانها .. هو ناظرها مستغرب من موقفها .. ما يظن قال كلام زعلها : بالأذن دكتور أنا تعبانه وأبي أرتاح .. وماله داعي تفسر الأمور على هواك .. أنا لو قلبي رهيف كان طلعت من أول يوم درست فيه الطب

كان يناظر طيفها إلا اختفى وراء الجدران .. كان يمزح معها .. ما توقع أنها ما تتقبل مزح لها الدرجة .. أن عاملتها بجدية تضايقت .. وأن مزحت معها تضايقت أنا احترت معها ها الإنسانه

:
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
طلعت للغرف الخاصة للأطباء المناوبين .. علقت الوايت كوت بعد ما قفلت باب الغرفـة .. أكرة شي بالمناوبة وقت النوم .. طفيت الأنوار كلها .. أحس بصداع .. والأنوار القوية تزيد علي الصداع .. يمكن جلستي بالظلام تخفف الصداع إلا أحس فيه .. انسدحت على السرير الصغير والضيق إلا ما يسمح للواحد يتقلب كثير ..

حاولت أغصب نفسي على النوم .. لكن النوم مجافيني .. مشكلتي إذا ما أنام على سريري ما يجيني نوم .. يا ليتني من النوع إلا وين ما يحط راسة ينـام .. ناظرت الساعة بضيق توها الساعة 3 الفجر .. أبي أرجع البيت ومين راح يجي يأخذني .. اففففففففففففف .. رفعت الجوال مالي غير أخوي عبد الله .. لأني أخاف أرجع مع السايق بروحي بها الوقت المتأخر .. سامحني يا خوي إذا ازعجتك بها الوقت

رن مرة ، ثنتين ، ثلاث ... أبد لا حياة لمن تنادي .. تلاقين عبد الله أمس سهران يكلم سلمى واللحين مكبر المخدة يعني مالك أمل يجلس من النوم ..
لكن الحمد الله قبل لا ينقطع الإتصال وصلني صوته الثقيل .. إلا يدل أنه جالس من سابع نوم : خير يا البندري .. داقة علي ها الوقت

ابتسمت ، مسكين كسر خاطري صحيته من نومه وشكلة متخرع : لا سلامتك .. سوري إذا صحيتك من النوم .. بس معليه تجيني تأخذني من المستشفى
عبد الله ، بلهجة مأساوية : حـــــــــرام عليك ، أنا تعبان وأبي أنام وتجلسيني من عز نومي
: حبيبي عبودي .. تعال لي وبعدين ارجع نام ..
عبد الله : محد يدلعني غير حبيبتي سلمى
مدري اللحين أعطية كيف على شان يصح من النوم : الله وكبر .. نسيت اللحين لما كنت تترجاني على شان أخطبها لك .. واللحين ما تبيني أدلعك .. إذا ما دلعت أخوي الوحيد حبيبي منو أدلع

البندري بالنسبة لعبد الله شي كبير ، ولها معزة خاصة غير عن كل العالم .. ومستحيل يرفض لها طلب لكن هو يحب يتناقر معها شوي ويرفع ضغطها : تامرين أمر أنتي يا دلوعة أخوك .. عطيني نص ساعة ابدل وأجيك

: اوكي .. أنتبه على نفسك


لبست عباتي على البدلة وأنا قرفانه منها .. أبي أرجع البيت أسبح وأغير ملابسي .. حاولت ألهي نفسي بالتلفزيون الموجود بالغرفة على ما يوصل عبد الله
:
:

أول مـــا دق علي عبد الله .. طلعت له من بوابة الطوارئ الخالية من الناس والمواقف المستشفى فاضية إلا من سيارات الدكاترة الموجودين ..
شفت عبد الله يبتسم لي من أول ما طلعت من البوابة وفاتح نوافذ السيارة لأن الجو بالفجر جنـــــــــــان ، يعطي لليل سحر وخيال رائع





ركبت البندري سيارة عبد الله وهي مو حاسة باللي كان واقف برا المستشفى .. ويدخن .. وكان نسيم الليل يحرك شعرة بكل حرية .. كان يكون سحابات من الدخان وهو ينفث من سيجارته بكل ضيق ..
انتبه لها وهي تركب السيـــارة .. وكان الرجال إلا داخلها يبتسم لها .. توقعه زوجها

:
:
:
:
:


صحيت على الســـاعة 6 .. نمت لي ساعتين بس .. أخذت لي دش ساخن على ها الصبح البارد .. بعد مــا طلعت من الحمـام لقيت ريوم جالسة بغرفتي
: غريبة ريوم جالسة من صباح ربي مو من عادتك
ريوم وهي تحك شعرها ومبين من عينها أنها ما نامت كويس : النوم عيــا يحتضن جفن عيني
ابتسمت لها : الله عليك ، اشوف صرتي شاعرة
ريوم : بعد شسوي من الزهق
وأنا أنزل الفوطة عن شعري : يعني أنتي تقرين شعر من الزهق بس !!
ريوم : لا .. احس الشعر يعبر عن ما يخالجنا من مشاعر .. يمكن بطريقة أبلغ مما حنا نعبر فية

انبسط على طريقة تفكيرها .. ما ودي الفراغ يجرفها لطريق ثاني .. ريوم حتى لو كانت تبين قدام الناس أنها من النوع المزوح وتضحك .. لكنها حساسة وتحب قرأة الشعر والخواطر



وأنــا أمشط شعري قدام المرايا .. أنتبهت أنها فاتحة دولاب ملابسي ومطلعة تنورة جينز وقميص باللون الوردي .. توقعت أنها تبي تلبسها بالجامعة لأنها تقريبا تلبس نفس مقاسي ..
ريوم وهي ترفع القميص على شان أشوف أنعكاسة على المرايا : إيش رايك بهذا القميص
رديت عليها : حلو .. ليه ناوية تلبسيه اليوم بالجامعة ؟؟
ابتسمت ابتسامة خبثيه : لا .. أنا اليوم حبيت أطلع لك ملابس الدوام
من غير شعور مني كشرت ولفيت عليها : أنتي تعرفيني يا ريوم .. بالدوام ما البس غير الأسود
ريوم : ليه .. ما مليتي من الملابس السودا
ما حبيت أضيق خلقي على الصبح واشرح لها ، رديت عليها بلهجة حادة : ريــــوم ، وبعدين معك .. ترا مزاجي مقفل على أول الصبح .. كفاية أني سمعت كلامكم وغيرت اللون الأسود من لبسي قدامكم .. لكن بالدوام أنا حرة بلبسي

ريوم مصرة إلا تغير منها لو جزء بسيط : طيب طيب لا تعصبين يا شيخه .. راح أطلع لك شي يعجبك

حملت الملابس وراحت ناحية دولاب الملابس إلا مليان ملابس وأرفف .. طلعت تنورة بيضا مشجرة باللون الاسود وبنهايتها شريط أسود حرير ومعها قميص أسود مطرز عند ناحية الصدر بالأبيض


جت وحطت الملابس على السرير : طيب أيش رايك بهذي التنورة

ابتسمت لها وعلى إصرارها أنها تلبسني اليوم من ذوقها : الله عليك ، من فين طعتي ها التنورة من زمان عنهــا
ريوم : مكودة بالدولاب وأنتي أبد مو حاسة بملابسك .. الملابس تصرخ تقول البسيني

: هههههههههههههههههههههه ، ما تبطلين من حركاتك يا ريوم .. طيب ممكن تطلعين ببدل ..
وهي تنسدح على سريري وتغمض عينها تمثل أنهـا نايمه : أسفة .. بدلي وأنا بغمض عيني
: عمى بعينك .. بروح غرفتك والله شكلي راح أتأخر مع سوالفك


بعد مـا بدلت دخلت الغرفة بمزاج مختلف .. يمكن الشي البسيط إلا سوته أنه غيرت من ستايل ملابسها إلا اعتادت علية .. من اللون الأسود .. كسر لو شي بسيط من الروتين اليومي يخلق تغير بالنفسية .. سحبت لها من دولابها صندل أسود كعب

فتحت عينهـا ريوم لما حست بإختها تدخل الغرفة وريحه عطرها المميز وصلهـا وانتشر بالغرفة
ريوم بإعجاب : الله يا البندري .. كلاسيك البدلة عليك وكأنك رايحه مؤتمر


ابتسمت على إطرائها ، وأنا أجلس على الكرسي إلا عند التسريحة : تسلمين .. يا الله متى يجي اليوم إلا أصير فية دكتورة وألقي محاضرات بالمستشفى وألبس بدل رسمية


شفت ريوم تناظرني وأنا منزلة راسة أربط الصندل : شنو أنتي لابسة أحد يلبس كعب بالدوام
عقدت حاجبي ، وأنا أرفع ساقي أشوف الصندل علي : هذا تسمينه كعب .. بالعكس عادي متعودة علية .. واليـوم ما اتوقع عندنـا راوند طويل لان ما في مرضوا دخلوا القسم
ريوم وهي تقوم من السرير : حتى ولو .. أحسه يتعب
ناظرتها : انتي يا حلوة مو متعودة إلا على الفلات وكأنك عجيز
ريوم بغرور : الموضه كله فلات
: ممكن .. لكن أنا برأيي الفلات يرخي عضلات الظهر ويخليك تاخذين راحتك بالمشي .. ويصير تمشين كأنك بطريق
ريوم : ههههههههههههههههههههههههه .. مش لها الدرجة
: والله لا حظي .. غير عن لما تلبسين جزمة فيها كعب بسيط مش كعب عالي مرة .. تتغير مشيتك .. ظهرك يصير مستقيم .. وتمشين بكل ثقة
ريوم : أقول يا أم ثقة .. ألحقي على الدوام .. قبل لا يطردك الدكتور ها المرة

اوووووووبس خذتنا السوالف .. صادقة ريوم يمكن ها المرة يطردني إذا تأخرت مو غريبة عليه .. كفاية هو كل يوم يأخذ علي موقف سيئ .. وكفاية موقف أمس

نزلت بسرعة بعد مـا أصرت أمي إلا أفطر معها قبل لا امشي .. وأول ما وصلت المستشفى دخلت قاعة الإجتماعات الكبيرة .. وكنت آخر الوصول .. الدكتور عبد العزيز حس بدخولي وإلتفت ورمقني بنظرة ..
أكرة نظراته لي .. ما ني قادرة أفهم شنو معناها
:
:
:

بعد ما انتهينا من الراوند الصباحي بقسم الجراحة .. بقى لنـا المريض إلا أمس وإلا نقلوه للعناية المركز .. بصراحة أنـا ما أدل ICU .. فعشان كـذا اظطريت أمشي وراه .. لأن المستشفى كبير وخفت أضيع وأنا مــا أدل
وقفنـا قدام المصاعد .. ننتظره يوصل .. زين ها المرة أحترم وجودي معه وما نزلني بالدرج .. كفاية هو مشحططني ومكسر رجولي من مكان لمكان ومن زين الليـاقة ما يستخدم إلا الدرج الظاهر المصاعد أعدائه .. فتح المصعد من بين الثلاثة مصاعد .. أنا لا حظت أن المصعد مزحوم وأغلب إلا فيه رجال .. أنا توقعته يتركه يروح وينتظر واحد ثاني يجي .. لكني أنصدمت انه مشى ودخل المصعد .. أنا احترت .. امشي وراه واركب المصعد والله انتظر واحد ثاني يجي .. المشكلة الموقف إلا انحطيت فيه ما ترك لي مجال وما اعطاني فرصة أسأله هو على فين رايح .. اضطريت اركب معه المصعد المزحوم .. بلعت ريقي من الإحراج إلا أنا فية .. والله لو حنـا نازيلين بالدرج أرحم لي .. ولا انحط بهذا الموقف .. أنا كنت قدامه مباشرة وكنت معطيته ظهري .. أنا من كثر خوفي أن يلامس جسدي جسده لزقت بالبوابة وحطيت يدي عليه .. وأنا أحس أني متوترة ومرتبكة أول مرة أنحط بهذا الموقف ولعنت نفسي ألف مرة يوم فكرت أركب معه وأمشي وراه ..
وأول ما فتح باب المصعد .. ما حسيت بشي ولا فكرت بشي .. غير أن الفرج جاء وأنفتح الباب .. ابي أطلع بأقصى سرعة عندي ..
مـن كثر تفكيري وعدم تركيزي .. ما حسيت بيدي اليسار إلا مشت مع باب المصعد وهو ينفتح ودخلت معه داخل .. لما جيت بطلع .. حسيت بيدي .. خفت لحظتها .. وحاولت اسحب يدي .. اكتشفت لحظتها أن يدي علقت ..
بما أن الدكتور عبد العزيز كان وراي على طول انتبه ليدي مع انه كان مشغول يتكلم مع دكتور ثاني معنا بنفس team
صرخ علي لا أسحب يدي بقوة .. أنا كنت وقتها ما أحس بالألم .. بل فقدت هذا الشعور .. كل خوفي أن يدي تطلع لكن من غير أصابعي .. وقفوا المصعد على شاني .. هو مسك يدي .. وبحركة سريعة طلعها .. لكن وقتها كانت أصابعي النحيلة والرقيقة تنزف دم .. ضغط علي يدي بقوة .. وقتها حسيت بألم فضيع .. غمضت عيني بقوة من شدة الألم وغصب عني طلعت آآآآآآآآآآآآآآه .. سحبني وراه بسرعة .. لغرفة العلاج إلا بقسم العناية المركزة .. وجلسني على كرسي .. يحاول يوقف النزيف .. ويلف يدي المجروحة
أنـا كنت مغمضة عيني وأحس بخدر بيدي .. مو مخدرة من لمسة يده العريضة وفي حركة يده السريعة وهو يحاول يضمد الجرح .. أحساسي وكأني مخدرة من الألم .. من قوة الألم ما عدت أحس بأصابعي .. وياليت منظر الدم وهو يقطر على الوايت كوت هون علي بل عصف قلبي ألم .. هاجت علي أحزاني وقتها وأنا أنتذكر هذاك اليوم .. تجمعت الدموع بعيني من غير إرادة مني
سمعته يقول لي : فيك شي .. الجرح يألمك
غمضت عيني بقوة أمنع نفسي أبكي : مــا فيني شي .. مـــا فيني شي
الدكتور عبد العزيز : لا تخافين جرح في طرف إصبعك .. أن شاء الله راح يطيب

من كلمته دمعه خانتني ونزلت على طرف قلبي


ما فيني شي ...ما فيني شي ..
حبيبي لا تقلق علي ...ما فيني شي ..
جرح في طرف اصبعي بيطيب ويمكن يختفي ..
لمى يدك تلمس يدي ..لمى يدك تلمس يدي..
ضحكتني .....ضحكتني ...
لو تشووف جروح قلبي وش تقوول ...
لو تشووف اهمومي واثقال الحمول ..
لو تحس بضما روحي لفرحه ..
كان صابك من مقاومتي ذهول ..
ما فيني شي ..ما فيني شي ..
..
اللي شفته في حياتي مو قليل ..
لاتغرك ضحكتي حزني اصيل ..
ما يفارقني ابد لو حتى لحظه ..
ما عطى احبابي من وصله بخيل ..
ما فيني شي ..ما فيني شي ..
..
العذر منك حبيبي والسمووح ...
غار جرح القلب واجبرني ابوح ..
لاتلومه من عذابه حن نفسه ..
وختلط الجد مع بعض المزوح ..
ما فيني شي ..ما فيني شي ..
حبيبي لا تقلق علي ..
جرح في طرف اصبعي ..بيطيب ويمكن يختفي ..
لمى يدك تلمس يدي ...
ما فيني شي..ما فيني شي..

:
:
مسحت دمعتي بسرعة .. ما درت أنه لمحها .. ضحكتني .. آآه تفكرني متألمة من جرح بإصبعي .. عجل لو تشوف جروح قلبي وش تقول .. أنا محتاجة لحبيبي يداوي جروحي ما غيرة بنــدر

:
:
:

حن قلب عبد العزيز وقتهــا وكسرت خاطرة .. حس أن الجرح والموقف المحرج إلا انحطت فيه أثر عليها .. بها الوقت بذات حس أنها بنت رقيقة ومرهفة الحس .. لما شاف دمعتها وهي مسحتها بكل كبرياء خايفة يشوفها ..
: دكتورة تقدرين ترجعين البيت .. شكلك تعبانه
ناظرتة البندري بإمتنان وشكر .. الحمد الله أنه حس فيها .. لأنها ما عندها قوة تواصل فيها يومهـا الطويل

: شكـرا دكتور
عبد العزيز بإبتسامه : العفو .. ما سوينا شي .. والله تبين تصيرين من مرضاي وتجين تراجعيني بالعيادة على شان أتأكد أن الجرح طاب

من غير شعور منه قال ها الكلام .. يمكن كان يبي يلطف الجو ما بينهم .. ويخفي نظرة الألم بعينها

ابتسمت له البندري للمرة الثانية .. وطلعت تاركته بحيرة .. من نظرة عينها المحيرة .. مثل البحر بغموضه .. وعينها الشفافة إلا تعكس ما بداخلها مثل شفافية الغيم .. وواضحة للعيان برسم الألم الموجود بقلبها .. مثل وضوح الشمس بضوئها المربك

* * * * * * * * * * *
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
( الجـــــ21 ــــزء )



ابتـدأ يوم جديد .. بميلاد شعور جديد .. تهتف الأفراح في هذا اليوم ويضحك القلب المتعب .. وتدمع العين دمعه السعـادة
تكتمل صورة إبداع الخالق بهذا اليوم الجميـل بقطرات المطر الهتون .. السـاحر
تنبأ عن قرب فصل الشتـاء


:
:


واقفة عن شباك غرفتهــا تراقب هذا الصبـاح وأجنحة العصافير تحلق بالسماء بعد هطول قطرات خفيفة من المطر

احتارت مع إحساسها وكيف تبدأ حكايتها منذ ضوء الشمس وهي واقفة بنفس المكان من غير حراك .. تشعل الشموع بين دموعها .. وفي قلبها وجع من تلك الأماني التي رحلت برحيل حقائبها .. تبحث عن ضوء الشمس وبريق الأفراح في عينيهـا
كل أهلها وصديقاتها فرحين لهــا .. لكن هي أبد لا تشعر بالفرحة .. يمكن الشعور الوحيد إلا يخالجها هو الخوف .. الخوف من المستقبل .. الخوف من العيش مع شخص هي تكره

عندها أمنية وحدة .. تود الهرووب من كل هذي القصور و المظاهر والأفراح إلا هي أبد ما تحس فيها .. تريد الهرب قبل أن تكون الليلة في بيته ويجمعهم مكان واحد .. وقتها وين راح تهرب منه .. تريد الهرب قبل أن يثأر منها وينتقم .. قبل أن يعبث بممتلكاتها كمـا يعبث المطر بسقف المساكن



" أسيل جهزتي "

أسيل لفت لأمها الواقفة بنص الغرفة .. ولابسة جلابية باللون الأحمر والبهجة واضحة للعيان من نظرة عينها لملابسها الفاخرة .. ما تقدر تخبي فرحتها بزواج بنتها الكبيرة
ابتسمت أسيل على شان خاطر أمها : ايه يمه جاهزة متى تبينا نروح الصالون
أم أسيل : خلاص أنتي كلمي سلمى تتجهز على شان نمر عليها .. وأنا جهزت فستانك ومجوهراتك والعطور .. لا تخافين حبيبتي .. إن شاء الله اليوم راح يكون مثل ما أنتِ تبينه
اكتفت أسيل ببتسامه باهته
:
:




بعد مـا مروا على سلمى وصلوا الصالون إلا كانوا حاجزين فيه .. لأن لضيق الوقت ما لقت لها مصففة شعر تجيها الفندق .. اختارت لها سلمى من أحسن الصالونات بالخبر .. ومن حسن حظها لقت لها حجز لأن هذا الوقت مش موسم زواجات ..
أول ما وصلوا الصالون من بعد صلاة الظهر .. سلمى هي أول من ابتدوا فيها وطبعا العروس آخر وحدة .. ولأن أم اسيل تبيهم يخلصون على المغرب ..



أسيـل كانت جالسة وضامه رجولها لصدرها بالكنبة إلا بصالة الإنتظار .. وماسكة جوالها تلعب فيه .. تحاول تلهي نفسها وما تفكر بزفتها .. ولا باللحظة إلا راح تجمعها بكحيلان .. ما تدري هي شنو راح تقول له والله هو شنو راح يسوي معهـا .. نفضت ها الأفكار من رأسها .. لأنها ما تبي تتخيل .. مجرد تخيل أيش راح يكون موقفه منها ..

انتبهت أن سلمى تناديها على شان تدخل وتبدأ مكياجها ..
: الله سلوم .. جنان عليك ها الميك آب .. شكلك راح تخبلين بعبد الله الليلة
سلمى تمثل أنها زعلانه مثل الأطفال : وين أشوفه يـا حسرة .. ما أنا مقابلتك 24 ساعة
ضمتها أسيل بطريقة مفاجأة .. وكأنها محتاجه تضم أحد تفرق الشحنات إلا فيها : الله يخليك لي يا سلمى .. حتى لو كانت عندي أخت أكبر مني مراح تسوي معي مثل إلا سويتيه

حاولت سلمى تبعدها عن حضنها ، وتقلب الموقف لضحك : بلاش ها الأفلام الهندية .. والدموع الليلة .. وهي تغمز لها .. تراني ما أحبها

دفتها أسيل بدفاشة : ابعدي عني .. أنـــا مدري كيف عبد الله متحمل لك
غمزت لها سلمى : نشوف إيش راح تسوين مع كحيلان
ناظرتها أسيل بنظرات قـاتله .. لو ما هم بالصالون كان اللحين راحت لها وداست ببطنها ..


بعد كذا سلمى طلعت من الصالون تاركة أسيل مع أمها .. لأنها نست بعض أغراضها بالبيت ما جابته .. فرجعت البيت مع أخوها مـــاجد
وهي بالسيـــارة دقت على البندري كــا محاولة أخيرة

" هلا البندري شخبارك "
البندري: بخير الله يسلمك .. إلا أنتي وينك
سلمى : أنــا توني طالعه من الصالون
البندري: أخبار أسيل .. أكيد محفله فيك
سلمى : هههههههههههه ، بعد عمري أسيل .. أحسها خايفة ومرتبكة .. على شان خاطري بنوووووووو .. تعالي الزواج
البندري: سلمى .. لا تخليني أزعل عليك
سلمى مصرة : أنا ما قلت لك أكشخي وحطي فل ميك آب وتعالي الزواج وارقصي .. على الأقل تعالي سلمي على أسيل .. أنا راح أطلعك جناحها من غير محد يشوفك
ترددت البندري وسكتت
سلمى : على شان خاطري .. والله مالي خاطر عندك
البندري بضيق : والله مدري .. لا تضغطين علي سلمى خليني على راحتي
سلمى خلاص يئست من البندري : على راحتك حبيبي
البندري: خلاص أشوف صورها بعد الزواج
سلمى : لكن غير لما تشوفينها على الطبيعة

مــا حبت تضغط على البندري أكثر وسكرت من عندهـا




ماجد بمزح : ما يصير أحضر أنا الزواج بدال صديقتك
ناظرته سلمى بنص عين : أنت أستريح مكانك .. مراح تدخل إلا زواجك أنشاء الله
ماجد : الله يسمع منك
ابتسمت له سلمى : شكلك جاد بالموضوع
ماجد : ليه لا
سلمى : أنت شد حيلك والسنه تخرج .. وأول ما تتخرج أنشاء الله نخطب لك
ماجد بجدية : لا أنا السنه جاد .. وإن شاء الله أتخرج .. بعد كم شهر راح أبدأ مشروع التخرج .. وأن شاء الله خير
سلمى بحب لأخوها : الله يوفقك أن شاء الله




:
:

طك .. طك
عقـــارب الساعة تتقارب من بعض .. وتشير لساعة 6 المغرب .. طلعت أسيـــل من الغرفة المخصصة للعرائس ..


بـــها ليله.. رحـــل القمر
و أسيل هي إلا راح تنور بضياها وبجمالها الأخاذ .. راح تنور ليله عمرهـــــا
كل من شافها سمى بالرحمن

ساعدتها أمها تلبس عبايتها وتركب السيارة وهي رافعه طرحتهـــا .. وأول مــا وصلت فندق القصيبي .. طلعوا لجناحهم والخدامة كانت معهم حاملة الأغراض

ساعدتها أمها تلبس فستان زفافهــا والعبرة خانقتها .. بنتها كبرت .. وجاء اليوم إلا تزوجها وتسلمهــا لزوجها ..
طلعت من علبة فخمة .. حلق كبيرألماس على شكل حلقات متصلة ويتخللها أحجار طبيعية .. ساعدتها تلبسه
خلاص العروسة جهزت
دعت لها .. وجابت لها العود الخالص تبخرها فيه
:
:
:
:
:


بمـــكان ثاني .. كانت سلمى حايسه بغرفتهــــا ..
بها الوقت رن جوالها بنغمة أجمل إحساس بالكون ..
تنهدت سلمى بشوق وهي تسمع نغمته .. لأنها من قلب مشتاقة له : هلا حبيبي
عبد الله : هلا بعمري .. هلا بـ كلي .. كيفك ؟
دايم سلمى من تسمع ترحيبه فيهـــا يعتريها الخجل : بخير دامك بخير
عبد الله يمثل الزعل : ومــن قالك أني بخير
سلمى من قلب خافت عليه ، خافت أن فيه شي : إيش فيك حبيبي !!
عبد الله : شدعوه يعني لو فيني شي راح تتركين زواج صديقتك وتجيني
سلمى جد زعلت من كلامه : يعني يــا عبد الله تتوقع أني أبديك على الناس !!.. وأسيل صديقتي مو أي أحد .. أنا أعرفها قبل أعرفك .. يعني مستحيل أكون إنسانه قليله ذوق وما أوقف معها بها الوقت
حس عبد الله أن سلمى زعلت من قلب من كلامه .. مع أنه كان باديها على أنها مزحة .. وهو ما يقوى على زعلها أبد : حبــيبتي والله مو قصدي .. أمزح معك .. وبعدين إذا كشرتي .. الصور اليوم راح تخرب
ما قدرت سلمى تمنع نفسها ما تضحك ، أصلا هي ما تقدر تزعل عليه : ههههههههههههههههههههه
عبد الله : فديت ها الضحكة وصاحبتها
إلا أنتي وين اللحين حبيبتي ؟
سلمى : جيت البيت ببدل وبرجع الصاله
عبد الله : يعني أجيك
سلمى: لا لا عبد الله .. أنا مشغولة .. خلهـــا بعد الزواج مرني بالصاله .. وأنا لك لين الشمس ما تشرق

عبدالله : مجنون أنـا أنتظر لين نهاية الزواج ألعبي غيرها يا سلمى
سلمى ملت من دلعه وهي وراها ألف شغله : عبد الله والله ما أقدر قلت لك
عبد الله بزعل : طيب على راحتك .. فمان الله

وسكر حتى قبل لا ينتظر ردهـــا ..

نظرت بالجوال مستغربة من تصرفاته اليوم .. إيش فيه هذا .. أنا ماني فاهمه ليه هو زعلان .. تضايقت لأني حسيت أنه زعلان مني .... اففففففففففففففففففف .. يا ربي شسوي بعمري .. أقسم روحي نصفين .. رميت الجوال على سريري بقهر .. ورحت أغير ملابسي
:
:
:


بهـــا الوقت عبد الله ، جالس بغرفته على الكرسي خلف مكتبة .. كان يدور بالكرسي يفكر كيف يشوف سلمى .. مو عاجبته فكرة أنه يشوفها آخر الليل هو يبي يشوفهــا قبل كل النـاس .. لأن هي صارت بالنسبة غير عن كل الناس .. فجأة تذكر الكاميرا .. فتح الدرج وطلع كاميرته السوني .. هو كان جاهز ولابس .. فعلى طول أخذ مفاتيح سيارته وطيران لبيت سلمى
:
:

أول مــا وصل لبيت سلمى .. ناظر بشكلة في المرايــــا ورتب شماغة .. وفتح درج السيارة وطلع عطرة BOSS وبخ على ثوبه وشماغة من فوق لتحت بحركة سريعة بالمختصر سبح روحة بالعطر

ودخــل البيت .. طق باب الصالة يستأذن .. وأول مـــا دخل الصالة شاف أم سلمى واقفة .. وسمـــع صوت حبيبته تنادي أمها بصوت عالي
: إيش فيها يمه سلمى تناديك
أم مـاجد وهي تعدل الشال إلا على راسها إلا جاي بنفس ستايل جلابيتها : والله مدري يا ولدي .. من ساعة تناديني .. وأنت عارف يا ولدي رجولي ما رحمتني ومقدر أطلع الدرج .. روح شوف أنت وشفيها
أبتسم ابتسامة عريضة .. جاته الفرصة من الله .. طلع الدرج وهو يركب بالدرجتين .. أولـ ما وصل الطابق الثاني أحتــار وين يروح .. لكن شاف غرفة على أيده اليمين .. غرفة بابهـا مفتوح نصه وصوت الأغاني صادر منها .. توقع أنهـا غرفة سلمى .. لأن ماجد مو موجود بالبيت ما شاف سيارته برا ..




وقف مسند يده على البــاب .. بريحه عطرهــا سرقت إحساسه وبفتنتها تخدرت كل حواسه

سرحان بشكلها الفتــان .. صحيح أن شافها بالمحل لابسة الفستان نفسه .. لكن اللحين سحرها كان طاغي .. حتى لدرجة كان غيران من لمس فستانها على جسدها .. كل شي فيهــا يصرخ أنهــا أنثى

فستانها السكري القصير بصندل كعب ذهبي .. ومكياجها الناعم لكن الطاغي علية حمرة شفاه حمراء صارخه .. زادت من بياض بشرتها ولمعان شعرها الأسود المرفوع بف وباقي شعرها مسيح ونازل على كتوفها ..

وإلا زاد سحرها تمايل خصرهـا مع نغمات الأغنية إلا مشغلتها


مـــن عرفتك كـل الحـواس الخمـس يـا شـوق حبـتـك
صرت لروح عنـــوان .. يا فدى الروح

انــت بمـكـان ويـطـلـع الـبـدر بـمـكـان واذا طـلـعـت يـضـيـع نــوره بهـيـبـتـك
:
:

حست بظلال شخص واقف عند الباب .. توقعت أمها هي إلا جايه .. كملت تفتح دروج التسريحة تدور على كريستاله تبي تحطها بشعرها .. كانت تتتمايل وتدندن مع أغنية أصيل أبو بكر ,,, مـا تغيرنـا عليكم .. إحنا مثل أول نبيكم .. يمكن بس إلا تغير .. زاد وزاد الشوق ليكم .. حبكم باقي بهوانا .. عايشن والله معانا .. ودنا يكمل لقانا .. وإيدنا تلمس إيديـكم

حست أن الشخص الواقف ما تحرك .. رفعت نظرهــا تشوف منو إلا واقف وهي ما زالت منزلة جسمها كانت تبي تفتح الدرج السفلي

تجمدت بمكانها وهي تشوفه واقف بمكانه بثوبه البيج وشماغة .. عدلت من وقفتها وهي مو قادرة تنطق بكلمة .. من شكله إلا سلب قلبهـــا وسحرها .. لكن عيونها تنطق ألف معنى ومعنى ..

عبد الله استغل ها اللحظة وبـ غفله منهـا صورهــا .. لأن شكلها لحظتها ساحر قليلة بحقها

" عبــد الله لااااااااااااااااااااا"

قرب منها عبد الله تارك الباب مفتوح : شنو إللي لاااا يا روح عبد الله
سلمى وهي مو قادرة تحط عينها بعينه : لا تصورني .. شكلي مو حلو
عبد الله بكلامه إلا يسحر قلبها : إذا شكلك كذا مو حلو .. عجل شنو الحلو
أنتي أصلا بنوركـ تنورين البدر
عبد الله حاول ما ينجرف بمشاعره : ليه كنتي تنادين أمك
سلمى وهي ما زالت منحرجه منه : كنت أبيها تسكر لي السلسال .. وهي ترفع السلسال إلا من شبكتها الألماس مع الياقوت
عبد الله : أخذ منها السلسال .. أنا راح اسكره لك
لفها بيده على شان يسكر لها السلسال ، سلمى لمت شعرها وجابته في ناحية وحدة .. بعد مـا سكر السلسال لها .. مرر صوابعه على عنقها وكتفها العاري .. ولفها نــاحيته

مـا قدر يقاوم حمرة الوجنتين وعيناها الساحرتين .. طوق خصرها حول ذراعية وطبع قبله على شفتيها الكرز من غير سابق إنذار

:
:




شافته سلمى حــاط يدة عند قلبه : آآآآآآآآآه يا قلبي
سلمى كانت راح تنجن من إحساس غزاها : سلامة قلبك
عبد الله وهو يناظر بعينها هيمان : انتي راح تذبحيني بحلاك ..
على شان خاطري حبيبتي ما أبيك ترقصين بالعرس
سلمى شوي وتبكي : ليه
عبد الله وهو يباعد غرتها عن عينها : أبيك بس ترقصين لي .. اعتبريني اناني
سلمى بطريقة استئذان : طيب عادي أصور مع أسيل
ابتسم لها : دامك تثقين فيها .. عادي عندي .. طيب يصير أصور أنا معك ؟؟
سلمى وهي تلف عنه تناظر بالمرايا تهرب من نظراته : ليه تبي تصور معي
عبد الله : ما كفاية صور الخطوبة ما رضيتي أخذها
سلمى وهي تثبت دبوس الكريستال عند مقدمة شعرها : أخاف أحد من أصدقائك يدخل غرفتك بالصدفة ويشوف الألبوم

عبد الله : صدقيني حبيبتي .. من خطبتك محد غريب دخل غرفتي .. أخاف أحد يشوف صورتك إلا حاطها جنب السرير

وافقت سلمى لأنها كسر خاطرها .. جلست على كرسيها الهزاز على رغبته .. وصورهـا كذا صورة .. وهي مبتسمة وجالسة بكل شموخ ، وهي تناظرة بحالميه وحاطة يدها عند خدها ومميلة راسها

" خلااااااااااااص عبد الله .. بعدين ببتدي أغار .. بصير عندك الصور وما تبي تشوفني "
عبد الله : أفـا ، دام عندي الأصل شبي بالصور .. وهو يناظرها برجاء .. بس صورة وحدة وأنا معك

ثبت الكاميرا عند مكتبها القريب .. وراح وقف وراء الكرسي وطوق عنقها بيده وهو مميل رأسة قريب منها ..
1، 2، 3 ،،، شيــــك


تحرك من مكانة طالع من الغرفة قبل لا ينجرف مع إحساسه : يله حبيبتي انا انتظرك تحت

:
:
:

أولـ ما طلع عبد الله الغرفة وسمعت خطواته على الدرج .. تنفست الصعداء وهمست لنفسها : يــا ربي عبد الله بجنني بحبه

خلني اتحرك بسرعة قبل لا تذبحني أسيل ...

فتحت علبة دهن العود ، ودهنت عنقها وعند رسغها .. وأخذت عبايتها إلا مخصصتها للأعراس ونزلت تحت تستعجل أمها إلا راح تروح معها

:
:

أولـ ما وصوا عند بوابة الفنـــدق .. نزلت في البداية أم سلمى من السيارة .. تأخرت سلمى ما نزلت بسرعة كانت تدور بطاقة الزواج ، إلا كانت ما سكتها بيدها لأن شنطتها صغيرة وتنمسك باليد .. وعبد الله مستمتع يبيهــا تجلس معه أكبر فترة ممكنه

رفع الكرت من جنبهــا : تدورين على هذا
تنهدت سلمى : ايه ، وين لقيته
عبد الله : جنبك ، وانتي مو حاسة فيه
فتحت سلمى الباب تبي تنزل .. لكن عبد الله مسك يدهـــا .. ناظرته سلمى برجاء .. يعني مو وقتك يا عبد الله أنا تأخرت .. عدل عبد الله غطاها إلا ارتفع شوي .. وهمس لهــــا : أحبــــــك

سلمــى تلعثمت بالكلام .. وما قدرت تنطق .. بس إلا قدرت تنطق فيه : مع الســـلامة
عبد الله : بحفظ الله
:
:
:


أولـ ما دخلت الصالة سلمت على خالتها أم اسيل وأم كحيلان .. وطلعت لجناح أسيـــل بالفندق وأخذت معها عبايتها يمكن تصادف أحد بطريقها للفندق وهي تركب الدرج .. مع أن ذاك الدرج محد يمر عليه إلا أهل الزواج


أولـ ما دخلت الجنـاح إلا موجودة فيه أسيل .. ، كانت أسيل واقفة ترتبها المصورة وترتب فستانها

أسيل عصبت أول ما شافتها : وينك يا الخاينه .. عشر ساعات على شان تجين

سلمى نزعت عبايتها وهي ميته حر ووجها محمر وهم رقبتها من الحرارة إلا تحس فيهـا

أسيل خافت عليها أول ما شافتها حمرا كذا : أشفيك .. كأنك داخلة حرب
سلمى وهي تلتقط أنفاسها خصوصا بعد طلعه الدرج الطويل : عبدالله عبد الله هبل فيني ما خلى فيني عقل

أسيـل ضحكت من قلب على صاحبتها : فديت إلا هبل فيك
ناظرتها سلمى بنظرة قوية : لا تتفدين رجلي
ناظرتها أسيل : ما لت عليك أنتي ورجلك عجل
ناظرتهم المصورة .. تضحك على أشكالهم .. ونادت على سلمى تصور مع أسيل كم صورة على شان يوقفون خناقهم .. حتى بالزواج بيتخانقون






بهــا الوقت دخلت عليهم لابسة فستــان أسود حرير مدّاخل مع شيفون بالطول معطية لمعه خاصة .. وجاي كلوش واسع .. وشعرهـــا الطويل نازل على كتوفها ويغطي نص ظهرها المكشوف .. وملامح وجهها ناعمة من غير مكياج

أسيــل شهقت أول ما شافتها .. لدرجة دمعت عينها

: تــرى مـا جابني إلا أنت .. وشوقي يـا أقرب الخلان .. أنـا والله ابد ما خنت ولا فكرت بالنسيــان

كملت أسيل معهـا كلمات الأغنية إلا تعشقها وعينها مغرقة بالدموع : إذا تقوى أنــــا مقوى .. ترى الدنيـــا ولا تسوى

جـات لها وحضنتهـــا بكل فرح وحب لصديقتهـا إلا صارت عروس و راح تفتقدها لما تسافر
أسيـل وهي تمسح دموعها : ما توقعتك تجين
وهي تبعد خصلة من شعرها عن عينها : مـا قدرت اخليك تنزفين من غير ما أشوفك
ريوم إلا دخلت من بعد أختها : مسحي دموعك لا يخرب المكياج



تأملت بــ جمالها ووهي تقرأ عليها المعوذات .. من شعرها العسلي مرفوع وبخصل مبعثرة على وجهها .. والطرحة مثبته بطريقة حلوة بين تسريحتها .. ومكياجها السموك القوي إلا يناسب رسمة عينها .. وبفستـانها الأبيض المطرز بالذهبي .. أعطاها سحر خاص مع بشرتهــا البرونزية


: ما شاء الله ما شاء الله .. اللهم صلي على محمد .. قمر قمر الله يحرسك من العين
خجلت أسيل من إطراء البندري .. بهذا الوقت حست أنها عروووووووس

ريوم : يــا عيني على العروس إلا تستحي

أسيل : يعني أذا ما استحيت بهذا اليوم متى استحي انتي ووجهك

ريوم : حشى كلتينا .. شوي وتطردينا

سلمى : ترى اليوم أسيل ما تتحاشى .. أنا خايفة تكفخ الناس لما تنزل

أسيل : تعالوا أجلسوا .. وهي تأشر للكنب
هي جلست بالبداية وبعد مـــا عدلنا طرحتها الطويل وفستانها وجلسنا عليها جنبها
: إلا ما قلتي لي بتسافرين شهر عسل ؟
أسيل : يقولون
ناظرت فيها إيش فيها ها البنت ابد مو صاحية اليوم : يعني أنتي ما تدرين وين بتروحين
أسيل من غير اهتمام : لاااااااااا
ريوم وهي تغمز لهـا : يمكن يبي يسويهـا لك مفاجأة
أسيل : عادي .. من قال أني أبي أسافر

ناظرتها مستغربة من لا مبالاتها
سلمى انتبهت ليد البندري اليسار : البندري !! سلامات إيش فيها يدك

ناظرت بيدي ، ابتسمت وأنا اتذكر الموقف المحرج : ابد سلامتك ، من دلاختي دخلت يدي باللفت
كلهم فتحوا عيونهم ما عدا ريوم إلا عارفة بالسالفة
سلمى : كيف يعني ، وشصار بعدين
حكيت لهم الحكاية والموقف المحرج إلا تعرضت له
أسيل : أيوا يا عم الدكتور الوسيم هو إلا سا عدك ولف يدك
دزيتها عند كتفها : أنتي تفكيرك تعبان ، هو ما سوا إلا واجبة .. يعني أي شخص ثاني كان سوا نفس الشي إلا سواه
ريوم وهي تغمز للبنات من غير ما البندري تنتهبه لها : صحيح كلامك يا البندري
أسيل : عجل طلع دكتور جنتل وعنده ذوق
لويت فمي : صحيح أني أشكره على إلا سواه ، لكن يظل بنظري مغرور وشايف نفسه .. وأصلا لو ما هو وركبت معه اللفت .. كان ما صار إلا صار
البنات كتموا ضحكاتهم على شان لا تزعل عليهم البندري

بهــا الوقت دقت أم أسيــل على سلمى .. على شان أسيل تنزل على شان يبدءون زفتهـــا

سلمى : يا الله يـــا حلوة حان وقت الزفة

أسيل مسكت يد ي برجاء : خلك لين وقت الزفة

ابتسمت لها
ما قدرت أرفض لها طلب : راح أشوفك من بعيد

أسيل: يحتاج أخذ معي عباية
سلمى : لا محد يمر من هنـــا ..
أسيل وهي تنزع صندلها : طيب أمسكي صندلي أخاف أنزل فيه على الدرج .. عالي وأخاف أطيح على وجهي


ريوم ما تقدر تمرر شي بالساهل : حلاتك يا أسيل تعرقلي على الإستيج
شهت أسيل : يا العفنة لها الدرجة تكرهيني .. والله أن شفت وجهك قدامي بزفتي .. بفقس عيونس

كلنـا متنا ضحك على كلام أسيل إذا عصبت

ساعدناها كلنـا ترفع فستانها الكبير وطرحتها الطويلة .. وسلمى مسكت صندلها .. طلعنا من الغرفة بسرعة ونزلت أسيل من الدرج بخفة لأنهــا حافية ..

ريوم تتريق عليها : أول مرة أشوف عروس حافية القدمين .. يا زينك تطلعين الكوشه حافية

لفت عليها أسيل وهي تنزل أخر درجة : شب بس أقول

ريوم : يا الله مدري كيف كحيلان راح يتحملك الليله

تحمد ربها ريوم ما سمعتها أسيل .. لأن أول ما دخلنا جات أم أسيل ..

أسيل وهي متوترة ، شي صعب أنها تطلع قدام النـاس وكل الأنظار متوجهه لهـا : عدل الروج

سلمى طلعت من شنطتها روج مشابه مثل إلا على أسيل وعدلت الروج

بدت الموسيقى الكلاسيكية .. إلا كانت أسيل مختارتهـا لزفتها

:
:
:

سلمى

لا حظت أن أسيـل متوترة .. وتتنفس بقوة .. على قلبي .. إذا أنا إلا معها أحس دقات قلبي طقت الطبلون أحس كأن أنـا العروس مو هي والله أني حاسة بخوفها .. مدري بزواجي إيش راح أسوي .. ناظرت بأسيل المكشرة .. وبختها قبل لا تدخل
: أياني وياك تكشرين بزفتك .. ابتسمي لنـــاس .. ترى الإبتسامة بوجه المؤمن صدقة

بالرغم أني شفتها ابتسمت لكني حاسة بدقات قلبها العالية ..

انفتحت الستـــارة وانكشفت الصالة وبانت الكوشة إلا يتوسطهـا صوفــا طويلة باللون الفضي وحواليها شموع طويلة وأقماع فضية طويلة وقصيرة وخلف الصوفا وكأنه جدار من الروز الأبيض الطبيعي وإنارة خافته مايله لزرقة .. الصالة كلها مزينة باللون الأبيض والفضي .. توحي لناس وكأنهم جالسين بمنطقة يغطيها بياض الثلج .. لكن إلا راح ينور ها الليلة الثلجية هي أسيــــل

أولـ ما طلعت على الستيج .. الصالة كانت مظلمة إلا من نور الشموع إلا عند الطاولات ونور قوي مسلط على أسيل ..
كنت أمشي جنبها بعيد عن الإستيج وأناظر فيها وآشر لها تبتسم ..

وأول مـا طلعت الإستيج .. تداخلت مع عزف الموسيقى الكلاسيكية .. كلمات شعر كان صوت رجال كان صوته رائع وكأنه من أحسن الشعراء .. ما أذكر أن أسيل قالت لي أنها راح تحط شعر بزفتها






كنـك مـلاك وطلـع تـوه

الله وش كـثـر مـحـلـوه

ماعـاد بـه غيـرك حكايـه

جيتـي وكـل تـرك جـوه

الليل لـف ولمسهـا لمـس

بعيونك اغرب حكاية شمـس

وانتي الـى الحيـن نسايـه

ضيعت باكر عشانـك امـس

دايـم اقـرب وهـو يبعـد
وفي شفتـك للشفـق موعـد

ويحـط لاحزانـي نهـايـة

من غيرك اللي قـدر يسعـد

ياللـي تحليـن اي لـبـاس

يغار مـن جيـدك الالمـاس

حـرام تعـذيـب وكفـايـه

حني على الناس ياحلى الناس

والشمس تحضـر بميعـادك

مـن يقـدر يلـوم حسـادك

تغازلـك حتـى المـرايـه

(( أسيل )) ياشمس والنـاس

بيضا وفيها سمـار الحـور

سمرا وفيها بيـاض النـور

مالـه بـدايـه ولا نهـايـة

من مثلك اللي جماله جـور

والكامـل بحـق وجـه الله

ياحلـوتـي كـامـلـه والله

ياللـي لكـل البشـر ايــه



من يشبهـك حلـوة الطلـه


لاحظت وقتها أن ملامح الجمود والصدمة ارتسمت على وجهة أسيل وكأنها مستغربة من كلمات الشعر ومن قائلها






أسيـــــل

ما ني قادرة أصدق .. إذا ما خاب ضني هذا صوت كحيلان .. أصلا طول مـا أنا أمشي على الاستيج ما ني قادرة اركز مع المصورة والحركات إلا تبيني أسويهـا .. كل تفكيري مع كلمات الشعــر ..
معقولة هذي الكلمات كتبها كحيلان فيني .. والله أحد كاتبها له وحاطهـا بصوته .. طيب ليه محد قالي عن هذي الحركة ..

نسيت كـل الأفكار إلا كنت أفكر فيهـا أول مـا وصلت عند الكوشة .. وبدأ صوت الأغاني ينتشر صداها بالصالة

ابتسمت لبنات عمي أخوات كحيلان وأنا اشوفهم طالعين لعندي ويرقصون .. جاتني عهود أخت كحيلان إلا أصغر منه .. ومسكتني من يدي تبيني أرقص معها .. أنا في البداية رفضت لأني أحس بالإحراج وكل الأضواء مسلطة علي
لكنها أجبرتني ببتسامتها اللطيفة أرقص معها على أنغام أغنية أحلى من القمــــر

بديت أرقص معهــــا وهي تأشر لي : أحلى من القمـــر هي ... وأحلى يمكن شويا .. وأحلى من العسل كلمة قالتها بحنية

أنـا ما قدرت أجاريها .. أنا اكتفيت أوزع ابتسامات .. الظاهر ها اليوم يوم الإبتسامات العالمي

وبعدهـا جلست على الصوفا .. أولـ مرة أحس بحساس العروس وهي جالسة على كرسيها .. إحساس غبي .. وكأني مثل الملكة إلا مكتوب عليها ممنوع اللمس والحركة .. وأنـا أناظر الناس من بعيد وأشوف البنات يرقصون مستمتعين .. ودي أقوم أرقص معهم .. لكن مدري عن عادتنا الغبية .. لازم العروس تكون يوم زواجها رزة وثقل


:
:

سمعت أمي تقول أن كحيلان بيدخل على الساعة 12 .. أمي من الستايل القديم .. ما تعجبها الأعراس إللي تنتهي متأخر .. وأنا بعد زهقت من ها الفستان الثقيل إلا علي .. والأعظم أني اضطر أني أجامل الناس وابتسم لهم .. وأنـا داخل قلبي متوترة وخايفة من اللحظة الحاسمة

وقفت بكل شموخ .. حاولت أعدل من طرحتي .. توني أستوعب أن فستاني عاري من فوق .. الصدر كله مكشوف .. وعند ناحية البطن دانتيل خفيف ..
وقتهــا العبرة خنقتني .. جتني رغبة بالبكاء ودي أصرخ فيهم أني ما أبيه يدخل ويشوفني كذا .. يا ليته يقول جيبوها لي بعبايتها ما أبي أدخل الصالة ..

لمحته داخل بالبشت الأسود مع أبوي .. أنــا سرحت بشكلة العذاب .. وانتبهت أن مش لابس نظارتة الطبية .. حمدت ربي داخل نفسي أنه ما لبسها .. أكيد يعني من غيرها ما يقدر يشوف زين ويركز .. جلست اصبر نفسي وأقرأ آيات تهدأ نفسي .. لين ما يوصل لي

أولـ ما وصل عندي باسني عند جبيني ومسك يدي وبكل جرأة قبل يدي .. صحيح وقتها حسيت وكأني ملكة ملكت زماني .. لكن بنفس الوقت كرهته إيش ها الجرأة إلا عنده من سمح له يلمس يدي ويقبلها ..

بعدهـا جاء أبوي وسلم علي وباسني عند جبيني .. ونقط علي أنا وكحيلان خمس مئات .. قال لي هذي مداس لك يا بنتي

وألتفت لكحيلان ، يمكن دايم كل الآباء يقولوا ها الكلام بها ليلة .. لكن كان لكلمته وقع خاص لقلبي : خلها بعيونك يا كحيلان .. ترى أسيــل ذرة ما عندي غيرها
كحيلان، ببتسامه جذبتني : أفا عليك يا عمي .. بحطها بعيوني وبقفل عليها
حسيت وقتها أن أبوي خايف علي .. وبنفس الوقت أنه واثق من كحيلان أنه راح يحافظ علي .. يمكن من كلام كحيلان تطمنت .. مو معقولة بأذيني وأنا بنت عمه .. على الأقل يعمل حساب لأبوي

بالنهـــاية وما ادري شنو نهاية هذا الزواج .. جلسنا جنب بعض .. كرهت ها الوضعية .. أنا لية ما قلت لأمي تخلي الكوشة كرسيين منفصلين .. ليـه وافقت أنها تكون صوفــا .. كان جالس قريب مني لدرجة سمعت صدى أنفاسه القوي .. معقول يكون متوتر من قربي .. أو لأنه كاره وجودة جنبي ..
همست له : لا تخـاف .. ماله داعي تتوتر من قربك مني .. حتى أنا كاره ها الوضع

:
:
:


نــاظرتها .. ما همني كل الكلام إلا قالته .. أنا مسحور بجمالها ، يحق لها الليلة تدلل وتدلع ، حتى لو تبي تقتلني بهواها أنـا راضي

تعلقت عيني بشمسي وهواي .. يـــا الله .. استغفر الله الشمس من نورها صبتها

أنـا قلبي مجنونهـا .. بس لعيونها .. قلبي سراب من دونهـا
بها اللحظة مريت بكل الفصول .. صيف وشتاء
ناظرت بعيونها .. ما أقول أعشقها بعقل .. مجنونها

وقلبي يقول هذي العيون إلى متى
حبيبتي ياكثرها عيونك على هاالليل
وين ما التفت اشوفها ..
حبيبتي يازينها عيونك على هاالليل
سحرني برق سيوفها..
ما أقول أعشقها بعقل..
مجنونها..
قمري .. يا شمس الذهب
سفري وراء عيونك تعب
قلبي تعب... وصبري تعب
ومن الهدب لين الهدب...
بحر ومراكب من لهب
أمواج تبحر برضاه ..
وأمواج تلعب بي غضب



صبري تعب .. إلى متى راح نجلس .. حطمت جدار الأنفاس والصمت ما بينــا .. لمست إيدها الصغيرة .. ناظرتني بعجب ، قلت لها : خلينــا نمشي
ساعدتها توقف وأنـا أحس إيدها ترتعش بين يدي مش قادرة تسيطر على نفسهـا .. حاولت أغض الطرف عنها .. لكن رحماك يــا رب .. إللي صورهــا ملاك .. حلوتي نورك نار وقلبي منك كسير ..

طول مـا حنا نمشي على الإستيج كنت ماسك يدها وكأني خايف تهرب مني .. لين مـا وصلنا لعند بوابة الصالة .. تركتها على شان تسلم على أهلهـــا ..

:
:
:

جابت أمي عباتي ، ساعدتني البسهـا .. لكني ما حسبت حساب لها اللحظة .. لحظة إلا بفارق فيهـــا أمي الغالية .. اللحظة إلا مراح ارجع فيها لبيتنا ..
ضمتني أمي لصدرها بقوة .. وكأنها خايفة أحد يأخذني منهـــا .. ما قدرت أحبس دموعي أكثر .. كفاية طول اليوم ماسكة عبرتي لا أبكي
:
:
:

بعثرتني دموعهــا .. كل شي إلا دموعها .. قربت منها ومسكت كتوفها ، وكلمت عمتي : خلاص يا عمتي إذا تبين من بكرة من صباح ربي أجيب لك أسيـــل

عمتي ابتسمت من بين دموعها : قص على عقلي .. شنو تجيبها من صباح ربي .. أكيد راح تكونون نايمين بالعسل

لاحظت أن أسيل خجلت من كلام أمها ونزلت راسهـا ، والله عمتي خطيرة ، اليـوم يـا أسيل راح أعلمك معنى الخجل كيف يكون

*
*
*
*





دلالــــ

طالعــه من الحمام بعد ما أخذت لي حمام ساخن .. يريح أعصابي بعد يوم متعب .. بعد ما رجعت من الدوام .. المدام زوجة أبوي مسوية عزيمة بالبيت .. وأنكر فت بالمطبخ وكأني خدامتها .. جلست قدام التسريحة أمشط شعري الرطب ..

كان الجوال موجود قدامي ، سمعت نغمة مسج جايني .. تأففت منو راح يرسل لي بها الليل .. أكيد هذيلا أحد الشركات إلا تسوي دعايات وترسل على جوالات الناس .. فتحت المسج ..

كان المسج من شخص غريب ، لكن عيوني شخصت متر لقدام من كلمات المسج الغريبة وإلا أخر شي توقعته بعمري يجيني مسج من عنده


السلام عليكم
اعذريني دلال ، كان ودي أكلمك لكن خفت أحرجك ، فأرسلت لك مسج ..
أنـا من خبرتني أمي أنك مترددة وراح تفكري .. خفت أنك ترفضيني .. وأنا ما ألومك ، يمكن إلا شفتيه قبل مو سهل عليك .. لكن صدقيني أنـا ما همني الماضي
أرجوك دلال لا تخلين لحظات العمر تسري وتضيع أيام عمرنا بدري .. أنـا طمعان بوصالك .. وشاري بدنيتي دنياك

اتمنى اسمع قرارك قريب لأن ما عاد فيني صبر .. محمد

أنا مو مصدقة الكلام إلا جالسة أقراءة .. معقولة محمد شاريني ويبيني .. أنا توقعت أنه خطبني لمجرد أنه يبي يتزوج .. وقال الأقربون أولى بالمعروف .. لكن إلا استغربته ليه قال يبيني أنا بالذات .. ليه ما قال يبي أختي ضحى ..

جلست على السرير وغطيت نص جسمي بالبطانية .. معقولة يكون لي معزة بقلبه !!
ومن متـــى ها المعزة !!
ما عنده صبر ينتظر قراري .. معقولة يحبني !!
حطيت رأسي على وسادتي إلا جمعت سنين عمري .. أنـا ها المرة مراح أرخص نفسي .. أنا أبي حب راقي يجمعنا .. وإذا هو شاريني راح ينتظر

*
*
*
*


طلعت من الصالة أولـ ما دخل زوج أسيل .. خلاص مهمتي لهنـا انتهت .. مرني عبد الله .. بصراحة أنــا كنت مشتاقة له مووووووووت

أول مـا وصلنا عند باب البيت
تكلمت أمي وأنا أحسها تعبانه شوي مو متعودة على السهر : تفضل عبد الله البيت تقهوى
عبد الله : تسلمين
بعدها نزلت أمي .. توني كنت بفتح بــاب السيارة بنزل ، مسك عبد الله ذراعي لفيت لعنده
عبـد الله وهو يناظر بعيني : أبيــك
أنـا فهيت من كلمته ، حسيت أن الدم نشف من عروقي وأطرافي صارت باردة
: هــــــــاه
عبد الله ضحك على شكلي : إيش فيك ، كاني ذابح أحد قدامك .. بأخذك لبيتنا برويك شغله

أنا صامته كل جوارحي وحواسي ، سلبها عبد الله .. أنــا مو خايفة منه ، لكن مـــدري مـــدري .. لما يكون جنبي أفقد تركيزي

وصلنـا عند بيتهم ودخل السيـارة داخل البيت عند الحديقة .. أنا ما قدرت أتحرك من مكاني .. مدري عبد الله على شنو ناوي .. جاء عبد الله وفتح الباب لي
وهو مسند جسمه للباب : مطولة بالسيــارة
ناظرته : عبد الله ليه جايبني بيتكم ، فشلة أهلك يشوفوني بها الوقت
مسك عبد الله يدي ينزلني : لا تخا فين حبيبتي ، أهلي أغلبهم نايمين ، حتى لو شافونــا خطيب وخطيبته جالسين بالحديقة ، أيش فيها

وأنا نازلة من السيارة : طيب وين راح تأخذني
وهو يسحبني : برويك شغله راح تعجبك .. تعالي أنتي بسرعة

ركضت معه لورا البيت وكأننـا أطفال .. وصلنــا لعند عشــه كبيرة .. فتح لي الباب
: يله ادخلي

أنا تراجعت على ورا : هاه لالا أخاف

عبد الله وهو يقرب مني : شنو تخافين مراح يعضونك .. تعالي ادخلي يله

بلعت ريقي ودخلت وراه وأنــا ما سكة طرف ثوبة .. أخاف يهجمون علي ..

صحيح أني أقرف من ريحه الحمام ومن ريشة المتناثر حتى لو كان شكلهم يعجبني .. لكن منظرهم وهم جالسين بأعشاشهم والبعض نايم .. كان شكلهم وديعين ، مررررررررة كيوت ، أولـ مرة بحياتي أشوف ها المنظر ، حسيت كأننا بمكان مثل الحلم .. كل واحد جالس جنب زوجته وضام عياله .. لكن شكلنــا بدخلتنا عليهم بها الوقت أزعجناهم

وأنـا واقفه بوسط العشه الكبيرة .. بوسط ذهولي بالعالم الغريب والجديد علي .. جاب لي عبد الله حمامة لونها بني مع أبيض .. كان شكلها غريب ، والريش إلا عند وجهها كثيف
عبد الله : المسيها ، لا تخافين
أنـا مديت يدي بخوف ، وكأنها راح تعضني ..
حسيت أنهـا ألفتني ، بلمسات أصابعي الرقيقة على ريشها النــاعم ، صوت هديل الحمام رائع حسيت وكأنها تغني لي أنشودة الحب
عبد الله ، واقف جنبي : شكلهــا حبتك
: ايه مره لطيفة
عبد الله : تدرين أني سميتها على أسمك
: ايش معنى يعني
عبد الله وهو ينـاظرها ، نور الليل أعطاها سحر غير : لأني حسيت أنهــا تشبهك ، بهدوئها ، تعمق النظرات بعينها ، لفترة من الفترات كانت انطوائية ، لكن اللحين جبت لها زوج وزاوجتهم

مديت كف يدي على شان توقف على يدي ، رهبه الخوف إلا كانت عندي راحت ، قلت برقة : دامها تشبهني أقدر آخذها
عبد الله ببتسامته الساحرة : الحمام كله لك يا قلبي .. وهو يمسك يدها .. وصاحب الحمام ملكك

*
*
*
*


دخلت شقتي ، إلا موجودة بعمــارة راقية

تقدمت على كحيلان ودخلت الشقة ، أما هو وأبوي كان واقف عند باب الشقة يتكلمون ، حسيت أنهم ما يبوني أسمع عن شنو يتكلمون ..

دخلت المكـان ونزعت عباتي ، لأني أحس بالاختناق وأني مكتومة ، وأحس بالعبرة تخنقني .. أحس ها المكان غريب علي .. نظراتي تجول بكل زاوية بالمكــان ، الصالة واسعة وكبيرة بالنسبة لشقة وأكثر شي لفتني كرسي خشبي طويل على شكل أرجوحة ومزين بالوسائد وشالات نازلة بتطريز كشميري ..
لفيت لقيت المطبخ مفتوح على الصالة ، شكله not bad
أنا متأكدة هذا ذوق خوات كحيلان ، ما أتوقع من ها الشخص يجي منه شي عدل ..

انتفضت مكاني ، وأنــا اسمع أبوي يناديني .. مشيت لعنده كان يبي يودعني ..

ضمني لصدره ، همست له بصوت خفيف وأنا ما سكة عبرتي ما أبي أبكي : يبه خذني معك ـ اشتقت لأمي

أبوي ببتسامه يبي يطمني ، لكن هيهات : شنو أخذك معي – خلاص هذا البيت صار بيتك اللحين وأنتي الملكة فيه ، هذاك معاد بيتك بيت أهلك

ما قدرت أنطق بكلمة ، محد حاس بالخوف إلا أنــا حاسته

بعد ما طلع أبوي ، حاولت أتمالك نفسي ، مـا أبي كحيلان يحس ولو لحظة أني ضعيفة وأني خايفه

كحيلان وبفمه ابتسامة ملتوية : عجل تبين تروحين بيتكم يا روح ماما

رمقته بنظرة ، كان ودي أقتله فيها .. ما أعرته اهتمام ، مشيت عنه بدخل لغرفتي .. لكنه مسك ذراعي بقوة
: لا تصدين عني وأنــا أكلمك

ناظرت بعينه وبعدها نزلت نظري ليده الماسكة ذراعي ، نطقت وبلهجة حادة : لو سمحت يدك
ارخى من قبضته ، لكنه ما زال ماسكني : أنــا أبي اعرف من إلا أعطاك الحق تلمسني ، ومنو سمح لك بالزواج تقبل يدي ، تبي توهم الناس إن حنا عاشقين متيمين ببعض

لاحظت علامات الاستفهام والتعجب مرسومة على وجهه .. وقتها استقليت الفرصة وبعدت يده عني
كحيلان : أنـا زوجك يا ماما .. والله أهلك ما قالوا لك

ما لي خلق أسمع كلامة السخيف .. رحت ماشية بسرعة للغرفة ..
وقبل لا أسكر الباب .. مسك الباب بقوة يمنعني أقفله
: مــنو إلا قص على عقلك وقال أني راح اسمح لك تدخل الغرفة
ناظرني وهو مرفع حاجبة : هذي الغرفة مثل ما أنتي لك نصيب فيها هم أنا لي نصيب فيهــا
تأفففت بضيق : طيب أنا أبي أنام
لاحظت شبح الإبتسامة إلا مرت على شفايفة : بـــدري على النوم يــا حلوة
أنا بلعقت ريقي من كلمته وطريقة كلامة وهو يشدد على كلمة يا حلوة .. من غير شعور مني تراجعت على ورا .. صدمت رجولي بعمود السرير .. كتمت الآه والألم إلا حسيته .. مقابل خوفي منه وأنـا اشوفة يقرب مني
:
:
:


كلامهـــا البربري .. أثارني .. حاولت أحذرها بعيني ، أن تقع بين يديـا
أحذري مني يا أسيل أني أرفض أن أكون رجل كرسي .. أو تمثال غبيـاً .. أي رجل يقف سـاكنــاً وهو يرى جمالهـــا الصارخ ..


اقتربي ..
اقتربي ..
اقتربي .. أكثــــر
اليـــوم من شفتيك سأثأر ، أعلنت الحرب مولاتي وأقسم لن اخسر
ســأناضل من اجل الموج الأسمر

طوقتهــا بين ذراعي .. أحسست بأنفاسها وكأنها تلهث من الخوف وترتعش .. لا تخافي حبيبتي فأنتي بين ذراعي .. هيـا تقدمي أكثر .. فلسعه شفتيكِ مزيج من الثورة والحياء .. طفلتي وصفك لا بد فيه لانتهاء ..
كــل شي فيك يجذبني
من سمرة عينيك لحمرة شفتيكِ



أحدَثك حبيبتي وروحي تصلبت فيها التنهدات
أحدثك مستسلما لا ثائراً يحترف النِّضالات
فاي ثورة على شفتيكِ تنتهي بالانهزامات
واي أشعار وصفت عينيك انتحرت فيها الكلمات
سأرمي أسلحتي واصرخ عبر المحيطات
اصرخ ملء حنجرتي الأنوثة أم الفتوحات
لأن في عينيها البداية وعلى شفتيها النهايات

*
*
*
*



أنثى نامت بثوبهـا الحرير .. تشعر ببرد كليلا مثلج ، تحبس عبراتها لتحطيم أحلامهـا

وأنثى أخرى تعشق السهـر .. تفكر بالغد







ليــه أنـا مشغلة بالي ببكرة .. الأكيد أني مراح أوافق .. أنا خلني أدرس وأتخرج وإذا هو يبيني ينتظر ..
نفضت هذي الأفكار عني .. أنا وين والزواج وين .. بعدت البطانية عني وقمت من سريري .. جلست عند مكتبي وشغلت الأبجورة .. وفتحت الدفتر إلا حفظت نص كلامه .. أنـا نفسي مستغربة من روحي إيش إلا جاذبني لها الدفتر ولية أبي أعرف قصة صاحبة .. معقولة في شخص يحب لهذي الدرجة .. ويظل طول ها السنوات ينتظر حبيبته

ليـه مستغربة يا ريوم .. تظنين الحب بس موجود بالروايات .. أكبر مثال البندري وبندر الله يرحمه .. كان يحبهــا من يوم هو صغير .. يمكن البعض يظن أن قصة حبهم تقليدية ولد عم حب بنت عمة .. يمكن لانها تربت معه وما شاف غيرها .. لكن طيب هو راح درس برا كان بإمكانه يحب غيرها وينعجب بالبنات إلا هناك .. كنت أعتبرهم مثال الحب بالنسبة لي ..
لكن أيش الفايده .. الله اخذ بأمانته .. وانتهت قصة الحب ..
كـل النهايات الفراق مافي نهايات بلقا إلا بخيالات القصص

النور من ضيي اختفى
والليل في عيوني غفى
اترك كثير الأسئلة ..

وأكبر دليل صاحب الدفتر .. الحب شي مزيف .. نضحك فية على أنفسنـا .. الحب من غير زواج .. ضرب من الجنون .. الحب الحقيقي حب الوطن .. حب الأهل .. حب الطفل لوالديه

* * * * * * *
 

مصدوعه

New member
إنضم
10 مايو 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بليز اختي اسيا ياليت ماتقطعين تحطين الاجزاء مره وحده


بصراحه تشوقت
 

BaBy mOOn

New member
إنضم
9 مايو 2008
المشاركات
97
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
آآسيا والله ازعل عليج اذا ما كملتي وسؤال هذا من كتابت اناملج الحلوة اذا كان الجواب نعم الله يخليج كملي والله العظيم حبيت القصة من قلب
ولاسف انا كاتبه قصة بس نفس البداية بس ان شاء الله اعرضها
روووووووووووووووووووووووووعة
 

sarali

New member
إنضم
8 يوليو 2007
المشاركات
24
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
plz asya kamleeha ana mtab3a o plz la t6awleen
ana an6er el89a o d5lat galbee fa plzzzzzzzz kamleeeha
bser3a
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
آآسيا والله ازعل عليج اذا ما كملتي وسؤال هذا من كتابت اناملج الحلوة اذا كان الجواب نعم الله يخليج كملي والله العظيم حبيت القصة من قلب
ولاسف انا كاتبه قصة بس نفس البداية بس ان شاء الله اعرضها
روووووووووووووووووووووووووعة


ياحياتي
افا عليج كلش ولازعلج
وهذي القصه وانتي الصاجه من قراءاتي ياليتني اكتب :(
ويلا اتحفينا بقصتج وانا اول المشجعات
:ggdw::ggdw:
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
لجزء 22الثاني والعشرين



فتحت عيني بوهن .. طول الليل مـا عرفت أنام .. ناظرت بالساعة إلا معلقة بالجدار لقيتها الساعة 9 .. يعني كل إلا نمتهـا ساعات قليلة .. حركت رأسي ببطء ودي ما ألاقيه جنبي .. وكأن أمنيتي تحققت .. السرير خالي من وجودة .. مـا فكرت حتى اتسائل بيني وبين نفسي وينـه !!
روحة بلا ردة إنشاء الله .. قمت من السرير ولبست الروب الحرير .. وطرت للحمام قبل لا يجي ..

نزعت كل ملابسي .. وفتحت الصنبور على الماي الساخن .. انتظرته لين يسخن .. دخلت داخل الماي الساخن .. وأنا أحس وكأن شي جاثم على صدري يضيق على أنفاسي .. مش قادرة أوقف على رجولي .. تمسكت بالجدار إلا جنبي وجلست بالبانيو .. أحس بدوخة خفيفة وأنفاسي متقطعة .. مرت في بالي ذكريات البارحة .. من غير شعور نزلت دموعي مثل شلال جارف .. كان محبوس وممنوع من النزول .. آآآه سلب مني كل شي .. كل شي .. ومن غير رضاي .. حتى أنوثتي سلبها مني ..من غير ما أسمح له .. مهما غلط بحقك .. من أعطاك الحق تعاقبني بهذي الطريقة .. عمري مراح أسامحك يا كحيلان .. أكرهك .. تجرحني وتروح ولا حتى تحاول تداوي جروحي والبرد فتك ضلوعي .. أنت خسرتني خلاص .. كل شي مات فيني .. وتواصل ليلي مع نهاري .. أصعب حياة تعيش وأنت جواك ميت
:
:
لما حسيت أن الدموع تحجرت في عيوني .. طلعت من البانيو ولبست روب السباحة إلا كان باللون الأزرق الفاتح ولفيت شعري بالفوطة إلا بنفس اللون .. وأنـا أحس بارتخاء بكل عضلات جسمي من بعد الحمام الساخن وبدوخة .. قل النوم وعدم الأكل .. كل ها الأشياء حسسوني بالضعف ..
أولـ ما طلعت من الحمام شفته واقف قبالي .. من غير شعور مني كش جسمي .. صديت عيني عنه
لكنه قرب مني يبي يلمسني .. صرخت فيه بصوت عالي
: لو سمحت ما أبيك تلمسني
تحركت مارة من جنبة أبي أجلس على كرسي .. كأن ها الكلمتين إلا تكلمتهم أنهكت قواي

:
:
:

شفت عيونها حمرا ومتنفخة .. شكلها باكية بالحمام .. وصوتها كان يرتعش مهما بينت أنها قوية .. يا بعد عمري يا أسيل .. والله أني آسف .. لكن أنتي إلا حديت يني أتعامل معك بهذي الطريقة .. والله منو إلا يشوف جمالك القتال ويقاوم .. جلست على طرف السرير أراقبهـا .. ودي أعرف وأدقق بكل تفاصيلها وحركاتها ..

مسكت البروش ( المشط ) ومشطت شعرهـا ، كان شعرها غير عن أمس .. بالرطوبة وهو منسدل على كتوفها أعطاها نعومة وبراءة مختلفة .. تحركت ناحيتها .. ومسكت البروش من يدها .. كانت بتمنعني : أووووووووووووووش

بعدها حركت البروش بكل نعومة على شعرها الكستنائي .. وكأني خايف على شعرها من لمسات البروش أو يتقطع بين اسنانة
بعد ما انتهيت رفعت عيني لقيتها منزلة رأسها .. جلست جنبها على ركبتي ومسكت ذقنها و رفعته بأطراف أصابعي .. ناظرت بعيونها دايركت .. حسيت أن الدمعه متعلقة بطرف رموشهـا ..
أنـا ما أخطيت بحقك .. وإن به خطأ فخطاي إني أحبك
: أسيــل أنا آسف
بها اللحظة حرّكت يدها لطرف عينها ومسحت دمعه حاولت تنزل من غير أذنها .. قامت من مكانها من غير ما تناظرني ، حسيت وقتها أن راح أتعب لين ما ألاقي رضاها علي على الأقل
: تجهزي راح نطلع نفطر
ما اعطيتها مجال ترفض أو حتى تجادلني طلعت من الغرفة بسرعة ، من الوضع إلا بينـا .. اليوم أول صباحية من بعد زواجنـا .. تكون بهذا البرووود

:
:
:


ما قدرت أرفض عرضة .. لأني جد جوعانة و أحس إذا ما أكلت راح يغمى علي .. رحت ناحية الدولاب أفكر شنو ألبس .. الناس شنو تلبس بصباحية عرسها .. ضحكت بسخرية بيني وبين نفسي .. المصريين يقولون .. صباحية مباركة يا عروسة .. أي مباركة يا حسرة قلبي .. أنا من شفت وجهه ما شفت يوم حلو .. طلعت لي لبس حلو مهما يكون لازم أبين لناس أني عروس وسعيدة يمكن يأخذني لعند أهله شنو يقولون عني ما أعرف ألبس والله ما عندي شي ألبسة ..

ناظرت بشكلي بالمرايا باللبس الناعم تنورة حرير بيج قصيرة مع قميص حرير جلد النمر وأكمام طويلة بالشيفون .. لكن حسيت أن في شي ناقص .. وجهي شاحب وعيني منتفخة من كثر البكي ..
حطيت لي ميك آب ناعم وخفيف يناسب الصباح .. وحطيت باقي أدوات المكياج بشنطتي .. قبل لا أطلع من الغرفة لبست جزمه بوت جلد طويل ولبست عباتي ما ابي يناظر شنو لابسة ..

أولـ ما طلعت من الغرفة شفته جالس على الكنب إلا بالصالة وكاشخ .. استغربت وين لبس وأنا بالغرفة .. أكيد لبس بالغرفة الثانية .. كان مشغل التلفزيون ويطالع برنامج أجنبي بكل اندماج .. كان لابس نظارته الطبية إلا بإطار أسود ، هه أمس طلع لابس عدسات الأخ .. انتبهت لعلبة العدسات موجودة على التسريحة
كحيلان : يله نمشي
عند باب الشقة غطيت وجهي ، وبعدت يدي لأنه حاول يمسكها .. ماله داعي يمثل دور الزوج المحب لزوجته وما يقدر على فراقها

طول ما حنـا بالطريق ، والصمت هو سيد الموقف ..
انقطع الصمت بصوته : وين تبين تروحين
رديت علية : عادي أي مكان

أصلا لو الود ودي رحت بيت أهلي أفطر عند أمي .. لكن أكيد أمي راح تخترع علي لو جيتها بها الصبح .. وقفت السيارة عند مطعم حلويات فرنسية ..
أول ما وصلنا جلسنا عند طاولة معزولة وبعيدة شوي عن زحمه الناس ومطلة على الشارع ..
بعد ما طلبنا ، فتحت وجهي .. ولفيت أناظر من الزجاج ، منظر البحر بها الصبح روعــة .. مع أشعة الشمس الدافيه.. حسيت براحة وأنا أناظر ها المنظر إلا يرد الروح ، تولدت عندي رغبة يمكن بغير محلها أني أسبح بالبحـر

كحيلان : تدرين أن ها الكوفي شوب يذكرني بمقهى كنت أتردد علية كثير بلندن
لفيت عليه عليه وأنا مو طايقه اسولف معه وهو مقابلي تماما : جد ، كنت تروح مقاهي راقية بلندن ، كنت أظن حدك كوفي من المشين وأنت راكب الصب وي

قطعت كلامي لما شفت الويتر جاي عندنا .. وجاب طلبنا .. حط عندي صحن الوافل إلا فوقه كريمة وفراولة .. بدأت آكل من غير حتى ما أناظر فيه .. أنا جوعانة وما أحب أتكلم مع أحد
:
:

معقولة .. ساعة مرت .. وطول ها الساعة ساكتين .. ما لقينا كلام حتى نتكلم فيه .. عجل شنو راح نسوي بباقي العمر .. شكل حياتي معه مملة لأبعد الحدود
كحيلان : تدرين أن اليوم بنسافر
: ايه عارفة
كحيلان : طيب جهزتي ملابسك ، محتاجة شي
: لا كل شي عندي .. مو ناقصني شي
كحيلان ببتسامة : طيب ما سألتيني وين راح نروح
رديت من غير نفس : عادي ما تفرق معي
كحيلان : شنو ما تفرق معك ، أحد يروح Venice ويقول ما تفرق معه
من غير شعور ابتسمت ، ما توقعت أنه راح يأخذني لإيطاليا .. أنا قلت كحيلان ما يجي منه شي عدل .. قلت قدر وجهه يوديني ماليزيا مثل كل العرسان الجدد .. الله وناسة من زمان وانا ودي أزور ها المدينه التاريخية العريقة
: Venice والله نجلس بالبيت هم ما تفرق معي
ما حبيت ابين له انه متشوقة لها المكان وكأنه متفضل علي بها السفرة .. أبوي طول عمرة مو مقصر معي وكان كل سنه يسفرني
:
:

بعد ما طلعنا من المطعم قال لي بالسيارة أن أهله مسوين لنـا غذاء .. أنا تفاجأت .. يعني أكيد أهله كلهم هناك وخالاته .. فشلة أروح لهم بها اللبس .. يعني لو بس خواته عادي
: عادي ترجعني الشقة قبل لا نروح لأهلك
ما حبيت أنطق أسمه ، أحسة ثقيل على لساني .. حتى أسمه يا ربي يحوم الكبد
لف نص إلتفته علي وهو يسوق : ليه تبين ترجعين ، حنا مراح نطول هناك ورانا سفر بليل
: أنت ما أعطيتني خبر من بدري أن أهلك مسوين غذاء لنا ، على شان أرتب نفسي
كحيلان ما قدر يرد لها طلب ، يخاف تزعل على أتفه سبب .. وأخذها لشقتهم
:
:
أولـ ما دخلت الشقة رحت ناحية غرفتي وقفلت الباب على شان لا يجي وراي .. طلعت لي جلابية فخمة بألوان زاهية تناسب عروس .. وثقلت من الكحل الأسود على عيني ، والروج الفوشي على شفاتي

جاني صوته من خلف الباب : يله يـا أسيل راح نتأخر .. صار لك نص ساعة تتجهزي
رديت عليه : طيب طيب دقايق وأكون جاهزة


*
*
*
*

" سلمى .. سلمى .. سلمى .. سلمى .. سلمى "

لفيت على الجهه الثانية .. يا ربي ها الإنسانه غثيييييثه بشكل فضيع .. أنا من التعب لما دخلت غرفتي نسيت ما قفلتها .. نسيت أن ها الإنسانه المزعجة تجي بيتنا من صباح ربي

" قومي بسك نوم ، دخل وقت الظهر ، وأنا زهقت من الجلسة بروحي "

مسكت مخدة صغيرة جنبي ، ولفيت بقوة ورميتها عليها ، لكن حسافة ما أصبت الضربة
بثينه : وجع يوجعك .. فرضا أنا حامل
جلست على السرير : هذا وجهه وحدة حامل جاية غاثتني من صباح ربي ، يا ربي ما تخلين الواحد يرتاح حتى بيوم إجازته
شفتها ميته من الضحك من غير سبب شوي وتتسدح على الأرض
: على شنو تضحكين يا الدبه
تكلمت بصوت متقطع مو قادرة تكمل من الضحك : شــ ـ ـ ـ كلـ ـ ـ ك
: إيش فيه شكلي

لفيت جسمي وأنا ما زلت على سريري الكبير لتسريحة .. وشفت أنعكاس صورتي بالمرايا .. ويا ليتني ما شفته .. يــا لهوي .. منقلبه شبح .. كأن أحد عاطيني بوكسات على عيني .. الكحل والماسكرا سايحة .. وشعري كشة وكأنه شمس .. يمـه أنا اخترعت من شكلي
بثينه بعد ما وقفت ضحك وأنا أناظر بشكلي بذهول : يعني ما تعرفين تمسحين مكياجك قبل لا تنامين

أنـا سكتت ، لو حكيت لها شنو صار معي أمس ، شنو يسكتها ها الدبه ذي فضيحة .. نزلت من سريري .. ولفيتها لجهه الباب : يله عطينا مقفاك ..
بثينه : طرده !!
: سميها مثل ما تبين
:
:
قفلت الباب غفلتين على شان أظمن ما تدخل علي .. دخلت الحمام إلا موجود داخل الغرفة .. وفتحت الدولاب وطلعت القطن ومزيل المكياج .. وأول ما رفعت يدي بمسح المكياج ..
شميت رائحة عطرة بيدي .. يا الله لها الدرجة رائحة عطرة قوية لدرجة تلصق بيدي لليوم .. كان ودي ما أغسل يدي على شان تظل ريحته بيدي طول اليوم .. فديتك يا عبودي أحبك أحبك .. وكأني أتخيل شكله قدامي بالمرايا .. كفاية أنه طير عقلي البارح وسهرني وما خلاني أرجع البيت إلا عند صلاة الفجر .. ومن التعب .. بس إلا قدرت عليه غيرت ملابسي ولبست بجامتي ورميت بروحي على السرير من غير ما أزيل المكياج ولا شي .. أنا مرة ثانية إذا رحت زواج بحمل معي مناديل على شان أزيله وأنا في السيارة

*
*
*


بعـد الغذاء قالت لي أمي أنها تبي تكلمني بموضوع .. أنا خمنت أن الموضوع يخص الخطبة ..
طلعت لغرفتي .. وأنا ناوية أقول لأمي تقول لناس إلا جايين متقدمين لي أن بنتي تبي تكمل دراستها وماله داعي تحرج نفسها وتحرجهم ..
دخلت غرفتي شفتهـا مظلمة .. رحت ناحية الستارة أفتحها .. أولـ ما أسدلت الستارة انتشر النور بالغرفة كلها .. وسطع النور بوجه أمي إلا دخلت الغرفة وقتهـا
جلست على السرير : تعالي أمي أجلسي جنبي
صرت بنت مطيعة وجلست جنبها ، أمي : انتي عارفة أن في ناس جايين يخطبونك اليوم
رديت من غير إهتمام : يمه لا تتعبين نفسك ، قولي لهم البنت شايلة فكرة الزواج من رأسها وتبي تكمل دراستها
أمي بصبر : طيب أنتي أعرفي من إلا جاي يتقدم لك
أنا عقدت حاجبي ، ليه أمي مهتمة لها الناس بالذات ، معقولة يكونون من أهلنا .. لكن محد قال لي ..
كملت أمي كلامها وأنا صار عندي فضول أعرف منو إلا جاي ومتقدم لي : سلمى وأمها هم إلا بيجون اليوم
سكت للحظة ، وتكلمت بسرعة : جاية تخطبني لولدها ماجد .. يمه أنا مو موافقه .. إلا أعرفة ماجد لسه ما تخرج من الجامعة والفرق بينا كم سنه بس
أمي : صبرا جميل والله المستعان ، أنتي طالعه عجولة على مين .. أنتظري أكمل كلامي
بوزت : آسفة ، كملي يمه
أمي : هي مو جاية تخطبك لولدها .. جاية تخطبك لأخوها يوسف
أنا من غير شعور مني نطقت ، وكأن مخي يبي يلاقي التأكيد للي سمعه : خـال سلمى ، يـ و سـ ف
أمي هزت رأسها : ايوه ، أبوك قال لي أنه خوش رجال والنعم فيه وما يعيبه شي

شعرت وقتها أن العالم يتصاغر من أمامي ويتلاشى في نظري .. لا يوجد كلمات توفي صدمتي صاعقتي .. توقف مخي عن إستعاب ما يجري حولة
كيف !!
كيف !!
هذا الشخص إلا قرأت أشعاره وخواطره .. هل يعرفني .. هل عرف أني من سرقت مذكراته
لا أحد يعرف بوجود الدفتر ، حرصت دوما أن أخبئه .. أحس في لعز بالموضوع .. كيف يأتي لخطبتي أنا بالذات !!!!!
يا ربي ساُجن .. مو معقول كل هذا يكون بمحط الصدفة .. عرفت حكايته من أشعاره وصلني أحساسة بالمرارة والعنا والألم من غير ما أحد يخبرني به ، لدرجة شعرت أن روحي تألفه وتعرفه

معقولة شواطئ غربته جاءت لترسوا في مرفأي .. غريب هذا الزمان وحياة هذه القلوب أغرب .. كيف دارت الدنيا وجاء دربة ليلتقي بدربي

:
:
:
:


بعد ما طلعت من بيت أهله أخذني لبيت أهلي .. وقال لي أن بعد صلاة المغرب راح يمرني على شان نطلع للمطار ..
أولـ ما وصلت البيت أرتميت بحضن أمي حسيت وكأن سنه مرت من خروجي من بيتي .. مهما كان سيظل ها لبيت بيتي .. فها البيت فيه كل سعادتي وطفولتي ، طفولتي السعيدة ، آآآه ليتني أعود طفله بريئة بلباسها الطفولي ، ألعب تحت أشعه الشمس الذهبية بسعادة ومرح ، وبنهاية اليوم أرتمي بحضن أمي وأنام في حجرها ، وأسمع تلك القصص الجميلة من أمي عن حسناء خطفها أمير بحصان أبيض ..

ذهبت كل هذه التمنيات والأمنيات .. الكل يظن أني عروس سعيدة .. والبعض يقول لي تغيرت من ليله واحدة لهذه الدرجة الزواج يحلي .. مدري إذا كلامهم صحيح أو لا .. لكن شعرت بالخجل من كلامهم وتلميحاتهم .. وبنفس الوقت شعرت بالضيق ، يمكن لو شعوري ناحية كحيلان غير ، كان شعرت بالسعادة ..
هربت من نظرات خالتي وبنات خالتي إلا يتفحصوني ، وكأني تمثال غالي الثمن وممنوع لمسة .. طلعت فوق لغرفتي .. أولـ ما دخلت غرفتي أخذت نفس عميق وكأن صار لي زمن لم أتنفس .. رائحة عطري ما زالت موجودة بالغرفة .. ارتميت في أحظان سريري الجميل .. آآه ودي أنام .. نوم أهل الكهف .. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. ناظرت بساعتي انصدمت .. بقا لي ساعة ونص ويمررني ونطلع المطار ..
فتحت دولاب ملابسي أطلع لي ملابس شتوية وجاكيتات لأن اغلب الملابس إلا بالشنطة ربيعية واظن إيطاليا بها الوقت باردة .. جاءت أمي تساعدني في ترتيب بعض ملابسي
أمي : والله أمس البيت موحش من غيرك ، ما عرفت أنام .. وصلاة الفجر صليتها بغرفتك وجلست أقرأ قرآن لين طلع النور
ضميت أمي : فديتك امييييي .. والله ودي أجلس معك وما أفارقك
بعدتني أمي عن حضنها وابتسمت لي : اللحين أنتي عند زوجك ، وكحيلان والنعم فيه ، وهذا إلا مطمني .. زادت ابتسامتها .. الله يوفقك ويهدي سرك يا بيتي
:
:

أول ما دق علي كحيلان .. طلبت من الخدامات يطلعون شنطي برا لسيارة .. أكرة لحظة عندي لحظات الوداع .. صحيح أني كنت أفارق أمي لما كنت أسافر الإمارات .. لكن ها المرة غير أول مرة أسافر من غير أهلي .. حسيت فجأه بضيقة أحس أني راح أكون وحيدة هناك ..
لوحت بيدي للكل أودعهم ما ودي أحضن أحد .. لكن أمي ما قدرت حضنتها .. وقبل لا تنزل دموعي تركت حضنها وطلعت من البيت ..
أمـا بالسيارة كان الصمت مخيم على الموقف .. ما ودي أتكلم معه .. أحس روحي تعبانه مرررة .. صار لي يومين تقريبا مو نايمة ..
بما أني أكرة الصمت وخصوصا في السيارة .. أخذت سي دي من شنطتي .. شفته بغرفتي قبل لا أطلع وأخذته معي لأني أعشق الاغاني الموجوده فية

تردد لحن الموسيقى الرومانسية لأغنية عبد المجيد " حبايبنا "
حبايبنا وش الدنيا بلاكم
ملاه الشووووق قلب(ن) ما سلاكم
حبايبنا وش الدنيا بلاكم

يضيق بها الفضا بعض الليالي
إلا دورني بيه ولا لقاكم

حسيت مع ها الأغنية الرائعة .. أعصابي المشدودة ترتخي .. رجعت رأسي للوراء وغمضت عيني .. وصرت أدندن مع الاغنية بيني وبين نفسي ..
ما دريت أن صوتي كان طالع .. وكحيلان مستمتع بسماعه ومن غير ما أحس
:
:
انتهينا من إجراءت المطار الطويلة والمعقدة .. وأولـ ما ركبنا الطيارة غمضت عيني وغرقت في النوم من غير ما أحس بالشخص إلا جالس جنبي

*
*
*
*

" ريوم لسه ما جهزتي "
انتفضت مكاني ، كنت منسدحه على السرير .. أناظر بالسقف .. إلا يشوفني وكأني أناظر بالسما وأعد النجوم
البندري وهي ما زالت ماسكة مقبض الباب : لسه ما لبستي ، طول ها المدة إيش كنتي تعملي
رجعت لسرحاني .. أصلا من طلعت أمي وأنا راحله مع أفكاري
راحت البندري ناحية الدولاب .. وطلعت لي مجموعة ملابس ..
: من قالك اني راح أنزل
البندري: بلا ملاقة ريوم ، يعني بتستحين من سلمى وأمها ، أنتي متعودة عليهم
: لا ها المرة غير
ناظرتني بحدة : ريوم عيب ، أم ماجد وبناتها تحت عيب ما تنزلين تسلمين عليهم ..

يا ربي ما أبي أنزل ، وأحط عيني بعين سلمى .. أحس أنها عرفت أن الدفتر معي .. لكن أكيد أمي راح تجي وتزفني زفة محترمة
ناظرت بتنوه جينز إلا مطلعتها البندري: شنو أنتي مطلعه .. شا يفتني بروح الجامعة مع تنورة الجينز
ابتسمت البندري: قلت يمكن تبين شي محترم
طاحت عيني على تنورة أورنج مع بيج مع قميص أورنج هادئ : خلاص راح ألبس هذا
غمزت لي الدبه : حطي لك كحله وروج .. مو تطلعين لناس بكشتك .. ولا تنسين تمشطي شعرك
: بـــــــــرا
الدبه شا يفتني مو حلوة .. أصلا أنا أحلى منها .. حتى لو ما أحط ميك آب بطلع حلوة
:
:
نزلت تحت .. وأنا أحس دقات قلبي تتعالى .. مدري إيش فيني أحس بخوف مو طبيعي .. وكأني عامله جريمة .. إذا أحد سألني عن الدفتر شنو أقولـ له .. ناظرت بشكلي بالمرايا قبل لا أدخل .. شكلي حلو .. لا بأس به .. حطيت لي غلوس أورنج خفيف .. خفت أحط لي روج أحمر مايل للبرتغالي .. يقوولون عني قليله حيا .. لسه ما وافقت وتحط روج حمر.. كفاية خدودي المحمرة .. دخلت عليهم وأنا أحس مولعه من الحرارة .. أحس الجو حار مرررررررره .. سلمت على أم ماجد إلا ضمتني بحب وبعدها على سلمى وأختها بثينه .. جلست جنب أمي على الكنب .. صرت أسمع سوالفهم وأشاركهم بشكل بسيط .. بعدها طلعت أبي أكلم جنى الدبه .. أبيها تكون جنبي بها الوقت .. دقيت عليها وأول ما ردت علي هبيت في وجههـا
" جنووووووووووووه يا الدبه وينك ما جيتي "
جنى بهدوء : طبله إذني أبيها .. كاني بطلع من البيت
: خلاص أولـ ما توصلين دقي علي

ما حبيت أرجع المجلس .. مدري ليه فجأه صرت استحي من أم ماجد .. رحت جلست بالطاولة الصغيرة إلا بنص المطبخ .. جابت لي الخدامة كوب شاي مع حبك ، وجنبه كيس السكر الصغير ، سكر الذرة قليل السعرات الحرارية ، فتحت الكيس وكبيت نص السكر ومسكت الملعقة .. أحرك السكر ، يذوب بالشاي .. ظليت أدوبه لين ما داب السكر وبرد الشاي .. مكونه دوامات .. وأنا حاطة يدي على خدي ، أبد مو حاسة بحركة الخدامات بالمطبخ

عبد الله وهو يحرك يده قدام ريوم : الحلو وين سرحان
رفعت رأسي ببلاهه : هـاه
عبد الله : لاه شكلك واصله بعيد
ناظرت بشكل عبد الله ، كاشخ الأخ ، ابتسمت : وأنت شنو عندك كاشخ وين بتروح
عبد الله بسخرية : شكلك أبد مو عايشة بالبيت
رديت بنفس العبط : ليـــه !!
عبد الله : يعني ما تدرين أن يوسف وأهله جايين يتقدمون رسمي .. ينتظرون رد ست الحسن والدلال
: هـــاه
ضحك عبد الله على بلاهتي وعبطي : لا اليوم حالتك صعبه ، على العموم أبوي قال له عطنا وقت نأخذ رأيي البنت وتفكر ، وهو ما منع أبد
ومثل ما جاء من غير ما أحس فيه ، راح من غير ما أحس فيه.. ما توقعت أن الشخص إلا سهرت أقرأ أشعراه جالس هنـا وببيتنا .. ويمكن ما يفصل بينـا إلا الجدران .. لكن قلبه !! يمكن يفصل بينا أميــــال


فجأة خطرت في بالي فكرة ، دقيت على جنى : أنتي وينك ، ساعة على شان تجين بيتنا
جنى : كــا ني ، وصلت
: خلاص راح أطلع لك برا

طلعت لها من ناحية المطبخ .. أول ما شفتها واقفه بالحديقة سحبتها من يدها
جنى : شوي شوي علي ، على فين ما خذتني
أشرت لها تسكت : أوووص ، تعالي معي

مشينا لين وصلنـا عند نوافذ المجلس الكبيرة
جنى بخوف : أخاف أحد يطلع لنا
رديت عليها : كيف أحد يطلع لنا وحنا نشوفهم يعني أكيد راح نشوفه وهو طالع
ناظرت في الزجاج العاكس بـ ليل ، إلا يبين إلا موجود بالمجلس ... الضيافة موجودة على الطاولة الكبيرة والفخمة إلا بنص المجلس .. و رجاليين غريبين جالسين على كنبتين منفصلتين .. أبي أعرف أي واحد منهم يوسف ..
جنى وهي تأشر على واحد منهم لابس بنطلون جينز وقميص كروهات : ناظري هذا ، شكله attractive
ناظرت فيه بنظرة فاحصة .. فيه شبه كبير من سلمى وبالذات رسمه العيون .. يمكن هذا يوسف .. لكن ما أظن هذا شكله صغير .. طيب منو إلا جنبه ولابس ثوب وشماغ وكاشخ بالسكبة السعودية وكأنه معرس .. معقولة يكون هذا يوسف !!
" شنوووووووووووووووو تسووووون هنــا "

حنا اخترعنا ، بلعت ريقي .. خفت يكون أبوي .. لأن صوته يشبه صوت أبوي ..
طلعت تنهيدة راحة مني ، ارتحت طلع عبد الله الدب ، لكن جنى خافت منه وتخبت وراي
عبد الله : ليه واقفين هنا ، ما تستحون على وجيهكم
صرت أتأتأ بالكلام : حنـ ـ ـ ـ اااا
عبد الله : انتو شنو
عضيت على شفاتي ما عرفت شنو أقول
غمز لي عبد الله : تبين تعرفين منو يوسف
انا ابتسمت وانفرجت أساريري : ايوة
ضربني على رأسي : أه منكم يا البنات .. قرب من الزجاج وأشر لي على واحد جسمه معضل وكتفه عريض ، لكن شكله مو طويل .. في ملامح وجهه يبين الطيب ، سمائهم في وجههم ، لكن نظرة عينه .. مدري شنو أقول عنها غموض ، لغز محير .. لكن ما يبين من هيأته .. أنه يكتب شعر ، والحزن والألم ساكن حروفه
عبد الله : خلاص بسك قز ، قزيتي الرجال من فوق لحت ..يله تلايطي انتي وياها على داخل .. يا ويلكم ان شفتكم طالعين برا
: طيب بنمشي

*
*
*

اثنين .. جالسين جنب بعض .. بمركب مختلف .. متجهين لبلد العشـاق
لمدينه ساحرة ، خيالية ، لم يوجد مثلها بكل العصور
:
:
يناظر بحبيبته زوجته .. خلاص اللحين صارت زوجته وجالسة جنبه وراسها على كتفه ، شنو يبي أكثر من هذي الدنيـا .. يناظرها بحب وهي نايمة



بعد عمري شكلها تعبانه من قلب .. ما ودي أصحيها .. لكن حنا قربنا نوصل ، على شان تقوم وتغسل ..
همست لها عند إذنها : أسيل ، حبيبتي أسيل قومي قريب نوصل
فتحت عينهـا بكسل .. وعدلت من وضعيتها وصارت تمد جسمها بنعومة وتحرك رقبتها وتتثاوب .. شكلها ما كانت مرتاحة بوضعيه نومها .. لكن أنا حطيت رأسها على كتفي على شان رقبتها لا تألمها وهي مميلتها كثير
تكلمت وبصوتها النوم : وصلنا
رديت عليها ، مبستم على شكلها الطفولي وهي توها جالسة من النوم : شوي ونوصل
شفتها واقفة : ممكن
قمت من مكاني على شان تقوم ، مع أن كان قدامي فاضي كثير وخصوصا حنا مأخذين درجة أولى ,, لكن أسيل وما أدرك ما أسيل

:
:

وصلنـا بالسلامة ، لمطار ماركو بولو وكان مطارا صغيرا ومتواضعا
أول ما خلصنـا الإجراءات من المطار .. أخذنا لنا جندولا يوصلنـا للفندق .. أنا اخترت الفندق يكون قريب مش في الأزقة خفت نتبهدل ..
ناظرت بأسيل إلا تناظر من حولها ، أول مرة أحس أنها مبسوطة

:
:
:

أتلفت من حولي ، قربنا نوصل لسان ماركو ( san marco ) .. صحيح المنظر ليلي .. لكن منظرها ساحر فتان مع سحر الليل والأنوار .. فجأه حسيت بأمواج قوية تحرك القارب وهواء .. أنا خفت من قلب ، شديت من الشال الصوفي الكشميري إلا كنت لابسته فوق العباية على كتفي .. حسيت بإيدة على كتفي وابتسم لي : لا تخافين أنا جنبك
ناظرت فيه وصديت عنه .. افففففففف الشي الوحيد المزعج بالرحلة أني راح اضطر أقابل وجهه على طول .. لكن جد أنا كنت خايفة الأمواج تقلب القارب فينا .. المشكلة أنا مالي غير كحيلان هنا .. يعني حتى لو بقيت أطلع لازم راح يرافقني .. وأخيرا وصلنا الفندق بعدت يده عني بضيق .. بما أني كنت أقرب .. ساعدني الموظف بالفندق أنزل .. ودخلنا اللوبي بالفندق ..
بصراحة ديكورات الفندق رااااقية .. يتوسطة بالنص درج طويل .. أنا لازم أجرب بيوم أنزل من هذا الدرج وأحس كأني أميرة .. الله وأكون لابسة فستان كبير ومنفوش مثل الأميرة .. هههههههه وين رحتي بأفكارك يا أسيل

أشر لي كحيلان .. ورحت معه نطلع لغرفتنـا ..
فتح لنا العامل باب السويت أنا تقدمت بينما كحيلان يعطية التب .. ابتسمت بانتصار وأنا أشوف غرفة النوم منفصلة عن الصالة .. رفعت حاجبي ، يحلم ينام معي بسرير واحد .. وطبعا هو راح ينام بالصالة شكلة الكنب يقلب لسرير أو مو مشكله يطلب له extra bed
مو مهم عندي .. دخلت غرفة النوم ، لكن ما نزعت عباتي انتظر العامل يدخل شنطنـا ..

بعدها نزعت عباتي .. وأخذت لي بدله صوفية ودخلت الحمام أغسل وأغير ملابسي
:
:
:
حبست أنفاسي وأنا أشوف حلوتي تطلع من الغرفة .. كانت بملابسها وكأنها طفله بالروضة .. تنورة حمرا قصيرة كروهات مع الأسود وبلوزة هاي نك سودا .. ومغطية سيقانها بشراب طويل أحمر .. مدري هذا شنو يسمونه إلا يلبسونه البنات .. وشعرها رابطة على الجنبين بشريطة حمرا ..
جلست على الكرسي القريب
أسيل وهي تحط رجل على رجل : طلبت لنا عشاء
أنا وقفت بروح أخذ لي شاور ما يصير هي تكشخ وأنا لا : أيوة قال لي نص ساعة ويوصل .. وأنا أجر شنطتي لداخل الغرفة
أسيل بصوت عالي : ووووين وووين .. ليه ما خذ الشنطة لداخل
عقدت حواجبي : وين تبيني أحطها
أشرت لي بدولاب بالصالة : هنـا ، الغرفة هذي لي أنا بس
ارتفع صدري من القهر وهي تكلمني بتعالي ، لكن ما ودي اتخانق معها من اول ليله ونسمع الجيران أصواتنا : طيب يا أسيل راح أعدي ها الليله بمزاجي

*
*
*

غطى على ظلمة الليل الحالك .. نور الشمس القوي .. حتى لو كان الجو بدأ يبرد .. لكن تظل الشمس ترسل أشعتها بكل جبروت وقوة .. ومحلى دفء الشمس في برد الشتـاء


على الساعة 1 الظهر دخل عبد الله البيت وهو حاط الغترة على رأسه من غير عقال ..

العائلة كانت مجتمعه بالصالة تتكلم في مواضيع مختلفة .. لكن ينقصهم وجود عبد الله وأبو عبد الله

أولـ من أنتبه لدخوله البندري ، كانت عارفة أنه بيوم الجمعة يروح يزور قبر بندر .. كانت تطلب منه يسلم علية ويجلس يقرأ قرآن عند قبره .. طول الفترة إلا فاتت كان عبد الله يتعمد يوم الجمعة ما يرجع البيت إلا العصر على شان ما يشوف الحسرة ساكنة عينها والأحزان متشبعة بألمهــا

الموقف إلا قدامها .. وهو موطي رأسة والحزن كاسي ملامحة .. جاء الحزن وطرق بابها .. راحت تجري له ترمي وتدفن همها بصدرة .. وتبكي بحرقة قلب و تقول : سلمت لي عليه .. سلمت على الروح .. قلت له أني مشتاقة له .. قلت له أن روحي ماتت من بعد روحة

ضاق صدر عبد الله على حال أخته أكثر ، هزاه الموت وطاري وحشة قبوره ..
حاول يقاوم دموعه ما تختلط بدموعها ..

: خلاص يا عمري لا تبكين


خلاص ما عاد بي حيل .. وما عدت أقوى على دموعك

أم عبد الله قامت تبكي على حال عيالها .. تبكي بنتها .. تحس أنها ضيعتها من بعد غروب الشمسـ ، بصوت يملاه النحيب : خلاص خلاص ، قطعتوا قلبي .. ارحموا امكم ، ارحموا قلبي التعبان
ضمت ريوم أمها تهون عليها .. موت بندر شي مو هين عليهم مصيبه عظيمة .. وصعب يتجاوزون هذا الشي بشهور قليله

:
:
:
:


تجول بغرفتها من غير هدف .. جلست خلف مكتبها ومسكت لها كتاب طبي من أحد كتبها .. حاولت تقرأ وتركز .. يمكن تفيدها قرأتها بعملها .. لكن كل ها المحاولات بآت بالفشل .. لأن قلبها وعقلها مو معها
:
:
رفعت جوالي .. ودقيت عليه كا محاولة يائسة .. صار لي أكثر من ساعة أدق عليه ما يرد علي .. وينه مو معقولة ينسى جواله بمكان وهو عارف أني ممكن أدق عليه ..
سندت وجهي على كف يدي .. أفكر بطريقة أكلم فيها عبد الله .. أخاف فيه شي والله أحد من البيت .. بالعادة عبد الله من أول مكالمة يرد علي .. اللحين أكثر من 20 مكالمة .. توكلت على الله وقلت خلني أدق على بيتهم .. مالي خلق أدق من التلفون الثابت ودقيت من جوالي دامه جنبي ..
" الوووووووو "
جاني صوتها وكأنها ملانه أو متضايقة : هلا ريوم .. شخبارك !!
ريوم : بخير
لا لا مش عادة ريوم ترد كذا ، سألتها بشك : ريوم إيش فيك ، كنتي تبكين
ريوم : لا ما فيني شي ، بس ضايق خلقي
: ضايق خلقك من شنو
ريوم : لا ما في شي لا تحطين في بالك
لالا في شي هي مش راضية تقولي عنه : ريوم خوفتيني .. أنتي صوتك مو على بعضة وعبد الله أدق علية ما يرد علي .. هو موجود بالبيت ؟
ريوم : ايوة ، ما شفته طلع
: طيب ليه ما يرد على مكالماتي
ريوم : مدري ، هو أصلا ما تغذى معنا قال أنه ماله نفس

ريوم شكلها مضايقة ، و مو راضية تحكي لي .. أقدر أخمن أن الموضوع يتعلق بالمرحوم .. هو دايم يزور قبرة بها اليوم .. طيب اليوم شنو الجديد
وقفت محتارة بعد ما قفلت من عند ريوم .. اروح ما اروح اروح ما اروح
لا لا أنا اذا جلست هنا راح أجن .. لاني قادرة أجلس مرتاحة ولاني قادرة أدرس .. غيرت ملابسي على عجل ولبست عباتي وطلعت حتى لدرجة نسيت ما مريت على أمي أقول لها
:
:
أولـ ما وصلت البيت ، دخلت شفت ريوم جالسة بالصالة وتشاهد التلفزيون ، لكن مبين من شكلها أنها سرحانة ، يمكن تفكر في خطبة يوسف لها .. طيب هي وعرفنا السبب .. عبد الله شنو فيه ليه ما يرد علي

انتبهت لي ريوم : هلا سلمى ، تفضلي
ناظرتها بشك : ريوم إيش فيك ، خرعتيني ، عبد الله شنو فيه
شفتها تبتسم لي : سلووووم إيش فيك مخترعة ما فينا شي
رديت عليها ، وأنا قلبي قارصني : لكن إحساسي يقول شي ثاني
ريوم باستسلام : طيب تعالي إجلسي بقولك السالفة
:
:
:


فجأة ومن غير سابق إنذار .. كذا الإنسان يشعر بالفضاء رغم وجود الناس حواليه .. يدور على أعز ناسه ما يلقاهم .. دموع البندري اليوم هيجت علي مشاعر وذكريات أحاول أدفنها و أتناساها .. غمضت عيوني بألم وأنا متمدد على السرير .. غصب عني نزلت دمعه حارة جرحت جفني ، فراقه أبد ما كان هين علي .. هو كان دايم يقول لي لما كنت انقص علية مع البندري ، أشوف فيك يوم يا عبد الله .. ولما جاء هذا اليوم ، ضاع من حياتي ورحل ، رحل من غير وداع .. تضايقت شهور ، عافت نفسي كل شي .. لكن الشي الوحيد إلا متندم علية .. هو هجراني لسلمى .. هي المخلوقة الوحيدة إلا حسستني بالنور بهذي الدنيا بوقت كان كل من في البيت غارق بأحزانه ، انتشلتني من صحراء أحزاني بعد ما ضاقت بي الدنيـا وكأنها تابوت


سمعت طرق على الباب أوقف رحلة تفكيري .. لم يعطني فرصة لرد .. أنفتح الباب وسبقها ريحه عطرها وفاح لدرجة خُلتها وردة النرجس واقفة أمامي
ابتسمت لي بحب : ممكن أدخل
اغتصبت الإبتسامة على شفاتي لأجلها : أكيد
عدلت في جلستي .. تركت الباب مفتوح وجات جلست جنبي على السرير
وبصوت يملاه الحنان : عبــد الله فيك شي ، تعبان !! .. وهي تحط يدها على جبيني تشوف حرارة جسمي
بعدت عيني عنها ما أبيها تناظر بعيني : لا حبيبتي ما فيني شي
ناظرتني بتركيز ، أحس بنظراتها وكأنها تخترق قلبي وتعرف مكنونه من غير ما أحكي : طيب ليه ما ترد على مكالماتي ، وليه ما تغذيت اليوم
: ضايق خلقي ، ومالي خلق شي
ناظرتني بنظرة جانبية جذابه : حتى أنا
ابتسمت لها : أنتي غير الناس عندي
مصرة تعرف شنو فيني : طيب قولي شنو فيك ، إيش إلا مضيق خلقك .. فضفض لي
: حبيبتي ما ودي أضيق خلقك

صمتت ، لدرجة خفت من صمتها .. وبعدها فاجأتني بحركتها .. مسكت يدي إلا ممددها بكل حرية جنبها بيدها الناعمة والرقيقة وقبلت يدي
حاولت أسيطر على مشاعري إلا خانتني لحظتها ، وأضبط تنفسي خفت أنفضح قدامها وأصبح أسير لهواها هذا إذا ما صرت وانتهينا
سلمى، بهمس الحب : حبيبي نسيت أني حبيبتك ، أميرتك .. أنا أحس فيك من غير ما تتكلم .. من نظرة عيونك أفهمك .. أنت تتوقع أني ما أحس بضيقك وألمك
حسيت لحظتها أنها ممكن تبكي قدامي وأنا ما أتحمل دموعها وممكن أبكي معها .. ضميتها لصدري بقوة .. أبي أدفأ بحبها .. أنتي الهوا والماي .. أنتي الدفا وشفاي

:
:

" يا الله عبودي ، قوم خلنا ننزل "
ناظرتها بكسل : والله ما لي خلق حتى أتحرك من مكاني
سحبت يدي بأقوى ما عندها ، لكن للأسف ما حركت ساكن : يا الله بلا كسل .. على شان خاطري .. وسبلت لي بعيونها

لا لا لهنـا ما أقدر .. قمت من السرير بسرعة .. ومسكتها وأنا ألفها من كتوفها : طيب يله عطينا مقفاك .. أشوف صدقتي نفسك وأنتي بغرفتي .. راح أبدل وأنزل
سمعتها تضحك بخفه .. سكرت الباب بسرعة قبل لا أتهور .. آآآآآآآه يا قلبي ها البنت بتجنني ببراءتها وعفويتها .. أحاول أتعامل معها بدفاشه على شان لا أتمادى بمشاعري لكن أحيان أفقد السيطرة على نفسي
:
:

سلمى وهي طالعة من غرفة عبد الله راحت ناحية غرفة البندري ، تشوف سالفتها هذي الثانية ..
لكن البندري بهذا الوقت طلعت من غرفتهـا
سلمى : زين رحمتي نفسك مني ، كنت جايتك الغرفة
البندري ابتسمت لها : هلا سلومي .. تعالي ننزل تحت سولفيلي عن الزواج أمس
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0

فتحت عيني بكسل .. تلفت من حولي أبي أتأكد أنا وين موجودة للحظة ضنيت أني موجودة بغرفتي .. ناظرت الساعة .. انصدمت من الوقت .. أني نمت كثير لأني مأخذه panadol night
على شان أنام براحة من غير ما أفكر بشي وأغرق بنوم عميق .. قمت من السرير ومديت يدي لأبعد حد وتثاوبت .. يا الله أحس عظام جسمي .. عظمة عظمة تألمني .. أحتاج لحمام ساخن .. لكن قبل لا اخذ حمام ساخن أحتاج لماي أرطب في شفاهي الجافه .. فتحت قفل الباب وجريته ، لأنه باب جر .. مسكت ضحكتي لا يطلع صوتها .. وانا اشوفه نايم على الكنبة إلا قلبها لسرير .. شكل السرير قصير ورجولة نازلة برا السرير .. صحيح شكله يكسر الخاطر .. لكن لا يحلم أعطف عليه .. مراح أخلية ينام معي على السرير الكبير الملكي
رحت ناحية الثلاجة وصبيت لي كأس ماي بارد .. صحيح أن الجو بارد هنا .. لكن لا غنى عن الماء البارد ..
:
:
:
أحترت شنو ألبس بعد ما طلعت من الحمام .. الجو برا شكلة بارد .. لكن محلا طلعه النهار .. وندور مكان الشمس نوقف فيه بعكس فصل الصيف ندور الظل .. طلعت لي تنورة جينز ثقيلة مع جاكيت بيج ثقيل مرة .. مالي خلق أمرض وأنا مسافرة .. بها الوقت سمعت صوت الرشاش بالحمام يشتغل هذا أكيد كحيلان يتروش ، دخل من الناحية الثانية من الصالة .. على ما يخلص رفعت سماعة التلفون الموجود بالغرفة ودقيت على room serves
طلبت لي أوملت مع عصير برتغال ، كنت ناوية ما أطلب له .. لكن كسر خاطري حرام .. كفاية النومه السيئة
:
:
بعد ما خلصت فطوري .. كان هو يقرأ في الجريدة الأجنبية ، ومدري هل هو مندمج معها صج والله يتعمد يتجاهلني .. من صحى الصبح والكلمات إلا وجهها لي قليلة شكله مزاجه ضارب .. أنشاء الله من ردي لأردى
قطعت الصمت إلا بينا : أنا راح أنزل أتمشى .. تبي تنزل معي ولا تكمل قرأة جريدتك
نزل جريدته : يله طيب روحي اجهزي
تحركت بسرعة لأني متحمسة أبي أشوف ها المدينه الجميلة وأشوف مبانيها التاريخية ، لبست الشال على رأسي ولبست جزمه بوت .. وطلعت له
: يله أنا جاهزة
رفع نظرة لي ، وقال لي بكل عنجهية : راح تطلعي كذا .. وهو يأشر علي بطرف إصبعه وكأني شي منبوذ ولا مرتكبة خطيئة
رفعت حاجبي مقهورة : إيش فيها
كحيلان : ما عندي حريم يطلعون من غير عبايه
فتحت عيوني على وسعها : شنو شنو .. طيب هذا هم خواتك إذا سافروا يلبسون مثلي .. وإيش فية لبسي محترم وساتر يعني ما اظن فيه عيب
كحيلان بعناد : أنا مالي دخل بأخواتي .. حرمتي وأنا حر .. أبيك تلبسين عباية
أخذت نفس عميق .. لأن خلاص الضغط وصل ألف عندي : والله راح أطلع كذا ، عجبك أهلا وسهلا ، ما عجبك طق رأسك بالجدار
حسيت لحظتها وكأنه أفعى من نظراته الحاذقة ينتظر اللحظة إللي ينقض فيها على فريسته .. ويمكن أنا كنت فريستة .. مسك ذراعي بقوة .. وهو يناظر بعيني مباشرة : أخر مرة تتكلمين معي بهذي الطريقة فاهمة
كان ودي أبكي لحظتها من طريقة معاملته لي
، هزني بقوة : فااااااااااهمة
اصريت على عنادي وصرخت بوجهه : اترك يدي
نفض يده عن ذراعي بقوة .. لدرجة تراجعت للوراء
كحيلان وهو لاف ناحية الباب : أنا انتظرك باللوبي .. إذا غيرتي رأيك أنزلي .. غير كذا راح تجلسين بالغرفة


طلع وصفع بالباب .. وقفت عند الشباك ، حاطة يدي على فمي أمنع شهقاتي .. لكن دموعي صارت تنزل بسكات .. كل ما أحاول أمسح وحدة تنزل الثانية بعناد ..
هذي أولهـا .. شوي ويضربني .. هذا إلا كان ناقص يرفع يده علي ..
وينك يمه تشوفين بنتك ، تبهذلت بليلة عرسها واللحين يبي يستقوى علي وأنا بعيدة عنك ..
مراح أسمح له يتحكم فيني ويمشي رأيه علي .. عمري أنشاء الله ما طلعت معه .. أنشاء الله طول السفرة أظل حابسة نفسي بالفندق ولا اسمح له ينتصر علي ..

:
:

جالس باللوبي على الكنب ، أهز رجولي من العصبية إلا فيني .. خلتني أفقد سيطرتي على نفسي .. معها فقدت أعصابي وكلامها البربري يثيرني .. و أحيان تتصرف وكأنها طفله مدلله

أهدا ، أهدا يا كحيلان .. أسيل عمر القوة ما جابت معها منفعة .. بالعكس يمكن تعاند أكثر .. عادي تسويها اللحين تبكي وتتصل لأمها وتخبرها ويمكن تقول انه ضربني .. ويوصل الخبر لعمي .. وهذا هو موصيك عليها يا كحيلان .. أنت الرجال أنت الأعقل .. زفرت زفرة .. صبرا جميل والله المستعان .. راح أطلع لها .. أنا مدري شنو طلع في بالي على العباية يمكن حبيت أمراس سلطاتي عليها وكأني تملكتها .. يمكن لأن متعكر مزاجي من نومتي .. وصبيت كل قهري عليها
:
:
دخلت السويت .. لقيتها واقفه عند الشباك .. مدري هي ما حست بوجودي والله حست وما تبي تلتفت لي .. مشكلة قلبي ضعيف و يحبك .. والله لو واحد غيري طلع وما رجع لها إلا آخر الليل .. لكن مو كحيلان إلا يترك زوجته بروحها ببلد غريب ..
وقفت خلفها مباشرة .. وبانت أنعكاس صورتها على الزجاج .. حسيت وقتها أني قسيت عليها .. مبين أن عيونها حمرا وأنفاسها متقطعه .. مهما يكون هي أثنى .. لازم أراعي مشاعرها حتى لو هي ما راعت مشاعري .. مسكت كتفها بخفة على شان لا تخترع :
أسيـــل
لاحظت أنها رفعت يدها تمسح دموعها لأنها طولت على ما لفت لي
: أسيل أنا آسف
لكنها لفت لعندي وناظرتني ببرود .. تمنيت أفسر معنى نظرتها وقتها .. لأني حسيت من نظرتها القسوة على مشاعري
:
:

كل مــرة تقول لي آسف وأنت تتعمد خطاك
هذا الحب بنظرك يا كحيلان .. أنت شخص أناني تحب نفسك وبس .. تزوجتني تظن أنك ملك وأنا عبدتك ..

بلعت حسرتي في قلبي .. خلاص فات وقت الندم ،أنا زوجته اللحين
لكن يا حسافة على العمر إلا راح أضيعه معك .. وكل النتايج تعترف لي بالإفلاس واضحك على نفسي

توترت من لمسة يده على خدي .. يحاول يمسح آثار دموعي
: لا تضايقين هدبك بدموعك .. كل شي إلا دموعك

ناظرته بريبه .. صحيح أن الموقف موترني حييييييل .. لكن مو أسيل إلا تضعف بهذي المواقف .. هو يبيني أقول له طاح الحطب .. لا لأن أصلا كل كلامة كذب
بعدت عنه .. ما أبيه يغريني لا بلمسة ولا بضحكة .. يحاول بكلمة يكبر بعيني وهو بعيني صغير

:
:
صحيح أني طلعت معه .. لكن نمشي بعاد عن بعض .. سد نفسي عن كل شي .. كنت متحمسة أبي اتمشى استكشف المكان ..
كنـا نتمشى بساحة سان ماركو .. أنا ما كنت أحس بالناس حوالي .. كنت أفكر بحالنا البارد .. إذا يومين قضيناها مع بعض بهذي الطريقة كيف راح يكون باقي العمر

سمعت صوتة يناديني بصوت عالي : أسيــــل
لفيت له وأنا مستغربة ، شنو يبي .. نثر علي حبوب فجأة وتطاير الحمام من حولي .. وأنا أحرك يدي بهمجية لالا ..
شفته رفع الكاميرا الصغيرة إلا ما سكها بيدة وصورني وأنا متبهذله مع الحمام .. وشكلة متونس علي
بعد معركة مع الحمام قدرت اهرب منهم وأنا أنظف ملابسي .. مشيت له بعصبية : ليه سويت فيني كذا
كحيلان بنظراته البريئة : شفتك زعلانه .. قلت أخليك تغيرين جو
ناظرتة وأنا منقهره منه وأنا أشر على حجابي : يرضيك أن الحمامة سوتها علي
شفته ميت من الضحك شوي ويتسدح على الأرض

صحيح أني ناظرته مقهورة منه ، لكن أول مرة أشوفه يضحك من قلب .. ضحكاته زادت من وسامته .. لكني سفهته ومشيت عنه

لحقني ومشى جنبي : انتظريني طيب
رديت عليه وأنا بعدني مقهورة منه : مراح أنتظر أحد
مسكني من يدي : طيب تعالي خلينا نجلس بهذا الكوفي شوب
سحبت يدي من عنده : أنا أبي أرجع الفندق أغير ملابسي
كحيلان: أسيل عاد لا تصيرين دلوعة ، كله حمام عادي .. والحمام خير
بوزت وما رديت عليه ، أصلا أنا منقرفة من حالي ..
مسكني من يدي وأخذني للكوفي شوب .. مشيت وراه ها المرة بكل طواعية .. أول ما أختار لنا طاولة .. أنا رحت الحمام أنظف حجابي إلا توسخ .. أولـ ما رجعت وجلست على الكرسي .. شفته يضحك علي .. أنا عصبت ما صارت : كحيلان وبعدين ترا والله أقوم وأمشي عنك
كحيلان وهو يحاول يمسك ضحكته : طيب طيب خلاص .. حط أيدة على فمه .. لكن عندها أنفجر من الضحك ..
أنـا ما قدرت أقاوم وضحكت معه صحيح الموقف يموت ضحك

*
*
*
*

مجتمعين بالصالة سواليف .. لكن قطع عليهم سوالفهم نغمة جوال عبد الله ..
البندري سمعت أن أصحابه عازمينه ، بعد ما أنهى المكالمة : عبد الله تكفى لا تطلع مع أصحابك .. خلنـا نرجع أيامنا مع بنـــ ... سكتت شوي .. الله يرحمه

سكت عبد الله للحظة : الله يرحمه .. وما حب يرد أخته .. طيب إيش تبونا نسوي

البندري ابتسمت : إيش رايك تطبخ لنا ، وتذوق سلوم طبخك
عبد الله بسخرية : والله أخر زمن الرجال هو إلا يطبخ على شان يذوق مرته .. وهي ما أشوف ذوقتني طبخها

سلمى شهقت : يعني تنكر أني عزمتك مرة على العشاء
وهو يأشر بإصبعه : مرة وحدة
سلمى وهي تناظرة نظرة جانبية : عجل تبي كل يوم
عبد الله وهو يبتسم لها : يا ليت
ريوم : عاد لا تكون طماع .. أحمد ربك أنك ذقت طبخها
عبد الله : هههههههههههههههه ، لا الله يشهد أن طبخ سلوم لا يعلى عليه وخصوصا في الحلى .. مشاء الله أيدها حلوة بالحلى
ضحكت سلمى ، ما يدري أن الحلى إلا يذوقه ببيتهم عمل أختها بثينه

عبد الله : إيش تبون نطبخ لكم ربيان ولله سمك سلمون
البندري بقرف : لا إلا السمك أنـا ما احبه
عبد الله : الحمد لله والشكر ، أحد عايش بالخليج وما يحب السمك
البندري: ايوه ، أنــا
عبد الله وهو قايم : طيب أنا واصل مشوار مراح أطول .. وأنتوا جهزوا شنو تبون ، وإذا رجعت بدينا حفله الطبخ حقتكم

:
:

سلمى : إلا أخبار الدوام معك يا البندري
البندري وهي تخبي يدها المجروحة ورا ظهرها : والله الحمد لله
سلمى : وأخبار الدكتور عبد العزيز معك ، ما أشوفك أشتكيتي منه هذا الأسبوع
البندري: لا ها اليومين متعدل مزاجة .. وما اشوفه هزأني ولا شي .. من بعد التهزيئة المحترمة إلا جاته مني .. على باله اشتغل عند أبوة .. بغرور وهي تتكلم .. عرفته قدره و مع مين يشتغل

ريوم بطفش ، مع أنها سعيدة أن صارت أشياء تشغل بال أختها بدل ما تنغمس في أحزانها : وبعدين معكم أنتوا والدكتور عبد العزيز هذا .. تراكم طفشتوني .. غيروا السالفة

سلمى :شنو تبينا نسولف فيه يا ست ريوم

ريوم : امممممممم ، ايش رايكم نرقص .. بما أن الكل طالع

قامت من مكانها وراحت شغلت الأستريوا وحطت لهم فرقتها المفضلة ميامي .. على قولتها تجيب الخبال .. وأولـ أغنية أشتغلت أغنية يا عمري أنـا ..
سحبت أيد سلمى ترقص معها لأن البندري ما فيه أمـل ترقص

يــا عمري أنـا فديتك أنــا
يا ريتك هنـا وياي .. حياتي أنـا عذاب وهنـا
وقربك منى دنياي ..
يا عمري يا روحي يا قلبي يا حبي
يا ليتك هنا وياي
أحبك و أحبك أحبك
وقربك منى دنياي
تدلل حبيبي وتامر امر أعيش بصحاري وأروح القمر
رضاك أنت غالي ورضى الناس تالي شريت أنا بالكون


مــا حست بنفسها إلا وهي ترتفع من على الأرض .. لكن هي عرفته على طول من ريحة عطرة إلا دوختها .. شالها بين يده بخفة ودار فيهــا وهو بينجن منها ومن سحرها .. كا الطفله في يـده كا الريشة تحملهـا النسمات

وردد مع كلمـات الأغنية وهو شاييلها بين يده ويدور فيهـا
يا عمري يا روحي يا قلبي يا حبي ..
يا عمري أنا .. فديتك أنا .. أحبك أنا .. حياتي أنا
والله حبيبي والله حبيبي .. أنت حبيبي وأنا اهواك .. أنت نصيبي والله نصيبي ولا أبقى سواك
عشقتك هوى .. في روحي دواء .. ما همني زماني إذا حنا سوى

بعد ما تعب وهو يدور فيها .. والأكثر خاف يدور رأسها .. جلس على الكنب وهو مازال حاملها .. أمـا سلمى لا حد يسأل عن حالها وهي بحضن عبد الله .. أنصبغ وجههـا باللون الأحمر وكأنها وردةً جورية حمراء ..
أولـ ما وعت لنفسها واستوعبت إلا صار للحظة طارت من حضنة على طول .. لحقتها البندري خايفة وعبد الله يضحك على خجلها
دخلت أقرب غرفة لها وهي حاطة يدها على خدها المحترق من الحرارة ..
اولـ ما شافت البندري : البندري وين عباتي ؟؟
البندري: ليه حبيبتي وين بتروحي
سلمى شوي وتبكي : بروح البيت ، أخوك مجنون
البندري ضحكت من قلب تذكرت حركات بندر ونفس الوقت دمعت عينها .. سلمى من ربكتها ما انتبهت لها توقعت انها دمعت من كثر الضحك
عصبت سلمى : سخيفة أنتي وأخوك
البندري مسكتها تهديها : سلووووووم ، لا تكبرين الموضوع والله ما يستاهل .. بلعكس حلوة حركته
سلمى ما زالت على عصبيتها : أكيد لانه أخوك
البندري: على شان خاطري ، لا تخربين سهرتنا .. إذا رحتي عبد الله مراح يرضى يطبخ لنا .. والله طبخه ما تذوقين مثله
سلمى ضربت الأرض برجلها : ما أبي ، أبي أرجع البيت
البندري حتى تمتص غضبها باستها على خدها : على شان خاطري سلوووووووم ، خلينا نستانس
سلمى ترددت ، ما تبي تكسر بخاطر صديقتها إلا قلما تفرح : طيب بس على شان خاطرك .. وعبد الله ما يقرب مني
البندري ابتسمت : طيب ، أما الطلب الثاني ما أقدر أظمن لك وهي تغمز لها .. أنتي روحي وقولي له
سلمى بخجل وهي تذكر الموقف : مـا ابي
لكن مو على البندري ، سحبتها من يدها وجرتها لصاله مكان ما جالسين




قضوا سهره حلوة .. وبضحكاتهم صارت أحلى
يا رب تدوم أيامهم سوى ، وما يفرقهم شي ..
سلمى وعبد الله .. بالسهره ما أحرج سلمى بحركاته لكن عيونهم كانت تنطق بكل كلمات الحب

:
:
:

من بكرة .. كان عند الدكتور عبد العزيز عيادة في بعد الظهر وكانت معه البندري .. على نهـاية العيادة

جالس على الكرسي خلف المكتب ويطق طق على الكيبورد يدخل بيانات أحد المرضى .. دخلت الممرضة المريضة الأخيرة ..
قال لها بكل رحابة صدر : تفضلي يمه أجلسي
جلست الحرمة الكبيرة بالسن على الكرسي القريب منه ، ورفعت عبايتها الرأس عن الأرض على شان تساعدها في الجلوس


:
:
لاحظت العبوس إلا انرسم على وجهه وهو يناظر بملف المريضة ، أنا نفسي اطلعت عليه قبل شوي وهو منشغل بتدخيل البيانات .. المريضة محولة من قسم الباطنة لستشاري القلب وبما أن اليوم مش موعد عيادة جراح القلب حولوها لعندنا ..
سألها عبد العزيز : أنتي يمه من كم سنه عندك القلب
الحرمة الكبير : والله يا ولدي تقريبا من 5 سنوات .. وعندي الضغط والسكري إلا ذابحني .. وغير كذا أخذ أدوية عن الحموضة
عبد العزيز وكأنه مقهور من إلا مكتوب بالملف : وكيف الدكتور يعطيك أسبرين وأنتي عندك حموضة بالمعدة
الحرمة من غير دراية وعلم : والله مدري .. إذا بتغيره غيره
عبد العزيز : المشكلة ما أقدر ، أنتي لازم تروحين لدكتور إلا تتعالجين عنده وتخبرينه .. وأنا راح اترك ملاحظة بالملف

أنا فهمت ضيق الدكتور عبد العزيز ، المشكلة هو مو إستشاري وما يقدر يساعد المريضة بشي ، أي غلطة ممكن تطيح على رأسة .. وبعض الدكاترة ما تهتم إذا المريضة تعاني من مشاكل صحية ثانية .. وما يهتموا إذا بعض الأدوية تأثر على مرضها الثاني

سألها سؤال أنا نفسي استغربته وما أدركت أهميته إلا بعدين : أنتي شلونك يمه ، كيف عيالك وزوجك معاك ، عيالك مغربلينك
الحرمة وكأنها لقت متنفس لها : والله يا دكتور عيالي ما في منهم ، لكن أبوهم الله يهداه من يجون يزوروني يطردهم من البيت .. مدري شنو فيه الرجال فجأة أعتفش .. حاولنا أنا وولده الكبير نأخذه لطبيب نفسي لكنه رافض .. والله أنا صابرة على أذاه وضربه لي بس على شان عيالي

والله من كلامها ، وأنا أشوفها تمسح دموعها ببوشيتها ، جاتني ألغبنه .. يـا الله كيف زوجها ما عنده إحساس المرة تعبانه أكيد ما مرضها إلا زوجها .. وغير كذا يضربها .. لا حول ولا قوة إلا بالله

بعد ما طلعت المريضة ، ما قدرت أمنع نفسي من السؤال : معقولة دكتور في ناس عايشين بها الطريقة ، كيف يضرب زوجته ويطرد عياله يعني ما يراعي كبر سنها وشيباتها

الدكتور عبد العزيز : والله يا دكتوره تستغربين لما تسمعين قصص المرضى .. عالم غريب .. ترا بعضهم يجون مش على شان العلاج .. يعني هذي حرمة كبير أحيان تجي المستشفى على شان تأخذ أبره السكري مع أنها بإمكانها تأخذها من المركز الصحي .. لكن من أول ما تسألينها إذا هي مرتاحه بحياتها أو لا .. تقول لك قصة حياتها إذا تبين .. ويمكن هذا سبب مرضها .. peptic ulcer , high blood pressure … etc

: لكن يا دكتور حرام يضربها .. يعني هو أكيد رجال كبير ومصلي
عبد العزيز : لا تأخذين في بالك .. الناس المريضين نفسيا في مجتمعنـا يا كثرهم .. ومو كل من راح صلى بالمسجد صلاة تقبل .. يا ما ناس يصلون ويصومون وهم ظالمين لزوجاتهم وأولادهم ومأكلين حقوق اليتامى .. هذيلا الناس صلاتهم باليه ترمى في وجوههم مثل القطعة الخرقاء .. وفي ناس صالحين صلاتهم ترفع لسماء
يعني لو خليت خربت

سكت ما قدرت أعقب على كلامة ، ابتسمت لأفكاري .. أبد ما توقعت انه تفكيره راقي لهذه الدرجة ومثقف .. يعني توقعت إلا مثله مـا يهتم إلا بكتب الطب ..
:
:

عبد العزيز : إلا أخبار يدك .. عسى ما تألمك
ابتسمت له : لا الحمد الله
عبد العزيز ، وهو يمد يده اليمين إلا لفتني فيها خاتمه بإصبعه الصغير حجر أسود لمعته ملفته للأنظار وشكله حوله ألماس : طيب ممكن أشوف الجرح
ترددت لكني مديت يدي له .. سحب العلبه إلا جنبه ولبس القفاز على شان لا يلوث الجرح وفتح الشاش بشويش مع أني حسيت بوخزة بسيطة .. ناظر بالجرح نظرة تفحصيه ، وبعد كذا طهره لي وسكرة
وهو يبتسم : لا الحمد لله ما تحتاجين plastic surgery
كشرت وكأني طفله : لا شنو عملية تجميل .. أصلا حتى لو احتجت مراح أسويها عندك
عبد العزيز وكأنه يكلم طفله : ليـــه
: لا أخاف
عبد العزيز : وليه تخافين
وأنـا أناظر بالنكتاي الوردي الغامق إلا جايه متناسقة مع قميصة الوردي الفاتح : بس كذا أنت بالذات مراح اسوي عندك
ضحك على كلمتي العفوية ، مدري ليـه ضحكته وترتني ، انعكست ضحكاته على بياض بشرته وإلا زادها بياض قميصة الوردي ، طول عمري أكره هذا اللون على الرجال اعتبره لون خاص بالبنات ، لكن لمـا شفته اليوم لابس هذا اللون ، بصراحة زاد من وسامته

عبد العزيز : تدرين كل إلا الدكاترة إلا يدخلون غرفه العمليات تصير عندهم phobia من العملية
:
:
عبد العزيز توتر من طريقة كلامها وكأنها طفله بريئة .. للحظة تخيلها وهي لابسة مريول المدرسة وشعرها مضفرته
.. سحب علبة السجاير من جاكيته البني الغامق إلا معلقة خلف كرسيه .. ورماها بفمة وولعها بولاعته الفضية
:
:
في لحظات انقلب مزاجي
ناظرت فيه وأنا منقرفه من رائحة السجاير .. صحيح أن بعض الأحيان شميت فيه رائحة سجاير لكن إيش قله الذوق إلا فيه يدخن قدامي .. سحبت حالي ووقفت طالعه من العيادة إلا راح أختنق فيها .. ودون أن يلاحظ إضطرابي
وأنا عند الباب : على فين دكتورة
رفعت حاجبي وأنا أناظر فيه : العيادة وانتهت ، بروح الجناح .. وقلت لازم أدقة بالكلام قبل لا أطلع ..
ورائحة الدخان هنا راح يخنقني
:
:
رمى عبد العزيز السجارة بالطفاية الصغير إلا جنبه بقهر ..

يعني ما لقيت تدخن إلا قدامها .. غبي غبي .. طول عمرك غبي .. دعست عليها بقهر لين ما حولتها لرماد وفتات
:
:

وأنـا بالجناح دقت علي مريم
: هلا مريومه كيفك .. والله من زمان ما سمعنا صوتك
آمري حبيبتي .. خلاص مري علي اللحين .. أنا انتهى دوامي

رحت للغرفة الخاصة بطلاب الانتير .. أخذ عباتي وباقي أغراضي ..

بعد ما مرتني مريم رحت معها لمجمع الظهران ،
قالت لي : تعرفين محل مجوهرات حلو !! ، يعجبني ذوقك بالمجوهرات
أخذتها لمحل مجوهرات ، مجوهراته غريبه نوعا مـا غير عن المعتادة

أختارت لها طقم أجحار طبيعية باللون الزهري مع اللؤلؤ .. وأنا شفت حلق لؤلؤ طويل متداخل مع ذهب أصفر ..
وأنا أحاسب .. دفعت ببطاقتي القديمة إلا ما زالت عندي من بنك في الإمارات ..
ناظرت بالرجال إلا يشتغل بالمحل ومبين عليه مستغرب من بطاقتي
رفع رأسه وقال : ممكن سؤال
: تفضل
الرجال : أنتي إماراتيه
رديت عليه بحده منهية الحوار : لا


قربت مني مريم : مسكين شكله يبي يطق سالفة معك
همست لها : وأنا فاضية له .. مع انه وسيم وشكله مؤدب

بعد ما طلعنـا من المحل ، مريم : أنا عازمتك اليوم على الغذاء
: لا مريوم ماله داعي
مريم : وتردين عزيمتي
: طيب ما عاش من يردك
مريم وهنا نركب السيارة : طيب إيش رايك نروح كاسبرد & جامبينز .. مطعم جديد ويقولون حلو
: أنـا بعد سمعت من عبد الله ، خبرك المخطوبين خبيرين المطاعم

وصلنـا بعد فترة المطعم ، السواق وقفنا قريب من قسم الرجال
مريم : يا الله ها السواق غبي .. يعني ما يشوف هناك قسم العوائـل
مسكتها من يدها ننزل من السيارة : فوتيها .. كلها خطوتين

مرينـا من قسـم الشباب إلا زجاج يطل على الشارع بينما قسم العوائل بالدور الثاني
:
:

هي والله طيفهـا مر بخياله ..
طلال وهو يناظر بنفس الشخص إلا يناظر فيه عبد العزيز : كأن هذي البندري طالبة الانتير إلا معك
رديت عليها وأنا شاك : على مـا أظن
طلال : تصدق والله البنت مملوحه ، جذابه بالأحرى
وكأنه يدندن على أنغام أغنية عراقية : ما أقدر أجر الروح و أتحمل بعاد .. بعيونك الحلوة باليني بلوة
قاطعته بعصبية أنا استغربتها ، معني متعود على أسلوب طلال الغزلي : عيب عليك يا طلال .. تناظر بالبنت بهذي الطريقة
طلال : طيب أنا ما ذميتها ، النظرة الأولى حلال
: هع هع أنت قزيتها .. تقول لي نظرة

سرحت بخيالي .. إيش ها الصدفة إلا جابتها لهنا .. نتواجد بنفس المكان .. ويمكن نطلب نفس الأكل ..
شعرت برغبه بالتدخين .. طلعت علبه سجائري من جاكيتي كنت راح أخرج سيجارة لكن فجأة تذكرت الموقف البايخ إلا صار لي اليوم معها .. هي شكلها ما تحب التدخين أو بالأحرى المدخنين ..
أنا لازم ابطل تدخين .. على الأقل على شان صحتي .. أنا نفسي مدري ليه بالفترة الأخيرة صرت مدمن تدخين .. مع أن المفروض أمثالنا الأطباء أعرف الناس بأضرار التدخين

طلال : إلا غريبه اليوم عازمني على الغذاء
ناظرت فيه مقهور ، مدري ليه فجأه صرت أكرة أسلوب طلال : أمي اليوم معزومة ، ما ودي أتغذى بالبيت بروحي
طلال : أهــا .. وأنا اقول دلوع أمه متنازل وعازمني .. وأنا طول الفترة إلا راحت أقول لك تعال تغذا معي وأنت رافض
رديت عليه : طلال أنت شكلك رايق اليوم ، وأنا مزاجي مقفل على الأخير
طلال بخبث : أفا ليه .. كل هذا من حبيبه القلب
ناظرته بحدة : انت شقاعد تخربط
وهو يغمز لي : علينـا
: كانك تقصد البندري .. فأنت غلطان .. البنت شكلها متزوجة

الحمد الله أن وصل الأكل وبديت آكل بكل هدوء ، لكن توتري كان واضح من مسكه يدي لشوكة والسكين .. هذا الغبي طلال مدري كيف يفكر .. معقولة أنا ألتفت لوحدة مثلها .. مغرورة ومتكبرة على شنو أنا مدري

*
*
*
*

دخلت البيت لقيته هادئ .. على غير العادة .. وين إزعاج ملاك ومنار وصياح حمود .. طلعت فوق أتفقد أحوالهم ..

بعد ما تطمنت عليهم ، وحمودي نايم بسريرة .. دخلت غرفتي وأنا أسحب العصا الطويلة الصينية إلا مثبتتها بشعري ودخلت يدي بشعري أنفشه وأعطية حرية لتنفس

" مسـاء الخير ، كيف الغذاء كان "

أنـا ابتسمت له مع أني لمحت نبره السخرية بصوتة : الحمد الله ، غيرنا جو

جاسم وهو رافع حاجبة : أشوفك صرتي تطلعين وتدخلين وكأن مالك والي

عقدت النونه إيش هذا الكلام الجديد : تعودت معك أطلع بحريتي ، وأنا أعطيتك خبر أني راح أطلع

قام من مكانه وجاء ووقف أمامي : وأنـا مثل المغفل ، ما أدري عن شي
ناظرته بإستغراب ، أنا ماني فاهمه شي : إيش صاير ، ومن عاملك على أنك مغفل
وهو يناظرني بحدة ويركز نظرتة بعيني : إيش تسمين روحتك للبنك وتأخذين كل ذهبك من غير علمي
مثلت العصبية على شان لا يكتشف : ذهبي وأنـا حرة فيه

جاسم : ما قلنا شي .. لكن أنك تروحي البنك من غير علمي ، وأنا اليوم أنصدم أشوف الصندوق فاضي وبقيت أتهم الموظف ، لأن المفتاح بس موجود عندي والنسخة الثانية بالبنك .. وانصدم يوم خبرني أنك جيتي وأخذتي كل شي .. تداركت الموضوع ما ابي أبين دور الزوج المغفل إلا ما يدري شي عن زوجته

: نسيت أخبرك
جاسم : نسيتي تخبريني ، طيب وينه ذهبك .. غلبت الغرفة فوق تحت ما لقيته
بعتيــه !! صح
تلعثمت بالكلام : هـــاه
جاسم : ماله داعي تكذبين يا مريم عيونك فاضحتك .. أنتي بايعة الذهب ..

ليـــه بعتيه .. يعني أنـا مقصر معك بشي .. مقصر بحق بيتي بشي .. صحيح أن عمرك ما طلبتي مني شي .. لكن ما أظن قصرت بحقك ولا حق عيالك .. ليـه تبين تصغريني بعينك وأني مش قادر أصرف عليك وعلى عيالك

يا ربي هو فاهم الموضوع غلط ، قربت منه المس يده لكنه ردني بقسوة : جــاسم أنت فاهم الموضوع غلط

رد علي بعصبية : فهميني .. إيش إلا فاهمه غلط وكل شي واضح

: جاسم أنا بعت الذهب على شـان أقدر ...
ما قدرت أكمل خفت .. ما حسبت حساب لها اللحظة .. انه يعرف ويعصب بهذي الطريقة .. هذا لو عرف أني خبرت أخته وأنا إلا ساعدته يمكن يطلقني لأن ممكن يعتبر هذا الشي إهانه له


خفت من سكوته ونظراته لي ,, طــال سكوته ونطق ويا ليته ما نطق : لا يكون أنتي إلا مكلمة أختي على شان تساعدني ، أو أنتي إلا بعتي ذهبك على شان هي تساعدني

سكت ما قدرت أنطق بحرف ، مشكلتي أني مفضوحة مقدر أكذب
مسكني من ذراعي : انطقي كلامي صح والله لا
خفت من نظرة عينه إلا يتطاير منها الشرار ، أول مرة بحياتي أشوفه بهذي الطريقة ، اكتفيت أني هزي راسي بإيوة

فض يده عني : ليـــه يا مريم ..
ليه ما قلتي لي
ليه تدخلين أختي ما بينا
طلعتيني مغفل .. غبي
وأنا محذرنك أني مراح أخذ ريال واحد منك
لكن للأسف ما احترمتي رغبتي .. وصرت وكأني مير مو برجال عندك

ما اعطاني فرصة أكلمة سحب شماغة وطلع .. مـا قدرت ألحقة
حسيت من كلامه بطعنه بصدري .. أنـا ما هان علي أشوف زوجي متضايق .. الفلوس عمرها ما همتني ولا كانت مصدر سعادة بالنسبة لي

ليه إذا ....حبيتك أكثر زدت قسوه ؟؟
وإن دريـت بحاجتـي لـك زدت جفـوه

وإن عطيتـك مـن حياتـي مــا تـريـده
ماكفاك .... وتحسب إن الحـب نـزوه

والله إنــي يــا أحــب الـنـاس أحـبـك
والله ان الـروح لــو ترضـيـك... فــدوه

مسكت الجوال بيد مرتجفه دقيت عليه لكنه سكر بوجهي .. يـا ربي أرحمني شنو اسوي
ما بيدي حيله .. طحت على الأرض وسندت رأسي على السرير واطبقت جفني .. وبكيت .. بكيت قهر .. بيكت زوج ما قدرني وفــا لين ظنيت أن الشعاع إلا بقلبه طفـا .. بكيت عمري إلا ضاع وأنا لأجله نذرت العمر وأغلى سنينه

لكن ياحبيبي ألتمس لك العذر .. لو كان ما أنت معذور .. وأن جحدت المودة بان لك ما خفا
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الجـــــزء الثالث والعشرين )






قام من مكانه وجاء ووقف أمامي : وأنـا مثل المغفل ، ما أدري عن شي
ناظرته بإستغراب ، أنا ماني فاهمه شي : إيش صاير ، ومن عاملك على أنك مغفل
وهو يناظرني بحدة ويركز نظرتة بعيني : إيش تسمين روحتك للبنك وتأخذين كل ذهبك من غير علمي
مثلت العصبية على شان لا يكتشف : ذهبي وأنـا حرة فيه

جاسم : ما قلنا شي .. لكن أنك تروحي البنك من غير علمي ، وأنا اليوم أنصدم أشوف الصندوق فاضي وبقيت أتهم الموظف ، لأن المفتاح بس موجود عندي والنسخة الثانية بالبنك .. وانصدم يوم خبرني أنك جيتي وأخذتي كل شي .. تداركت الموضوع ما ابي أبين دور الزوج المغفل إلا ما يدري شي عن زوجته

: نسيت أخبرك
جاسم : نسيتي تخبريني ، طيب وينه ذهبك .. غلبت الغرفة فوق تحت ما لقيته
بعتيــه !! صح
تلعثمت بالكلام : هـــاه
جاسم : ماله داعي تكذبين يا مريم عيونك فاضحتك .. أنتي بايعة الذهب ..

ليـــه بعتيه .. يعني أنـا مقصر معك بشي .. مقصر بحق بيتي بشي .. صحيح أن عمرك ما طلبتي مني شي .. لكن ما أظن قصرت بحقك ولا حق عيالك .. ليـه تبين تصغريني بعينك وأني مش قادر أصرف عليك وعلى عيالك

يا ربي هو فاهم الموضوع غلط ، قربت منه المس يده لكنه ردني بقسوة : جــاسم أنت فاهم الموضوع غلط

رد علي بعصبية : فهميني .. إيش إلا فاهمه غلط وكل شي واضح

: جاسم أنا بعت الذهب على شـان أقدر ...
ما قدرت أكمل خفت .. ما حسبت حساب لها اللحظة .. انه يعرف ويعصب بهذي الطريقة .. هذا لو عرف أني خبرت أخته وأنا إلا ساعدته يمكن يطلقني لأن ممكن يعتبر هذا الشي إهانه له


خفت من سكوته ونظراته لي ,, طــال سكوته ونطق ويا ليته ما نطق : لا يكون أنتي إلا مكلمة أختي على شان تساعدني ، أو أنتي إلا بعتي ذهبك على شان هي تساعدني

سكت ما قدرت أنطق بحرف ، مشكلتي أني مفضوحة مقدر أكذب
مسكني من ذراعي : انطقي كلامي صح والله لا
خفت من نظرة عينه إلا يتطاير منها الشرار ، أول مرة بحياتي أشوفه بهذي الطريقة ، اكتفيت أني هزي راسي بإيوة

فض يده عني : ليـــه يا مريم ..
ليه ما قلتي لي
ليه تدخلين أختي ما بينا
طلعتيني مغفل .. غبي
وأنا محذرك أني مراح أخذ ريال واحد منك
لكن للأسف ما احترمتي رغبتي .. وصرت وكأني مير مو برجال عندك

ما اعطاني فرصة أكلمة سحب شماغة وطلع .. مـا قدرت ألحقه
حسيت من كلامه بطعنه بصدري .. أنـا ما هان علي أشوف زوجي متضايق .. الفلوس عمرها ما همتني ولا كانت مصدر سعادة بالنسبة لي

ليه إذا ....حبيتك أكثر زدت قسوه ؟؟
وإن دريـت بحاجتـي لـك زدت جفـوه

وإن عطيتـك مـن حياتـي مــا تـريـده
ماكفاك .... وتحسب إن الحـب نـزوه

والله إنــي يــا أحــب الـنـاس أحـبـك
والله ان الـروح لــو ترضـيـك... فــدوه

مسكت الجوال بيد مرتجفه دقيت عليه لكنه سكر بوجهي .. يـا ربي أرحمني شنو اسوي
ما بيدي حيله .. طحت على الأرض وسندت رأسي على السرير واطبقت جفني .. وبكيت .. بكيت قهر .. بيكت زوج ما قدرني وفــا لين ضنيت أن الشعاع إلا بقلبه طفـا .. بكيت عمري إلا ضاع وأنا لأجله نذرت العمر وأغلى سنينه

خايفه يروح مـــا يرجع .. خايفه يعاقبني .. والله أني ما اتحمل بعادة ثواني .. كيف لو يتركني .. أنـا ما أخطيت بحقة على شان يعاقبني .. يــا ربي ساعدني .. رجعه لي سالم .. والله أني خايفه عليه .. خايفه يصير فيه شي
مشكلة جاسم كبريائه ، صحيح أني أموووووووت بغروره .. لكن ما في فرق بينا .. أنا زوجته أم عياله .. أنــا عشت معه عمر لا هو يوم ولا شهر ولا سنه ولا سنتين

مسكت جوالي مره ثانية .. بيد مرتجفه ودموعي غسلت وجهي .. دقيت عليه هم ما رد علي .. فكرت أرسل له رسالة ..

" يا حبيبي ألتمس لك العذر .. لو كان ما أنت معذور .. وأن جحدت المودة بان لك ما خفا "

:
:
:
:

الليل أسدلـ عن أستـــاره .. والريـاح تداعب أغصان أشجـاره

ولحـن المطر على الأسقف وكأنه تعاتب خلان

تبسمت لأجل الليالي القديمة ..

لكن في حروفه آهه

أدري أن السجن مـا تصرخ أسواره

كل فرحة في ثرى الحزن مقبورة



هي واقفه عند الشباك تنتظره بكل شوق .. تترقب موعد حضوره ..


صحيح أنه عنيد القلب وقاسي .. لكنه أسر قلبي وخلاني أعــاني
حتى لو نسى مواقفي وأنا دمعي سباني ..
حتى لو جفا القلب .. قلبي فيــه ذايب
هو نبض نبضي وضوى قلبي وعيني !!

:
:


جالس عند البحر وقطرات المطر تلامس وجهه .. مــا اهتم لقطرات المطر إلا تغازله من غير خجل ..
يحس بالخجل من نفسـه .. كيف زوجته من بعـد هــ الوفا يقابلها بهــا الجفــا
ليـــه هو هرب من دفاها ، ليـــه يهرب من حبهـــا
ليه يهرب من بين ضلوعها بكل كبريـــاء


خاطب نفسه .. ليه يا جاسم تبي تطفي شمعه الحب إلا بينكم بغرورك ..
عيونها تنطق الحب لك .. ليـه أنت متغافل عن ها الحب .. إيش تنتظر .. تنتظر لين تخسرهــا !!

هي ما تستحق مني إلا الاعتذار، كيف اعتذر منك يــا روعه أعذاره .. يا نور ها الكون
غمضت عينني وسمحت للهواء يدخل رئتي بكل حرية وقطرات المطر تضرب وجهي وكأنها تبي تعاقبني على معاملتي القاسية لها ..

صدقيني يا مريم أحبك ، والله أني ما أتخيل البيت من غير وجودك من غير لمساتك ورائحة عطرك .. أنتي تتركي لمسـه بحبك وحنانك بكل مكان تكونين فيه

يمكن طبيعتي الجافة وتحمل المسؤلية من وأنا صغير .. خلت مشاعري جافه ،ميتة ، مـا حبيت عيالي يعانون ويقاسون إلا أنـا قاسيته بصغري أبي لما يكبرون يكون كل شي متوفر لهم .. نذرت مشاعر الحب بس لعيالي .. بسبب انغماسي في شغلي وأعمالي قتلت عواطفي وصارت مـا عاد لها وجود بحياتي ، وصارت من الهوامش
لكن مريم أم عيالي .. ما تستحق مني إلا الحنـــان والحب


*
*
*
*




جالسين بجنب المدفأة .. يلتمسون الدفء من لهيب الحطب .. بها الليلة البــاردة .. الشتاء جاهم من غير مقدمات
البندري حاطه راسها على كتف ريوم
يحاولون يدفن أطرافهم الباردة .. وقلبوهم إلا ساكنها العشق .. ومـا خذتنهم السوالف بها الليل

من غير شعور منهـا بدت تغني بالأغنية إلا جمعتهم دايم .. غنت بصوت دافي بعكس قلبها البـارد .. من بعد فراقه صار قلبها خالي وبارد مثل الصقيع

صغيره كنت وإنت صغيرون

حبنــا بدا بنظره العيون
قالو ترى ذولا يحبون
من الصغر لمــا يكبرون

مثل نجمه والقمر .. كـــبر حبنا وازدهر
في عيونك حبيبي جدد دروب السفر

أخذت نفس عميق .. على شان تقدر تكمل .. لأن الدموع بدت تتجمع بعينها


على الجرب قعدنا ليالي
ذاك النهر والنخل عالي
تغيرنـــا وكبرنـــا يا غالي
ظل النهر والنخل عالي
مثل النهر ما تغيرنا
حبنا كبر وأحنــا كبرنا
محلا الحب إلا جمعنـــا
مثل الطيور إحنا صرنـا

مثل نجمه والقمر .. كبر حبنا وازدهر
في عيونك حبيبي جدد دروب السفر


دمعها نزل فوق الخدين ، على ذكراه .. طول عمرها كانت تحلم باليوم إلا تكبر فيه وتجتمع معه تحت ضوء القمر ، وتكتب اسمه على الرمل .. لكنه تركها وسافر لبعيد من غير رجعه ..
:
:
كنـا أحلا طيور جمع بينا الحب .. ها الأغنية أحبها لأن بندر هو إلا علمني عليها .. أحسها تحكي حكايتنا باختصار.. ومن وأنـا صغيرة أحبه وكبر هذا الحب معي





ريوم ما حست بدموع البندري .. لأنها سرحانه مع لهب النار المتطاير داخل المدفأة .. تفكر بالرجال إلا دخل حياتها من غير استأذن .. من قبل كانت تسهر على أشعاره .. لكن اللحين اجتمعت الصورة في مخيلتها .. من بعد ما شافته وصورته في بالها ما تغيب .. ومحتارة .. صعب توافق على شخص هي ما تعرفه .. هي عرفته من أشعاره وبس .. وما تدري هل ها الحبيبة واقعية والله خيالية ,, يقولون أن الشاعر لازم يواجهه انهزامات عاطفية على شان تطلع منه إبداعات شعرية ,, وممكن هو يختلق له حبيبة خيالية ليس لها وجود ,, لكن كيف تعرف .. تسأل من .. ومنو راح يجاوبها بكل صدق
تخاف تسأل سلمى تقول لها من فين عرفتي ,, وتنفضح


فاقت من سرحانها تبي تبعد عنها الأفكار .. والتفت لأختها إلا سرحانة هي بدورها بعالمها الخاص .. تضايقت .. من معالم الحزن المحفورة بوجهه أختها .. تتمنى يجي شخص ينتشلها من أحزانها .. لأنها عجزت معهـــا

:
:

حرام يا ريوم تتركي أختك وهي بها الحال .. كيف أتزوج وأختي الكبيرة جالسة بالبيت .. لا لا أنـا مستحيل أوافق على ها الشخص

وكأن البندري قرأت أفكار ريوم بها اللحظة : ريوم فكرتي بموضوع خطبتك

ناظرت بأختي ، معقولة أترك أختي : مدري والله محتارة
مسكت يدي الدافيه بعكس يدها الباردة رغم وجود النار أمامنا : وليه محتارة ريوم .. إذا عشاني لا تحتاري .. أنا الله كاتب لي أبقى كذا طول العمر
حطيت يدي فوق يدها : لا البندري لا تقولي كذا ، أنتي لساتك صغيرة وألف من يتمناك
ارتسمت ابتسامة سخرية على وجهها : وأنا ها الألف على قولك ما ابيهم ، كنت ابي واحد منهم لكن القدر ما جمعنـا .. أنا ما افكر لا برجل ولا بزواج .. أفكر أني أكمل دراستي
خفت من كلامها ، أول مرة أسمعها تقول ها الكلام : يعني تبين تسافرين
هزت رأسها : أنا راسلت كذا جامعه بلندن وايرلندة على شان أولـ ما أخلص الانتير أسافر وأكمل دراستي
مسكت يدها برجاء : لا يا البندري ، تكفين لا تسافرين
البندري: ليه ما تبيني أسافر .. أنتي أن شاء الله الله بوفقك مع يوسف .. وعبد الله مع سلمى
تجمعت بعيوني الدموع : لكن أنا محتاجة لك ، أمي محتاجة لك .. حرام عليك يا البندري أمي ما تستاهل منك كل هذا .. كفاية تحملت غربه عبد الله بأمريكا وبعدها أنتي .. فجأة كذا يخلا البيت عليها .. حرام عليك يا البندري والله حرام

أشاحت بوجهها عني وكأنها ما تبي تضعف قدام دموعي ، حسيت للحظة أن إلا قدامي مو البندري شخص ثاني .. شخص قاسي قلبة حجر

البندري: أنتي مو حاسة فيني يــا ريوم ، أنا كل يوم أموت ومحد حاس فيني ، يمكن إذا ابتعدت وسافرت ارتاح .. وارجع لكم وحدة ثانية

: لكن حنـــا نبي البندري القديمة
قالتها بقسوة : عمر إلا يروح مــا يرجع

*
*
*
*




شفته داخل علي وأنـا ما زالت واقفة عند الشباك انتظره ... كان قلبي حاس انه راح يرجع البيت
شفته واقف عند الباب وملابسة كلها غرقانه بالماي .. ركضت له بكل لهفوة ، بكل خوف بكل حب .. ومسكت يده

: جــاسم إيش إلا صار لك ، ليه ملابسك غرقانه بالماي .. تعال معي غير ملابسك على شان لا تمرض



هي خايفة عليه وهو بيوم ما قدر إحساسها ، ما اهتم ساعتها انه يمرض أو لا ، بعد الخصل النازلة على عينها .. وبانت عينها المحمرة من كثر البكي .. قبلها ما بين عيونهــــا


سامحـينـي.. لو قسا قـلبـي عليــك
لـو جـرحـــتك مـا مــــلا عيـني سـواك
عشـــت كل الحـــب والأمـــال فـيــك
لـو هـجــــرتك مـتعـــة الـدنيـــا لـقـاك
ابـتـديـتك يـا حيــــــاتـي وانـتهيـــــك
الله الـلي يا بـعــد عـمــــري عـطـــاك


سامحيني يـــا أغلى حب


ناظرته بكل شوق وحب ... انتظرتك يا بعد امسي .. انتظرتك وقلبي ينتظرني معاك .. : دايم للعاشقين ذنوب كثير .. وإللي يحب يغفر

ضمها جاسم لصدره لو لف العالم كله ما يلقى بطيبه قلبها ورقتها : ادري أني غلط بحقك .. ساعديني أكفر عن غلطة أيامي

*
*
*
*


لابسة لهـا كنزه صوفية بنية طويلة لين الركبة وبيدها كتاب .. نايمة على السرير بالعرض على بطنها وهي تقرأ ومدفية أقدامها بجوارب صوفية متينة

دخل عليها كحيلان وهي بها الوضعية .. انسحر بشكلها الطفولي .. كل يوم وكل دقيقة تسحرة بحركاتها لكن يا ليتها تحس بمكنون قلبه

:
:
رفعت رأسي شفته واقف ومتسند عند الباب حسيت انه من فترة واقف وهو بها الوضعية .. ما اهتميت أعدل من جلستي .. رديت عليه : خيـــر

كحيلان : أسيل قومي غيري ملابسك خلينا ننزل ، ملينا من جلسة الفندق
: وين تبينـا نروح والدنيــا برا كلها مطر
كحيلان : نجلس باللوبي ، نأخذ لنـا فنجان قهوة .. نطلع برا نتمشى تحت المطر
رفعت حاجبي .. هذا إلا كان ناقصني امشي معك تحت المطار ، ضحكت بسخرية : give me a break الليل والمطر انخلق للعشاق بس .. لا لي ولا لك

رجعت أكمل الكتاب الشيق إلا عن علم الطاقة .. ما اهتميت انه طلع وصفع بالباب .. أنـا اليوم مزاجي رايق ومالي خلق أعكر مزاجي بسوالفه المملة


بعد مــا تعبت من قرأه الكتب ، وظهري تكسر من جلستي الغلط .. تحركت بالغرفة بملل .. أمممممممم اللحين شنو اسوي وهذا العله نزل .. لو هو موجود كان تحرشت فيه .. ونسوي اكشن بحياتنا الباردة .. طلعت لصاله .. السرير مرجع مكانه .. لكن بعض من ملابسة مرمية بأهمال على الكنب .. وشنطته الكبيرة على الجنب وطالع منها قطع من ملابسة ... يـــــا الله طول عمرهم الأولاد قذرين .. يعني ما يعرف يعلق ملابسة بالدولاب .. house keeping كيف ترتب ملابسة وهو ما طلب منها .. كيف تعرف للملابس إلا يبيلها غسيل وهو ما حطها بكيس اللوندري ..
قررت أسوي خدمه إنسانية فيه .. علقت الملابس النظيفة .. وفتحت شنطته .. مقرره أفضيها بدل ما هي معفوسه .. حطيت أغلب ملابسة بالدولاب الصغير إلا بالصالة .. لكن لفت نظري بزاوية من الشنطة الكبيرة ورقة مدري صورة مقلوبة .. رفعتهــا .. وانصدمت .. ايش يجيب ها الصورة عند كحيلان بالذات .. كيف وصلت له ..

صورة لي بزواج بنت عمتي ، كنت لابسة فستان باللون الخوخي .. الفستان كان مخصر على جسمي ومطلع مفاتني .. تذكرت .. أن أخته عهود هي إلا مصورتنا بكاميرتها .. لكن من إلا سمح لها تعطي صورتي لأخوها .. أو يمكن هو سرقها منها .. يمكن .. لكن أنـا مراح اسمح له يحتفظ بشي لي .. ها الصورة صورتي ، يعني من ممتلكاتي
وأول ما قمت واقفة بروح للغرفة .. انفتح البـاب ودخل .. أنا بسرعة خبيت الصورة وراي .. خفت يشوفها عندي ..
شكله انتبه أن شنطته مرتبة ، والصالة نظيفة ، ناظرني بريب : من إلا لمس أغراضي
ما سمحت له يهجم علي بكلامة : حبيت ارتب أغراضك بدل ما هم مبهدلين الدنيا .. هذا جزاتي .. مشيت عنه وتركته

مدري خايف أشوف شي غلط بشنطتة ، الصورة وأخذتها .. مراح أسمح لك تملك شي من ممتلكاتي إلا بإذني .. دخلت الغرفة وقبل لا أسمح له يدخل المنطقة المحظورة .. جريت الباب وقفلته قبل لا أسمع اعتراضه ..
:
:

ها المرة شغلت التدفأه .. لأني مليت وأنا كل ليله متكورة على نفسي من البرد .. لبست لي قميص نوم حريري طويل .. هذا أقل شي ممكن ألبسة الله يهدي أمي يعني ما لقت تحط لي غير هذي الملابس .. يعني ما تمزح بالمرة ..
تمددت على السرير بملل .. أحس وكأني عجوز وطالعه رحلة استجمام وكأنها تنتظر الموت .. الحياة صارت عندي مملة لأبعد الحدود .. والله أن الدوام بالمستشفى أبرك مليون مرة من مقابل فيس زوجي المحترم .. على الأقل هناك راح أقابل وجيه ناس سمحه .. تحترمني وتقدرني .. تلاقين ناس تسولفي معهم .. حتى لو تسولفي مع المرضى .. وبالذات إذا ألاقي لي رجال كبير في السن .. والله انهم يونسو .. وهو عنده استعداد يقص لي قصة حياته .. تروح عنه ضيقه الخلق والحياة الممله بالمستشفى .. واستمتع لما يقص لي عن عيالة والفرق بين عيال ها الزمن وأيام قبل .. وكيف كان عايش آيام شبابه

سمعت نغمة المسج .. تونست .. طول ها الأيام ما رن جوالي غير أمي تتصل علي وتتطمن علي ..

شفت المسج من سلوم حبيبه قلبي .. والله أني مشتاقة لها موووووووووووووووت

" هلا بأسولة العسولة .. كيفك والله اني مشتاقة لك مووووووت .. كيف شهر العسل معاك .. أكيد أنتي حولتيه لشهر بصل .. ههههههههههه .. سوري إذا ازعجتك أكيد أنتي اللحين بأحضان زوجك "

من غير شعور مني ضحكت على كلامها .. والله أني أشتقت لها العسل ولسوالفها إلا تجنن .. لكن فجاة تحولت البسمة المرسومة على شفاتي لدمعات على خدي ..
حطيت رأسي على المخدة بأسى .. والله أني أشتقت لأهلي للبنات .. لحياتي .. أحس أني بختنق لو ظليت هنـا أكثر

خفت وأنـا أسمع صوت بالحمام .. هذا إيش جالس يسوي ليه مـا نام .. أتوقعه من يحط رأسه على المخده يروح في سبات عميق
المشكلة باب الحمام خشبي وماله غفل بس يندفع وبإمكانه يدخل الغرفة .. لا لا مش وأنا بها اللبس .. شديت على البطانية بقوة ..
غمضت عيوني .. وأنـا أحاول أتحكم بأنفاسي المتسارعه لمـا حسيبته راح يدخل الغرفة .. خله بس يفكر يجي ناحيتي والله يلمسني راح يشوف شي عمرة مـا شافه .. راح أخليه يعرف أسيل على حقيقتهــــا

كنت نايمة بالطرف الثاني لسرير .. قريبه من ناحية الستارة .. ومعطية باب الحمام ظهري .. وشعري الكستنائي المدرج متناثر على المخدة ..

حسيت بأنفاسه الملتهبه تقرب مني .. ويده تتخلل شعري .. أنــا جمدت مكاني .. وين قوتك يا أسيل وين تهديدك !!!

:
:
:
آآآآآآآآآآآآآآه
أحلى ما ربنا خلق .. معوذه برب الفلق ..
العشق بلوه ابتلاني .. ورغم كل ما أعاني .. أنـا بحبها أناني .. وواصل لحد الجنون

آآآآآآآه يا ربي شنو أسوي بقلبي إلا عشقها نصحته يقسى عليها ..بس عيـا .. آآآه منه لين عيـا وليه عزم يترك الكون ويجيهـا ..
مــا عرفت ألقى لهذا القلب حل .. الجواب أغفى بظلة وارتحل


آآآآآآآآآآه .. من فين أجيب أحساس .. على شان تحس فيني .. وهي داخل قلبي نايمه ..
أجلس قدامها وما تحس فيني .. أحسها أحيان مو بشر .. متى راح يتحرك قلبك الحجر .. أصلا لو بشر غيري في يومين أنتحر .. نفسي مرررررررة من حنانك ألتمس .. لكن من فين أجيب أحساس للي ما يحس .. مو حرام أقضي عمري بالقهر .. لا هي يوم ولا هي شهر

قبلتهـا على جبينهــا وطلعت من الغرفة بهدوء مثل ما دخلت بهدوء


*
*
*
*


طالعه من قســـم الطوارئ .. طالعه لفوق بالقسم راح أغطي الجنـــاح ..
وأنا داخله اللفت رن جوالي بنغمة المخصصة لحبيبي عبودي .. لكني مـــا قدرت أرد لأنه أكيد راح ينقطع باللفت .. وأولـ ما طلعت من اللفت .. رحت بعيد شوي قريب من الزجاج الموجود بالمستشفى والمطل على مواقف السيارات وقسم الطوارئ .. ودقيت على عبد الله

: الوووووووو

عبد الله : هلا بها الصوت ، كيفك يا روحي
ابتسمت وكأنه قدامي وهو يقولي يـا روحي : بخير يا قلبي
عبد الله مسك قلبه : آآآآآآآه يا قلبي
آآآآه منك ، خلاص تعودت على حركاته : سلامتك من الــ آآآآآآه
عبد الله : حبيبتي بجيلك الحين بمرك
شهقت : لا شنو تجييي .. أنـــا عندي دوام
بلهجة زعلانه : يعني ما يصير تستأذني
: لا شنو أستأذن ، نلعب حنــــا

سمعته يسلم على أحد : هلا بحيب قلبي
: عبد الله أنت وينك اللحين ؟؟
عبد الله : أنـــا مع حبايب قلبي
يبي يثير غيرتي لكن مو علي : أحلف يــا شيخ محد حبيب قلبك غيري
عبد الله : آآآآآآآه وهذا إلا ذابحني
: صدق عبد الله أنت وينك !! بالقهوة صح
عبد الله : كيف عرفتي !!
ضحكت عليه ، يفكرني ساحرة : أنـــا فاهمتك .. شسوي بها الوقت بالقهوة تشيش صح
شهق لما قلت له كذا : ومنو قال أني أشيش
: هههههههههههههههههه ، شوف أنا صحيح حاسة السمع لك عليها شوي .. لكن بحاسه الشم محد يغلطني .. أنـــا أعرف أنك تشيش .. أشمه في رائحة نفسك لمــا تجيني
: الله عليك ، صايرة لي أرنب .. مع أني أحاول أغبي على الريحة
: هههههههههههه مهما حاولت ، تظل بنفسك
لكن اسمع .. تمتع بالحرية ها اليومين والعزوبية إلا أنت عايشهــا .. لكن بعدين لمـا نتزوج أحلم معي تشيش .. إذا شميت ريحتك من باب البيت أحلم تدخل الغرفة
ضحك عبد الله على تحذيري القاسي بالنسبة له : أيش ها العقاب ، تبين تذبحيني
: ههههههههههههه ، تراني أقولك من اللحين اتركها أحسن ما تتعذب معي
عبد الله : لعيون سلمى أترك أبوهـــــــــا بعد
ضحكت بخجل : طيب حبيبي ، أخليك اللحين و راي شغل
عبد الله : ووووووووين ، خلك معي شوي ، والله أني طفشان من غيرك
: حبيبي وراي مرضى
عبد الله : أعتبريني مريضك
عصبت عليه من قلب : عبد الله لا تقول ها الكلام .. الله لا يجب اليوم إلا اشوفك فيه مريض وبالمستشفى
عبد الله بحنيه : تخافين علييييييييي
مو أنـا إلا جاوبته ، قلبي إلا جاوبه : أكيييييييييييييد أخاف عليك
عبد الله بخبث : يعني تحبيييييييني
رديت علية وأنا أحط أصبعي بفمي : أيوه
عبد الله : شنو أيوه
: عبد اللــــــــه وبعدين معك وراي مرضى
عبد الله : طيب طيب ، ولا تعصب حبيبتي
كنت ناوية أسكر بوجهه .. لانه من جد أحرجني .. حمدت ربي أن السيب فاضي ومحد مر .. لأن وجهي أكيد صار طماطم اللحين
قبل لا يسكر أرسـلي بوسه ..
أنا وجهي ولع زيادة .. حسيته وكأنه قريب مني وأنه ارسلها لخدي
كنت من قبل أضحك على هذي الحركات ، وأعتبرها حركات ناس مجانين أو مراهقين
لكن لما جربتها مع عبد الله ، حسيت أيش معنى هذي الحركات إلا كانت بنظري تافهة ..

ورجعت لعملي بنشاط غريب ، بعد ما كنت مرهقه .. صوته يبعثرني ، يقلب كياني ..
يعطيني طـاقة غريبه وهاله من النشاط

:
:
:

يراقب النــاس الداخله والطالعة .. شخص يجي يسلم عليه بحرارة وشخص آخر يرسل له التحية من بعيد ..

لكن حبيبة قلبه محتله كل تفكيرة ، ما كان يحس بالزحمة إلا حواليه .. يفكر كيف راح تكون سعادتهـا لما تعرف أنه لقى لهم بيت للبيع قريب من بيت أهلهـا ..



حتى لو ما شكت له .. لكن هو يفهمهـا من نظرة عيونها وحاس بالخوف إلا بقلبهـا على أمها المريضة .. وعارف كيف مكانه أمها عندهـا و كيف أنها ما ودهـا تفارقهــا ..

هي راح تبكي ولا تضمه ولا تبوسة ..

وعلى هــا الأفكـار إلا ابتسم لهـا .. طلع مفتاح سيارته الموجود بجيبه .. وطلع من القهوة رايح للبيت ..
:
:

ركن سيارته بالمواقف المظلله بالبيت .. ونزل من سيارته وهو يدندن ويلعب بمفتاح سيارته

I used to think that I could not go on
And life was nothing but an awful song
But now I know the meaning of true love
I'm leaning on the everlasting arms

If I can see it, then I can do it
If I just believe it, there's nothing to it

I believe I can fly
I believe I can touch the sky
I think about it every night and day
Spread my wings and fly away



أولـ ما طلع لصالة إلا بالدور الثاني .. شاف حور جالسة وتتابع توم وجيري في MBC 3
عبد الله : حووووووووري ، وش مجلسك لها الوقت ، بكرة ما عندك مدرسة ؟
حور : إلا عندي مدرسة
عبد الله وهو يقرب جنبها : وليه صاحية لها الوقت ، مو معقولة أمي تخليك
ضحكت بخبث : أنا انتظرتها تنام ، وجيت أطالع توم جيري
وهو يلعب ويعفس بشعرها الناعم : آآآآه منك يا المفعوصة
جلس جنبها وصار يشاهد معها الكرتون وكأنه رجع طفل بإحساسه
: حور أنتي تحبين منو أكثر توم والله جيري
حور : أصلاااااااااااا جيري قليل أدب كله يتحرش في توم .. وهو مسكين طيب
: ههههههههههههههههههههههههههههه .. يعني أنتي ما تتحرشي بنرجس مثل جيري
شهقت : أنــــا
: ايوة أنتي ، كم مرة خربتي مكياج ريوم وعفستي دفاتر نرجس
حور: لأنهم مــا يحبوني ولا يلعبون معاي
ناظرها بحنيه ، وكأنه صار لها أب : يا عمري من قال ما يحبونك ، بس هم عندهم دراسة .. إذا صارو فاضين راح يلعبون معك
لاحظ عبد الله أنهـا ما علقت على كلامة ، هو حاس فيها وبالوحدة إلا تعانيها من فارق السن بينها وبين خواتها ، وأن ما في أحد بالبيت بعمرها يلعب معها .. وفقد قطتها ساندي ترك فراق كبير بحياتها
ضمها أكثر لعندة : حور إيش رايك أجيب لك قطة ثانية بدل ساندي
حور بوزت : مـــــــا ابي
: ليه
حور: أربيها وأكلها وألعب معها وبعدين تتركني وتخليني .. نطت بفرح وكأن خطرت على بالها .. أنــا ما ابي قطة أبي لبوة
عبد الله قطب حواجبه .. هذي أكيد جنت .. : لبوووووووووووه مرة وحدة
حور : ايووووووة
اللبوة جميلة .. أنا شفت صورتها بالتلفزيون
عبد الله : هههههههههههههههه تبين البلدية تشيلك أنتي وياها
حور كشرت : أبوي قالي انه بيشتريها لي وإذا كبرت بوديها حديقة الحيوانات
عبد الله : طيب يا أم اللبوة روحي نامي ومن أصبح أفلح

مشى وراها وهي تروح لسريرها بغرفتهــا ، لكنه لاحظ أنها تبي تنام والنور مشغل
حور: لا تطفي النور
عبد الله : ليه !!
حور: أخاف يطلع لي وحش
عبد الله ما حب يضحك ويحرجها ويستخف بيها ، يمكن صدق تخاف
راح لعندها وحملهـــا ، صارت مثل الريشة بين ذراعيه
: طيب إيش رايك تنامي عندي يا النونو
ابتسمت له ابتساماتها الطفوليه ، وكأنهـا أخيرا لقت من يفهمهـــا
أخذهـــا لعند سريره .. ونومهـــا جنبه



*
*
*
*
*


فتحت عيني بكسل وأنـا أحس بأشعه الشمس تضايقني .. وجهت نظري ناحية الشباك المغطى بالستارة ونسيت اسدل الستارة البلاك على شان تحجب أشعه الشمس .. حسيت أن الجو اليوم راح يكون حلو وخصوص بعد يوم ممطر ..

تذكرت صوت المطر البــارح .. أنــا قبل لا أنام كنت خايفة من صوت الرعد .. وخفت أكثر لمـا حسيت بكحيلان يدخل الغرفة .. لكن مدري أيش صار فيني .. من لمسات أصابعه لشعري .. حسيت بخدر بكل جسمي وغفيت على لمساته من غير شعور ..
من وأنـا صغيرة كانت أمي تلعب بشعري على شان تخليني أدوخ وأتخدر وأنـام .. حسيت وكأني رجعت طفله وهو يداعب خصل شعري ..

طردت هذي الأفكار .. وأخذت نفس عميق .. أنتي شنو تفكرين فيه يا مجنونه ..
رحت ناحية الحمام عزكم الله .. لكن ها المرة أنا صاحية وأنا رايقة ما أبي أخذ لي دش على السريع .. مليت لي البانيو وعبيته رغوة .. وكأني رجعت طفله تسعدها فقعات الصابون .. وألوان الطيف تنرسم عليهـــا

:
:
:


أولـ مــا طلعت من الحمام المنعش إلا سويته لي .. شفت كحيلان منسدح على السرير ومغمض عينـه ..
هذا شنو جايبه هنــا !!
قربت منه وأنـا حذرة .. كـان باين على ملامح وجهه التعب وظهرت هالات سودا تحت عينه .. وكأنه يغضي الليل بطولة بعد النجوم ..
شكله أبـد ما يرتاح بنومه السرير .. حني عليه يــا أسيل .. حتى لو كان ما تحبيه ..
مهما يكون هو إنسان حاله حالك .. خلاص مو مشكلة إذا يبي ينام هنـا بالسرير وأنـا أنام برا عادي عندي .. أنـا متعودة لما أنام وأنا متكور على نفسي حتى لو ما كنت أشعر بالبرد ، يعني طول السرير ما يهمني .. هو رجال طول بعرض ما يقدر ..
لمحت فجأة ابتسامة تنرسم على محياه .. عرفت أنه مش نايم وحاس بوجودي ..
أخاف بس يظن أنتي أتغزل بملامحه الذباحة بس !!
هجمت عليه : أيش عندك جاي و نايم بالسرير
وهو ما زال مغمض عينه : أنتي مراح تنامي اللحين .. خلاص إيش يهمك منو راح ينام بالسرير
انقهرت منه : طيب ممكن تطلع أبي أغير ملابسي
كحيلان: عندك الحمام ، إيش كبره ، تسرح فيه الخيل .. روحي بدلي فيه

أخذت نفس عميق ، ما ودي أخرب مزاجي إلا بديت فيه يومي الحلو على شان سبب تافهة وأتخانق معه .. اللهم طولك يـا روح .. طلعت ملابسي من الدولاب ورحت للحمام ..

:
:

جلست مقابل التسريحة .. ودخلت يدي بين شعري المبلل ونفشته .. مالي خلق أجففه بالمجفف .. خله يجف طبيعي وأبيه ينفش ويصير متموج .. بعدها أخذت كريم sun block
ومسحته بنعومة على بشرة وجهي .. في أوربا حتى لو كان الجو بارد .. لكن شمس الشتاء تلسع ..

انتبهت من المرايا أنه جلس وتسند على السرير ..
حسيت بنظراته متوجهه لي .. مع أني أحاول ألهي نفسي .. مدري شنو يناظر ..
لبسي عادي تنورة جينز طويلة مع بلوزة تركواز أكمامها طويلة وساترة من قدام .. لكنها مفتوحة عند الظهر لآخر فقرة من فقرات الظهر

كحيلان ، وهو يناظر فيها : أنتي ما تعرفين أن الجو بارد برا .. كيف تلبسي كذا
ما لفيت عليه ، ناظرته من المرايا : ليــه خايف علي أمرض
لا تخاف يا عمري ، مراح أبلشك فيني إذا مرضت ، أنا ما أخذه أحطياطي وجايبه معي أدويتي

انتبهت انه يكلم روحة : لا حول الله ، براحتك

تحرك من السرير وراح للحمام عزكم الله .. ما اهتميت له ، اصلا من متى يهمني ، بعد ما انتهيت من جلسة الكريمات بعد السباحة ، أخذت جكيت الجنز والشال حقي وجلست أنتظره بالصالة وأنا ألبس القفازات الجلد وارتب الشال الصوفي حول رقبتي ..
:
:
:

بعد ما انتهينا من وجبة الفطور .. كان المنظر والمطعم خيال ، يمكن أي زوجين على الأقل راح يستمتعون بالمكان إلا هم فيه .. لكن حنا كل واحد منــا عايش بعالمه الخاص .. الكلمات إلا كانت بينا بسيطة جدا ..

بعدهـــا تمشينـــا بدهاليز هذه المدينه الساحرة .. ها المرة أنـا إلا كنت ما سكة الكاميرا وأصور .. أعشق التاريخ .. يمكن لو ما درست طب درست علم التاريخ والآثار .. أشعر أن الغرب تقدر الحضارة والتاريخ والله إيش يخلي هذه المباني القديمة صامدة منذ قرون .. بعكسنا حنا نحاول نمحي الماضي من حياتنا .. حتى نعيش من غير ماضي

دخلنـــا أحد المباني الشهيرة والعريقة بفنيسيـــا .. أصلا ما كنت مهتمة لوجودة جنبي .. كنت ماسكة الدليل السياحي وأتمشى بحرية داخل المتحف .. مستمتعه بمشاهدة الرسومات .. تحاكي عن العشـاق عن الحب .. عن الحضارات عن معاناة القرون الوسطى

تلفت من حولي ما شفته حولي أبد .. ما يهمني وجودة جنبي .. كملت طريقي ..

لكن مدري ليه فجأة شعرت بالضيق ، غيرة الأنثى يمكن !!
شفت رجل إيطالي وبجانبة حبيبته يحضنها بكل حب مستمتعين بمشاهدة لوحة فنية لرسام مشهور .. نظراتهم تنتقل من أبداع اللوحة لإبداع الحب المرسوم في أعينهم ..كنت واقفه جنبهم تماما ..

طلعت من المتحف مضايقة .. مدري وين أروح .. ظليت أتمشى بالطرقات على غير هدى .. مهما يكون أنـا أمراءه، من حقي أعيش مثل غيري أنعم بالحب وبزوج يحبني .. أجيب منه عيال تكون حصيلة وثمرة حبنـــا ..

وصلت عند قناة النهر .. جلست على حافة قريب من مواقف الجندولا
أحس بالاختناق ، حتى وأنـا موجودة في هذه المدينه الســاحرة .. أشعر وكأني في دوامة تتأرجح بين الارتياح والشد
حياتي معه مملة ، عادي ممكن يمر اليوم وما نتكلم مع بعض .. عادي نمشي جنب بعض ما نلاقي كلام نقوله .. يمكن العيب فيني .. لكن ليش هو ما يحاول يتقرب مني .. ليه أنتي يــا أسيل عاطيته فرصة ..
بعض الحكماء تقول كل إنسان يستطيع أن يخلق السعادة لنفسة ، لكن برأيي كيف أن يستطيع الإنسان أن يخلق السعادة لنفسه والناس إلا حوله تجلب له التعاسة
لكن حتى اليوم لما مشيت بروحي وكنت بعيدة عنه .. ما حسيت بسعادة ، شعرت بالضيق ، بالوحدة .. الوحدة شي قاتل .. ذكرتني بمعاناتي بأول أيام دراستي بالإمارات ، أول ما دخلت الجامعة .. كنت أحس الليل طووووووويل ما ينتهي .. لكن أنا كنت أعيش غربة وطن .. أما الآن أعيش غربة وطن وغربة روح



خطاي تتبعني خطوة خطوة
أحاول أهرب من ذاتي .. أدور على نواصي كل الطرقات ..أحاول أن أهرب منك
بعد اغتيالك
اغتيالك لأي اختيار اصطفيه
صارت كل الألوان لدي سواء .. وعدت أسير على الطرقات وحدي أسير بلا رفيق أو صديق أو حبيب

*
*
*
*
*


لابسة white coat والسماعة محاطة عنقها فوق الشيلة ..



بدأنا الراوند الصباحي مثل العادة ، مع الدكتور عبد العزيز .. مع أني مو من النوع إلا أناظر بالرجال .. لكن الدكتور عبد العزيز غير أناقته تلفتني .. بدلاته الأنيقة تجذبني .. اليوم كان لابس بدله سودا أنيقة مع قميص أبيض من غير ربطة عنق .. جذبني اللون الأسود يمكن لأني من عشاق هذا اللون الملكي .. حسيته وكأنه رايح لحفله مقامة بقصر ملكي ببريطانيا ..

بعدهـا نزلت عيوني للأرض .. خفت ينتبه أني أناظر بشكله وهو يحرك يده ويكلم الدكتور إلا جنبه و الساعة تلمع بيده ..

دخلنـا بعدهـا لأول مريضه ، الدكتور عبد العزيز كان يتناقش مع الدكتور الثاني بشأن هذي المريضة أنها مفروض تنتقل لقسم الباطنة .. لأنها أساسا دخلت قسم الجراحة على شان عملية المرارة .. لكن قبل العملية دخلت المريضة بــ stroke
لأنها أساسا مريضة بــ sickle cell
ونتيجة هذا المرض .. أصيبت بحصاه في المرارة gall stone
لكن فجأة صار عندها جلطة في الدماغ .. الأكيد سببه السكلر

الدكتور عبد العزيز سأل زوج المريضة عن حالها : كيفهــا الحين ، شفتها تحرك عيونها ، تحرك يدها
زوج المريضة بفظاظة : على حطت يدك يا دكتور ، لا تتحرك ولا تتكلم
أنت لازم تشوف لي حل يا دكتور .. مو معقولة زوجتي تظل كذا
أنـا ما أقدر أصبر على هذا الحال

لاحظت إن الدكتور عبد العزيز قطب حاجبة ،

أنا انصدمت من طريقة كلامه يمكن متضايق من حال زوجته
الدكتور عبد العزيز : الله يهداك ، أنا ما بيدي شي ، هذا أمر الله .. وحنـا راح ننقلها لقسم الباطنية وهم أنشاء الله راح يتابعوا حالتها

زوج المريضة بعصبية ما لها مبرر: أنتوا بس تلعبوا فيها .. هي قبل لا تجي عندكم كانت صاحية .. أكيد أنتوا السبب .. أنتوا لازم تشوفوا لكم صرفة .. زوجتي لازم تصحى .. أنـــا ما أقدر أعيش من غير مرة بالبيت .. أنا شنو أبي فيها كذا

من غير شعور مني ناظرت فيه باحتقار ، هذا إلا هامة أنه راح يعيش من غير مرة ، ما يقدر يعيش كم يوم من غير زوجة .. صحيح إذا قالوا بعض الرجال حيــــــ و .....
استغفر الله ، لكن ما قدرت أمنع نفسي من أني أرد عليه : هذا إلا همك بس .. أنك تعيش من غير زوجة .. هذا أمر الله .. يعني بدل ما توقف معها بها الوقت .. أنت تظن أن الدكتور ساحر .. بلمسة منه تطيب .. الشفاء بيد رب العالمين .. والطبيب عليه يعالج المريض وبذل الأسباب .. و أصلا الجلطة صارت لها من مضاعفات المرض إلا عندها .. يعني أبد مو أحنا السبب

من بعد كلامي أنخرس ، وما لقى له كلام يقوله .. صج ناس ترفع الضغط على أول الصبح .. ابتعدنا شوي عن سرير المريضة وعن الجو المتوتر إلا ولده زوجها .. أعطى الدكتور عبد العزيز التعليمات للممرضة .. وبعدها طلعنـا من الغرفة ..
لكن قبل لا نكمل الراوند ، جاء تلفون لدكتور عبد العزيز وحسيت أن ملامح وجهه تغيرت .. وأول ما رد أبتعد عنـا

أما أنا طلعت ورقة بيضا من جيبي مسجلة عليها بعض الملاحظات عن المرضى .. بهذه اللحظة جاء ووجهه مكفهر وملامح وجهه متغيرة ، مع أن عيونه ما كانت باينه بسبب النظارة الشمسية إلا كان لابسها

الدكتور عبد العزيز : أعذروني أنا مطّر أمشي ، أنتوا كملوا الراوند .. وإذا في أي حاله طارئة تقدر تكلمني دكتور .. وأنتي دكتورة كملي مع الدكتور
هزيت له رأسي .. لكن صارت عندي رغبه أعرف شنو سبب المفاجأ إلا أجبره يتركنا وسبب تغيره المفاجأ .. عمرة ما سواها .. عمري ما شفته مستهتر أو مقصر بشغله .. معقولة بنته إلا شفتها هذاك اليوم بالألعاب مريضة أو زوجته !!


*
*
*
*


جالس أنتظرهـــا باللوبي ، صار لها أكثر من ساعة مختفية ، دقيت عليها أكثر من مرة ما ترد علي .. بدت الأفكار تأخذني وتجيبني ..
معقولة صار لهــا شي .. أنـــا الغبي ضيعتها مني .. ضاعت مني وسط زحمة النــاس .. صرت أراقب الناس مثل الطفل الضايع إلا يدور أمه

وبوقت ما كانت عيوني تراقب الداخل والطالع من بوابة الفندق .. انتبهت لوحدة متحجبة ولابسة أزرق .. عرفتهــا على طول .. ركضت لها مثل الملهوف ..
كانت تمشي وهي مطأطئة رأسها ..
: أسيل وينك أنتي
رفعت عينها لي بكل انهزام ، لفتني شكل كحلها المختلط بدموعها .. توجس قلبي خوف عليها : أسيــل أيش فيك

وكأني أكلم جدار ، حتى الجدار لو بتكلم تكلم وأشتكى .. مشت وتركتني واقف بوسط حيرتي .. معقولة أحد حاول يتعدى عليهـا أو يتحرش فيها .. هذي الفكرة إلا طرت في بالي

لحقتهــا لكن ما أمداني أوصل للمصعد إلا هو تسكر بوجهي .. ضغط على الزر أنتظر المصعد الثاني يوصل


وصلت لعند باب الغرفة ، لقيته مفتوح أول ما فتحته دورتها بعيني بالصالة ما لقيتها موجودة .. تحركت بخطوات متوترة وخائفة

لقيتها جالسة على الصوفا إلا بالغرفة وفاكة حجابها عن شعرها ومطلقة لكل خصال شعرها الحرية أنها تلامس وجهها .. لكن ما فاتتني نظرة الحزن بعينهـا

قربت منها وجلست مقابلها على السرير ، وكررت نفس السؤال علها تجاوبني : أسيل فيك شي !! أحد ضايقك !!

أشاحت عني ببصرها وهي تحاول تغطي عينها بيدها : لا ما فيني شي .. ممكن تخليني بروحي

رق قلبي لمنظرها .. حسيتها للحظة كسيرة .. لكن شنو السبب مدري .. نزلت لمستوى رجولها ومسكت يدها اليمين : حبيبتي ، أحد ضايقك ، أحد تعرض لك
صرخت بوجهي : مــــا فيني شي أنت ما تفهم .. أنا بخير بعيدة عنك
استغربت ثورتها كا المجنونة .. أظن الوضع بينا ما يسمح لي أني أضمها أو أحاول أقتحم قلبها إلا هو سكن قلبي

تركتهـا ، يمكن تهدأ ..
بصراحة عجزت أفهمهــا ..
عجزت أقتحم أسوار قلبهــا ..

بعد خروجي سكرت الباب من ورائي .. لكن قلبي ظل متعلق فيهــا .. سمعت صوت أنينها

أيش ممكن إلا يضايقهــا ، كنت أظن أول مراح نسافر راح تتحسن الأمور بينا وخصوصا أن حنا مع بعض ومحد معنا .. لكن الأمور زادت تعقيد في ما بينــا ..

ما قدرت أتحمل صوت أنينها إلا قطع قلبي .. طقيت عليها الباب .. لكن ما سمعت صوتها أبد .. دخلت عليها الغرفة من باب الحمام إلا مرتبط بالصالة ..

شفتها رامية بروحها على السرير وتبكي وهي حاضنة الوسادة .. حبيبتي .. إيش إلا مضايقها .. لية الدموع تجري على خدودها

رفعتها من على السرير بقوة وناظرت بعيونها مباشرة ..
دموعها على خدها
كحلها السايل تحت عيونها

في كل شي ممكن أصبر إلا دموع حبيبتي .. شمسي ونور حياتي .. ضميتها لصدري بقوة .. ما ردتني ها المرة .. حسيتها محتاجه لحنان .. لشخص يضمها .. حتى لو كان ها الشخص تكرهه

شعرت لحظتها أن أنفاسي أخط لطت بأنفاسها المرتبكة .. و صوت شهقاتها بين فترة لفترة زادت من لوعتي ..

لكن بعد فترة هدأت .. ونامت عيونها بحضني ..
سهرت بهذيك الليلة وأنــا أراقب القمر النايم بحضني .. مسحت آثار دموعها ..
وآآآآآآه على خدودهـا والشامة إلا تحت عينها .. حسنها من رب الجلالة ..

*
*
*
*


اليــوم توفى عمي ، و أنا وأخوي أبو سارة وقفنا بالعزاء ، لأن عياله الكبار يدرسون برا .. وهذي الفترة فترة امتحانات عندهم وكان من الصعب يتركوا دراستهم ويرجعوا السعودية ..

والمشكلة الليلة عندي كول ، وما لقيت أحد يحل محلي .. مع أني كلش تعبااااان ومنهد حيلي .. من الدفن لصلاة للعزاء والحين جاي المستشفى ، ما صار عندي وقت ارتاح .. من الصباح ما شربت كوفي ولا دخنت .. فأحس بصداع راح يفرتت دماغي


الله كريم ، نزلت من السيارة وغفلتها .. وأنا أعدل من القميص الأخضر إلا علي للعمليات مع أن الجو بارد ، لكن غرفة العمليات دافئة وما كان لي خلق أغير ملابسي كل ساعة ..

أول ما دخلت المستشفى طلعت فوق لقسم العمليات ، لأن اليوم كلمت القسم وقالوا لي في مرضى دخلوا تحت أسمي ..

شفت البندري واقفه عند الرسبشن ببدلتها الخضراء تنتظرني .. قابلتني ببتسامة .. والله أن ابتسامتها ترد الروح .. والله أني حاولت أغتصب الإبتسامه على شفايفي على شانها .. مع أني كلش مالي خلق

وقفت جنبها أشوف المرضى إلا المفروض الليلية ندخلهم غرفة العمليات ، وبعض المرضى إذا تتحمل حالتهم ينتظرون لصباح .. لأني ما أتوقع عندي القدرة أقدر أعمل أكثر من عملية وحدة وأصير تحت تنشن

جلسنـا بغرفة الأطباء .. على ما يجهزوا غرفة العمليات والمريض يكون جاهز

كنت جالس على الكرسي ومنكس رأسي وضاغط على جبهتي بيدي .. والبندري كانت جالسة بعيد شوي عني ، ما تبادلنا أي نوع من الحديث خلال ما حنـا جالسين ..
كان نفسي بشي واحد ..
نفسي بكوب قهوة يمخمخ الراس ..
كذا يعطي إلكتريكل ويرسل ضربات عصبيه للمخ ويصحيه
لكن مشكلتي القهوة إلا أعملها فاشلة .. مدري ليه ما تضبط معي
رفعت رأسي وشفتها تلعب بأصابعها : دكتورة الله يعافيك ممكن تجيبين لي كوب قهوة

مدري صراحة كيف طلبت منها ها الطلب ، وتندمت عليه بالحال .. لأن نظراتها لي تقول أنا ما أشتغل عندك خدامة
فسحبت كلامي بالحال : سوري دكتورة ما كان قصدي
لكنها قاطعتني وهي واقفة تكلمت وبانت صف أسنانها البيضا : you like it with milk or black

سكت لثواني مو مستعوب ، لكن ما طولت : black

:
:
:

صحيح أن ما أحب أحد يتأمر علي .. لكن ما حسيت بأي إحراج من طلبه .. خصوصا وأنه مبين عليه التعب

أخذت له كوب من المطبخ الصغير الموجود .. تلفت حولي توقعت في كوفي مشين صغيرة لكن بس موجود غلاية .. فأنتظرت الماي لين يغلي وبعد ما صببته بالكوب وظفت له ملعقة كوفي أنا بطبعي أحبه خفيف .. بصراحة ريحة القهوة تدغدغ الراس .. لكن ما كنت مشتهية قهوة بها الوقت ..
احترت كم قطعه سكر أحط له .. حطيت قطعه وحدة أتوقعه ما يحب الحلا الكثير .. وأخذت بعض قطع السكر وحطيتها بالصحن الصغير

:
:

أخذت من عندها فنجان القهوة : مشكوووووره
ابتسمت : العفو

حركت الملعقة أذوب السكر
البندري: حطيت لك قطعه سكر ، مدري أنت كيف تحبه
ناظرت قطع السكر أمامي
ارتشفت من فنجان القهوة ..

آآآآآآآآآه ، أخاف ذوبت أصابعها فيه .. عمري ما ذقت قهوة بحلاها
: أنتي شكلك تحبي الحلا
البندري : تعودت أحط لي قطعتين
: مع أن البنات كلهم حلا .. المفروض ما يأكلون حلا

آآآآآآه ذوبتني بخجلها وابتسامتها الخجولة .. بعثرتني يوم اعتلت الحمرة خدها وارتوى بالدم وزاد من حلاه

أخذت فنجان القهوة .. وطلعت من الغرفة .. صعب استرسل مع افكاري .. ولا أدري وين راح توصلني



وأثناء إجراء العملية .. رفعت عيني .. ناظرت بعينه المبين عليها الإرهاق
أولـ مره أشوفه بها الحال ، بالعادة يشغل له أغاني على شان لا يمل بوقت العملية .. لكن اليوم ابد صمت مطبق .. حتى الممرضات محترمين الصمت إلا بينا
فجأة هو رفع عينه وألتقت عيني بعينه

:
:
:

بســـافر بعينك وأعانق موانيك
هذا بيت الشعر إلا طرا على بالي
من متى وأنت يا عبد العزيز تهتم بالشعر .. صرت أنظم من الحروف قلايد ..
وجود ها البنت بقربي ملخبطني .. ما عدت قادر على ضبط أعصابي ونفسي

:
:



بعد العملية ، كنــا نفصخ gowns
ونرميها بإهمال بالسلة المخصصة لها ..

: يعطيك العافية دكتور
ابتسم لي بتعب : الله يعافيك

دوم لما أخلص شغلي أحب أشكر الدكتور أو أي شخص أشتغل معه ، أحس هذا الشي من الأدب وهذا الشي تربيت عليه .. ما يهمني إذا الشخص إلا قدامي ظن ظن سوء

دكتور عبد العزيز : طيب دكتورة ننزل emergency
: دكتور ليه ما تروح ترتاح شكلك تعبان ، وإذا احتجت لك في حاله طارئة راح أدق عليك
شعرت أنه ابتسم لي بامتنان وشكر : لكن .....
ناظرته بعتب : دكتور يعني ما تثق فيني
دكتور عبد العزيز : أكيد أثق فيك ، منتي معي دايم وأنا اشهد على شغلك وحماسك الرائع بالشغل
: تسلم دكتور
دكتور عبد العزيز : لا جد ما أجاملك ، أنتي دكتورة رائعة .. وأنا أتوقع لك مستقبل باهر .. إلا أنتي شنو ناوية تتخصصين

نزلت راسي ، تذكرت أمنيه بندر وهو يتمنى يشوفي إستشارية قلب ، دكتورة معروفة ولها صيتها .. دوم كان يناديني بدكتورتي

: احلم أني أصير cardiologist
وحنــا نطلع من غرفة العمليات : وليــــه تحلمين .. أنشاء الله بإرادتك راح تحققين إلا تريدينه
:
:
:

دخلت غرفتي الخاصة بالمستشفى للمناوبة ..
شعرت برغبه كبيرة بالتدخين .. فتحت الدرج الصغير إلا جنب السرير ، دايم بعض الدكاترة يترك الباكيت إلا له بالدرج ..
طلعت الباكت وأخرجت سيجارة ..
رميتها بفمي .. وأشعلتها وسافرت بدخـــــانها
وأنا مسحور بنظرة الحنان إلا انطلقت من عينها .. رغم جديتها بالعمل لكني لمست حنانها .. حسيت بعفويتها ، ما كانت تقصد به خبث أو أي شي ثاني .. قالتها بكل عفوية وحنـان .. دكتور شكلك تعبان ليه ما تروح ترتاح ..


يعني هي حـاسة فيني ..
لا تسافر بأفكارك بعيد يا عبد العزيز .. البنت تعاملك كا زميل عمل لا غير

صرت أدخن بشراسة أبعد هذي الأفكار وصورتها من بالي ..
بدأ تدريجيا جسمي يرتخي والصداع إلا فيني يختفي .. يمكن هذا إيحاء نفسي لما دخنت اختفى الصداع
:
:
:
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0

بعد مــا طليت على قسم الطوارئ .. الحمد الله الليلة الناس هادئة والمستشفى أهدئ .. محد مرض ولا تعرض لحوادث مرورية ..
فـ ستغليت الفرصة بما أن المستشفى هادئ بها الوقت من الليل .. وأنا أحس نفسي شبعانه نوم .. طلعت baby surgical book من جيب الوايت كوت ، وفتحت لي على موضوع كنت بادية قرأته وجلست عند الرسبشن

بعد ساعة تقريبا .. رن البليب حقي .. أخذت التلفون القريب مني ودقيت على التحويلة .. قال لي أن بقسم medicine ( الباطنية ) أن في حاله طارئة
دخلت كتابي بجيبي بعجل وطلعت لدور السادس بسرعة .. شفت المريضة مرة كبيرة بالسن وصار عندها نزيف upper GI bleeding

فجأة ، ونبض قلبها بدأ يقل .. ارتبكت وأنا اسوي بليب لدكتور عبد العزيز ولا يرد علي .. أخاف أنتظر أكثر تسوء حاله المريضة ..
لا لازم أدور على رقم جواله .. سألت السستر لأنهم يحتفظوا بأرقام جوالات الدكاترة المناوبة ..
ضغط على الأرقام بيد مرتجفة من جوالي .. انتظرت يرد .. لكنه تأخر
وقبل لا اسكر جاني صوته ، ثقيل ومتعب : ألووووووووو
: الو دكتور سوري على الإزعاج ، but there is patients in the medicine department has upper GI bleeding , it’s serious case

غفلت من عنده بعد ما استوعب الحاله ، مسكين تلاقينه تو غافي .. لكن هذا طبيعة عمل الدكتور يكرس حياته لمرضاه

:
:
:


عبد العزيز ، مرت عليه ثواني على ما استوعب أن ها الصوت الرقيق إلا كلمه هو نفسه صوت البندري ، تخيل أنه حلم

غسل وجهه بالماي البارد على السريع على شان يصحى .. وطلع لدور السادس وين ما البندري موجودة .. الدكاترة الموجودين بالقسم حاولوا يوقفوا النزيف لكن ما قدوا .. وصحة المريضة متدهورة .. ومحد مرافق معها .. واتصلوا على أرقام عيالها محد يرد بها الليل .. أكيد الكل نايم ..

قرر الدكتور عبد العزيز يعمل العملية على مسؤليتة ، المريضة بين الحياة والموت لازم يعملوا شي يوقفوا النزيف ..

بالرغم ان العملية صعبه .. لكن ما في مجال أنه يتصل بدكتور ثاني يساعده على ما يوصل المستشفى ويجهزوا غرفة العمليات ، قد المريضة ماتت

كانت خطوة جريئة ، ومغامرة ، دخل العملية هو مع البندري ومعهم الممرضات المساعدات ودكتور anesthesia ( التخدير )

حاولوا ينقذوا المريضة بكل جهد ، لكن الموت كان أقوى منهم ، والله أخذ بأمانتها

:
:

على بداية شروق الشمس ..

كــل أهل المريضة كانوا موجودين بالقسم ، والصريخ والصياح يتعالى بالمكان غير مراعين لوجود مرضى ثانية

ولد المريضة الكبير ، كانت صدمة وفاة أمه قوية عليه ومش قادر يستوعبها : أنتوووووووو السبب بوفاه أمي ، أمس هي كانت طيبة ، أنتوا إيش سويتوا فيهــا ، والله مراح اسكت لكم ، أنشاء الله ارفع القضية للوزير .. دم أمي مراح يروح هدر
والله انتوا دكاتره .. قبل لا تعالجوا الناس وتموتوهم
تفووووووووووووو على هيك دكاترة
والله طردتكم من المستشفى راح تكون على ايدي

صراخة سبب تجمع كثير من الدكاترة ، حاولوا يهدونه لكن ما فيه فايدة حاولوا يخرجونه بالقوة


:
:
:

عمري كله ما انحطيت بكذا موقف ، كلامه هزني هزني من الأعماق
حسيت اني ولا شي ..
صوت صراخه خلاني ارتجف وانكمش
طول عمري أخاف من الصراخ ، وخصوصا من الرجال

دخلت أقرب مكتب وأنا منهارة ، نفسيتي بالحضيض .. رميت بكل ثقلي على الكرسي
حتى بوفاة بندر ما صرخت ولا جزعت ، حتى لما بكيت بكيت بصمت
نحبت بصمت

لكن إحساس أن وفاة المريضة تكون بذمتي وبرقبتي ، شي قوي .. ما تخيلت للحظة إني ممكن أقتل حيوان صغير ، على شان أقتل إنسان

حاولت أمسح دموعي إلا نزلت غصب عني

مسحت آثار الدموع أول ما شفت الدكتور عبد العزيز داخل المكتب ، لكنه الأكيد لاحظ
: دكتورة معقولة تبكين
وأنا احاول أغطي عيوني بيدي : مدري الموقف كان اكبر مني

بينما هو جلس على كرسي قريب من الباب بثقل وكأنه كبر بالعمر : أبن المريضة في حاله صدمة من وفاه أمه ، يعني لا تستغربي هذي الحالات وخصوصا بمجتمعنــا
ممكن يجي أهل المريض ويهينونك ، أهم شي يكون ضميرك مرتاح وأنتي عارفة أنك ما قصرتي قدام ربك وقدام واجبك

: لكن كلامة كان قاسي

عبد العزيز وهو يدخل يده بشعره : في نفوس قلوبها ضعيفة ، تنهار عند موت شخص عزيز عليها ما تتحمل ، و صعب أن الروح تفارق أرواح تحبها

كلامه جاء على الوتر الحساس ، تجمعت الدموع بعيني
صحيح بوفاته ما صرخت ولا جزعت ، لكني ضعيفة .. للحين ما قدرت أتخطى وفاته .. للحين موقف يوم وفاته ينعاد بذاكرتي ..

:
:
:

طلعت مـــن المكـــان .. وأنا متعجب من حالها ..
وكأن روحها مسلوبه منها

أحس بآآآهتك نبره
وحزن وشي ما اعرفه
وأشوف بنظرته عبره ضوت بالحيل مختلفه

:
:
 

آسيااا

New member
إنضم
22 أبريل 2007
المشاركات
1,690
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
( الجــزء الرابع والعشرين )





أمشي بخطوات مثقله متعبه .. وذهني مشوش .. وقلبي المنهك يبكي
أتنفس بضيق علا ضيقي يخرج مع كل نفس أتنفسه

" البنـدري "

إلتفت لصوت إلا يناديني قبل لا أصعد الدرج
" هلا يمه "
ناظرتني أمي بتفحص : إيش فيك يا البندري ..
لمست خدي بحنان الأم : تعبانه

ابتسمت لها ، ما ودي أضيق خلقها : سلامتك يمه ما فيني شي .. بس مجهده من العمل
أمي : طيب تبين أعمل لك شي تأكلينه
بست رأسها : لا يمه مشكورة ، أنا بس محتاجه أنام
أمي : طيب حبيبتي أطلعي نامي
: ماما ما أبي أحد يصحيني

أولـ ما دخلت الغرفة نزعت ملابسي بقرف ورميتها على الأرض ما عندي طاقة أعمل أي شي .. إلا شفته اليوم بدد كل طاقة ممكن تكون فيني .. لبست لي بجامه معلقة على الشماعه .. حتى ما أذكر شنو لونها أو أني يمكن لبستها مقلوبة

رميت نفسي على السرير متمنيه الراحة ..
لكن الراحة كانت أبعد ما تكون عن عيني
كل ما أقلب على جهة وأغمض عيني .. أتذكر صراخ الرجل ومنظر الحرمة الكبيرة وحنـا نحاول ننقذها

مرت أربع ساعات وكأن شي ثقيل جاثم على صدري وكأني أتلفظ الأنفاس الأخيرة

استغفر الله .. لحظتها تمنيت الموت .. يمكن أرتاح من هذي الدنيــا

مددت يدي المتعبه أبحث عن ذكرياتي وأحلامي ..
مسكت بـأحلى ما تبقى لي من الوجود .. أحدى صوره
أذكر أني التقطتها وهو سرحان .. هذي من احلى الصور عندي .. عينه إلا فيها حَوْر .. والإبتسامة الخفيفة المرسومة دايم على شفتاه

آآآآآآآآآآآآآآآآه ، ضميتها لصدري .. هذا إلا بقا لي يا بندر من بعد ما فتك البرد ضلوعي

ألهث ورى ذكرياتي .. والجرح كل يوم يكبر وينزف في صحراء الألم الموجوع

ناظرته بعتب .. ودموعي تغسل وجهي

ليه يا بندر تركتني ، ليه خليتني ضعيفة ، أنا كنت قوية بك .. ليه رحت وخليتني ..تكفى خذني معك .. ما عدت أبي أعيش
بغيابك لشوق بحه .. مشتاقة لطعنه أهدابك ،من غبت وقف عمري ومشواري
مــا غير أسولف له على اللي صار ببعادك .. شفني ذبلت وطفيت من بعدك
وأقــوم من ليلي وأصبح على ليل مدري النهار إلا يقولون وينه !!

دخلت بنوبة بكاء .. وقلبي يلتهب من الوجع .. أعاني لوحدي همي وآلامي ..
كنت أهذي لا أعرف ماذا أقول .. نفسي تأن من العذاب والألم

دخلت علي أمي ، وقلبها يعتصره الخوف : حبيبتي شنو فيك .. جرت لعند سريري وضمتني بقوة لصدرها وكأنها خايفة تفقدني

أنا ما كنت حاسة بشي .. الشي الوحيد إلا حسيت فيه .. أن أعصابي بدت ترتخي .. وأنا بحضن أمي وهي تمسح على شعري بحنان وتقرأ عند راسي قرآن
يمكن بعدها فقدت وعيي

*
*
*
*


رسـل لي عبد الله مسج أنه موجود عند مدخل جناح 21 .. دخلت غرفة الممرضات وأنا مرتبكة .. ناظرت بشكلي بالمرايا .. عدلت شيلتي .. وناظرت بشكل ملابسي تنورة جينز مع بلوزة بيضا مطرزة أطرافها بأزرق فاتح .. ورتبت ياقة الوايت كوت

أول ما طلعت لقيته يتمشى وهو معطيني ظهره ويده مرجعها على ورى .. قربت منه أكثر .. وناديت بإسمه إلا اعشقه : عبد الله
إلتفت لعندي وعلى ثغره ابتسامه دوم تسحرني .. لكن لثواني أو أقل اختفت الإبتسامه ..
قال لي بجمود : أنـا أنتظرك بالسيارة لا تتأخري
ومشى بسرعه .. حتى انه نزل بالدرج مو بالمصعد
رفعت كتوفي متعجبه من حركته .. لكني فسرت حركته أن هذا مكان عملي وما وده أحد يشوفنا وحنا مع بعض ويفسر وقفتنا غلط حتى لو حنا مخطوبين .. الناس بهذا الزمن يا حبهم لثرثرة

رحت للغرفة إلا فيها أغراضي ولبست عباتي على عجل وأخذت شنطتي .. أول ما طلعت من بوابه المستشفى شفته قبالي على طول ..
انطلق بالسيارة بسرعة جنونية لدرجة سمعت صوت تفحيط الكفر ..
تكلمت بهدوء بعكس الجو المتوتر بالسيارة : عبد الله حبيبي شفيك
مـا رد علي .. ناظرت فيه شفته ماسك المقود بقوة لدرجة العروق إلا بيده واضحة وزام شفايفه

يمكن متضايق على شاني ما كلمته اليومين إلا فاتوا .. والله أني كنت مشغولة بالمستشفى .. أحيان أحس عبد الله دلوع بزيادة من عذره ولد أمـه الوحيد .. و يحب يدلع علي على شان يشوف غلاه عندي

لمست يده اليمين القريبه مني .. وصرت ألعب باصابع يده بنعومه
لكن مدري ليه شعرت أن يده باردة .. بعدها سحب يده من حجري ..

أنا ظليت ساكنه ما نطقت بحرف .. يمكن في شي مضايقة من الشغل أو غير شي ..
ما أظن الوقت مناسب نتكلم ..

قبل لا يوصلني البيت .. طلبت منه يوصلني لمشغل قريب ..
لما نزلت ما سألني متى أمرك .. وأنا ما علقت على الموضوع ..
بعد ما خلصت شغلي بالمشغل .. دقيت على عبد الله مرتين ما رد علي .. يمكن نايم !!
اتصلت على سايق البيت يجيني المشغل

*
*
*
*

زورق يبحر بنــا في مدينه العشاق في المدينة الأكثر رومانسية بالعالم في البندقية العائمة
كانت جوله رائعة ونحن على مركب الجندولا .. نمر عبر القنوات الصغيرة والمباني العريقة
نعبر تحت الجسور .. ونسمع أحلى أنغام الموسيقى

نزلت يدي بالماي مستمتعة بالماي البااااااااااارد ، شهقت من كثر البرووده .. لكن إحساس حلو وأنا منزله يدي بالماي الصافي من شده صفائه تحسيه وكأنه انعكاس لزجاج .. واستنشق من الهواء النقي
بدينا يوم جميل بشمس مشرقة حتى لو الجو بارد .. المدينة بها الوقت من السنه هادئة.. لكنها ساحرة بجميع الأوقات

أراقب الأمواج الخفيفة إلا يكونها الزورق والماء البارد يتخلل من بين أصابعي بانسياب ..
أحس نفسيتي متغيرة من بعد أمس .. ولا أحد يسألني إيش صار أمس لأنا أنا نفسي مدري إيش صابني .. كنت في حاله اكتئاب حادة ، كنت غارقة بجدول أحزاني .. ما ودي أتذكر ويتعكر مزاجي

" أسيــــل "

أول مره أحس أن لحروف أسمي نغمه مميزة ، لحن مميز .. أول مره أحس أن اسمي حلو وهو ينطق به .. قرب مني أكثر حسيت بأنفاسه الدافيه داخل أذني ..
شعرت برعشه بــ أطرافي
يمكن لأن ما زلت خجله من موقف أمس ..
ما كان ودي يشوفني ضعيفة .. حزينة .. كسيرة

صرت أناظر بأظافري إلا مزينتها بفرنش تب ..
" عجبتك الجوله حياتي "

رفعت نظري له ، وألتقت عيني بعينه .. لا شعوريا تنفسي زاد وصدري صار يرتفع وينزل ونبض قلبي زاد .. خفت يحس بالخوف إلا احسه ..
مدري ليه حسيت بشعور مخيف .. أنا خايفه منه
خايفة من قربه ، خايفة يحس بنبض قلبي المتزايد
مدري أيش فيني اليوم من صحيت وشعور غريب ينتابني .. كرهت للحظة ها الجولة بالجندولا .. كان ودي أصرخ فيه يوقف .. أبي أنزل ما عدت أبيه قريب مني لها الدرجة

:
:

تنفست براحة أول ما نزلت .. تركت مسافة في ما بينا .. ما ابيه ملاصق لي ..
ضميت يدي لصدري وأنا أراقبه يعطي الرجال فلوسه وزيادة عليها .. أشعر برعشة بيدي وكأنها سيل كهرباء .. مدري هو من البرد أو لسبب ثاني ..
قرب مني ، لكن أنا تراجعت للورا بخطوتين .. لدرجة بقيت أطيح بالماء
" أسيل حبيبتي أنتبهي "
مسكني بقوة من خصري .. وسحبني لصدرة .. لدرجة صدم صدري بصدره

:
:
:

شعـرت بغيبوبة وأنا واقف قبالها .. يا الله أبي رد !! كيف وأنا بقربك با قي أسعى لك .. وشلون ودّي على كلك أوزعني ! وأغار من كلي لحظة وصالك
وشلون أجمع شتاتك لين أضيعني وأتووووه عمري بليل عيونك الحالك
إلا عـلــى ذكـــر عـيـنــك صــار يـمـتـعني
ردّة فـعــل رمـشـهـــا مــن ردّة أفــعــالــك
يــاهــي هــدبـهــا يـنــزّلـنــي ويــرفـعـنـي
كـل ما أرتـفـع ثـم نـزل أنـزل ثـم أرقى لك

أسيل : هيــــه تسمعني أتركني !!
آآآه من بحه صوتك من جد تصرعني .. قولي لي كل شي يدور في بالك .. أيش إلا مضايقك يا نظر عيني
مهمـا حاولتي تخبي .. أنفاسك الدافية تستعطف أقوالك .. ويمكن هذا إلا يشفع زله لسانك
وإلـلـي وهـبـنـي حــلاك وفــيــك ولـّـعـنـي
مــن كـثـر ما أهـواك ودّي أحـضن ظلالك

رديت عليها وأنا هيماااان من رده فعل رمشها وهي بين أيدي : بردانه حبيبتي
ردت علي وأنا أحسها خايفه !! من شنو خايفة من قربي !!
: ممكن تتركني

فكيت يدي إلا محاوطتها وأطلقت سراحها : إذا بردانه نرجع الفندق
:هـــاه لا لا ما أبي أرجع الفندق .. خلنا نتمشى
قربت منها بمسك يدها .. لكنها بعدت عني .. آآآه كم باقي اسعى لك
نمشي بعيدين عن بعض وكأننا أغراب

أخذتها ها المره لسوق .. دخلنـا محل لزجاجيات .. حسيتها منجذبة للأشكال والألوان وكأنها طفله مستمتعة لرؤية ألوان غريبة

طاحت عيني على تحفه زجاجية رائعة وبنفس الوقت نطقنـا : إيش رايك فيهـــــا

ناظرنا بعض وضحكنـا .. يعني القلوب عند بعضيها .. أثنينا أعجبتنا نفس التحفه .. فشريتهـــا مش لأنها عجبتني .. يمكن لأنه أول شي نتفق عليه

بعد مــا تمشينـا بالأزقة ونحن تائهون وفي شوارعها الضيقة .. وكل ما زاد الشارع تعقيد وضيق .. كل ما اكتشفنا محلات جديدة وغريبة .. على قولة أسيل رهيبة ..
أولـ مرة أشوفها تبتسم من قلب وتضحك .. وتشتري إلا في خاطرها

بعد ما تعبنا من التسوق : إيش رايك نروح نتغذا .. تعبنـــا
أسيل : أوكي .. طيب ممكن تمسك الأكياس عني شوي بعدل حجابي

صحيح أني قليل ذوق طول الفترة ماسكة الأكياس ولا أنتبهت .. أخذت منها الأكياس .. ومشينــا لأحدى المطاعم المطلة على القنوات المائية .. شكل المطعم أكله حلو لأن ريحة الأكل تشهي ..

جلسنا على طاولة لشخصين مطله دايرت على القناة ..

:
:
:

ها المرة تكلمنا أكثر من العادة .. صحيح يمكن أغلب السوالف مملة ومضجرة .. لكن على الأقل نتكلم ولا نجلس صما بكما
تكلمت عن دراستي بالإمارات مع التحفظ ببعض المواقف ..
سولف لي عن دراسته وحياته بلندن

أول مرة أكتشف أن تزوجت شخص ما أعرف عنه شي .. ما أعرف شنو يحب شنو يفضل من أكل .. كيف كان عايش ببريطانيا ..
من كلامه اكتشفت جوانب من شخصيته
شكله من النوع الجدي بعمله .. بعكسي أنا كنت أحب أعمل جو للبنات بالسكن .. وكانوا دايم يقولون لي الشله من غير أسيل ما تسوى شي ..
كنت دايم أحرضهم على الدراسة وبنفس الوقت أول وحدة تمل وتطفش من الدراسة

بعد مـا انتهينا من الغذاء .. جات الجرسون .. بتنورتها السودا القصيرة وقميصها الأبيض .. وشعرها الأشقر ناشرته على كتفها .. أنا من البداية ما دخلت مزاجي وأحسها تناظر كحيلان بنظرة خبيثة .. أنا بنت وأعرف لنظرات ها الأشكال ..
جات لطاولتنا ووجهت السؤال لكحيلان ولا كأني موجودة .. قالت له ببتسامة عريضة وكأنها تسوي دعاية لمعجون كرست هي ووجها .. إذا نبي some coffee or sweet
وإلا قهرني زيادة زوجي المحترم يتبسم لها .. ويقول لها إذا راح تعطينا فري مراح نمانع
هي ضحكت بملاقة .. حسيت بنيران تشتعل فيني .. كان ودي أخذ كشتها وامسح فيها الأرض .. شوي وتجلس بحضن زوجي من قربها له .. مدري كيف خطرت على بالي فكرة أن ممكن تجي وحدة وتخطف كحيلان مني .. هو رجل ويمكن ينجذب لأي امرأة ممكن تغريه وأنا حارمته من كل شي ..
ما عاد الرجل مثل أول ، البنات إلا رامين حالهم موجودين بكل مكان .. وأكبر مثال قدامك يا أسيل بالمستشفى .. يا ما سمعنا عن دكاترة تزوجوا على حريمهم ممرضات .. أكيد كانت تتميلح عنده وتتمسكن حتى تتمكن والرجال ما يصدق على الله ، ما يملي عيونهم إلا التراب .. مستحيل أخلي وحدة تمتلك شي من ممتلكاتي .. مستحيل أخسر المعركة .. أنا أترك كحيلان ايوه لكن هو يتركني لا وألف لا ، أو يبدلني بوحدة ثانية .. كان اذبحه

مسكت يد كحيلان برقة متعمدة بيدي اليسار على شان تبان الدبله على شان تعرف أني زوجته مش عشيقته .. وطلبت منها بتعالي أنها تجيب لي كيك تراميسوا
جاوبتني وشكلها مقهورة : tramisso here is make it with wine
رديت : ok , bring one strawberry juice with two straw

بعد ما مشت سحبت يدي بهدوء ورجعتها لحضني وكأني أخبيها : يا الله حنا حتى الكيك يطبخوه بالخمر
كحيلان : حياتهم كلها خمر .. أظن شفتيهم كيف يعشقوا شرب الخمر والبيرة
كش جسمي منهم : الله يجيرنا .. أنا أستغرب من بعض ناس المسلمين أعرفهم وحتى شفتهم بعيني .. يأكلوا أكلات مطبوخة بالخمر وهم يا غافلين لكم الله ولا حتى يسألوا ولا يطلبوا منهم أن يعملوا لهم الأكل من غير واين .. حتى بعض عصيراتهم فيها واين .. أخاف بس تنتقم منا وتحط لنا بالعصير
كحيلان : لا شدعوه .. في بعضهم يحترموا المسلمين إذا شافوهم متحجبين وما يحطوا بأكلهم خمر .. والبعض ما يهتم .. يعني هذي أحترمت أنك مسلمة وقالت لك أن الكيكة فيها واين والله كان بإمكانها تجيب لك الأكل وأنتي تأكلي وأنتي ما تدري

صحيح كلام كحيلان .. لكن مع هذا ما أغفر لها نظراتها لزوجي .. وإذا غافلتني الله راح يحاسبها

بها الوقت جابت عصير الفراولة .. ومعه 2 مزاز .. حطيت المزاز داخل العصير وقربت أشرب من العصير إلا حطيته بالنص ..
كحيلان فهم حركتي وأنا أعطيه المزاز .. وصرنــا أثنينا نشرب من نفس الكأس .. ووجيهنا مقابله بعض and my nose stick with his nose

مدري كيف طرت على بالي ها الفكرة المجنونة ^_^

لحد يضحك علي .. ادري أني هبله لكن عجبتني الحركة .. وصار للعصير طعم ثاني .. يمكن مع أنفاسه إلا صارت تخترق وتمازج أنفاسي بكل قوة

بعد مــا طلعنـا من المطعم .. شفت مجموعه بنات .. أشكالهم استغفر الله وجيهم تقول حنــا بنات ليـــل .. وحسيتهم يناظرون بكحيلان شوي ويأكلونه بعينهم .. لها الدرجة زوجي وسيم وأنا غافله عنه .. والله الملامح العربية تجذب أكثر من الأوربية

مثلت أني بردانه ، على شان لا يفسر كحيلان حركاتي بشي ثاني .. كا الغيرة مثلا !!
أنا أغار هه وعلى منو .. لا لا
بس لأني ما أحب أخسر شي بحياتي .. واطلع خسرانه ..
راح أكسب حتى لو ما احبه
شبكت يدي بذراعه يا زعم أني أبي أتدفئ بجسمه الدافي
" حبيبتي خذي الجاكيت إذا بردانه "
وأنا أضم نفسي أكثر ناحيه ذراعه : لا لا أنا كذا دافيه

ما تلاحظي يا أسيل أنه اليوم يكرر واجد كلمة حبيبتي .. هل بالفعل هو يعني هذي الكلمة .. وكل حرف فيها .. والله يقولها من باب الذوق يعني بدل ما ينادي أسمي ويا زعم حنا بشهر العسل يدللني .. وبعد ها الشهر ينقلب الحال

مدري .. مدري .. خليني أبطل تفكير لأني جد تعبت تعبت من كل شي
للحظة أتمنى أشيل مخي وأبقى من غير مخ .. أحساس جميل أحيان لما الواحد يفقد ذاكرته ولا يعود يذكر شي من حياته .. لأني جد تعبت ، تعبت من تفكيري المشتت ، تعبت من إحساسي ، إحساسي المضطرب

مع الوقت وحنــا بطريقنــا للفندق بديت أشعر بالدفئ .. دفئ سر بكل خلايا جسدي .. دفء جسـمه أنتقل لي من قربه


*
*
*
*

راقبت شكلي بالمرايا .. ولامست أطراف شعري الطويل والتالف الأطراف ..
من بعد وفاته فقدت متع الدنيـــا .. ما صرت أهتم لشكلي ..
شعري طولان بإهمال
وجسمي نحفان ووجهي ذبلان وعيني فقدت بريقها
وتحت عيني سواد صار كأنه كحل مرسوم تحت عيني

حطيت راسي على التسريحة .. إلا متى راح تظلين على الحال .. لو بندر موجود راح يرضى بحالك .. أصلا لو كان موجود ما كان هذا حالي ..
.. لأني مت بروحي بلحظة إلا كفنته بيدي
وين البندري إلا كان بندر يتغزل بجمالها وببريق عينها .. كل هذا اختفى من بعده ..
كنت دايم أتمنى أموت قبل لا يجي يوم وأتعذب بفقد أحبابي ..
ليتك يا بندر أخذتني معك .. ليتني مت بدالك

شعرت بيد على كتوفي رفعت رأسي : ريووووووم

باعدت خصل الشعر عن عيني اللي تغطي حمرة وانتفاخ عيني
: إلا متى يا البندري .. أنتي تعذبين روحك .. وتعذبي بندر
إذا أنتي تحبيه خليه يرتاح بقبره
هو كان يتمنى يشوفك سعيدة ..

تكلمت وأنا أناظر الأرض : من وين السعادة من بعده

ريوم : تقدري تكوني سعيدة .. بذكراه .. بروحه الحلوه .. ببتسامته الرائعه
كل هذا نسيتيه
أنتي تحيين ذكراه بفرحك بسعادتك ..
بدل ما نتذكره بدمعه .. نتذكره بفرحة ببتسامه
صدقيني حتى لو الفراق فتك ضلوعك .. لكن حبك وعشقك له راح يحيك

كلمة ريوم صارت ترن بإذني حبك وعشقك له راح يحيك .. راح يحيك .. راح يحيك


" الحلو إيش فيه زعلان علينـــا "

جاء عبد الله وقبل جبيني : شكلك تبين تشوفين غلاك عندنــا
ابتسمت له بتعب
عبد لله : بيعينــا بالسوق طيب
ابتسمت له : أشتريك بالغالي
عبد الله بحنيه : حبيبتي تعبانه ، تبين أوديك المستشفى
: لا مو تعبانه بس إرهاق من الشغل
ريوم دخلت عرض بالسالفة : إيش رايكم نسافر بعيد الأضحى نغير جو
عبد الله : وين تبين تروحي
ريوم : مهرجان التسوق راح يبدأ بدبي .. خلونا نروح
كشرت بملامحي .. يمكن لأني حالفه ما أطب الإمارات بعد ما اخلص دراسة
ريوم : لا عاد لا تقولين ما تبين تروحي معنــا .. اذبحكــ!!
وهي تمثل عمليه الشنق
غضب علي ضحك : وأنا أقدر عليك .. لكن مو كأن الوقت تأخر ما أتوقع تلاقوا حجز
عبد الله : أفا عليك وأنا ولد أبوي .. دامها بخاطركم السفرة ادبرها لكم
ابتسم بخبث : لكن بشرط
ناظرته ريوم بريب : وأنا أقول طقه الصدر مو لله .. اشرط شنو شرطك
عبد الله : ترا ما في سفر
ريوم : قول خلصني
عبد الله : تكلموا سلمى وأهلها يروحوا معنا
ريوم : بطلنا ما نبي نسافر
ضحكت على مناقرهم : خلاص ولا يهمك عبادي .. أنا أكلم سلوم وأقنعها .. والله ليه أنا أكلمها أنت كلمها
قلب وجهه عني : زعلان عليها
ريوم وهي تحط يدها تحت ذقنها : حركااااااااااااااات بعد يعرف يزعل
عبد الله بعصبيه : أنتي مالك دخل ريموووه .. أنتي بالأول ردي على الناس وبعدين تعالي تفلسفي .. لاطعه الرجال .. تراه بيطفش مع وجهك

قط ها الكلمتين وطلع .. فجأة كذا تغير حاله .. شكله من جد زعلان من سلمى والمزاج ضارب ألف


لفيت على ريوم لقيتها تلعب بأطراف البطانية .. وشكلها الأخت بعالم ثاني
: ريوووووووووووووووم .. وأنتي إيش عندك بعد ما وافقتي على يوسف .. لا تظنين راح يجيك أحسن منه .. وعاد لا تحطيني شماعة تتعلقين فيها .. ما لك دخل فيني

ريوم بحيرة ، أول مرة بحياتي أشوفها محتارة بهذي الطريقة : مدري مترددة
في شي لا زم أتأكد منه
رفعت حاجبي : شنو تبين تتأكدين
ريوم : امممممممممممممم ، تجاوبيني بصدق وتحاولين تساعديني
رحت وجلست جنبها على السرير : أكيد ريوم أنتي أختي
ريوم : أنتي تعرفي أن يوسف كان يحب وحدة قبل لا يجي يخطبني
ناظرت فيها بشك : وأنتي شنو عرفك !! منو قالك
ريوم بتهرب : مو مهم منو قالي .. أنا أبي أتأكد .. وأظن من حقي أعرف
: أسمعي ريوم .. لو نفرض الكلام إلا قلتيه صحيح أنه كان يحب وحدة من قبل
قاطعتني : يعني تعترفي أن كانت في وحدة بحياته
: أنتي قلتيها كانت
يعني البنت إلا حبها ما عادت تعني له شي اللحين
وأكبر دليل أنه جاء بنفسه وخطبك
يعني الرجال شاريك
ريوم : لكـــن
: لا لكن ولا بس .. لا تخلين قصص من الماضي تخرب حياتك .. هذاك ماضي وانتهى .. وعلى شان ترتاحي البنت راحت بحال سبيلها
وغمزت لها : وأنتي وشطارتك .. تخلينه يحبك وتكونين الحاضر والمستقبل

وصدقيني يوسف والنعم فيه ، طول عمرها سلمى تمدح بخالها وأنه قايم فيهم أكثر من أخوها .. يعني رجال طيب وحنون وقد المسؤولية
وين راح تلاقين مثله .. فكري يا ريوم .. ترى الفرصة ما تجي إلا مرة بالعمر .. أنتي إيش يضمنك إذا جاء واحد ثاني تقدم لك يكون رجال طيب .. على الأقل هذا نعرفه .. أنتي شفتي دلال كيف أنها أنغزت بخالد وأهله وبعدين أيش عملوا فيها


سكتت ريوم بحيرة وأنا نفسي محتارة كيف عرفت بقصة حب يوسف لبنت الجيران ..
وحسيت ماله داعي تعرف بقصة رفض أبو البنت وتفاصيل القصة ، قصة وانتهت .. وما أتوقع ريوم تفكيرها مغلق لدرجة ترفضه على شان كانت عنده أخت مريضة نفسيا .. كاهو عبد الله أخذ بنت أخته .. يعني ما أهتم ولا شي والمرض إبتلاء من رب العالمين ، لنفرض أنه ممكن يكون وراثي ويطلع بعيالهم أو عيال عيالهم .. احتماليته ضعيفة

وأبوي لو كان وده يرفض الرجال كان رفضة من أول يوم ، أبوي وأعرفه ما يحب يلف ويدور .. وأبوي طول عمره عقله واعي ، وأفتخر أنه يكون عندي أب مثله .. يعني مستحيل يجي يوم نخجل أن نقول أن عندنـا ولد عم معوق .. ورغم صغر سن سراج إلا أني ألمح بصيص من الأمل بينه وبين حور

جنى ,, والله لو عندي أخو غير عبد الله كان زوجته لها ، ونفرح فيها مع ريوم
والله يعني للحين في ناس تفكر بهذي الطريقة ، أن ما ودنا نخطب البنت على شان عندها أخ معوق !!
والله يرفضوا الرجال على شان عنده أخت مريضة نفسيا !!


بها الوقت رن جوالي .. كانت دلال المتصلة
: هلا دلول ، عمرك طويل ، توني تذكرتك أنا و ريوم
دلال : هههه ، بالخير أنشاء الله
: لا بالخير أكيد ، إلا أنتي أخبارك ما عاد سمعنا أخبارك
دلال : أدري والله أني مقصرة بحقكم ، لكني أنشغلت بالفترة إلا فاتت بشغلي الجديد بجمعية فتاة الخليج
فرحت لها من قلب لأنها اشتغلت : على البركة
دلال بحياء : الله يبارك فيك ، وفي خبر ثاني ودي أقوله لك
: خير
دلال : أنتي معزومة هذا الأسبوع على خطوبتي على ولد عمتي محمد
: صحيح والله ، على البركة
دلال : الله يبارك فيك
: أنشاء الله ربي يعوضك خير فيه
دلال : إنشاء الله ، عاد لا تنسي تخبري عمي ومرت عمي .. هي ملكة عائلية راح تصير ببيتنا
: أكيييييد راح أخبرهم ، بحاول حبيبتي أني أجي ، إنشاء الله ما يكون عندي مناوبة
دلال : حاولي ، والله أني مشتاقة أشوفك
: بحاول حبيبتي ، وعقبال ما أشوفك عروس بالفستان الأبيض
دلال : وعقبال ما أشوفك أنتي عروس

سكتت ما حبيت أعلق على الموضوع وأخرب عليها فرحتها ، الله يوفقها والله أنها تستاهل كل خير ، مع أني ما أحس من صوتها بالفرحة إلا حسيتها أول مرة بخطوبتها .. يمكن لأنها خايفه من الخطوة .. وعلى قلبي وخطوبتها راح تكون عائليه وكأن إلا تنخطب مرة ثانية محرم عليها تفرح

بعد ما غفلت من عندها ، وين ريوم اختفت ، ها البنت هذي يبيلها ضرب

*
*
*
*


تنتقل من قناة لقنـاة بملل .. ما في شي عاجبهــا
وبالأخير رمت الرموت كنترول بملل على الكنبة الكبيرة إلا جالسة عليهـا
يوسف : إيش فيك سلوم ، سندرتي راسي وأنتي تنتقلي من قناة لقناة
سلمى بملل : اوووووووووف ، ملل ما في شي
يوسف بخبث : طيب وين عبد الله عنك
سلمى : اممم طالع مع أصحابه

هي نفسها مــا تدري ليه كذبت على خالها ، من العصر وهي تدق عليه وما يرد عليها ، رسلت له مسجات كثيرة وهم ما رد عليها

سلمى وهي واقفة رايحة المطبخ : خالي تبي أجيب لك معي كاس عصير
يوسف : إذا ما عليك أمر
ابتسمت له سلمى ، غريبة الذرابة اليوم نازلة على خالها

طلعت كأسين من الدولاب وصبت فيهم عصير تفاح ..
ما أمداها بتأخذ الكاس بتطلع من المطبخ إلا خالها دخل المطبخ وأخذ من عندها الكاس و سحب له كرسي من طاولة الطعام وجلس عليه
يـوسف ، وهو يلعب بحافة الكأس الدائرية : سلمى ما ردوا عليك
سلمى تستعبط : منو إلا يرد علي !!
يوسف بعصبية : سلمـــــى !!
على شان موضوع خطبتي والله نسيتي
وهي مستندة على دواليب المطبخ وتشرب بهدوء من كأسها : لا ما ردوا
يوسف : كأنهم تأخروا ، إذا ما يبوني يقولون
سلمى : إيش فيك يوسف خل البنت تفكر على راحتها
يوسف وهي يوقف من على الكرسي : اسمعي ، إذا ما ردوا هذا الأسبوع ، أنا إلا راح القي الخطبة .. يمكن هم متفش لين يقولوا حنا ما نبيك
والله أنا إيش إلا ضربني على رأسي وخلاني أصدقك وأروح أخطب
والرفض واضح

سلمى : يــــوسف .. يوسف

إيش فيه هذا ، تركني وراح .. لا حول الله اليوم الناس مدري إيش فيهم شكلهم ماكلين من لحم كلاب ، أعوذ بالله
هذا معصب ، على شنو أنا مدري
والأخ عبد الله ، زعلان ، على شنو أنا ما أدري .. مذكر سويت شي زعله
لدرجة يخلية ما يكلمني طول اليوم ، وهو إلا كلمني الظهر وقال راح يمرني بالمستشفى .. يعني مو أنا إلا قلت له على شان أقول كلفت عليه ..
إيش إلا مضايقة
لدرجة خلاني اشك في نفسي ..
إيش الكلمة إلا قلتها وزعلته أو الحركة إلا صدرت مني من غير قصد وخلته يتضايق
أوووووووووووف منكم يا الرجال

حطيت الكأس على الطاولة وطلعت فوق لغرفتي .. على وعسى ألقى مكالمة منه
:
:
أخذت جوالي المرمي بإهمال على سريري المرتب .. كنت متأمله ألقى مكالمة من عنده والله مسج .. ابد لا حس ولا خبر ولا حتى كلمة كويسة
طيب يا عبد الله .. مراح أدق

حاولت أشغل نفسي .. جلست على المكتب وفتحت لي كتاب أدرس .. والله ما أكذب مرت ساعة كاملة وأنا بعدني على نفس البراغراف
أفكر إيش الشي إلا يخلي عبد الله يزعل ، لو في شي مضايقة أنا طيب أيش يدخلني ، ليه ما يرد على مكالماتي

مسكت جوالي الفوشي وأنا أحلف ، هذي آخر مرة يا عبد الله أدق عليك .. والله إذا ما رديت علي أسبووووع كامل مراح أكلمك ، دامك زعلت بروحك ترضى بروحك

رد
رد

أحس بقهر ، بدخان يطلع من اذني
ودي أكسر أي شي يبرد القهر إلا بداخلي .. كان ودي ارملي جوالي على الجدار واكسره ، لكني تراجعت .. فيه مسجات عزيزة علي وبعدين إذا تكسر كيف عبد الله راح يدق علي
بعدك عندك أمل يا سلمى يدق عليك الليله ..
من القهر أخذت كتابي الصغير ورميته بقوة على الجدار ..
لكن للأسف ما تمزق الكتاب ، بس أنفرشت أوراقة

المشكلة من القهر والضيقة ، ما ني عارفة اعمل شي مفيد .. فقلت خلني أنام أحسن

بدلت ملابسي وطفيت جميع الأنوار .. ودخلت داخل البطانية الثقيلة ..
أتقلب يمين ، يســار

سرقت النوم من داخل عيوني ..
أول مرة بحياتي أحس بمعنى هذي الكلمات .. أول مرة أنام ولا أكلم عبد الله ، لا وأنا أدري أنه زعلان .. آآآآه أحس بضيقة والعبرة مخنوقة ..
حبيبي صورتك بكل رمشة عين أنا شفتك .. حبيبي وينك ، ليه زعلان علي ليه تحرمني من صوتك ، والله أني مـا أقدر على ثقلك وتغليك



أنت ما تدري أني إذا شفتك بضيقة أحس أني أنا الغلطان أعاتب نفسي بنفسي
ولو ما كنت أنا الجاني غلاك بداخل عروقي ولا يوصل لغلاك إنسان
يمر الوقت ويثبت لك غلاك أن الله أحياني .. أضحي بعمري لعيونك
تنمام أنت وأنا سهران .. وأنادي جروحك لقلبي .. وتجي واحد ورى الثاني

غمضت عيني أمنع دموعي من النزول .. ليه تبكين يا سلمى .. ليه زعلانه


أجملـ إحساس بالكون أنك تعشق بجنون

انتفضت من على السرير ، وأنا اسمع الرنه والكمدينه تهتز من vibration
مسكت الجوال وأنا أناظر باسمه أمير قلبي ..
أرد
ما أرد

مراح أرد خل أعلمه كيف يصفطني طول النهار ولا يرد علي
حسيت لحظتها أني صرت شريرة و مستمتعه وأنا أشوف الجوال يرن لآخر نغمة .. لكن بنفس الوقت قلبي مشتاق لصوته .. لما توقف الجوال عن الرنين .. تحسفت إني ما رديت عليه

لكنه ما مل وعاود الاتصال مرة ثانية .. بعد ثالث رنه رديت
حاولت أبين من نغمه صوتي الزعل واني ما خذه على خاطري منه : اهلين
عبد الله : هلا سلمى ، ليه ما رديتي علي أول ما اتصلت

بعد وله عين يقول لي ليه ما رديتي ، عدلت من جلستي على السرير : لا والله ، وأنت شوف كم مكالمة متصلة عليك .. وأنت حضرتك ما رديت
عبد الله : خير بغيتي شي
لا هذا شكله بيجلطني اليوم : آسفة إستاذ عبد الله ، إذا كنت أزعجتك بإتصالاتي .. لكن الشرهه علي إلا أحاتيك
عبد الله : أنا كنت مشغول على شان كذا ما قدرت أرد
: أحلف يا شيخ ، ما عندك خمس دقايق ترد فيها علي .. على الأقل أرسل مسج وطمني عليك ..
عبد الله : طيب ، حصل خير الحين إيش بغيتي
تضايقت مره من إسلوبه الجاف معي ، أول مرة يكلمني بهذا الأسلوب ، مدري أيش فيه علي ... خلاص ما عدت أقدر أتحمل بروودته ، وين رقه كلامه ولهفته
: سلامتك ، أنا الغلطانه إلا متصله عليك ..

ما قدرت أكتم عبرتي أكثر .. رميت الجوال من يدي .. ودخلت رأسي تحت المخدة أكتم شهقاتي القوية ..
صرت أبكي بقهر ..
ما قدرت أتحمل أسلوبه
أنا ما تعودت يعاملني بهذي الطريقة
أنا إيش سويت له ، في إيش ضايقته قو لوا لي يا ناس
ما أتحمل ما أتحمل هذي المعاملة

مــا حسيت أنه مازال على الخط .. ظليت أبكي وأشهق من البكي
:
:

عبد الله ما تحمل يسمع أنين وبكاء حبيبته ، سحب مفاتيح سيارته وطلع من البيت على طول .. طار طيران لبيت سلمى .. تندم مليون مرة على معاملته الجافة لحبيبته .. حس صوت بكائها وكأنه خناجر تنطعن بصدره
سلمى رقيقه حيـــل

طول الطريق سماعات الجوال بإذنه ويسمعها تشهق من كثر البكي ..تمنى لحظتها أنه عنده مفاتيح بيتهم على شان يقدر يدخل لهـا
وصل عند بيتهم .. ووقف سيارته مقابل شباك غرفتها المطل من الدور الثاني
حاول يناديها علها تسمعه وتجيبه

" سلمى حياتي والله أنا آسف ،
سلمى حياتي
سلامي يا قلبي ردي علي
لا تعاقبيني بهذي الطريقة
والله ما أقوى على زعلك "

بعد لحظات حس أنها وقفت بكاء ، ما يدري هل هي سمعت كلماته ولا هذا نداء القلب وحست فيه

رفعت سلمى جوالها توقعت أن عبد الله قفل من زمان ، ما توقعت أنه ما زال على الخط وسمع بكائها ، سمعته يناديها وكأنه يناغيها
ردت عليه بهمهمة وكأنها طفله سارقين عروستها
" ســلامي حبيبتي "
سلمى : هممممممممم
عبد الله وهو ينزل من السيارة ويستند على باب السيارة وعينه معلقة على شباك غرفة سلمى
: حبيبتي تسمعيني
سلمى من بين شهقاتها : أيوه
عبد الله : أفتحي ستارتك وناظريني
سلمى ما صدقت أنه واقف عند بيتهم .. لكن لما تأخرت عبد الله هرن لها .. فخافت أنه يصحي الجيران
شغلت نور الأبجورة .. وحركت قماش الستارة بحذر وكأنها ما زلت غير مصدقة

أول ما شافها عبد الله ، كانت محاطة بهالة من النور وسط الظلام
عيونها تلمع من كثر الدموع إلا مغرفة فيها
وشعرها إلا بظلمة الليل الحالك متناثر بطريقة عشاوئية على كتفها وخصل على وجهها وتغطي جزء من عينها اليسار

عبد الله وعينه متعلقة بالقمر إلا متخبية بين الستارة : سلمــــى ، سلامي

تنهدت سلمى يا زين اسمها على لسانه ، وما فاتت ها التنهيدة عبد الله
: حبيبتي أنزلي تحت أنا انتظرك
سلمى بدلع : لا عبد الله ، الوقت تأخر
عبد الله مصر مراح يعدي ها الليلة على خير : ترى إذا ما نزلتي ، راح أنط من السور وأجيك .. ما عندي ما نع
شهقت سلمى وهي تشوفه يقرب من سور بيتهم ، عبد الله مجنون ويسويها
سلمى : طيب عطني دقايق على ما انزل لك

بعد ما قفلت من عنده ، أتحتارت بعمرها تنزل له كذا ، ببجامتها !!

فتحت دولابها وطلعت لها أول بدله قدام عينها ، برمودا جينز وبلوزة طويلة وردية ولبست فوقها جكيت جينز قصير ..
زينت شفاها بروج زهري فاتح ، بانت زهره شفاها وخدوها المحمرة من البكي
:
:
أول ما فتحت له الباب الخارجي .. سكر الباب من وراه
مسك يداها و قبل أصابعها وكل جزء من انسيابها .. يرى حبه في عروقها ،
مسح الدمع الذي يقطر من أهدابها .. فهي تبدو كا الطفلة المتعبة


مرر أصبعه من منبت شعرها لين خدها المحمر

يا عمري الدنيـــا ما تسوى تنام وخاطرك زعلان
ولا به شي يستاهل يخلي قلبك يعاني
طلبتك
طلبتك كان لي خاطر
تبعد عنك الأحزان
فديت عيونك الحلوة
تبسم لو على شاني




" حبيبتي خلاص ابتسمي على شاني ، والله ما في يستاهل تبكين على شانه "
سلمى من شافته ما قدرت تحبس دموعها أكثر ، تكلمت من بين دموعها : طيب أنت ليه زعلان علي

حط يده على كتفها ، وأخذها ناحية الحديقة : راح أقولك لكن لا تزعلين علي
جلسوا على العشب الأخضر المشذب

وهو يناظر بعينها ، الدموع أعطتها بريق مختلف : بصراحة ما قدرت اليوم أتحمل وأنا أشوفك طالعه من الجناح وأنتي لابسة بلوزة بيضا والوايت كوت مفتوح

سلمى وهي مو فاهمه شي : البلوزة متينة مو شفافه أبد وطول عمري أفتح الوايت كوت ودايم أحافظ أن ما في شي من نحري يبان

عبد الله : عارف يا عمري ، لكن أنتي ما تعرفي تفكير الشباب .. أول ما يناظر البنت في صدرها
وما أحب ابد أحد يناظر زوجتي بها الطريقة .. لأن بصراحة شكلك كان فتااااان اليوم

سلمى خجلت من نفسها : عمري ما فكرت بهذي الطريقة ، طول عمري أحسن الظن بالناس .. وأحاول أحافظ على نفسي
عبد الله ، ابتسم لها : لأنك طيبه يا عمري .. وأنا ما أقول أن ملابسك فيها عيب ، لكن الأبيض أحسه مغري أو يبين المفاتن أكثر من غيره .. وأنتي الوايت كوت حقك واسع يعني في مجال تسكرينه وبكذا ما تبز مفاتنك

سلمى ابتسمت براحة : إن شاء الله ، لو تبيني أتنقب ما عندي ما نع
عبد الله : هههههههه ،والله ودي .. ودي يكون ها الجمال بس لي ..
لكن مراح أجبرك على شي أنتي ما تبينه ، إذا حسيتي حالك مو مرتاحة وأنتي كاشفه .. لأني مقدّر كيف أن في شي كاتم على أنفاسك طول اليوم

سلمى : من داومت ، عمري محد ضايقني لاني كاشفة بالعكس الكل يحترمني بالمستشفى ، إلا يحترم نفسة يجبر الأخرين يحترمونه ، وأحسن من بعض ناس متلثة .. وتزين ذيك العين بالكحل من صباح ربي لنهاية الدوام .. يعني يا زعم هي متنقبة وهي متبرجة

عبد الله وهو يقرب منها وهو متمدد على العشب الأخضر براحة ومتكأ على يده : يعني راضية علي اللحين

سلمى تمثل أنها ما زالت زعلانه وقلبت وجهها للجهة الثانية : لا مو راضية ، يعني على حساب كذا زعلان ، طيب كان قلت لي أول ما طلعنا من المستشفى .. مو تخليني كذا على أعصابي طول اليوم

مسك ذقنها ولفه ناحيته : آسف يا روحي ، ما قدرت أتمالك نفسي ، حسيت نفسي أغلي من الداخل ويمكن وقتها لو كلمتك يمكن أنفعل وأعصب .. يمكن على شان كذا سكت وما حبيت أكلمك

دفته سلمى من كتفه : وتتركني كذا طول اليوم ، ما أحبك
مسكها من يدها قبل لا تقوم : على وين
سلمى : بروح أنام وبخليك بروحك
سحبها بخفة لناحيته وهو مازال منسدح : مراح تنامين الليله ..
ما أقوى على زعل حبيبتي وتنام وهي زعلانه علي

سلمى بدلع : عبـــد الله
عبد الله وهو هيمان بحبها : عيـــونه


أحتوته بخجلها وحمرة خدها ، ظل مسحور بحسنها ، من خدها لين الشفاه ، وشعرها إلا ضاع بليله وتاه ..
دخل أصابعه بشعرها الأسود إلا يعشقه ويستنشق عطر ليله
سلمى : أنت مجنون ، أنا بكرة وراي دوام وأنت بعد
عبد الله : أيـــه مجنون ، إيش فيها لو جنينا ليوم واحد


*
*
*
*


بعـــد ما لفت الإسكارف الصوفي الملون حول رقبتهــا ولفت شعرها بشال يناسب لون ملابسهــا .. طلعت من الاسويت ونزلت للوبي وين مـا كحيلان ينتظرهـا

لقته جــالس عند أحد كنبات المتناثرة باللوبي وحاط رجل على رجل وحاط يده عند ذقنه

نادته بهدوء لأن شكله سرحان : كحيــلان
رفع رأسهـا لها ، وأخذ نظره خاطفة لكنه نقل بصرة بسرعة عنها ، ما يبيها تلمح نظرة الشوق بعينه ، تعب منها ومن جفاها مع أنها اليوم صايرة غير وتصرفاتها غريبه
ومحلوة أكثر بها الليل البـــارد

مشوا بقرب بعض ، أقرب من كل مرة

:
:


تمشينـــا بين أزقة ها المدينه الساحرة ببرد ها الليل .. الأنوار الهادئة تنزين الشوارع وكأنها نجوم مضيئة

أخذتهـا لمطعم شفته قبل يومين وعجبني جلسته هادئة ورومـانسيه
الشموع تزين المطعم واللون الأحمر يغطية من مفارش الطاولة لشموع ، وفرقة موسيقية تعزف الكمان تغري وتجذب الناس للمطعم

أول مــا وصلنا للمطعم ، لاحظت أن ملامحها كشت وقفت بعيد شوي ما تقدمت معي
: خير أسيل ، المطعم مو عاجبك
أسيل : أنت وين جايبني ، المطعم مررررره ظلمى ، مستحيل نجلس هنـا
ناظرتها مستغرب : المطعم جلسته رومانسيه ، وكله شموع
أسيل : لا والله تبي تعميني ، مستحيل أجلس بهذا المطعم

صبرك يــا رب .. لما شفتها مصره تركنـا المطعم .. أول مرة أشوف بنت بحياتي تكره الأماكن الرومانسية والهادئة

لقينـا لنـا مطعم بمحاذاة أحد القنوات المائية ، أسيل : هذا المطعم شكله نايس

صحيح أن رائحة الأكل إلا يقدمة مغرية ، لكن منظر البــار إلا بوسط المطعم وزجاجات الشمبانيا والكؤوس المغلوبة رددني
أسيل : يله كحيلان خلنـا ندخل
: شنو ندخل أنتي ناظري كل إلا بالمطعم قدامهم كأس شمبانيا أو كأس بيره
أسيل : طيب حنـــا وش علينا منهم
زفرت زفره قله الصبر، صبرك يا رب : كيف تبيني أدخل معك مطعم كله خمور وسكرانين
أسيل بعصبية : خلاص انسدت نفسي من كل شي ما عاد أبي آكل
ومشت وتركتني ، هذي أكيد جنت ، أنا ما أرضاها لنفسي على شان أرضاها لزوجتي نجلس بمطعم كل الموجودين يشربون خمر ويمكن بعد كم ساعة يبدؤ يسكرون وكسرون الكؤوس
:
:
:

مــلل ها الكون .. مــلل
مسفرني على شان يأخذني مطاعم عتمه وظلمه .. أيش دعوة خايفين يصرفون كهرباء .. حاطين لي شموع أرخص ما لت على وجيهم

ولما عجبني مطعم قال لي فيه خمووور ، طيب أغلب مطاعم أوربا تقدم خمر .. عجل ليه مسفرني ، إيش ها التخلف حنا إيش علينا من الناس .. كل واحد بحاله حنــا مراح نشرب معهم


تمشينـا بضياع بين الشوارع لين وصلنـا لساحة سان ماركو
كان فيه احتفال كبير قريب من المكان ، قال لي : خلينـا نروح نتفرج
ها المرة سكت لأن من جد بديت أجوع وعصافير بطني بدت تزقزق .. وصلنا لساحة ..
كان أزدحام سكاني غير طبيعي .. النـاس تأكل وهي واقف على طاولات دائرية مرتفعه وتشرب بيرة

كأنه مهرجان للمأكولات العالمية .. أنا من النوع إلا ما أحب أجرب أكل أنا ما أعرفه ، فاخترت لي مطعم ياباني .. حتى كحيلان جاء معي وقفنا في الطابور لين ما جاء دورنـا .. وأخذت لي طبق بالسمك والرز الأبيض وشوربة

ولقينا لنا طاولة نأكل فيها

بعد ما خلصنا أكل قال لي كحيلان أنه راح يروح يشتري لنـا عصير فواكه مع حلى
تابعته بعيني للمكان إلا راحة ..
بوسط الزحمة شفت ناس تجي توقف جنبي بنفس الطاولة وكلهم ما سكين كؤوس مدري هي بيرة والله خمر ، أنا لا شعوري خفت وكش جسمي ..
فقررت أروح ألحق كحيلان للمحل إلا راحة ..
لكن مدري كيف ضاع مني بوسط الزحمة وصلت للكوشك إلا يبيع عصائر ما لقيته .. ومع إزدحام الناس لقيت نفسي أتجه أتجاة ثاني .. تلفت حوالي علي ألمحة لكن ما لقيته .. قررت ألقى لي مخرج وأطلع من الزحمة ..

فمشيت ومشيت ، قلت أكيييد لو بمشي من الخلف راح ألاقي طريق يوصلني للجهة الأمامية ..
لكن لقيت نفسي أضيع بشوارع .. بوسط ها الليل
تلفت حولي .. أمشي في زران يق ضيقة وإضاءتها خافته
خفت من قلب .. أني ضايعه وغير كذا بمكان غير معروف .. أنا ما أدري أنا فين
وأشكال الناس إلا تمر غريبة مخيفة .. قرب مني رجال جثه .. مو مهتم لبرد الليل لابس تيشيرت كت ويده كلها فيها وشم مدري تاتو .. المهم أني إشمئزيت من شكلة
قرب مني أكثر وبانت أشكال التنين المرسومة على ذراعه
تكلم معي بالإيطالي أنا ما فهمت له
وبعدها قال لي : Are u Arabic , you speak Arabic or English
هزيت راسي بغباء ، خفت يعرف أني عربية ويعمل فيني شي : Farsi, speak Farsi
شفته كشر بملامحة ومشى .. بلعت ريقي لما شفته مشى .. حاولت أرجع بنفس الطريق إلا جيت منه
شفت مجموعه بنات وشباب .. يضحكون بشكل هستيري .. خفت خفت .. حسيت حالي بفلم رعب ، إحساسي أن كل إلا حولي رجال وناس سكرانين ..
صرت أركض بخوف حتى أني ما اشوف الطريق إلا قدامي .. صدمت بكتف رجل كهل .. هو الوحيد يمكن إلا ما خفت منه لأن يبين من ملامحه المشربة بالحمرة من البرد الطيب .. سألته برجفة وجسمي كله يرتعش والدمعة متعلقة بطرف رمشي .. عن الطريق إلا يوصلني لساحة ..

مسكين ما قصر مشى قدامي ودلني .. شكرته .. لما وصلت عند الجهة الرئسية لساحة ، لحظتها بس حسيت براحة لكني ما زلت مفتقدة للأمان
عيوني صارت تتابع الرايح والجاي .. علي ألمح كحيلان بينهم
وكأني أدور أبره في كومة غش ، طول ما أنا واقفة أقرأ آية الكرسي والمعوذات .. وقفت أكثر من ساعة أنتظره .. لين ما يئست
المشكلة لا معي جوال ولا الكرت إلا يفتح الغرفة

سمعت صوته يناديني ، وكأنه جاي من مغارة .. تلفت حولي بخوف .. وينه ما أشوفه

شفته مقبل أمــامي .. من غير شعور مني ركضت له
: أسيل وينك ، دورتك بكل مكان
بكيت ، بكاء طفله ضائعة وارتمت بحضنه خايفه يضيع مني مرة ثانية
لقيت الأمان والدفا بحضنـه .. عمري ما تخيلت أنه ممكن يكون الأمان لي
كحيلان : خلاص حبيبتي ، أنا جنبك ما صار شي
تكلمت من بين دموعي : لا تتركني مرة ثانية ، أخــاااف
أعطاني من زجاجة الماء إلا عنده وشربت شوي منها علي أهدأ وأروي ظمأي من الخوف إلا نشف عروقي


كملنــا طريقنـا للفندق وهو ماسك يدي ، خايف أنه يضيعني

شفتوا شعور إلا كان عطشان وارتوى من الماء .. ما همني وين يأخذني المهم يكون جنبي ولا يتركني بروحي ، غريب هذا الإنسـان .. دايم يلقى الأمان عند الشخص إلا يكره ويحاول يعذبه

لمساته الدافئة أشعلت بقلبي شعور غريب لم أفهمه لم يعيه عقلي
هل هو شعور عذب أم عــذاب !!

راقبت يده العريضة وهي تحاوط يدي الضعيفة بالنسبة له
وكأنه يقيدني كقيد السجين البرئ ، فهل يعشق السجين قيده أو يحن يوما له !!


وقفنـا على أحد الجسور إلا توصلنـا لطريق الفندق .. ونسائم الليل الباردة تضمني بكل جرأة وتطير طرف حجابي .. ناظرت المنظر بعيون تائهة


ليــل ونجوم وهبوب ..
ناظري الميناء العتيق
والمباني القديمة كلها شعر ومواعيد قديمة
كل عاشق ترك بصمته بها المدينة
ناظري هذا قمرنــا لو تغطية الغيوم
وعيني تغطيها أستار الضباب

ليه كل منـا هارب من مصيره ، ليـه نعيش حاله اغتراب
غريبين كغربه الماء على الشطان
تولدت غربتنا بهذا الطريق
كنت أحلم بجنه .. لأثنين من العشاق يفوح منها العبير
كنت أحلم بعباءة من النجوم أختبئ منها عن الأنظار
وماتت أمنيتي على شفتي وأضاء بريق من عيني


صحوت من رحله أفكاري لما شعرت بيده على كتفي .. غريبة هي مشاعري اليوم
ليه ما عدت أكرهه وأنفر منه مثل قبل .. سحر عينيه يجذبني يعلقني في هــــواه

مدري إيش صابني معقولة سحرني !!

: